شبكة ذي قار
عـاجـل










 أمريكا بعد تفردها ومن أجل تحقيق نظريتها الفوضى الخلاقه التي توصلها الى العولمة والشرق الاوسط الجديد تعاونت  مع بعض دول الخليج في إزاحة الانظمة العربية التي تسبب لها الصداع وكما هي تصفها بالمشاكسه كالنظام الوطني العراقي  ، ونظام معمر القذافي  ،  وبشار الاسد الذي تمادى بتحالفه مع  ايران  وحزب الله اللبناني  وأخذ يشكل لولب الهلال الذي يطمح اليه ملالي قم وطهران  ،  والنظام اليمني برئاسة علي عبد الله صالح  ،  وتدّعي أنه يجب عليها أن تكون في الجانب الصحيح من التاريخ  بينما تساند أنظمة تريد لدولٍ غيرها ما لا تريده لنفسها  ، وهنا السؤال ما الذي يجمع أدعياء الديمقراطية المنتفضين على دولهم مع دول لا تطبق ما يدعون أنهم يجاهدون من أجله غير المال  ؟  ،   إن نظام التحالفات الجديد في المنطقة يرتكز على العديد من الافتراضات الكاذبة والمخادعة فهذه التحالفات ليست صحية لصعوبة اعتبارها حقيقية إذ إنها في أفضل حالاتها تحالفات مغرضه ومصلحيه نفعيه لا تستند إلى قيم مبدئية  يراد منها توفير الامن  والسلام لابناء شعوب المنطقة التي ابتليت  بالادواة التي صنعتها الادارات الامريكية المتعاقبه في ضل الحرب البارده  وما اعقبها  وصولا" للتفرد الدولي  واحتواء الامم المتحده بمؤسساتها  وجعلها تفعل بما تريد وتتطلع  اليه  لذلك فلن يكون لها نهاية سعيدة  ،  وماذا عن شعورهم الآن نحو الفوضى الحالية  والانهيار الاقتصادي ، وعدم الوضوح السياسي ؟  وأصبحت شريعة الغاب هي التي تتحكم  بالشارع  العراقي والسوري واليمني والمصري والتونسي  والليبي مليشيات باسماء لم تخطر ببال حزب الله  ،  وأنصار الله  ،  وثأر الله  وفجر ليبيا  ،  الشريعة  ،  بيت المقدس  ، والنصرة ،  والمجاهدون بالله .... الخ   ، 

وهؤلاء جميعهم ليس لهم قربى بالايمان والالتزام  واليقين لان نهجهم وفعلهم ماهو الا خروج  على الدين وقيمه ومبادئه  ، ويقابلها  رهط أخر من المدعين بالجهاد والجهاديه من اجل الدين والمقدسات  والرموز  ومن هؤلاء كتائب  ابو الفضل  واهل الحق  وبدر  والصادقين  والممهدون  وكتائب السلام ، واليوم الموعود ، وكتائب يد الله .... الخ من المسميات التي هي رؤى فارسيه صفوية الغرض منها  التضليل والخداع والدجل  وحقيقتهم  ماهم الا معاول لتهديم وتفتيت النسيج المجتمعي العربي  من خلال اشاعة  الفتنة والبغضاء  والكراهية وقد وثق احد المحللين والمتابعين للشأن السوري  بعد ان تواجد ميدانيا" في المناطق السورية الساخنه ((  أن أكثر السـوريين لا يحاربون من اجل النظام  وبشار  ، ولا من أجل المعارضة بمسـمياتها  وشعاراتها ،  فهم المتلقون لمـصائب المواجهة  ولا أحــد يهتم برغباتهم   ويستمع إلى صوتهم أو يهتم بمصائرهم وتصبح الكاميرا أداة للقلاقل والتعبئة والدعاية والاثارة  ،  وميزان القوى متقلب  يميل لمصلحة النظام فتره وللقوى المعارضه اخرى  ولكن يتم التعويض عن ذلك بماكينة الدعاية التي تنحاز نحو المعارضة كون التمويل من الاطراف المتعاونه مع امريكا  لتنفيذ اجندتها وبرامجها قد فتحت خزائنها لتغطية ذلك  ))

أما دول ( الربيع العربي كما يحلو لمن يريد  وصفها )  فلا يوجد في أي بلد منها قائد بارز يستطيع أن يخطّ لها طريقاً جديداً وإن وجدت قيادة فهي للجان من الخارج ( كسوريا مثلاً ) فلا أحد أعطاها التفويض ، حيث يتم تفويضها من الغرب الذي يعطيها المسؤولية ويبرزها ويدفع بها إلى الظهور فبعض الدول تقدم المال والمؤسسات الدولية تقدم الدعم المعنوي أما القادة للحركات المعارضة فلا يبرزون بناء على ثقة تأتيهم من الداخل بل إنما يأتون بدعم أجنبي وهكذا عليهم أن يكونوا حذرين وأن يعدلوا مواقفهم لتكون مقبولة من هؤلاء الأجانب  ، أما القادة السابقون فلم تكن تحكمهم مثل هذه الاعتبارات سواء أكانوا على خطأ أم على صواب كانوا يعاندون في قراراتهم بل ويتفاخرون بالاعتراض عليها ، تماماً كما كان الحكام المعزولون يحاولون إرضاء الغرب  ، فكذلك الإسلاميون  وتماماً كما كان الحكام المعزولون يستعملون الإسلاميين كفزاعة لإخافة الغرب لابقائه بجانبهم  ، فالإسلاميون يستعلمون اليوم السلفيين كفزاعة لاخافة الغرب في ما لو فشلوا ، في حين يحار السلفيون بين المحافظة على تاريخهم أو التلذذ بطعم القوة والنفوذ الذي وصلوا اليه ،

أصبحت الجهاد مقام حماس سابقاً تطلق الصواريخ من غزة لإحراج حماس حكام غزّة  ، وأصبحت حماس هي فتح الجديدة  ، تدّعي أنها حركة مقاومة في الوقت الذي تضايق أولئك الذين يقاومون  وأصبحت فتح كواحدٍ من الانظمة العربية التي طالما احتقرت  ،  السياسة في مصرمنقسمة بين الإخوان المسلمين المتهالكين على السلطة التي ازيحوا منها لتعطشهم الى المنافع  والاستحواذ  ، وسلفيين أكثر تشدداً  ، وغير إسلاميين خائفين  ، وبقايا النظام القديم ، والطرف الذي يريد  ان تكون مصر بلا احزاب اسلامية  وان يكون الاخرين  بحكم القابلين بروحية التغيير ، وتونس مرّت بمرحلة انتقالية آمنة  ، ونجح حزب النهضة الذي يقدم حلولاً ووجهاً معتدلاً للإسلام ولكن محاولته للهيمنة على السلطة تثير القلق وسوف تظل بين الإسلامين والعلمانيين في ازدياد الى ان تم حسم الموقف بالانتخابات التشريعية والرأسيه حيث اختار التوانسه  العلمانيين  لقيادة المرحلة  ،  في اليمن تنحى الرئيس عن الحكم لكنه يبقى مؤثراً في المسرح السياسي  ،

وهناك حرب تغلي في الشمال  انصار الله  - الحوتيين -  المدعومين من ايران  لتتمكن من احتواء باب المندب والتحكم  بالخليج  والصادرات النفطية  وما يلحق ذلك  من نوايا ، والجهاديون  -   تنظيم القاعده  -  يعرضون عضلاتهم متطلعين لاعلان الامارة اليمنية  وكحد ادنى في احد الاقاليم  التي يراد لليمن ان يقسم الى سبعة  كي تهد وحدة التراب اليمني  ، والثوار الشباب الذين أرادوا تغييراً شاملاً يرون فقط فئة مختلفة من الحكام أنفسهم يحتلون المسرح  ، ومازالت الطائرات الأمريكية من دون طيار تقتل عناصر القاعدة وأولئك الذين يصادف وجودهم على مقربة منهم  ، أما القوى التي هُزمت لكنها لم تتحطم فسوف تعيد ترتيب صفوفها وتقاوم وهذا الذي يحصل اليوم  ولايحسد اليمن وشعبه على الضياع والفلتان  واللادوله ، أما ميزان القوى فهو غير واضح المعالم  والنصرلا يُقوّي المنتصرين أحياناً . المنتصرون يقبعون في سلطة الدولة   ولكنها ذات فائدة محدودة حيث ينظر المواطنون العرب إلى دولهم نظرة ريبة وشك  ، ولتكون في مقعد قيادة الدولة لا يعني ممارستك القيادة والقوة  ، فريق 14 آذار استجمع قوته بينما كان في المعارضة ولكنه خسرها بعد استلامه السلطة ،   وحزب الله لم يكن يوماً في موقع دفاع كما هو الآن بعد كونه القوة وراء الحكومة اليوم  وانتقاله من موقع المقاوم اللبناني الى المتدخل بالشأن  السوري والعراقي واليمني والمصري  وكما يقال الحبل جرار  ،  الإخوان المسلمون في مصر الذين ينعتون اليوم اخوان الشياطين يلاحقون ايضا" في  وتونس و المغرب والجزائر لانهم تحولوا من  المواطنه الى اللاانتماء لانهم قرروا العدول عن موقفهم والعودة بقوه الى افكار سيد قطب  التي قسمت  الحكومات الى قسمين لاثالث لهم  اما كافر لانه لايستجيب الى افكاره ورؤيته  واما  مؤمن لانه استسلم لارادته  وافكاره  لانهم تعايشوا لمّدة ثمانين عاماً من العمل تحت الارض وقُتلوا وعُذبوا وأجبروا على المقاومة ينتظرون يومهم هذا  لقد كان النزاع بينهم وبين القوميين مريراً وطويلاً ودامياً  فهل اقتربت نهاية العذاب والصراع  ؟

لقد غيّبت الحرب العالمية الاولى حكماً إسلامياً عثمانياً لأربعه قرون ورأت صعود الامبرياليه الغربية ، وكان القرن العشرون قرن القومية العربية  التي تعرضت ومازالت الى  الاتهام والتجني  بإنها حركة غريبة وفكر مستورد من الغرب  ، وانحراف يجب تصحيحه . ولقد أجبر الامر الواقع الإسلاميين على التعايش مع الدول التي نشأت بعد الدولة الإسلامية العثمانية ولكن سعيهم لتغيير هذا الواقع بقي ثابتاً  ، أما عالم الإخوان المسلمون الذي يتخيلونه  فهو مسلمون بلا حدود اي انهم يتوافقون مع الامميون  من حيث عقدة القومية  والفكر القومي  ، وللحقيقة لابد من التوقف عند المتناقضات التي تعري هؤلاء  المتبرقعون بالاسلام  من خلال ما تناوله اكثر من كاتب بشأن الاسلامي والحركات الاسلامية  ((   لقد تمت إطاحة مبارك لأنه في رأي الآخرين كان شديد الخضوع للغرب أما الإسلاميون الذين جاءوا بعده فهم سيقدمون ما لم يستطع تقديمه ، كان مبارك طاغية ليس لديه برامج   ، أما الإخوان المسلمون فلهم برامج أخلاقية واجتماعية وثقافية  ، فهم يعتقدون أن بإمكانهم الالتزام بمعتقداتهم حتى لو أنهم ليسوا معادين للغرب ، بعكس أصدقاء الغرب المخلوعين ، فنحن سمعنا الإسلاميين يطالبون بالتدخل في ليبيا بالأمس  ، وسوريا اليوم ، فهم يرون إمكانية استدعاء الكفار الأجانب لخلع الكفار المحليين الذين اضطهدوهم لعقود ، فعدم السماح بالتدخل الأجنبي كان سمة عقود الاستقلال الأولى لكنه ليس الحال هذه الأيام  ،  ما سعت الولايات المتحدة للحصول عليه بالتدخل والإكراه يمكنها أن تحصل عليه الآن بالتراضي  ، وهو أنظمة عربية لا تهدد مصالحها ، فلهذا لا عجب إذاً من أن الكثيرين في المنطقة يعتقدون أن الولايات المتحدة كانت شريكاً في حركات الربيع العربي في كل مكان ، يجابه ذلك ألصعود الإسلامي قلق صهيوني وهم يرون اعداءهم السابقين يتحكمون بالحكم ، لكن الإسلامين لهم أجندتهم الخاصة وأهدافهم الأخرى هم يريدون تثبيت مشروعهم الإسلامي مما يعني تقوية حكمهم ساعين إلى عدم معاداة الغرب  ساعين إلى عدم الصدام مع الكيان الصهيوني )) 

وان ما تسرب  عن الرسالة التي بعث بها محمد مرسي عند تســــــلمه الرئاسة المصرية الى قيادة العدو الصهيوني لخير دليل فاضح  ، أما حماس  أحد فروع الإخوان المســــــــــلمين فإنها لم تُغيّر أهدافها بأن الدولة اليهودية غير شــــــرعية وأن أرض فلسطين التاريخية هي إسلامية ، وأنه إذا لم يكن ميزان القوى اليوم لمصلحتها فلتعمل على تغيير هذا الميزان لمصلحتها وخلاف ذلك فهو تكتيكات لا غير ؟!  ،  والعراق  ودور الاحزاب والتيارات والحركات الاسلامية في الغزو والاحتلال  بين ولايحتاج  للبيان والتفسير لان السنوات  العجاف كشفت كل شيء  ورفع الغطاء  الا عند من هم فاقدي البصر والبصيره العقلية

يتبع بالحلقة الخامسة






الاثنين ٤ جمادي الاولى ١٤٣٦ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٣ / شبــاط / ٢٠١٥ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب زامــل عــبــد نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة