شبكة ذي قار
عـاجـل










متابعة المشهد اليمني نجد ان ملالي قم وطهران لهم فعل الاشرار في الشأن اليمني وذلك لاهميته الاستراتيجية ، والمشهد السياسي اتجه للتعقيد منذ احتلال جماعة أنصار الله { التابعة للحوثي } للعاصمة اليمنية صنعاء والعالم يحبس أنفاسه لمعرفة ما سيحل باليمن وكيف سيكون عليه المشهد في البلد الذي كان يسمى ذات يوم باليمن السعيد ؟ ، فهل سيكون اليمن ملتحقا" باشقائه في العراق وسوريا وليبيا ، أم هناك من ينقذه ليحافض على سعادته التي لازمته عبر التأريخ ؟ وللإجابة عن السؤال أعلاه يرى بعض المهتمين بالشأن اليمني أن احتلال العاصمة صنعاء من قبل الحوتيين كان بداية لسقوط اليمن في قبضة الذراع المتقدمة للحرس الثوري الإيراني { أنصار الله } وإن تصدّر الحوثيون المشهد بإدارة الصراع بالتنسيق مع الغريم الحليف علي عبد الله صالح الذي بات يدار من طهران وليس من صعدة حيث يوجد عبد الملك الحوثي ، فقد خرجت اللعبة في اليمن عن سيطرة الأطراف الدولية والإقليمية التي شغلتها امور ثانوية والعقدة من بعض الاطراف السياسية عن الخطر الإيراني الزاحف للمنطقة والذي ستكون هناك هزات ارتدادية لزلزال اليمن عند تمكن ولاية الفقيه من ابتلاعه وضمه الى هلالها التي تمكنت من تشكيل اغلبية مكوناته من خلال بسط نفوذها الكامل والمؤثر في كل المجالات واللاعب القوي في كل من { العراق ، سوريا ، لبنان الذي تمكنت من تعطيل الشرعية الدستوري فيه من خلال ذراعها النافذ حزب الله وامينه العام حسن نصر الله } وانعكاسات هذا الزلزال سلبية على محيطه العربي عموما والخليجي خصوصا ،

وعند اعادة النظر على المشهد اليمني والحراك الذي يجري فيه وخاصة بعد فشل الاتفاقيات الكثيرة التي توصلت إليها الأطراف اليمنية برعا ية مبعوث الأمم المتحدة جمال بن عمربالرغم من الشكوك التي تطرحها بعض الاطراف حول نزاهته وجديته وحيادته بات واضحا أن قطار الثورة اليمنية قد انحرف عن مساره وأن تعقيدات المشهد اليمني أصبحت أكبر من جهود الأمم المتحدة نتيجة لمهارة لاعب الشطرنج الإيراني في انتزاع القطعة تلو الاخرى من الكيكة اليمنية وبما يحفز شهيته الى الاكثر والابعد من بين يدي اللاعب الأميركي الذي يتواجد في اليمن تحت عنوان محاربة القاعدة وتوجد له قاعدة لانطلاق طائراته بدون طيار ليصطاد بين الحين والاخر قيادات من القاعده قتلا" بصواريخ تلك الطائرات ، وهذا اللاعب { الامريكي } لا يجد غضاضة في التراجع خطوة إلى الوراء كل ما تأكد له أن حلفائهم بالسر الإيرانيين جادون في اللعب وأن العرب راضون ببقائهم قطع شطرنج تلعب بها القوى الأخرى ، وهذا ما يستدعي من أي كاتب أو محلل سياسي العودة إلى خيوط اللعبة وأهم القوى المأثرة حاليا في الأوضاع اليمنية ،

إيران في وقت الشاه أو خلفه خميني تسيطر عليها نزعة الانبعاث الامبراطوري لاعادة مجدهم الفارسي الصفوي ليكونون قوة إقليمية كبيرة وتجسد ذلك بسلوك الشاه وما طرح منذ وقوع التغيير المعد لنظام الشاه { شعار تصدير الثورة الاسلامية } وحقيقته الهيمنة على المنطقة وتصدّر المشهد الإقليمي كلاعب رئيسي فيها استطاع التمدد إلى دول الجوار العربي مستعينا بوجود بؤر من المقلدين لمرجعية ولاية الفقيه والتابعين بالاضافة الى منهم من الاصول فارسية فنجحت إيران في مساعيها ووجدت في عبد الملك الحوثي وجماعته ضالتها التي بحثت عنها كثيرا في اليمن وبدأت تمده بالمال والسلاح على مرأى ومسمع من العالم أجمع وخلافا لما هو موجود في العراق وسوريا ولبنان وبعض دول مجلس التعاون الخليجي ظل اتباع اهل البيت في اليمن من أتباع المذهب الزيدي ينئون بأنفسهم عن الخضوع لولاية الفقيه القائمة على المذهب الجعفري المنافي عقديا للمذهب الزيدي الأقرب إلى مذاهب الاسلامية الاربعة وإدراكا من إيران لأهمية وقيمة اليمن الاستراتيجية واصلت السعي إلى تحقيق حلمها المتمثل في الهيمنة على اليمن وبدأت منذ عقود تبحث عن رجل يمني يستطيع أداء الدور الذي يقوم به لمصلحتها حسن نصر الله في لبنان ،

حيث أكد المفكر الإسلامي الدكتور عبد الله النفيسي أن إيران قامت في العقدين الأخيرين بإرساليات متتالية إلى اليمن مستعينة بنفوذ قوتها البحرية على بعض الجزر قبالة السواحل اليمينة وأنها أنشأت قاعدة بحرية مهمتها الأولى والأخيرة زرع قوة تابعة لها في اليمن تستطيع زعزعة استقراره والاستفادة من موقعه الاســــتراتيجي في تطويق دول الخليج العربية التي تجاهلت مشاكل اليمن الذي يعتبر بمثابة العمق الاســـتراتيجي لدولها ، ولكن ســـرعان ما اكتمل هلال ولاية الفقيه وتحول إلى قمر انتشــر ضياءه ليعم المنطقة العربية المحاذية لإيران تقريبا ، فبعد نجاح الثورة الشعبية اليمنية في إسقاط على عبد الله صالح ودخول اليمن في دوامة من عدم الاستقرار بدأ رجل إيران القوي عبد الملك الحوتي يلعب على كل الحبال مستفيدا من الوضع القائم ، خصوصا وأن عدوه اللدود المثخن بالجراح على عبد الله صالح أبدى استعداداه للتنسيق والعمل معه لإسقاط الثورة اليمينة وإرباك المشهد برمته كي يعود الى السلطة من جديد او الحصول على الضمانات الاكثر بعدم احلته على القضاء وملاحقته على الفساد و ما لحق بالشعب اليمني وخاصة الجنوبيين من مظالم ، انتهز الحوثي هذه الفرصة السانحة وبدأ في التخطيط للهيمنة على اليمن بشكل مباشر بعد انتهاء صلاحية حكم الرجل الضعيف المتسم بعدم الحسم عبد ربه منصور هادي الذي منح هو الآخر للحوثيين فرصة لا تعوض وحققوا في عهده مكاسب كبيرة دون أن يثير حفيظة بقية القوى اليمنية التي ظلت على الهامش تنظر إلى ما يجري بترقب وحذر ،

باستثناء تنظيم القاعدة وبعض قبائل اليمن التي رأت من اليوم الأول أن الحوثيين إن لم يجدوا من يقف في وجههم فسيحولون اليمن إلى ولاية إيرانية تدار من طهران عن طريق الجنرال قاسم سليماني قائد فيلق القدس الايراني المتواجد فعليا" على الساحتين العراقية والسوريه ويرتكب الجرائم بحق ابناء العراق الاصلاء الرافضين للاحتلالين الامريكي والصفوي ، والمكلف بإدارة ملفات الدول العربية التي تتدخل فيها إيران عسكريا بشكل أو بآخر من قبل خامنئي الذي يرتبط به مباشرة ، وهنا لرب يثار السؤال { ماهي الدلائل التي تؤكد وتوثق التعاون الامريكي الايراني ؟ } فالاجابة منذ هجمات الحادي عشر من سبتمبر 2001 ودخول الولايات المتحدة الأميركية في حرب مفتوحة مع القاعدة وجدت إيران فرصتها في التقارب مع الغرب والاشتراك معه في حرب العدو المشترك في كل من العراق وسوريا ، واليمن الذي تحول إلى ميدان مفتوح لهذه الحرب بعد هجمات نفذها فرع تنظيم القاعدة في اليمن ضد مصالح أمريكية كان أخطرها الهجوم على المدمرة { يو س س كول } التي كانت راسية في أحد موانئ عدن ،

وهنا قبلت الادارة أميركا بالجلوس وكما يقال تحت الطاولة مع إيران والاتفاق على تقاسم الكعكعة المتمثلة في تحديد مناطق النفوذ لكلا الدولتين ، فأميركا لا يهمها سوى منابع النفط في الخليج ، أما بقية الدول العربية فهي مستعدة لتركها لإيران التي تفكيرها الاستراتيجي لا يقف عند حد وتعي أن من يسيطر على الممرات البحرية في المنطقة يمكن أن يفرض لغته ومصالحه على العالم الأجمع بغض النظر عن أماكن آبارا النفط ، فالنفط في نهاية المطاف سينضبط في يوم ما ، وفي الوقت الحاضرلن يمر إلا عبر تلك الممرات التي من أهمها باب المندب في اليمن ومضيق هرمز المسيطر عليه ايرانيا" منذ عقود خلت ، يتخوف كل المعنيين بالامن القومي والوطني كل ضمن حدوده من انزلاق اليمن إلى حرب أهلية ستكون أخطر حرب أهلية يشهدها الوطن العربي نظرا لشراسة اليمنيين وتمرسهم في القتال وانتشار الأسلحة بينهم بمختلف انواعها وكحد ادنى الخفيفة والمتوسطه وقبل ان يتم الاستيلاء على مخازن السلاح في منطقة عمران وغيرها ، بعد تشخيص لعبة القوى الدولية في المنطقة نستطيع أن نستشرف مآلات الأوضاع في اليمن الذي يرى بعض المراقبين أنه مقبل على الانفصال من جديد ، وأن بوادر الانفصال قد بدأت بإعلان الجنوب عدم الاعتراف بما يجري في صنعاء ورفض نواب الجنوب المشاركة في جلسات البرلمان في صنعاء ،

فيما يتخوف البعض من انزلاق اليمن إلى حرب أهلية ستكون أخطر حرب أهلية يشــــهدها الوطن العربي نظرا لشـــراســـة اليمنيين في القتال وانتشـار الأسـلحة بينهم ، وأكثر المتفائلين يرون أن جماعة { أنصار الله } ستتبع نهج حزب الله في لبنان عبر المشاركة مع بقية الأطراف في إدارة دولة ضعيفة عسكريا يكون لأنصار الله فيها اليد الطولى في اتخاذ القرارات المصيرية ؟ معتمدين على ما استولوا عليه من أسلحة كثيرة ستمكّنهم من فرض رؤيتهم السياسية على المشهد اليمني ، ويجمع المحللين بالشأن السياسي اليمني على أن سيطرة الحوثيين على اليمن ستكون لها نتائج كارثية على الأمن في منطقة الخليج العربي ، خصوصا المملكة العربية السعودية التي تشترك مع اليمن في حدود برية طويلة ربما تتيح المجال لإيران في تزويد سكان المنطقة الشرقية السعودية بالعتاد والسلاح بعد ان تمكنوا الملالي من ايجاد موطىء قدم لهم من خلال بعض المقلدين والمريدين لنظرية ولاية الفقيه ، ومن ثم اتباع نفس خطوات الحوثيين وتكتيكهم الذي أوصلهم في نهاية المطاف إلى الاستيلاء على اليمن بعد صراع طويل ،

ويخشى هؤلاء من أن تواصل إيران الزحف على ما تبقى من دول المنطقة التي أكد قائد أركان الحرس الثوري قبل فترة أن بلاده أحكمت قبضتها على كل من {{ العراق ، وسوريا ، ولبنان ، واليمن }} وأن الزحف الإيراني لن يقف عند حدود معينة طالما أمكنه مواصلة السير في كل الاتجاهات في المنطقة العربية ، ومن هنا فان مشروعية العمليات العسكرية بعاصفة الحزم كان امرا" واجبا" وطنياط وقوميا" ولابد ان يكون هناك الضغط المستمر ومن خلال المحافل الدولية باسلوب الاقناع لالزام ايران او اجبارها على الانسحاب من الجزر العربية الثلاث التي كانت بشأنها قرارات من مؤتمرات القمه العربية والجمعية العامه للامم المتحده وماذهب اليه الرئيس التركي هو عين الصواب من حيث انسحاب التواجد الايراني المليشياوي من العراق وسوريا واليمن ولبنان لابد ان يتعامل معه القاده العرب وهم اليوم مجتمعين في مؤتمرهم بمصر العربية

ألله أكبر    ألله أكبر    ألله أكبر
والعزة والنصر لامة العرب في كل مواجهاتها مع اعدائها






الاثنين ١٠ جمادي الثانية ١٤٣٦ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٣٠ / أذار / ٢٠١٥ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب زامــل عــبــد نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة