شبكة ذي قار
عـاجـل










وأعود مره اخرى لتعرية عقلية النفاق والدجل والتضليل التي تحكم الدعوجية ومن هم على شاكلتهم في الاحزاب او الحركات او التيارات الاسلامية ، ولكن من عمق شخوصهم وبالمقدمه التي قدمها الكاتب رشـــيد خيون عن أحد أبرز قيادات حزب الدعوة العميل الســابقين رجل الدين طالب الرفاعي الذي عبر عن الغصة التي مازالت تتشحرج في صدره لما ظهر وتبين له من ان الذين ادعوا الايمان ماهم الا كذابين منافقين متسـلطون متلهفون للســلطة وللمال السحت الحرام (( كان الرفاعى وراء أحداث فاصلة في تاريخ الإسلام السياسي العراقي خاض صراعاتها شاباً ، وجني الإحباط منها شيخاً عندما يقرأ المذكرات ، في تاريخ الحركات الدينية ، يأخذه العجب العجاب من الإدعاءات ، وما ذكرت أمامه شخصيةً إلا وأتاك بخبرها اليقين ، فهو شاهد على عصرٍ مضطربٍ بل إنه كان مساهماً في اضطرابه ، كم كان الرفاعى متحمساً لدولة إسلامية ، آملاً فيها العدالة الاجتماعية ، وتنفيذ أمر الله في إكرام الإنسان ، وكم صار محبطاً بعد خواء تجارب الإسـلاميين أمامه ، وقد عاش غرسها وحصاد خوائها ، فغدا قلقاً على غرسته الأولى حزب الدعوة فآنذاك كان ذا وهجٍ ، وها هو يخفت كالرماد بعد ممارسة السلطة ، وأهل جنوب العراق ووسطه يسمون الرماد خفتاً ، يرى الرفاعى أن غرسه صار جسداً بلا روح ، لذا قال لأحفاده من دعاة اليوم ( لا تتحملوا السلطة ، ففي ذلك نهاية حزبكم ) قام أحدهم مغتراً فقال سيدنا الرفاعى ، العراق من الفاو إلى زاخو يهتف للجعفري ! .. هذا الغرور هو الذي جعل المالكي ، في ما بعد ، يظهر متجهماً حين أُعلنت نتائج انتخابات 2010 طالباً إعادة فرز الأَصوات ، وأُعيد الفرز والنتيجة نفسها فراحوا إلى القضاء وكانت صفعة بوجه عدالة القضاء العراقي ، في تفسيره المادة الخاصة بالكتلة الفائزة ، قال الرفاعى يرثي رفيقاً قديماً في الدَّعوة وصديقاً حميماً ، وهو جابر العطا ، توفى قبل أيام أما الدُّعاة فحالهم يُرثى لها .. والقول فيهم والعِراق يطول ، جالت في صدر الرجل فكرة العدالة ، لكنه لا يراها إلا عن طريق الله ، لهذا جمع أمره وغادر إلى النجف واشترى من بلدته قماش عمامته السوداء ليعتمرها على يد مجتهد مثلما جرت العادة ، ومازال يجهل لفها مع أنه يعتمرها لستين عاماً ، فانتظم في الدرس الفقهي ،

وسعى لتأسيس حزب يجمعه بالدين ، غير أن آماله أُحبطت بعد اصطدامه بما آلت إليه تجارب تسييس الدِّين ، لتحقيق العدالة طرح الطَّائفية جانباً ، فامتدت له صداقات بإخوان المسلمين والتَّحريريين نسبة لحزب التَّحرير ، بلا انتماء ، مع أن شباباً انتموا للحزبين الاخوان والتحرير بالعِراق ، قبل تأسيس الدَّعوة يوليو 1959 ، والرِّفاعي يَصرُ على تاريخ التَّأسيس : " ليس سوانا نحن الأربعة فمَن له حق الحديث عن تاريخ الدَّعوة سوانا " ؟! هو وباقر الصَّدر ومهدي الحكيم وباقر الحكيم إثر خطاب ألقاه في مؤتمر الحزب الإسلامي العِراقي ( الإخوان ) بالأعظمية 1960 رشحه الإخوان لرَّئاسة الحزب ، ورفض معتذراً ، فهناك مَن لا يرحمه مِن أترابه ، فهو لم يدخل هذا التَّنظيم وابتلاه مَن ابتلاه ، بعدها طُلب منه رئاســــــة التَّنظيم الذي يشــــــكل لمواجهة المد اليساري ، قبل أن يُسمى بالدَّعوة ، فنصحهم بالتَّوجه إلى باقر الصَّدر فكان يتبعه كصديق ونموذج ،

وإذ إن الحكيمين ، مهدي وباقر، بايعا الصَّدر قائداً ، فعذر الرِّفاعي - نحن اثنان لم نبايع أنا والصَّدر ، لأننا الأَصل - انسحب الحكيمان والصَّدر بتوجيه المرجعية وظل الرِّفاعي فاعلاً ، حتى وجد خلافاً بين العمائم والأفندية ، فكان أول انشقاق على يده ، ثم سده بنفسه كنت أبحث عنه فلدي ما أوثقه منه شخصياً ، بعد أن التقيت به العام 1994 ، حتى أتاحت لي أبو ظبي هذا اللقاء . وجدته كما تركته مهيب الطَّلعة شاباً في ثوب شيخ ، عميق الفكرة حاد الذَّاكرة ، مع أنه تخطا الثَّمانين ، ما بات تســــييس الدِّين مغرياً للرِّفاعي ، فعاد متذكراً ما نُســـــب إلى الإمام محمد عبده 1905 وهو بباريس - وجدت الإسلام ولم أجد المسلمين وعُدت إلى مصر فوجدت المسلمين ولم أجد الإسلام - وهو تعبير صريح عن قيمة الدولة المدنية مثلما هي ببلدان أوروبا . كان يعتز بجمال الدِّين الأفغاني ( ت 1897 ) ، وما زال ، ومِن بعده اعتز بتلميذه عبده إنها مراجعة صريحة أجد الرِّفاعي فيها متحمساً لدولة عدالة مدنية ، بحجم تحمسه الأَول لدولة دينية قال سيثلبني الكثيرون عما أقوله لكن ليس في العمر بقيةٌ للمجاملة )) ،

أبدء حلقتي هذه بالمقدمه اعلاه لانها وضعت النقاط على الحروف وان كان بعد ردح من الزمن الذي غرق فيه العراق بالدماء والانين والدجل والنفاق والفتنة والتأسيس للبغضاء بل العمل بما استطاعوا لمتزيق الجسد العراقي فهذا يرفع لواء المحرومية وذاك لواء المظلومية وأخر رايته تؤكد على العداله والقانون ولكن الجميع ماهم الا قتله مجرمون متفننون باسلوب القتل والحرمان والظلم ، فتحت عنوان دولة القانون يقتل القانون ومن يرتجي النصرة بالقانون وبالعدالة يسلب العدل فيكون الجميع مهمشون مجتثون من المجتمع لانهم عراقييون اصلاء لاهم عندهم سوى ان يكون العراق حرا" معافى لاللاجنبي دور بحياتهم ، فأقول ان أصبت بالرؤية أن السيد طالب الرفاعي لم يوجد إلا ألهم ، ولا هم له إلا هم رب يريدون منه أن يبرر مساوئهم ويتجاوب مع ما يريدون من صالح أو طالح ، رب نستحضره إن كان في استحضاره ما يحقق أغراضنا وهي اغراض شريفه لانها توضح ماهية تلك الاحزاب والحركات ومن اين هي ومن هم زارعوها وبأي دهليز تم حياكة أفكارها وشرورها الظاهرة الاصولية التي اريد لها ان تكون في الواقع العربي الاسلامي في عمقها ليست مشكلة توحيد الله أو الدين ـ أو الإسلام بحد ذاته ـ لكنها مشكلة العقليات التي تتعامل معهما وكيفية توظيفهما في حياتنا اليومية فطبيعة العقل الشرقي وطبيعة بنية المجتمع العربي ، هما اللذان يضفيان حالة من التضخيم والتهويل والتقديس على ظواهر دنيوية وحياتية ويخلقان حالة من العاطفية الديني والهيجان لإرضاء هذه العقلية المستبده المتلبسه بلباس الدين وهي بحقيقتها ليس من الدين بقرب ، لأنهم رأوا فيها صورة من صور استغلال الدين للمآرب السياسية الدنيوية ولهذه الأسباب وأمثالها كانوا وما يزالون شديدي العداوة الفكرية والعملية للجماعات التي تتسم بالعقلانية والرفض لمنهجهم وادعائهم والدليل - ماارتكبة حزب الدعوة العميل بشخص امينه العام الهالكي بحق المرجع محمود الصرخي عندما ادان الفتوى التي اعلنها السيستاني الجهاد الكفائي كونها تؤسس للحرب الاهلية والاقتتال الطائفي المقيت وكيف تم حرق اجساد مناصريه وسحلها في شوارع كربلاء المقدسة وبهذا انتهكوا حرمتها الدينية كونها مثوى سيد شباب اهل الجنه الامام الحسين عليه السلام - ، استثمروا حكومات الاحتلال المتعاقبة لكبتها حتى لو كان ذلك على حساب الديمقراطية التي يدعونها ، التي استفادت منها ويكتبون الكتب والمقالات ويسخرون سائر وسائل الإعلام لحربها ضد الشعب العراقي الجريح ينصرهم في هذه الحرب أذنابهم المنافقون الافاقون الذين يقتاتون على فضلات فكرهم ودعاياتهم وقد امتدت حربهم في أيامنا هذه إلى ألتفسير فقد اجتهد بعضهم في أن يجد تفسيراً لهذه الظاهرة فكان مما سلُّوا به أنفسهم أنها نتيجة لظروف طارئة هي الحكم القهري والتخلف الاقتصادي والضعف العسكري الذي ابتليت به البلاد التي ظهرت فيها هذه الحركات أو التيارات أو الاحزاب الاسلامية ولا سيما الوطن العربي ، وأن علاجها لذلك الوضع السيء هو أكثر انفتاحاً وديمقراطية والنمو الاقتصادي الذي يحسن من أوضاع المواطنين فإذا ما حدثت هذه الإصلاحات وزالت الأوضاع القديمة زالت بزوالها نتائجها ،

فيحاولون تحقيق بعض الأهداف السياسية بوسائل وطرق مخالفة لدين الله وتحريفاً له وفتنة للناس عنه ، نقول فرق بين أن يدّعي مدّع أن ما استدل به من قول يدل على ما يريد وأن يكون دالاً فعلاً على ما يريد أما القرآن فنحن نعلم أنه هو كتاب الله جل علاه وقوله الحكيم ـ لا يمكن أن يدل على الشيء ونقيضه * أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافًا كَثِيرًا * النساء : 82 ، يقول بعضهم إذا سلَّمنا بهذا فتبقى مشكلة هي أن النص بحسب معناه الذي تدل عليه ألفاظه ويدل عليه سياقه لا يتناسب مع ثقافة العصر فلا بد إذن من تأويله لجعله مناسباً معها لكن أليست هذه دعوة إلى خداع النفس والتضليل ؟ أنت تقرأ نصاً تقول إنه كلام الله وتفهمه على وجهه الصحيح ثم تقول إن هذا الذي فهمته لا يتناسب مع ما أريد ، لذلك يجب أن أغيِّره لكي أجعله مناسباً مع ما أهوى ، ثم تقول إن هذا الذي هويت هو ما عناه الله ـ تعالى ـ بكلامه هل يقال هذا إنسان مؤمن ؟ بل هل يقال هذا إنسان أمين يحترم نفسه ؟ إنك إما أن تعتقد أن ما يقوله الله هو الحق كما قاله ، وإما أن تعتقد أنه ليس بالحق أو ليس بالعدل ، فهل هناك ضبابية على هذا السلوك الازدواجي المعبر عن ارادة دنيوية يراد منها استغلال الدين لتحقيق الاهداف والغايات التي تلحق بالانسان ومؤسسات الدولة الاذى والتخريب


يتبع بالحلقة العاشرة






السبت ٢٥ ربيع الثاني ١٤٣٦ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٤ / شبــاط / ٢٠١٥ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب زامــل عــبــد نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة