شبكة ذي قار
عـاجـل










أثناء حقبة الحرب الباردة الذي ساد المنهج المرتكز على استراتيجية سياسية عسكرية ، تعتمد على مبدأ { الاحتواء والردع للقوة السوفييتية التقليدية والنووية } ، و من أجل تحقيق الاهداف الاستراتيجية الامريكية في المنطقة العربية والاقليم لابد من اعداد الاجنده المؤدية الى الهدف الستراتيجي فكانت نظرية الفوضى الخلاقه لايجاد الاضطراب العام في المنطقه ومن خلاله التدخل الفعلي والتواجد على الارض وللوصول الى ذلك لابد من ايجاد البدعة او السبب حتى وان كان وهميا" وهذا الذي تحقق بالمباشر في افغانستان ، العراق ، ليبيا ، اليمن باتفاقات سرية ومعلنها الطائرات بدون طيار لمطاردة قيادات القاعدة ، ولانبتعد عن السؤال الذي اراه حيوي ضمن هذا المجال كيف تمكن الحوتيين - أنصار الله - من الوصول الى العاصمة صنعاء والحديده وتهديد تعز ومنها عدن وسبق هذه اللعبة قرار من مجلس الامن الدولي وباراده امريكية لالزام الحوتين الانسحاب من منطقة عمران ؟؟؟ ! ، وسوريا التي تحولت من انتفاضه جماهيرية رافضه للتواجد الايراني والمنهج الطائفي الى صراع ارادات دوليه ، واللاعب الاساسي وكما يقال الكبير في هذه الدومنه هي امريكا التي وقعت في أزمة فراغ أيديولوجي وسياسي أدى إلى ظهور رؤى متعددة في تحديد المستقبل ،

أدت الى تبنى الرئيس الاسبق جورج بوش - الأب - فكرة نظام عالمي جديد وقوامه ضمان الهيمنة والسيطرة الأمريكية على العالم وفي هذا السياق ظهرت أطروحة - فرانسيس فوكوياما - التي تبشر بالانتصار النهائي للديمقراطية ، ورأسمالية السوق والإعلان عن نهاية التاريخ ، إلا أن المؤسسة الســـــياسية الأيديولوجية الأمريكية تبنت تصوراً مغايراً جديداً لطبيعة الأخطار المســـتقبلية تمثلت بمفهوم - الدول المارقة - ، التي تمتلك القدرة على تطوير أســلحة الدمار الشــــامل ، أو تســـعى لامتلاكها مثل {{ العراق ، وإيران ، وليبيا ، وكوريا الشمالية }} ، وعلى الرغم من نجاح أمريكا في حشد وتعبئة تحالف دولي كبير الثلاثيني لإخراج الجيش العراقي من الكويت عام 1991 ،

إلا أن هذا الحدث لم يشكل مفصلاً في التاريخ السياسي الأمريكي باستثناء كسر العرض الفيتنامي والمتمثل بالخوف الرسمي والشعبي من الزج بالقوات الأمريكية فيما وراء البحار وتشجيع المقاومة الجهادية الإسلامية ، ودعمها ضد الاحتلال الســـــوفييتي لأفغانســــتان ، وأثارت أطروحة صموئيل هنتنجتون حول صدام الحضارات جدلاً طويلاً ، فالمقاربة الثقافية الاستشراقية نصت على أن الصراع العالمي عقب نهاية الحرب الباردة لن يكون اقتصادياً ، ولا جيواستراتيجياً ، بل حضارياً - يقوم على الدين بامتياز ، ذلك أن الجماعات الثقافية الدينية سوف تحل محل كتل الحرب الباردة ، وخطوط التماس بين الحضارات سوف تصبح هي الخطوط المركزية للصراع في السياسات العالمية واعتبر هنتنجتون ، أن الإسلام هو قوام القوة الظلامية في العالم ، بسبب نزوع المسلمين نحو الصراع والعنف ،

ولذلك قرر أن الصدام سيكون حتمياُ ، بين الإسلام والغرب ، وهي جوهر الأطروحة التي يتبناها المحافظون الجدد الذين سيطروا على مقاليد الإدارة في الولايات المتحدة الأمريكية مع مجيء الرئيس السابق بوش – الابن - والذين دفعوا منطق الحروب الدينية في المنطقة إلى أقصى مدياته ، في هذه الأثناء شعرت الجماعات السلفية الجهادية بالانتصار والزهو ، وأغرت بتكرار التجربة الأفغانية في البلدان العربية والإسلامية ، حيث شهدت فترة التسعينيات صراعا مسلحاً عنيفاً ، في كل من الجزائر ومصر والشيشان والبوسنة ، وشكل العدوان الثلاثيني 1991 الذي ارتكبته امريكا وحلفائها جهة والعراق من جهة ثانية لحظة تاريخية فارقة أسفرت عن تشكل نظام عالمي على أسس تنفي سياسة الاستقطاب وترسخ مفهوم الأحادية القطبية ، والتفرد الأمريكي في شؤون العالم وقد لاقى دخول الولايات المتحدة الأمريكية إلى المنطقة العربية استنكاراً شعبياً واسعاً وغضباً شديدا انعكس بقوة على مجمل التصورات والأفكار للحركات الإسلامية عموماً والجماعات السلفية الجهادية على وجه الخصوص ، وكانت السعودية ودول الخليج من أكثر الأطراف تأثراً بهذا الحدث وشكل بيان أسامة بن لادن الذي أصدره باسم هيئة النصيحة والإصلاح ، التي تشكلت عقب دخول القوات الأمريكية إلى السعودية من أجل إخراج العراقيين من الكويت ،

والذي حمل عنواناً مثيراً { أخرجوا المشركين من جزيرة العرب بداية لمرحلة جديدة في تاريخ الحركة السلفية الجهادية } ، إذ يمكن القول بأن مرحلة التسعينات حملت معها نشوء مجموعات وخلايا وتنظيمات سلفية جديدة في كافة أنحاء العالم الإسلامي ، إلا أن هذه الجماعات على الرغم من شيوعها وانتشارها منيت بالفشل الذريع ، وشهدت نكوصاً وتراجعاً كبيراً وبدأت بالتشتت نتيجة الضربات الأمنية والعسكرية المتلاحقة ، وكانت جميع الجهود في هذه الفترة منصبة على العمل داخل ديار الإسلام ، بدأت الرؤية السلفية الجهادية لمنطق الحروب الدينية تشهد تحولاً ومخاضاً عسيراً في ظل التحولات الدولية والإقليمية في منتصف التسعينيات ، حيث تولدت قناعة لدى بعض قطاعات السلفية الجهادية قوامها أن العدو القريب الذي تمثله الأنظمة العربية والإسلامية لا تقوم بذاتها ، وإنما بغيرها وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها ، من الصهاينة وعملائهم ، انتهت ببلورة نظرية جديدة على يد أسامة بن لادن و أيمن الظواهري أسفرت عن ولادة ( الجبهة الإسلامية العالمية لقتال اليهود والصليبيين والأمريكان عام 1998 ) وهو عنوان يؤسس لاعتبار الصراع والحرب دينيان بامتياز ، وقد فصل الظواهري في كتابه - فرسان تحت راية النبي - الأيديولوجيا الجديدة للحركة السلفية الجهادية العالمية ، فبعد أن قدم عرضاً تاريخياً للعمل الجهادي في مصر ،

بدأ بتقديم الأســـــباب التي أدت إلى تغيير الإســــتراتيجية التقليدية وهي عداء أمريكا للإسلام ، عدائها وحربها الصليبية فهو يقول {{ فبرز في سياسة أمريكا تجاه الإسلام معالم عدة أبرزها دور أمريكا الأساسي في إنشاء ودعم إسرائيل ، وفيما عدا إسرائيل التي تعد قاعدة أمريكية ضخمة ، لم تلجأ أمريكا في الفترة السابقة إلى الوجود العسكري الظاهر الكثيف لإدارة مصالحها في الشرق الأوسط إلى أن وقعت حرب الخليج الثانية فاندفعت أمريكا بأساطيلها وقواتها البرية والجوية إلى المنطقة لتشرف على إدارة مصالحها بنفسها ، وتحت فوهات مدافعها ، وبهذا الوجود العسكري الأمريكي الظاهر ظهرت حقائق جديدة منها - انتقال أمريكا من دور محرك الأحداث من وراء الستار إلى دور الخصم المباشر في معركتها مع المسلمين - }} ، ويفسر الظواهري تحول الاســـتراتيجية الأمريكية الجديدة ويعزوها لسببين أولهما عجز الوكلاء في نظر أمريكا عن حماية مصالحها ، والعجز حتى الآن عن إخماد المقاومة الأصولية ، وثانيهما تصاعد الأحداث في المنطقة ، ويبرر شهد حرب لا هوادة فيها يتقدم فيها قتال العدو البعيد ، بسبب الدعم الأمريكي لإسرائيل ، نهب ثروات المسلمين ، ومنع قيام دولة إسلامية في المنطقة ، ويخلص الظواهري إلى القول لا بد للحركة الإسلامية ، وطليعتها الجهادية ، بل لا بد للأمة الإسلامية كلها من أن تدخل أكابر المجرمين - أمريكا وروسيا وإسرائيل - في المعركة لذلك علينا أن ننقل المعركة إلى أرض العدو ، حتى تحترق أيدي من يشعلون النار في بلادنا ، ونقول إن ما ذكره من أسباب كان فعلاً من عوامل تشجيع ما يسمونه بظاهرة الإسلام السياسي ، وقد تناول ذلك التقرير السياسي الصادر عن المؤتمر القطري التاسع لحزب البعث العربي الاشتراكي بالتفصيل ، لكن مما لا شك فيه أنه ليس السبب الاساسي في ألمنشأ فمن له أدنى معرفة بالدين الاسلامي المحمدي وتاريخ المسلمين الاوائل يعلم أن قضية الالتزام بما أنزل الله في شؤون السياسة والحكم هي أمر عريق في كتاب الله الكريم وسنة نبيه صلى الله عليه واله وسلم وأقوال أل البيت عليهم الســلام والسلف الصالح وأن الحكم العلماني إنما فرض من ألخارج يوم استولت جيوش الغرب على بلاد العرب والمسلمين وحتى هذه العلمانية الدخيلة لم تبلغ مبلغ علمانيتهم في مدى بُعدها عن الدين حتى إن الكثيرين منهم لينفون أن تكون حكومة من حكومات العالم الإسلامي علمانية ، وقد تنبه الى هذا الامر حزب البعث العربي الاشتراكي عندما حدد في دستوره مفهوم الايمان والانبعاث في الامة وقالها بالوضوح التام والعلن - نحن مع الايمان ضد الالحاد - ،

ومن الخطأ أن توضع ألحركات الإسلامية مقابل العلمانية ، لان الوقائع ومنذ ان تواجد الفكر الديني المسيس في الوطن العربي ان كان زرعا" او انتقالا" استغل بعض الأفراد وبعض الجماعات المتدينه لتحقيق أهداف دنيوية سياسية أو غير سياسية ، وقد ظل كثير منهم يفعل ذلك على مر التاريخ ، كتاب الله تعالى القرأن الكريم بين ونهى عن كل ماله خروج عن الثوابت الايمانية ، فعلى الذين يتحدثون عن هذه المشكلة أن يعلموا أنهم لم يأتوا بجديد إن هؤلاء يدعوننا لأن نترك ديننا تحت دعوى مقاومة الطائفية السياسية من خلال ايجاد نقاط الافتراق والابتعاد ، لأن بعض الناس استغلها لأسباب دنيوية سياسية ولو تابعنا منطقهم هذا لتركنا بناء بيوت الله لأن بعض المنافقين ألافاقين استغل بناءها لأسباب سياسية فاتخذها وكرا" لافعالهم وتضليلهم وخدعهم البسطاء أو من هم بثوره ذاتيه على الواقع الذي يحل بالعرب والمسـلمين ولم تكن لديه القدره على التفكر والتدبر * ضِرَارًا وَكُفْرًا وَتَفْرِيقًا بَيْنَ الْـمُؤْمِنِينَ وَإرْصَادًا لِّـمَنْ حَارَبَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ مِن قَبْلُ * التوبة : 107 ، وكانوا مع ذلك يحلفون بأنهم ما أرادوا إلا الحسنى * وَلَيَحْلِفُنَّ إنْ أَرَدْنَا إلاَّ الْـحُسْنَى* التوبة : 107 ، لأن بعض علماء السوء يستغل علمه لأغراض دنيوية * وَمِنَ الأَعْرَابِ مَن يَتَّخِذُ مَا يُنفِقُ مَغْرَمًا وَيَتَرَبَّصُ بِكُمُ الدَّوَائِرَ عَلَيْهِمْ دَائِرَةُ السَّوْءِ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ * وَمِنَ الأَعْرَابِ مَن يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَيَتَّخِذُ مَا يُنفِقُ قُرُبَاتٍ عِندَ اللَّهِ وَصَلَوَاتِ الرَّسُولِ أَلا إنَّهَا قُرْبَةٌ لَّهُمْ سَيُدْخِلُهُمُ اللَّهُ فِي رَحْمَتِهِ إنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ * وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْـمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإحْسَانٍ رَّضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ * التوبة : 98 – 100

يتبع بالحلقة السادسة






الاحد ١٧ جمادي الاولى ١٤٣٦ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٨ / أذار / ٢٠١٥ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب زامــل عــبــد نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة