شبكة ذي قار
عـاجـل










 

منذ أن كنا صغاراً و ( عودنا طري ) .. ترسخّ في أذهاننا فكرة أن صدام حسين لن يموت فمحال أن يموت رئيس الدولة ، إن يموت الزعيم أو يموت القائد لأن بموته يتيتم أطفال الوطن جميعاً ، بل يتيتم الشعب بآسره..


فالشعب الذي لا يملك رئيساً قائداً له هو شعب يتيم .. يستحق الشفقة والرأفة .. وشعبنا اليوم نموذج حي يضرب به المثل ..


منذ الغزو الأمريكي للعراق .. أصبح العراق بلا رئيس ، وأصبح العراقيون شعب بلا رئيس ، لا يحترمه أحد ، ولا يجلهً أحد .. يهينه كل من هبً ودبّ ..


الفقر بلغ مستوياته العليا ، والتخلف في تصاعد مستمر ، التهميش والإقصاء ، والنزوح من المدن والدور .. التسيب من المدارس لأجل العمل وتوفير القوت للعائلة .. عوائل تفقد مصدر دخلها بسبب اعتقال رب الأسرة أو موته قتلاً على يد المليشيات ..


العراق بعد صدام حسين رجع إلى عصر التخلف ،عصر ماقبل الصناعة وهو ما خطط إليه الأمريكان –غزاة العراق ..
أصبح العراق ساحة مفتوحة للصراعات السياسية .. يلعب به المتلاعبون..أصبح بلا حدود .. بلا سيادة .. ( يجي الأمريكي ، يروح الإيراني ) ..


ثورات البلاد تنهب من قبل المنتفذين من الساسة الذي جاءت بهم أمريكا واستعانت بهم على احتلاله وتدميره ..
شهاداته الدراسية موضع شك فالبلاد يغرق في فوضى التزوير ..


أكثر من نصف سكان العراق والذي بقى في الداخل ، يعاني أزمات صحية لا علاج لها جراء تخلف الصحة العامة الناتجة عن سوء إدارة وزارة الصحة .


ثقافة الموت والقتل وحب الانتقام أصبحت ثقافة سائدة في البلاد ..
لاشي يتطور أو يتقدم .. كل شيء يسير عكس الاتجاه..
لم يحصل العراق على أي انجاز علمي يذكر له ..


ليس لديه جيش عقائدي يحمي به نفسه ، ليس لديه شرطة داخلية تتمكن من ضبط الداخل فقط ..


ليس له قضاء نزيه وعادل ومستقل ..
كل شيء مشكوك فيه ..


في مقالِ سابق ، قلنا أن هيبة الشعب من هيبة رئيسه ..وقوته من قوة رئيسه ..


رئيس الجمهورية بعد صدام حسين أصبح ( طرطور ) لا يهش لا يبش .. ورئيس الوزراء أضحوكة يستهزئ به أي موظف دبلوماسي يستقبله في المطار ...


نحن شعب يتيم بلا والي .. ( نشعر بالضياع والتيه ) ، لا نشعر بالأمان ولا بالاستقرار ..
هذا شعور أي مواطن عراقي تسأله عن حاله فيجيب :بائس جداً أعلى درجات البؤس..


أعظم انجاز قدمه صدام حسين للعراقيين أنه منحهم عزه وقوته وصلابته وشموخه .. خلق له مبررات وجوده ومبررات عزه وشموخه ..


عزه بالانتصارات الذي كان يحققه في المعارك الحربية مع أعدائه – تلك المعارك الذي كان يدافع به عن العراق أرضاً وسيادة وحضارة وثقافة ..


صدام حسين كان حريص أن يدافع ويصون كل شيء في العراق..


صدام حسين كان رجلاً غيور ، يجنّ أذا حاول أحد أن يهين فرداً من أفراد شعبه .. يبلغ به الغيرة أن يقود جيشاً ويحتلاً بلداً أذا تجرأ حاكم أو رئيس على إهانة امرأة عراقية واحدة وليس نساء العراق أجمعن ومقاطعة الكويت نموذجاً ..


الكويت أحتل من قبل العراق عقاباً له على إهانة نساء العراق وسرقة نفط العراق وتخريب اقتصاده الوطني..
التأريخ يتحدث عن رجلان عربيان فقط كانت الحمية العربية تتصاعد عندهم أذا تعرض نكرة ما لامرأة عربية هما الخليفة المعتصم بالله والرئيس صدام حسين ..


هذه الحمية وهذه الغيرة والرجولة والقوة والبأس والصلابة وعزة النفس والكرامة – صفات لا تتوفر عند الزعماء الآخرين ، ولا تتوفر عند أصحاب الجلالة والفخامة رغم أنها صفات الرجل البدوي ..


مقام العراق كان عالياً بين الدول ، ومكانته كانت كبيرة لأن مقام رئيسه كان كبيراً وعالياً .. احترام الشعوب من احترام رئيسه ..


العراق بعد صدام حسين أصبح خراباً ، فقد أزيل كل ما أنتجه خلال 35 عاماً من حكمه .. هدموا كل مابني في عهد ه من بنى تحتية .. العراق اليوم لا يملك وزارة أقصد ( بناية وزارة ) .. العراق لم يعد يملك مسجداً يليق به وكل المساجد الذي بناه صدام حسين تتعرض للتهديم والحرق والسرقة ..


اليوم ، أخطر ما يواجه العراق هو إيجاد رئيس يليق به ..
وبعد الرئيس صدام حسين ، لا يوجد رئيس يليق بالعراق..


لكن صدام حسين ربى أجيالا متسلحاً بالثقافة والعلم .. جيلاً يفيض بالوطنية والأخلاق .. ربى جيلاً من الثوريين الذين يثورون على الظلم والجور والعنف .. وهذا الجيل هو الذي تحرك ّ واهتز رجولته لكل ما لحق بالعراق من مآسي ونكبات ومحن ..


جيل ثورة السابع والثلاثين من تموز الذي تربى ونشأ في عهد صدام حسين ونهل من فكره أصبح جيلاً ثائراً اليوم لن يقف احد في وجهه مهما كثرت تحالفاتهم ..


جيل يحمل السلاح ليحارب ، وجيل لا يخشى القتل ولا الاعتقال ..
والذي يربي جيلاً وينشئه على حب الوطن والدفاع عنه ، يعلمه أن حب الوطن من الأيمان – مثل هذا الرئيس لا يموت ومحال أن يموت .. لا يشنقه حبل طوله 39م مهما كثرت عدد لفاته ..


ولا يغتاله كل رصاصات الغدر التي تخرج من بنادق الأعداء مسمومة قاتلة ..
صدام حسين اليوم ، يصول ويجول مع كل ثائر حمل عتاده وذخيرته واقسم أن ينتقم للعراق ولكل قطرة دمِ نزفت غدراً وظلماً ..


لقد أرادوا أن يشنقوه ويقتلوه ، فقتلهم هو وشنقهم بكبريائه وبشموخه وبالمحبة الذي تركه في نفس كل عراقي- يشتاق ويحنّ إليه اليوم ، كل عراقي يفتقده اليوم .. كل عربي يفتقده اليوم ..


لقد ضاعت هيبة أمة العرب من بعده ، لا أوطان ظلت أوطانا ولا الشعوب ظلت شعوباً ..
سورية تستغيث ، ومصر تستغيث ، والأردن واليمن ولبنان والجزائر وفلسطين .. كلها اليوم تنادي وتفتقد زعيماً كان وجوده سوراً يحتمي خلفه كل الضعفاء ..
رحمك الله يا أسد العرب ...
 





الثلاثاء ٨ ربيع الاول ١٤٣٦ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٣٠ / كانون الاول / ٢٠١٤ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب كلشان البياتي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة