شبكة ذي قار
عـاجـل










نائب امين سر قيادة قطر لبنان الرفيق حسن بيان :

* فلسطين التي نجاورها بالجغرافيا هي هوية نضالية لنا

* سنكمل مسيرة تحرير العراق واعادة توحيده على الاسس الوطنية الديموقراطية وازالة كل اثار الاحتلال والعدوان

أقام حزب طليعة لبنان العربي الاشتراكي مهرجانا تأبينيا بمناسبة ذكرى مرور اسبوع على وفاة الرفيق المناضل محمد حسين ( ابو شوقي ) في بلدة حولا الجنوبية بحضور نائب امين سر قيادة قطر لبنان لحزب طليعة لبنان العربي الاشتراكي الرفيق حسن بيان على رأس وفد من القيادة القطرية، قيادة فرع الشهيد موسى شعيب، ممثلون عن القوى والاحزاب الوطنية والقومية والاسلامية، رؤساء بلديات ومخاتير وحشد من اهالي البلدة والقرى المجاورة ورفاق الفقيد.

اعذرني يا ابا شوقي ان قلت انك وعلى غير عادتك قد اخطأت هذه المرة في التقدير. اخطأت امام اصدقائك ومحبيك. فهل كان ضروريا ان تدخل في تجربة الموت حتى تختبر محبتك فينا ومكانتك بيننا؟ اما وقد رايت ما رايت اعود فأسألك هل رضيت الان واطمأن قلبك؟

قم يا ابا شوقي، هات حدثنا فكلنا صاغون، جئنا نتعلم في مدرستك كيف يكون الاخلاص للمبادئ وكيف تكون محبة الاوطان، احك لنا عن حلم الامة في الوحدة.

وبقيت يا ابا شوقي تتحدث عن العروبة وفلسطين تحمل همها وقد نسيها اهلها وصارت مواقفك اكثر وضوحا وثباتا حيث تبلورت التزاما ومجاهرة بالعداء لاعداء الامة والعروبة.

هذه بعض من الكلمات الوجدانية التي افتتح بها عريف الحفل الاستاذ سميح قطيش الاحتفال التأبيني الذي تحول الى مهرجان جماهيري حاشد حيث غص النادي الحسيني بالحضور وامتلات الساحة الخارجية برفاق الفقيد واحبته.

وقد القى نائب امين سر قيادة قطر لبنان لحزب طليعة لبنان العربي الاشتراكي الرفيق حسن بيان كلمة الحزب في المناسبة جاء فيها :

الموت حق بلغة الايمان، لكن الفراق صعب بمفردات الحياة، لفقد عزيز واخ ورفيق انخرطنا واياه في مسيرة نضالية امتدت الى عقود وفارقنا في لحظة لا نبالغ ان قلناانها تركت ابلغ الالم في نفوسنا ونفوس كل من عرفه وعايشه وتعايش معه من الاسرة الى المحيط المجتمعي الاوسع.

ان رفيقنا العزيز "ابو شوقي" الذي غلبه المرض وتغلب على بنيته الجسديه، لم يقو على النيل من معنوياته وبنيته النفسية التي بقيت في اعلى مستوى مناعتها التي كانت تميز معالم شخصيته الاعتبارية.

لقد كان رفيقنا ابو شوقي، مثال الاب الراعي الصالح، وهذه شهادة لا نسقطها عليه لانها كانت تفصح عن نفسها في المنظومة القيمية المختزنة في ذاته والتي اكتسبت طبقاتها المعرفية من معطى مدرسة الحياة التي نهل من معينها بكل موروثها الاجتماعي والثقافي والنضالي.

رفيقنا ابو شوقي، هو واحد من المناضلين الناصعي السيرة العائلية والاجتماعية وشخصيته النضالية، فرضت نفسها من خلال عصاميته، وصبره على الشدائد، دون ان تهتز عنده المبادىء، او تخور لديه القوى.

لقد عاش بكرامة عزة النفس التي كانت تكبر عنده بقدر ارتفاع الرصيد النضالي الذي تركه ارثا غاليا جدا في دائرته الاسروية ودائرة الاسرة الاوسع، اسرة الحزب التي تفتح وعيه السياسي على عشق المبادىء والاهداف التي راى فيها خلاصاً للامة في توقها نحو الوحدة والتحرر والتقدم في كل مجالات الحياة.

ان رفيقنا أبا شوقي الذي كان يصنف بالانتماء التنظيمي الى حزب البعث العربي الاشتراكي، كان لا يجد نفسه الا في قلب المعاناة الشعبية وفي صلب القضايا الوطنية والقومية.

فاذا كان الحراك مطلبيا، كان في مقدمة الصفوف، واذا كان الحراك وطنياً وانتفاضة مزارعي التبغ تشهد على ذلك كان يتجاوز الفئويات الحزبية الى رحاب الموقف الوطني الجامع. واذا كان الحراك تحت عنوان الانتصار للقضية القومية، كنت تجده مسكوناً فيها ويعيشها بكل جوارحه وهذا ما جعله يجسد حالة ضميرية تختصر فيها كل رمزيات الخامات الوطنية الصادقة والهامات الشعبية التي كانت تعبر في سلوكها اليومي وعلى مستوى المواقف عن صفاء الوطنية الاصيلة.

في حولا، كما في غيرها، هناك منتمون تنظيمياً الى حزب البعث، والحزب الشيوعي والى حزب الله وحركة امل لكن ليس كل الناس فيها بعثيون او شيوعيون او في حزب الله وحركة امل بالانتماء التنظيمي، ولكن بالتاكيد فان كل الناس وطنيون بطبيعتهم ولا يغير من معطى هذا المبدأ حالات فردية شاذة، وهذا ما يجعل كل وطني في موقعه النضالي يعبر عن الروح الوطنية الجامعة التي تختلج بها الذات الشعبية في اطار الانتماء بالمواطنة.

قبل ان نصل الى حولا، حيث نكحل عيوننا برؤية هذه الوجنات الطيبة من ابناء شعبنا الصامد الصابر، عبرنا كفركلا واذا ما اكملنا المسيرة وصلنا الى الطيبة وكلكم يعرف ما تعني كفركلا وما تعني الطيبة، انهما البلدتين اللتين حصلت فيهما مواجهة بطولية مع العدو الصهيوني لاربعين سنة خلت، انهما بلدتا القائد الشهيد أبو علي حلاوي، واميرة شرف الدين الشهيدة والشاهدة على روح المقاومة المتجذرة في شعبنا وعلى عنصرية العدو الصهيوني وحولا اذا كانت وسطاً في الجغرافيا بينهما، الا انها ليست كذلك في النضال والتضحية والفداء فهي في القلب دائماً وابداً.

ان الجنوب الذي نجول فيه اليوم بامن وامان ما كان ليكون كذلك لولا الفعل المقاوم الذي طرد الاحتلال الصهيوني، فحبات ترابه جبلت بدماء الشهداء وبعرق المناضلين وبصمود الجماهير التي بقيت محافظة على صفائها الوطني واستمرت في احتضانها للعمل المقاوم، الذي انطلق في بداية السبعينات مع المناضلين الوطنيين والحزب في طليعتهم واستمر مع مناضلي جبهة المقاومة الوطنية بعد الاجتياح الصهيوني، واستقر مع المقاومة  واثمرت تحريراً،  فهذا العدو لا يستهدف طرفاً دون الاخر وخطره ليس على فئة دون اخرى بل هو خطر وجودي، وصراعنا معه سيبقى في مرتبة الصراع الوحدوي.

فلسطين التي هي اقرب من مرمى الحجر بالنسبة لهذة القرية المناضلة، والتي هي على مرأى النظر، هي بالنسبة لرفيقنا ابي شوقي كما كل البعثيين وما نعتقده ايضاً بالنسبة لكل الوطنيين والمعادين للصهيونية بانها اقرب بكثير من مرمى الحجر ومرأى النظر.

ان فلسطين التي نجاورها بالجغرافيا، هي هوية نضالية لنا، وهي كما قال القائد الشهيد صدام حسين، هي في قلوبنا وعيوننا اذا ما استدرنا الى اي من الجهات الاربع وعنها قال القائد المؤسس الاستاذ ميشال عفلق انها طريق العرب الى الوحدة، والوحدة هي طريق العرب الى فلسطين.

ان الوحدة هي التي تستوعب كل المتناقضات السياسية والاجتماعية، وهي الرد العملي على اصحاب مشاريع التقسيم والتقاسم الطائفي والتفتيت الوطني والمجتمعي والطائفية التي تقسم الشعب، لا تحرر ارضاً محتلة، بل الذي يحرر هو المسار الوطني الجامع والقومية الجاذبة، وهذه بقدر ما هي دعوة لنا لتوحيد الموقف والجهد لتحرير الارض من الاحتلال الصهيوني، فهي موجه بدرجة اولى الى مقاومي وثوار فلسطين بان لا سبيل لاستعادة الحقوق المغتصبة الا بالوحدة الوطنية لحماية النجازات التي تحققت اولاً، ولتفعيل الكفاح الشعبي بكل اشكاله ثانياً وعلى قاعدة ان فلسطين لن تحررها الحكومات وانما الكفاح الشعبي المسلح.

في هذه المناسبة، نقول لرفيقنا ابي شوقي، بان اسرتك الصغيرة ستبقى على العهد وهذا يقيننا واسرتك الكبيرة ستبقى على الوعد، وان توصي قبل ان تفارق الحياة بان يحمل نعشك مدثراً بالعلم العربي، وقد نفذت وصيتك، وان تودع بشعار امة عربية واحدة ذات رسالة خالدة، وانت مسجى قبل ان توارى الثرى، فهذه مائرة نضالية لم تكن غريبة عنك لانك تنتمي وطنياً الى هذا الشعب الصامد، وقومياً والى هذه الامة ونضالياً الى حزبك الذي كنت تفتخر بالانتماء اليه بقدر افتخاره بك ولهذا فانه ليس غريباً على بعثيين من امثالك ان يبقوا ممسكين بناصية القضية التي نذروا حياتهم لاجلها.

تحية لروحك الطاهرة، واسكنك الله فسيح جناته مع الشهداء والصديقين، شهداء الامة في لبنان وفلسطين والعراق وفي كل ارض عربية سقطوا وهم يواجهون طاغوت الاستعمار والصهيونية وقوى الترهيب والارهاب والتكفير الديني والسياسي.

فنم قرير العين، وثق بان مسيرة شعبنا في لبنان ستستمر لتحرير ما تبقى من ارض محتلة ولاقامة النظام الوطني الديموقراطي وبما يلبي الحاجات الشعبية في التقدم والتطور والمساواة على قاعدة المواطنة، وثق ان الشعب المسكون بروح المقاومة سيبقى متوثباً للتقدم نحو الامام لتحرير فلسطين كل فلسطين، واعادة الاعتبار للقدس قبلة العرب بكل اطيافهم واديانهم واكمال مسيرة تحرير العراق واعادة توحيده على الاسس الوطنية الديموقراطية وازالة كل اثار الاحتلال والعدوان بكل اشكاله وافرازاته وتعبيراته واطرافه، واستعادة سوريا المعرفة تحت عنوان قلب العروبة النابض لموقعها الطبيعي في خارطة الصراع العربي الصهيوني والموعد سيكون قريبا مع جماهير مصر العروبة لتعود وتعزف على لحن بلاد العرب اوطاني، ومتمسكة بمقولة القائد عبد الناصر ما اخذ بالقوة لا يسترد الا بالقوة.

تحية لك رفيقنا الغالي، وتحية لاهل حولا بجمعهم وكل شملهم السياسي والاجتماعي، وتحية لهذا الجنوب المقاوم الصامد.

تحية لشهداء المقاومة الذين سقطوا على تعاقب السيرة النضالية للفعل المقاوم للعدو الصهيوني.

وتحية لشهداء الامة العربية.

كذلك القى امام بلدة حولا الشيخ حسن نصرالله كلمة بالمناسبة دعا فيها الى التمسك بالعروبة الحقة والصادقة داعيا الى عدم توفير الظروف التي تؤدي بالامة الى التقهقر والى تسليم مشاريعها الى الغرب من هنا والى الشرق من هناك تحت عناوين قد تكون عناوين تنطلق من مفاهيم العروبة ولكن هي بعيدة عن العروبة وعن نخوة العروبة وبعيدة عن الاسلام وعن قيام الاسلام.

وقال نصرالله في كلمته نسأل الله ان نبقى جميعا على نخوة العروبة الحقة المستقيمة، نخوة الرسالة المحمدية الاصيلة ونخوة الاولياء والخلفاء، النخوة التي تبتعد بالامة وحتى لو كان جزء من هذه الامة ينسجم او لا بنسجم مع افكارنا، تبتعد عن التكفيريين والارهابيين وعن المخربين الذين خربوا ديار العرب وامة العرب وامة الاسلام على مدى التاريخ وتركوا لامريكا ول "اسرائيل" حق التصرف بشؤونهم الى ابعد مدى في الحياة ولم يقفوا وقفة عز في الحياة ليقولوا فيها الموت لامريكا والموت ل "اسرائيل" بل يقولوا اليوم نعم مع امريكا ونعم مع "اسرائيل" كيدا وحقدا على القيم وعلى الحريات وعلى العروبة وعلى الاسلام وعلى الاستقامة وعلى الحياة التي ارادها الله عزا وفخرا للامة.

كلمة الحزب الشيوعي اللبناني القاها الدكتور عمران فوعاني قال فيها رفيقنا ابو شوقي من عائلة لها بصمتها في تاريخ حولا رافضة للظلم وللامر الواقع، مقدامة في العطاء من اجل بلدتها ووطنها ولم يشذ ابو شوقي عن هذه القاعدة فهو منذ بداية حياته اكتنز من هذه التجربة التي عاشها في كنف العائلة وانطلق بها للحياة ليراكم تجربته النضالية خارج حدود بلدته حولا ليحلق في فضاء الوطن مناضلا صلبا في جميع الميادين فخاض غمار الحرب الاهلية عام 75 دفاعا عن لبنان وعروبته وتطوره الديموقراطي وعن المقاومة الفلسطينية من اجل بناء وطن ديمقراطي نقيض لنظام المحاصصة الطائفية.

رحل ابو شوقي وفي قلبه حسرة ان يرى هذا الوطن الذي بذل الغالي والنفيس من اجله، ان يرى اموره تزداد سوءا حتى بات في منزلة الدولة الفاشلة العاجزة عن القيام بأدنى واجباتها.

وابو شوقي الذي شب على الاحتلال الصهيوني لفلسطين عام 1948 وعلى مجزرتهم في بلدته حولا وعايش النزوح ومراراته مما حثه للانخراط في العمل الفدائي المقاوم وانخرط في صفوف حزب البعث العربي الاشتراكي قائدا من قادته ورحل ابو شوقي والوحدة العربية التي كان ينشدها اصبحت بعيدة المنال فالتمزق والتقسيم الذي يتعرض له الوطن العربي من شرقه الى غربه ليتحول الى امارات ودويلات طائفية ومذهبية متصارعة فيما بينها في ظل مشروع استعماري جديد تفتيتي للمنطقة لم تكن الانظمة الحاكمة فيه بعيدة عنه او جزءا منه او مسببة له وتصبح خيرات العرب سببا لمحنتهم وماساتهم.

لقد كان لابي شوقي علاقة جيدة بحزبنا الشيوعي على صعيد البلدة والوطن نعتز بها ونفتقده مناضلا وطنيا وقوميا وبرحيله خسرنا داعما وموجها وحليفا.

كلمة العائلة القاها نجل الفقيد الدكتور وصفي حسين شكر فيها كل الحاضرين على وقفتهم الى جانب الاسرة ومواساتهم لها.






الثلاثاء ٣٠ ربيع الاول ١٤٣٦ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٠ / كانون الثاني / ٢٠١٥ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة