شبكة ذي قار
عـاجـل










مثل من أطلقه يتسم بالحكمة والعقل الراجح في التعامل مع الامراض التي تهدد الحياة والبقاء للجسم واني اراه ينطبق مع الواقع العربي الذي شهد الامراض المستعصية بسبب ما فعله الاعداء التقليديون أو من أفرزته حركة التأريخ بسلبياتها والمنافع والاهداف التي يرافقها الظلم والطغيان والجبروت والاستلاب فالعرب منذ سقوط بغداد عاصمة الدولة العربيىة الاسلامية عام 1258 م على يد من ملىء الحقد والكراهية للعلم والعطاء والانسانية لتتحول بغداد الى مسرح ابشع الجرائم في حينه لم يسلم منها البشر والشجر والكتاب بما يحتويه من علوم ومعرفه وكما يوثق التأريخ الى تحول مياه نهر دجله الى ان تتلون بالوان احبار الكتب التي تم رميها فيه ،

ويستمر المشهد من حال الى حال بمستواه او الاكثر بؤسا" وشقاء ومظلومية تسلط فيها اقوام سيطرعلى عقولهم كل مسالك الشر والانتقام وفي اجواء الحرب الكونية ومن أجل القضاء فعلياط على الرجل المريض والتهام ممتلكاته وما فيها من ثروات وخيرات واهمية ستراتيجية تخدم تطلعاتهم التوسعية كانت هناك الشعارات التي رفعوها كي يكسبوا ميل العرب الذين يحتاجون من يعينهم على امتلاك ارادتهم والتخلص من التسلط والهيمنة باسم الدين مما أثر سلبيا" على تطلعاتهم وحتى هويتهم وأصبحت الارض العربية ميدان للتوافق فيما بين الامبراطوريتين العثمانية والفارسية وما تم ابرامه من اتفاقيات كان ضحيتها التراب العربي { اتفاقيات ارض روم الاولى والثانية التي تمددت بموجبها الامبراطورية الفارسية على التراب العراقي وغيرها في اكثر من ارض عربية اخرى } فاصطف الثوار العرب مع الانجليز كي يحصلوا على حريتهم الا ان الحرية التي كانت ان يخرجوا الموحده ارضهم في ضل الامبراطورية العثمانية الى دول موزعه فيما بين البريطانيين والفرنسيين والطليان يرافق ذلك زرع مسببات التنازع والتصارع فيما بين العرب من خلال الحدود التي رسموها لمسخ الهوية الحقيقية للوطن العربي ، وبعد انكفاء الامبراطورية العثمانية الى دوله تحكمها العلمانية التي يفهمها الاخرون ماهي الا ردة فعل على الدين الاسلامي ،

وبالمقابل بلاد فارس المتطلعه دوما" الى التمدد توسعا" على جيرانها وفكانت الضحية الاولى اقليم الاحواز من خلال الخديعة التي مارسها الشاه لاعتقال الامير خزعل الكعبي امير الاحواز ومن ثم ضمها الى الاراضي الايرانية وممارسة ابشع وسائل التطويع المرفوقة بالاذلال والانتهاك للحقوق الانسانية خلافا" لكل الشرائع والمواثيق السماوية والوضعية بالاضافة الى التمدد على حساب التراب الوطني العراقي في مناطق زين القوس والشهابي والشلامجه والكرخه وغيرها بالاضافة الى ممارسة التجاوز المستمر في منطقة شط العرب والتعرض الى الصيادين العراقيين وحركة البواخر التجارية من أجل اثبات الامر الواقع الذي تعودوا عليه في منهجهم القديم الجديد ، وبعد انتصار العراقيين بثورتهم الخالدة 17 – 30 تموز 1968 كان لابد من ممارسة الكي المطلوب لهذا الفايروز الخبيث عندما تمادى نظام الشاه بالتأمر المباشر بالتنسيق مع التحالف الانكلوا امريكي عام 1969 عندما تم وئد المؤامرة والقبض على ادواتها ومنفيذها وتصفية الشبكات الجاسوسية وتعليقهم بساحة التحرير ببغداد العز ليكونوا عبره لمن تسيطر على عقولهم نوازع الدنيا ومغرياتها حتى بيعهم وطنهم ويخلوا بالامن الوطني والقومي وكان لابد من انهار الدور الذي يمارسه حصان الرهان الذي كان ميدان الاستنزاف الاقتصادي للعراق ولاجل عدم تمكن الثورة من تحقيق اهدافها ومشروعها النهضوي لاسعاد الشعب العراقي وتمكينه من التعامل مع العلوم والتكنلوجيا لتحقيق النهضة الوطنية فكانت اتفاقية الجزائر عام 1975 بالرغم من بعض ما فقده العراق بسببها لان الاهم والابعد الامن الوطني القومي والاستقرار الداخلي والاستثمار الفعلي للقدرات المالية المتحققه بموجبها وبنتائجها ، لكن الاخطبوط الذي كان يحركه نظام الشاه في العراق والخليج العربي والمتمثل بالتنظيما ت الطائفية التي تمز زرعها في قسما" من الاقطار العربية لتكون موطىء قدم متقدم له يحرك في اي وقت يشاؤون ومتى يشاء ،

وبعد حصول التغير المعد مسبقا" في النظام الايراني من الشاهنشاهي الى العمائم استمر استثمار هذا الاخطبوط بشكل اكثر تطرفا" وتسليحهم ومدهم بكل الامكانات التي تمكنهم ايقاع التأثير المباشر بالامن الوطني للاقطار المستهدفه تحت مسمى تصدير الثورة الاسلامية ، وكان العراق هو الهدف الاول لما يشكله من مركز قوة عربية عند التمكن منه سيكون الخليج العربي الاسهل هظما" وابتلاع واستمر التصعيد حتى بدء العدوان الايراني المبيت في 4 / 9 / 1980 مدعوما" من قبل امريكا والصهيونية وعرب الجنسية وهؤلاء جميعهم جمعهم الحقد والكراهية والحسد الانتقام ولكن القدرة القيادية والوعي الشعبي والقدرة على التعبئة كان الرد الحاسم يوم 22 / 9 / 1980 وهو الكي الثاني الذي تمارسه القيادة الوطنية القومية العراقية واستمر هذا الكي حتى اجبر خميني على البوح بانه رجل سياسة وليس رجل دين خالص لله عندما قال قوله {{ قبول قرار وقف اطلاق النار كأنه كأس سم زؤان اتجرعه }} فكان العراق المنتصر وكان يوم الايام 8 / 8 / 1988 ، وبعد اللعبة التي لعبها جمع الكفر والرذيلة والسوء كان الذي كان يغزى العراق ويحتل العراق ويحل الجيش العراقي والاجهزة الامنية لتخلى الساحه الى من يراد لهم دمار العراق وتخريبه ،

ويجتث الفكر القومي الثوري الذي يوقظ الوجدان والضمير ويوحد الصفوف لتتسع دائرة السوء { بطائفيتها ، ومذهبيتها ، وشعوبيتها ، وفسادها وافسادها ، وشراهتها للمال السحت الحرام ، وجهلها وشهاداتهم المزوره } ففتحت ايران الحدود تحت عنوان الحرمان من زيارة المراقد المقدسه في العراق وايران لاجل تمرير جيوشهم وعملائهم وفيلقهم الى الداخل العراقي ليقومون بجرائمهم باستهداف القيادات العسكرية العراقية في القادسية الثانية المجدية والطيارين العراقيين والمناضلين والوطنيين والعلماء بمختلف شرائحهم واختصاصاتهم ، وباحتلال العراق وما لحق به والمليشيات التي تجاوز عددها 30 مليشيا كان لايران الفرصه الاكبر والاوسع للتمدد فالتهمت سوريا العروبه تأسيسا" على ارتماء حافظ الاسد في احضانها وجنوب لبنا ن واليمن بعد ان تمكنوا من تغييير الموقف عند الحوتيين وارتماء قيادتهم الدينيه تحت عباءة ولاية الفقيه ليكون المجال المنفتح على التدخل بالشن الخليجي وخاصة العربية السعودية لما تشكله من ثقل ، وأخذ الايرانيون يعلنونها جهارا" نهارا" بانهم اللاعب الاقوى في المحيط وانهم القوة الاقليمة التي لابد ان يأتيها الجميع خانعين مطيعين وان بغداد عاصمتها احياءا" لامبراطوريتهم التي هدم كينها بالسيف والساعد العربي في القادسية الاولى ونهاوند { فتح الفتوح } وهنا كان لا بد من الكي لاستأصال هذا الداء وكان من الضروري ان يكون الكي عاصفاً لاعوده بعده للفايروز كي ينموا ويعاود نشاطه ، فحتى اللحظة الاخيرة حاولت العربية السعودية اعادة { انصار الله وحقيقتهم انصار ايران الصفوية } الحوثيين الى جادة العقل والصواب ليفكروا بيمنيتهم ، ونظرا" لاستمرارهم وحليفهم علي عبد الله صالح الذي سيطرت على عقله نزوات الدنيا الفانية ليكون مواليا" لايران التي قتتلها ايمانا" في قادسية العرب الثانية فكان لابد من الكي الغير اعتيادي ففجر الخميس 26 / 3 / 2015 انطلقت عملية عاصفة الحزم بقيادة العربية السعودية ودول مجلس التعاون الخليجي دون عمان اضافة الى مصر والأردن والمغرب والسودان وباكستان في هذه العملية التي تحظى بتأييد مجلس الأمن والمجتمع الدولي ، بعدما مضى الحوثيون وحماتهم في الانقلاب على الشرعية اليمنية ،

في سياق رهان واضح على ان تشكّل سيطرة الحوثيين نقلة أخرى تساعدهم في فرض معادلة جديدة للأمن الاقليمي ، بعد اعلان الايرانيين انهم باتوا يسيطرون على اربع عواصم عربية ، صنعاء وبغداد ودمشق وبيروت !لقد مضوا بعيداً في الاستفزاز ومحاولة وضع قبضتهم على الاقليم ، ليس غريباً ان يقف العالم وراء دول مجلس التعاون الخليجي في هذه العملية فالحوثيون بدعم واضح من ايران أفشلوا الحل السياسي الذي رعته الامم المتحدة ، وفي محاولتهم دفع انصارهم الى عدن والوصول الى باب المندب ، كان واضحاً انهم يريدون فرض معادلة للقوة أهم بكثير من امتلاك القنبلة النووية! القنبلة لا يمكن استعمالها لكن فرض هيمنتهم جنوباً على مضيق هرمز وشمالاً على باب المندب ، يعطيهم قوة كبيرة عبر تحكّمهم بالمضائق وخطوط الإمداد البحري النفطي ثم ان هيمنتهم على اليمن تهدد الأمن الاقليمي والعالمي ، كان من المستغرب ان يكون رد الفعل الايراني الأول على عملية عاصفة الحزم الاعراب عن الأمل في وقف العمليات العسكرية والعودة الى الحل السياسي الذي أحبطته ايران بتدبير الانقلاب الحوثي ،

وكان من المستغرب ايضاً ان تتهم طهران الرياض بإشعال حرب جديدة في المنطقة ، بينما العملية تهدف الى منع انزلاق اليمن الى حرب أهلية بغيضة نتيجة الانقلاب على الشرعية الذي دبّرته طهران ولعل أكثر ما يثير الاستغراب القول ان العالم الاسلامي سيتعرّض لأزمة نتيجة العملية ولكأن ايران تركت فيه مكاناً بلا أزمة ! فبوركت الايادي التي وضعت اللمسات الخيره للكي والجماهير العربية التي تنفست الامل تتمنى ان يتطور الكي لتعود الجزر العربية الثلاث الى حضن حنان الابوه الامارات العربية

ألله أكبر    ألله أكبر    ألله أكبر
وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون





الجمعة ٧ جمادي الثانية ١٤٣٦ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٧ / أذار / ٢٠١٥ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب زامــل عــبــد نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة