اعتادت ايران الشر والرذيلة أن تتوسع عدوانيا خارج حدودها وتتوجه بهذا العدوان على اقطار الخليج العربي والعراق، حتى بلغ بها الامر أن تفرض وصايتها على اجزاء من الارض العربية في الخليج العربي كما حدث بالنسبة للجزر العربية الإماراتية الثلاث طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى، ومناداتها بفارسية البحرين ، وقد توالت الاطماع الفارسية في عربستان بالرغم من عروبة هذه المنطقة وأختلافها عن ايران أختلافا كليا في الولاء القومي واللغة والتاريخ.

يحدثنا تاريخ العنصرية الفارسية ، بأن كريم خان الزندي قد قاد حركة تفريس ضد هذا الاقليم العربي عام 1764 وأوقع بقبيلة كعب العربية خسائر كبيرة ودمر مدينة الدورق ، وبالرغم من ضراوة هذا العدوان فقد جابه عرب هذا الاقليم المحتلين الفرس بكل بسالة وتضحية ، وكجزء من خطة التفريس التي أتبعتها الانظمة الايرانية المتتالية ، فقد فتحت باب الهجرة الفارسية الى منطقة عربستان ، وهي خطة شبيه بتلك التي تتبعها السلطات الصهيونية في فلسطين المحتلة ،حيث تمارس سياسة تطهير عرقي ضدهم وذلك باللجوء الى استخدام الإجراءات التعسفية لإزالة الهوية العربية من خلال تغيير أسماء المدن من القرى الاحوازية من العربية الى الفارسية ومنع مواطنيها من تعلم اللغة العربية ، فأصبحت الاحواز الاهواز، واصبحت عربستان خوزستان، ونهر دجيل نهر كارون، ونهر المسرقان نهر كركر، ونهر السويب نهر كرخة، والمحمرة خرمشهر، وعبادان أبادان، والحويزة دشت ميثان، والفلاحية شاوكان .

وذكر عادل السويدي الاحوازي، في ندوة عقدها حزب الوفاق القومي الناصري ،في ذكرى 12 للاحتلال العراق في القاهرة، أن النظام المتسلط في ايران رحلوا 1500 احوازي في احدى الإنتفاضات الى طهران مشيا على الاقدام ليصل منهم 46 شخصاً فقط .

وفي سنة 1936 عمدت ايران الى اقتطاع مساحات كبيرة من أرض الاحواز وضمتها الى ولايات مجاورة بهدف تقليص مساحتها تحت ستار أجراء التنظيمات الادارية الحديثة.

وفي نهاية القرن التاسع عشر أعتبر حكام طهران القبائل العربية المتواجدة على السواحل العمانية تابعة لهم ثم طالبوا بجزيرة صيري واحتلوها سنة 1887 ثم اعادوا احتلالها سنة 1964 رغم عائدها لأبي ظبي .

في سنة 1941 أرسلت الولايات المتحدة الامريكية أول بعثة عسكرية لتدريب قوات الامن الايراني، ثم اردفتها سنة 1942 ببعثة اخرى لتقديم المشورة للجيش الفارسي.

وفي 30 تشرين الثاني 1971 قامت القوات الفارسية الصفوية بغزو واحتلال الجزر الاماراتية الثلاث طنب الكبرى وطنب الصغرى وابو موسى، وتشريد سكانها جميعا ، وبذلك انتهك الفرس الصفوين مباديء القانون الدولي المعاصر. أن توقيت أحتلال هذه الجزر بانسحاب الاستعمار البريطاني هو محاولة من جانب الشاه لان يرث التركة الاستعمارية ، ويفرض وصايته على المنطقة لصالح الاستعمار الامريكي الجديد .

ومنذ سنة 1927 طالب رضا بهلوي بالبحرين ، والواقع ان نعرته العدائية للعرب تظهر بصورة جلية في وصيته لابنه محمد رضا ، اذ قال له : لقد حررت الشاطيء الشرقي للخليج من العرب ، وعليك أن تحرر الشاطيء الغربي . وفي سنة 1957 أعلنت ايران الشر أعتبار البحرين جزءا من الاقاليم الايرانية باسم الاقليم الرابع.

قد كشف الشاه الفارسي عن أطماعه في الخليج العربي في مقابلة صحفية مع وكالة الانباء الالمانية في 23- 5-1967 حيث قال ردا على سؤال عما اذا كان (جلالته !!) يعتبر الخليج العربي منطقة نفوذه ، بقوله: أية منطقة نفوذ ، أنا لا أسمي هذه المنطقة منطقة نفوذ ، وانما هي منطقتنا الحيوية .

أما موقف العنصرية والحقد الفارسي من العراق ، فموقف ملغوم بالحقد والعدوان ، وفي زمن الخميني زعم قائد القوات البرية أن العراق فارسي وهو جزء من ايران . واستمرار في العنجهية والغطرسة الصفوية لحد الان نجد أن نظام ولاية الفقيه يؤكد حقيقة نواياه المشبوهة وتهديداته المتكرر لضم مناطق اخري وتوسيع أطماعه غير المحددة ومن التصريحات الاستفزازية الاخيرة ، للجنرال يحي رحيم صفوي مستشار الولي الفقيه للشؤون العسكرية والتي قال فيها : بأن حدود بلاده الحقيقية ليست كما هي عليها الأن ، بل تنتهي عند شواطي البحرالابيض عبر الجنوب اللبناني، وأكد أيضا بأن لبلاده مهمة الدفاع عن البلدان الاسلامية . كما وصرح مستشار الرئيس الايراني لشؤون القوميات والاقليات المذهبية علي يونسي ، التي اعتبر فيها أن بغداد عاصمة الامبراطورية الفارسية. وصرح الوزير علي شمخاني ، باننا نتحكم الآن باربعة أقطار عربية .

وقد تعاونت بلاد فارس مع الاستعمار الغربي في مواجهة العراق ، ففي عهد الشاه عباس الصفوي ظهر في البلاط الفارسي مغامران انكليزيان ، هما السير أنطوني والسير روبرت شيرلي.. ومكنّاه بمساعد صانع مختص بصناعة المدافع كان يصحبهما من ان يسلح الجيش الفارسي بسلاح المدفعية التي صبّت حممها على بغداد.وفي الحرب التي فرضت على العراق تعون خميني المقبور مع الكيان الصهيوني عبر جسر جوي لنقل السلاح لجيش الخميني . وهناك تحالف مصالح مشتركة مع امريكا ، حسب ما ذكر في كتاب تريتا بارزي ،- الذي حضر مباحثات الملف النووي ضمن الجانب الامريكي-، حلف المصالح المُشتركة ، التعاملات السرية بين اسرائيل وايران والوريات المتحدة .

وفي نيسان 1969 أطلقت الاجهزة الدعائية لحكم العمالة الشاهنشاهية صراغها حداداً على أرواح الخونه والجواسيس الذين اعترفوا بأرتباطهم بأجهزة المخابرات الصهيونية والامريكية وقالت محاكم عراق الثورة فيهم كلمتها الحاسمة فقضت باعدامهم.

وعمد النظام الايراني الى الغاء معاهدة شط العرب لعام 1937 من جانب واحد خلافا لكل المواثيق الدولية وخروجا على ابسط قواعد القانون الدولي .

وبعد ثورة خميني المزعومة ، شهد العراق أمثلة دنيئة غادرة من الحقد الفارسي الاسود النابع من عقيدة كورش الزرادشية ومن مخلفات التلمود العدوانية هو الذي أباح للعملاء من شراذمهم أن يريقوا الدم الطاهرفي حادثة الجامعة المستنصرية وموكب تشييع الشهداء . فماذا يريد أصحاب هذا الدين وسدنة المجوسية المعاصرة ؟ هل يريدون أن نخاف الموت ؟ .

لقد قال شهيد الحج الاكبر صدام حسين المجيد لجموع الطلبة في جامعة المستنصرية : نعم ان العراقيين يرقصون طربا على أكتاف الموت ، لانهم في ظل مباديء تموز ، يفهمون الحياة ، ويفهمون رسالتهم من أجل الحياة، وعندما تقتضي رسالتهم من أجل الحياة أن يرقصوا على أكتاف الموت فرحاً فانهم يفعلون ذلك .