شبكة ذي قار
عـاجـل










بعد غزو العراق واحتلاله عام 2003م وتسليم السلطة الى سياسيين عراقيين ومستعرقين في عملية سياسية أسسها الغزاة والمحتلون، تم تحويل حزب البعث وقياداته التي حكمت العراق من عام 1968 لغاية يوم وصول القوات الغازية الى بغداد في نيسان 2003 الى فئة باغية مجرمة منحرفة وفق منهج اعلامي وسياسي وسيكولوجي أعد اعدادا منهجيا كجزء لا يتجزأ من خطة الغزو والاحتلال والتأسيس لمنظومات احتلالية على انقاض العراق المستقل. ونتيجة لهذه البيئة العدوانية الموجهة للبعث فقد وجد ملايين العراقيين انفسهم امام اتهامات تتراوح بين الزلل الاجتماعي والاخلاقي بسبب الانتماء لحزب البعث العربي الاشتراكي وصولا الى الاتهام بالإجرام الذي يترتب عليه القصاص الشرعي والقانوني ومنحت قوات الاحتلال المنفلتين الى ساحة الوطن المحتل من احزاب جاء بها المحتل ومافيات وعصابات رافقته، واحزاب وميليشيات اسسها او نمت تحت حرابه وحمايته لقتل البعثيين او تهجيرهم قسرا داخل وخارج العراق وقطع ارزاقهم بالطرد من الوظائف او بمنعهم من مزاولة أي عمل كان. السؤال الكبير اذن: هل كان قرابة 7 مليون عضو في حزب البعث من العراقيين على خطأ في انتماءهم للبعث وبغض النظر عن درجة الخطأ وتدرجها وصولا الى ان بعضهم مجرمون؟ وهل يجوز شرعا وقانونا لعدو سياسي لدود أن يكون خصما وحكما في نظام احتلالي انتجته دبابات الغزاة ويجرم هذه الملايين ومن تبعهم في الانتماء زمنيا بعد الاحتلال وبعد سنوات مظلمة من الاضطهاد ؟ وما هي الاسباب الحقيقية لانتماء العراقي والعربي للبعث بأعداد مليونية كانت وما زالت تزداد في العراق المحتل رغم القتل والاضطهاد وفي ساحات الوطن العربي الاخرى؟

سنضع الأسباب التي دعتنا للانتماء الى حزب البعث العربي الاشتراكي لمن يهمه ان يعرف الحقيقة والوجه المشرق لحزب ولد ليحمل هموم امتنا المجيدة وتطلعات ابناءها الابرار:

1- انتمينا للبعث بعد ان اقتنعنا انه حركة وطنية قومية تعمل على توحيد الأمة العربية والعمل الثوري المتواصل من أجل انهاء الأمر الواقع الذي فرضته القوى الاستعمارية بتقسيمها بعد الحرب العالمية الثانية. الوحدة العربية هي طريق العرب الوحيد لإقامة فضاء جغرافي يكون للوطن القائم عليه أهمية في عالم اليوم ودور في الاحداث وقيمة في الحضور السياسي والاقتصادي والدبلوماسي. هي الحلم العربي الذي يداعب شغاف قلب كل عربي وكل حر شريف انتمى لجغرافية الأمة وتاريخها وارثها وحضارتها سواءا اعلنه أم لم يعلنه, وسوآءا عمل على تحقيقه او اخذته الاحداث بعيدا عنه فحلم الوحدة جزء من تكويننا الفطري وارادة الله فينا.

مَن يجرّم البعث اذن هو يجرّم الوحدة العربية التي كان أحد المكرسين لحقيقتها الازلية النبي محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم وديننا الاسلامي الحنيف. مَن يقاتل البعث يقاتل الاسلام والعروبة وكلاهما محفوظتان بروح القدس ومحميتان بذراع الباري الجبارة وقد يخسران واقعة من وقائع الحرب غير ان النصر حليف الله سبحانه وعباده الذين حملوا رسالاته وثبتوا اركان اديانه واعلنوا وحدانيته ولو كره المشركون.

2- انتمينا للبعث لأنه حزب اخلاقي، حزب ثائر، حزب شعبي، يوم تقدم لنا يطلب انتماءنا لتنظيماته سأل عن عوائلنا واخلاق عشيرتنا وسيرتنا الحسنة. وعبر وجودنا العضوي بجسده الكريم عرفناه رافضا لمن لا اخلاق ولا دين ولا حشمة لهم وطاردا للمتطفلين والنفعيين والوصوليين غليظا على طلاب السلطة رحيما بخدام الوطن والأمة، أهل الايادي البيضاء والقلوب الطاهرة، شجاعا مقداما لا مكان فيه لمن لا يمتلك الجرأة والشجاعة في تقويم الاعوجاج وتعديل الانحراف وتثبيت الحق والصالح والفلاح. رفع رايات النضال من اجل الامة بروح ثورية متحلية بالأخلاقية ومستقوى بالشعبية ومستندة الى العلم والمناهج العلمية والمنطق والموضوعية والايمان المطلق بطاقات الأمة.

ولقد عملنا وعشنا ورأينا بأم اعيننا 35 عاما من حكمه كان هذا ديدنها وهذه ثوابتها باطنها مثل ظاهرها ...

نقاء وعفة وعمل لا يكل ولا يمل وانتاج وانجازات اجبرت اعداء الوحدة والاخلاق على غزو دولته وتدمير بناءه للوطن وللإنسان.






الجمعة ٢٤ ربيع الثاني ١٤٣٦ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٣ / شبــاط / ٢٠١٥ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب الأستاذ الدكتور كاظم عبد الحسين عباس نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة