شبكة ذي قار
عـاجـل










تنتشر ثقافة النفاق السياسي في أوساط المجتمعات التي تتميز بالتخلف على الرغم من مستوى التعليم في هذه المجتمعات لان التعليم ليس بالضرورة أن يقود إلى ثقافة حضارية ، وهذا النوع من الثقافات مدمر للعلاقات الإنسانية وأواصر الترابط الاجتماعي والوطني لأنه يولد حجما من عدم الثقة في أوساط المجتمع تقف عائقا في سبيل تطوره لأن أولى خطوات التطور أن تتوفر في المجتمع عناصر الثقة ما بين مكونات هذا المجتمع والطرف أو الاطراف المتبنيه لعملية الطور او التغيير الايجابي ، ومن اجل التقريب في الموضوع سأتناول أمرين يشكلان تدخلا" في الشأن العراقي الاول نتيجة الدفاع الشرعي لدرء الخطرر المهدد لوحدة التراب التركي والثاني نابع من عقلية التمدد على حساب الشعوب والامم لاعادة مجد يعشش في مخيلتهم بعدائيته وبغضائه وكرهه للامم والشعوب التي تعتز بحضارتها وتأريخها ، وان هذه التجاذبات منذ ان ارتكب جمع الكفر جريمته النكراء بحق العراق وشعبه وتجربته الرائدة التي انتجتها ثورة 17 – 30 تموز 1968 المؤسسة للمشروع القومي النهضوي الهادف الى تمكين الامة العربية من القدرة على التصدي لكل انواع العدوان وايجاد التوازن الاقليمي بعد تمكن الامه من امتلاك القدرات العلمية والتكنلوجية ، فأقول ارتفعت الأصوات داخل العراق في أوساط القوى التي تضامنت مع الغزو والاحتلال الأمريكي عام 2003 منادية بالويل والثبور بعد قرار الحكومة و البرلمان التركي على اقتحام المناطق الكردية في شمال العراق لمطاردة ميليشيات حزب العمال الكردستاني منددة بهذه الخطوة باعتبارها اعتداء على وحدة العراق وشارك في هذا التنديد كبار المسؤولين في حكومة ألاحتلال ،

ولم يتخلف عن ركب الشاجبين قيادات الميليشيات والأحزاب السياسية الطائفية المتعاونة مع المحتل واجتمع البرلمان العراقي وأصدر احتجاجا على هذه الخطوة واتخذت حكومة الهالكي خطوة مماثلة ، ومن اللافت للانتباه أن الذين نددوا وشجبوا وتباكوا على سلامة ووحدة الأراضي العراقية قد صمتوا بل اخرسوا امام الغزو والاحتلال لبلاد ما بين النهرين البوابة الشرقية للوطن العربي والحارس الامين لها ، جمجمة العرب العراق ولم يحركوا ساكنا بل ساهموا مع سبق الإصرار في تدميره وقتل وتهجير شعبه وتفتيت وحدة أراضيه في مسلسل طويل بدأ منذ أوائل التسعينيات وتأكد بعد الاحتلال بعنوانيه الامريكي والصفوي الجديد وتواصل إلى يومنا هذا من خلال النعيق الذي يرفعه حزب الدعوة العميل والمجلس اللااسلامي وغيرهم من هم صنعوا ليقتلوا عروبة العراق وليطمسوا هويته وتمكنوا من خلال دستورهم الصهيوني الصفوي المقدم من قبل الحاكم الامريكي بريمر ليعاد استنساخ مفرداته البعيده كل البعد عن حقيقة وتأريخ العراق والعامله على جعل العراق بلد مكونات لاتكون للمواطنة والوطنية اية دور في اعادة بنائه واسترجاع عافيته ليكون القوة الفاعله في محيطه والاقليم ، وحتى القانون ألغير ملزم الذي أصدره مجلس الشيوخ الأمريكي استنادا" على رؤية بايدن نائب الرئيس الامريكي والذي أوصى بتقسيم العراق إلى ثلاثة كيانات {{ كردية وشيعية وسنية }} والذي أذكى ألنعرات الطائفية والعرقية لم يحرك ساكنا لدى الساخطين على القرار التركي الذي اشرت اليه اعلاه ، أقول لم يحرك قانون التقسيم الخطير الذي هو خط أحمر بكل المعايير الوطنية والشرعية لان ألله جل علاه خلق العراق ارضا" وشعبا" بامتداد التأريخ والذي يؤسس لاشتعال حروب طائفية وإثنية مستقبلية في العراق يكون حريقها الشعب والخيرات وما تحقق من انجاز على مستوى سني الحكم الوطني مابعد نفاذ معاهدة لوزان ولحين ارتكاب المجرم بوش الابن جريمته العدوانية المنتهكة لكل القيم الانسانية والقانونية والشرعية الدولية ليكون العراق المستباح بكيانية بسياسة طائفية وعرقية غير معهودة بالمجتمع العربي ليكون أنموذجا لمثيلات لها بالدول المجاورة والتي بينتها الخريطة المسربه من وزارة الخارجية الامريكية المتناغمه مع الشرق الاوسط الجديد الذي بشرت به رايس وزيرة الخارجية الامريكية الاسبق ،

ردة الفعل التي يستحقها لدى المتباكين والمدعين الحرص على وحدة الأراضي العراقية وان دموع التماسيح التي ذرفوها لم تكن حزننا" على انتهاك التراب العراق وعدم القدره ، بل لان قوة اخرى تواجدت على الارض العراقيه التي لايرغبون غير الصفويون الجدد ان يكونون هم اللاعبيين ، وان تلك الدعوتين مرفوضتين كل الرفض ليس بلفظه بل بالفعل الميداني ، والشرفاء هم وحدهم الذين أعلنوا موقفا واضحا وصريحا منذ البداية من الغزو والاحتلال الامبريا صهيوني صفوي جديد وإفرازاته وأخطرها قانون تقسيم العراق وطمس هويته القومية بدستورهم المشبوه المرفوض شعبيا" ، ولرب هناك من يقول ان الدستور تم الاستفتاء حوله وحصل على القبول الشعبي فالرد الواقعي والحقيقي على هؤلاء ان الاستغفال والتضليل والدجل الذي مارسته العمائم باسم المرجعية الدينية والايحاء الى العراقيين وخاصة الغالبيه وهم البسطاء الذين يرون بالمرجعية هي المخلص من العقاب الرباني مابعد الحياة ووفق القول {{ ذبها برقبة عالم واطلع منها سالم }} جعل المواطنين يقولون نعم للدستور حتى لاتحرم عليهم نسائهم واموالهم وجهنم وبئس المصير ، نعم هذه هي علامات الاجبارالتي مارستها العمام المسيسة التي باعت الاخره بدنيا مال السحت الحرام والمنافع والاهواء ، والذي يمثل خطوة شريرة على طريق تفتيت وإعادة صياغة الخارطة السياسية للعراق وللمنطقة العربية وفقا للاستراتيجية الأمريكية الهادفة الى أن يكون الكيان الصهيوني هو القوة الوحيدة التي تمتلك كل امكانات الهيمنة والسيطرة امام الكانتونات المتناحرة والتي تكمن بحقيقتها معاني الصراع الابدي ،

وبما يخدم أهداف السيطرة على مقدراتها وتهيئة المناخ لتحقيق مشروع الشرق الأوسط الجديد ، تقسيم العراق هو الأخطر على الإطلاق ضمن كل ما واجهه حديثا هذا البلد الجريح ، ومخاطره تمتد إلى ما هو أبعد من العراق لتشمل الوطن العربي بأكمله والتي تتطلع الصهيونية لتفتيته إلى كيانات مجهرية تدور في فلكها وسيكون من نتائجه إضعاف الهوية العربية الإسلامية { وها نحن اليوم نعيس بالملموس ما يحصل بفعل مايسمى بالربيع العربي الذي هدفه وغاياته اذكاء الفكر الطائفي الشعوبي وتمزيق النسيج المجتمعي المتعايش ليكون ابناء الوطن متقاتلين لاحرمه للدم الوطني ولا أمن وأمان في البيت او الشارع أو العمل بل يجبر الفرد على هجرة ترابه الوطني كي ينجو بجلده } ، ليتلازم التفتيت الجغرافي بالتفكيك الثقافي إضافة لذلك يقف قانون التقسيم على الضد من حق تقرير المصيرالذي أوصت به كل الشرائع السماوية والقوانين الوضعية ، ليخرق بايدن والاداره الامريكية بشكل واضح وصريح ميثاق الأمم المتحدة ومبادئ القانون الدولي ويعتدي على الأمن القومي العربي الجماعي ، والمواثيق الدولية التي تؤكد على عدم جواز المساس بوحدة الأراضي وقوانين البلدان التي يتم احتلالها بالقوة العسكرية وحماية مواطنيها من كافل أشكال وصور الابادة والجرائم التي ترتكب بحق الانسانية ، وهو أيضا مخالف للقرار رقم 1483 / 2003 في 22 / 5 / 2003 الذي صدر بعد غزو واحتلال العراق ، واتفاقيات جنيف عام 1949 وقواعد لاهاي عام 1907 ، التي لا تجيز لإدارة الاحتلال إجراء أية تغييرات دستورية أو قانونية أو هيكلية بالبلد المحتل أو العبث بوحدة أراضيه

يتبع بالحلقة الثانية






الثلاثاء ٢ رجــب ١٤٣٦ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢١ / نيســان / ٢٠١٥ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب زامــل عــبــد نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة