شبكة ذي قار
عـاجـل










سنتحدث بموضوعية مطلقة تنطلق من قناعات هي نتاج الواقع والبيئة في ماهية ما يطلق عليه حكام المنطقة الخضراء اسم الحشد الشعبي، ولولا حساسيتهم المفرطة من مسمى الجيش الشعبي الذي كان في عهد النظام الوطني سند الجيش الباسل وظهيره وعمقه في كل المهمات الوطنية التاريخية( وتشكيلاته وقواعده ومعسكراته في كل محافظات العراق وضم كل العراقيين عربا واكرادا وتركمان، ومن كل الاديان والطوائف فكان شعبيا بحق وعمق وصدق) وفي مقدمتها مواجهة عدوان نظام خميني المجرم في حرب السنوات الثمانية, لأطلقوا عليه هذه التسمية وهم يسعون سعيا خبيثا حثيثا الآن لضم عناصر من الصحوات وارغام عدد من أبناء المحافظات الثائرة الى هذا الحشد لتكون حجابا وستارا لطبيعته الحقيقية التي يمكن ان توصف بأي وصف غير وصف (الشعبي) .

أسباب تشكيل الحشد :
السبب المباشر والأهم لتشكيل الحشد هو قيام داعش بتدمير واحراق مقامات وأضرحة ترى فيها الصفوية الفارسية أماكن مقدسة ومنحتها شهادات تمليك للمذهب الصفوي. وحيث ان مراقد سامراء تمتلك مقاما متقدما في الملكية العقائدية الصفوية (مع انها مراقد يعزها ويحترمها كل المسلمين ويزورونها من كل العراق وكل بقاع المعمورة وقد أعزها وعمرها وصان مهابتها نظامنا الوطني وقيادته التاريخية) فقد استخدم تهديد المجاميع المتطرفة (المحتمل) كقوة دافعة استجمعت كل المشاعر والعواطف وصعدّتها وأججتها بخطاب طائفي بغيض وبنعرات مريضة ربطتها كالعادة بمردودات روحانية ونفسية مستمدة ومربوطة باستخدامات جائرة لبساطة الناس وعفويتهم وقناعاتهم المذهبية التي اشتغلت عليها ايران من قرون ألا وهي اعتبار المراقد رموزا للمذهب، بل تحويلها الى المذهب برمته على خلاف الحقيقة الفكرية والعقائدية للمذهب.

جاء تأسيس الحشد بناءا على فتوى من المرجع الفارسي علي السيستاني وهذه الحقيقة المعروفة لوحدها يمكن ان تعطي للحشد وصفا واحدا لا غير ألا وهو الحشد الطائفي. والهدف الأهم هو حماية نظام الاحتلال والقوى الطائفية الفارسية التي تديره بعد أن وصلت بنادق ثوار عشائر العراق ومجالسها العسكرية الى بوابات بغداد. ولأن الحشد طائفي صرف فان أحد أهدافه الاساسية سيكون تغيير مذهب المناطق التي يسيطر عليها بالقتال ومن بين وسائله المباشرة تهجير السكان وعدم السماح لهم للعودة الى ديارهم.

قيادة الحشد :
يتولى قيادة الحشد نوري المالكي الذي اثبت للعالم أجمع بأنه مجرم طائفي من طراز خاص. ورغم ان نوري المالكي ما زال يحمل صفة رسمية في حكومة الاحتلال الاّ انه ارتضى لنفسه أن يقبل بتكليف المليشيات التي تشكل هيكل الحشد لحمل صفة قائد الحشد. ويحمل هادي العامري زعيم أخطر ميليشيا طائفية واكثرها اجراما بحق العراق وشعبه صفة قائد ميداني وهو الى جانب اسماء مليشياوية معروفة يعملون كلهم تحت امرة الايراني قاسم سليماني وضباط آخرين من الحرس الثوري الايراني.
فمن اين تأتي الشعبية لمثل هكذا حشد؟

ممَ يتشكل الحشد :
يبلغ مجموع المليشيات التي تشكل الهيكل العام للحشد قرابة 42 ميليشيا ابرزها بدر والعصائب واليوم الموعود ولواء ابو الفضل العباس والمنتظر وكتائب درع الشيعة وجيش المختار وحركة حزب الله وسرايا طليعة الخراساني وسيد الشهداء وسرايا السلام ومنظمة بدر الجناح العسكري ولواء اسد الله الغالب ولواء عمار بن ياسر ..الخ. وهذه التشكيلة تفصح عن الطبيعة الطائفية الصفوية للحشد وتجعلنا امام امرين في حالة الجدل إن كان هناك مَن يريد الجدل:

الأول : اذا كان هذا الحشد شعبيا فهذا معناه ان شعب العراق عبارة عن مجاميع مليشياوية.

الثاني : ان شعب العراق العظيم قد ارتضى لنفسه ان يمثله قتلة وسراق ومهووسي سلطة وارتزاق مجرمين محترفين.

ان شعب العراق العريق المتمدن المتحضر في عمومه لا يمكن أن يكون ممثلا بمجاميع ارتزاق عبيدة للأجندات الايرانية ولا يمكن ان يقبل لتاريخه وانجازاته الانسانية الثرّة ان يتحول الى قطعان من العصابات التي يقودها مَن برهنوا للقاصي والداني انهم ليسوا طائفيين فقط، بل عبيد لإيران الطائفية فضلا عن الفرس ذاتهم بقيادة قاسم سليماني.

اذن, الحشد ليس شعبيا ومنحه هذا الوصف هو تضليل وخداع اعتادت عليه احزاب وقوى منحها الاحتلال فرصة التواجد على ارض العراق. وأهداف الحشد الحقيقية هي:

1- اجبار كل العراقيين على اعتناق المذهب الصفوي الذي يعبد القبور ويشتم آل الرسول ويحرّف الاسلام عن جوهره ببدع وضلالات ما انزل الله بها من سلطان: انه دين خميني وليس الاسلام الذي عرفناه قرآنا مجيدا وسنة كريمة وفقه متنور.

2- حماية السلطة التي انتجها الاحتلال الامريكي وهي ايرانية قلبا وقالبا وتمثل سلطة احتلال مجرمة.

3- القضاء على المقاومة العراقية الباسلة وتجريف حاضنتها في المحافظات الثائرة لتأمين سلطة الاحتلال الايراني الصفوي على العراق.

ان الأهداف المعلنة والمطمورة للحشد هي التي تفصح عن حقيقته غير الشعبية، وان اناطة القيادة بمجرمين طائفيين خونة كهادي العامري ونوري المالكي وقيس الخزعلي هي تأكيد لطائفيته وانتماءه الى مرجعية علي السيستاني الفارسية الصفوية البعيدة عن كل مذاهب الاسلام الكريمة فكرا وعقيدة وفقها وليس لها من فقه او فكر غير تأمين سيطرة ايران على العراق كلها تؤكد طبيعته الاجرامية، وضرورة ان يعرف كل العراقيين انه اداة احتلالية ليس الاّ واداة ذبح لطيف من اطياف شعبنا مسلم صادق الايمان بالله يسمو بكيانه عن ترهات فارس وشعوذتها وشركها بالله.






الاثنين ١١ جمادي الاولى ١٤٣٦ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٢ / أذار / ٢٠١٥ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب الأستاذ الدكتور كاظم عبد الحسين عباس نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة