شبكة ذي قار
عـاجـل










على خلاف ما يبث اعلاميا, لم يخفق نوري المالكي بإدارة حكومة الاحتلال, ولم يكن الفساد بكل اشكاله خارج سيطرته هو وحكومته ولا مفروضا عليه كقوة خارقة من حيتان الفساد ولم يكن موضوع الموصل وما تلاها من خروج مدن العراق الثائرة الباسلة عن سلطة حكومة المالكي خيانة لا من المالكي ولا من ضباطه الذين يسرحون ويمرحون الان في العراق وخارجه يمتلكون ملايين الدولارات ونوري بحد ذاته لم يبتعد عن منظومة الحكومة بل ظل في هرمها بما لا يجعل منه لا خائن ولا فاشل.

لم يعرف تاريخ الدول والحكومات في العالم رجلا يتهم بالخيانة والفساد والفشل ثم يعيين نائبا لرئيس الدولة في الحكومة التي تلت اخراجه صاغرا من رئاسة الحكومة. ثم يترك له العنان ليكون أحد قادة المليشيات. ان اخراج المالكي من رئاسة الحكومة واتهامه بالفشل في الموصل وصلاح الدين وديالى وبحماية كتائب الفاسدين في الجيش ودوائر الدولة كانت كلها حبكة لرواية لاحقة تعلن فصولها الآن: تدمير المدن الثائرة وتغيير طوبوغرافيتها تحت ذريعة مقاتلة الارهاب والالتفاف على المقاومة العراقية البطلة وحاضنتها الاجتماعية المعروفة والمنتشرة في محافظات الثورة.

كما ان من غير المعقول ان تتهم الولايات المتحدة ايران علنا وعلى لسان وزير الخارجية جون كيري من ارض المملكة العربية السعودية وبمشاركة وزراء خارجية اقطار الخليج العربي برعاية الارهاب من جهة وتطلق يدها في العراق لمقاتلة الارهاب من جهة أخرى !!!!. الأمر هنا يشابه الى حد كبير قضية نوري المالكي، وكلاهما ينطبق عليه القول: حدث العاقل بما لا يليق فان صدق فلا عقل له.

ان الانقضاض على ثورة شعب العراق في المدن المنتفضة وتحويلها برمتها الى مسمى ارهابي واحد اخترعته اميركا وتلقفته ايران وازلامها وعبيدها وصدرت فورا فتوى ايرانية لمقاتلة الارهاب بحشد طائفي سماته المعروفة الغياء والجهل والتطرف الاعمى وروح الجريمة كان يتطلب مداخلة جراحية مخابراتية كبرى وهذا ما جرى ويجري فعلا عبر تحويل حاضنة الثورة والمقاومة الى ساحة لها اسم واحد يتردد على كل السنة البشر من اقصى المعمورة الى اقصاها : الارهــاب.

* لقد كشفت معارك صلاح الدين الكثير من المستور واظنها ستكشف المزيد: اميركا وايران حلفاء وشركاء.

* الحشد الطائفي كان لابد من حجج قوية لتشكيله

* الروح الطائفية للحشد وتوابعه ولدخول ايران بقضها وقضيضها ساحة المعركة لا بد من مسوغ له يقبل عالميا والارهاب هو المسوغ الذي لا جدال حوله!

لقد أدى نوري المالكي الدور المرسوم له بكفاءة واتقان من حيث :

1- نشر الطائفية كهدف تسعى له ايران وشركاء نوري من ما يسمى بالائتلاف الوطني وهو الهدف الذي رعته اميركا وغذته سرا وعلنا .

2- نشر الفساد المالي كهدف سعت اليه اطراف ما يسمى بالمعارضة السابقة ومن التحق بها من الداخل لتحقيق الاثراء والانتفاع تحت ستار الفساد.

3- جعل الارهاب بعبعا وكابوسا ضمن هوية طائفية محددة ليجعل من الحشد والمليشيات الصفوية والقوات الساندة الايرانية محررين فاتحين وهم في حقيقتهم المعادل والجزء المقابل للإرهاب تماما كما الصورة المراتية .

خلاصــة القــول :
اﻻرهاب لعبة امريكية ايرانية
كُلف نوري المالكي بنشرها في مدن العراق الثائرة بدءا من الموصل
ويتحقق منها اضعاف الجيش لصالح المليشيات والحشد الفارسي الصفوي وفتح الطريق امام التدخل اﻻيراني السافر .

تحقق ايران اهدافها على اﻻرض
وتضمن اميركا استمرار تنفيذ برنامجها بتدمير وتقسيم المنطقة.

ثم يُبعد نوري المالكي وتثار زوابع عن فشله المزعوم في حماية الموصل ويطرد من رئاسة الوزراء بتخريج مسرحي واضح ... ثم يمنح موقعا رمزيا قبل ان يعود بقوة هو وازﻻمه بواسطة دور زعامة يناط به في الحشد المليشياوي.

هكذا تمسك ايران اﻻرض وتحقق ماربها الطائفية ومنها ارغام العراقيين على التمذهب بمذهبها الصفوي.... وتحقق اميركا سيادتها على السماء وقرارات الفوضى والتمزيق

أﻻ خسئوا وتبت ايديهم.






الاثنين ١٨ جمادي الاولى ١٤٣٦ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٩ / أذار / ٢٠١٥ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب أ.د. كاظم عبد الحسين عباس نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة