شبكة ذي قار
عـاجـل










اذن هذه الاحزاب ماهي الا موطىء قدم متقدم  لتلك القوى التي ساهمت  مساهمة  غير مشرفه في اضعاف الامة العربية  وعملت على تمكين  القوى الصليبية من التمكن منها في الماضي والحاضر ،  ولما تمر به الامه من شراسه عدوانية لجمع الكفر وحلفائهم  الفرس والاتراك الذين لايقلون ايذاءا" للعرب ، أقول لابد من الوقوف عند الاهداف والنوايا الامريكية كونها تشكل الرؤية الامبراطورية الجديدة ومن ابرزها الاستراتيجية الامريكية ومخاطرها في العراق والشرق  والاوسط  وقد اشرت بوضوح الى موضوع استخدام الدين  استخداما" سياسيا" لتحقيق غرضين اساسيين -  اولهما تشويه  القيم  والمبادىء التي جاء بها الدين الاسلامي  المحمدي  والثاني شرعنت  الحروب التي تقوم بها  امريكا تحت عنوان مكافحة الارهاب دوليا" من خلاله  انشاء الاحلاف العسكرية  وحلب الدول الخليجية وغيرها لتغطية نفقات العمليات العسكرية واستثمار ذلك لتأسيس القواعد العسكرية والانتشار -  ،  ويمكننا القول أن منطق الحروب الدينية في منطقة الشرق الأوسط   يشهد تناميا مطردا  إذ نشهد يوميًّا  انخراط أعداد جديدة في صفوف ألتنظيمات ألمسلحة  ، 

 

وهنا لابد من  الاشارة الى أن  تنظيم القاعدة منذ تأسيسه أوجد  قطيعة مع الفكر الإسلامي الإصلاحي الذي تبلور مع نهاية القرن الثامن عشر ،  وامتد حتى منتصف القرن العشرين  ، متشبعاً بأفكار راديكالية ثورية  وضعت في قلب أولوياتها ( الجهاد )  كمفهوم ثوري يهدف إلى الانقلاب على مجمل الأوضاع والأطروحات الإصلاحية التي تطالب بتطبيق الشريعة تدريجياً عبر الاعتماد على منهج سلمي للوصول إلى غاياتها وأهدافها ، ولذلك  فقد غاب عن تفكيرها وسلوكها التنظير لمفهوم الدولة الحديثة وطبيعة علاقتها بالمجتمع الدولي  ، وانشغلت بمفهوم  الجهاد  كأيديولوجيا ثورية انقلابية تهدف إلى الإطاحة بالأنظمة المعاصرة التي تتحكم في مصائر العالم العربي والإسلامي باعتبارها أنظمة  جاهلية  استناداً إلى مبدأ الحاكمية الذي ينص على كفر وردة جميع الأنظمة  والدول الإسلامية المعاصرة التي تكونت عقب أفول المرحلة الاستعمارية  ، وتبلورت مع تأسيس الدولة الوطنية المعاصرة  والتي تبنت منهجا يقوم على أساس الفكرة القومية ، أو الديمقراطية الليبرالية  ،

 

أو الاشتراكية الماركسية اللينينية  ، أو خليطاً من هذه الأيديولوجيات ، ويمكن القول بأن فشل سياسات التنمية والتحديث  والعنف والاستبداد الملازم للدولة الوطنية العربية والإسلامية والعجز عن مواجهة المشروع الصهيوني ألاستيطاني في فلسطين العربية ، الذي تمخض عن هزيمة منكرة عقب حرب الخامس من حزيران1967 ، أطلق العنان لصعود الحركات الإسلامية عموماً  وتنظيم القاعدة على وجه الخصوص  وان كان قد اتخذ عناوين اخرى كالجهاد اللاسلامي والتكفير والهجرة  وانصار الاسلام  والجيش الاسلامي  ، والتي عزت الهزيمة للأنظمة وأيديولوجياتها المختلفة   بسبب بعدها عن الإسلام  والركون إلى سياسات تتسم بالتبعية  وعدم الاستقلال ، ولعلَّ السَّبب الأَسَاس في تقديم الجانب السِّياسيّ من الإسلام على الجوانب الأخرى هو الاستعجال في تدارك التَّقدم الحضاريّ  ، نتيجةً للصَّدمة الحضاريَّة التي حدثت عقب الاحتكاك المباشر مع القِوَى الاستعماريَّة الغربيّة  ، الأمر الذي أفضى إلى الوُقُوع في شَرَك الاستعارة والتَّقليد للحداثة الغربيّة المتغلِّبة ، والتي قامت على نمطٍ حداثيٍّ يستند إلى مبدأ نبذ الأخلاق  باعتبارها عائقًا يحول دون الدُّخول في أُفُق العلم والمعرفة ، إن دعاة الإسلام السِّياسيّ  -  الإسلاميّ المعاصر -  غفلوا عن إدراك الشُّروط العمليَّة لآليات تجديد الخطاب الدِّيني ، والتي تستند إلى مبدأي الشُّمول والتَّكامل ، اللَّذين يحكمان الظَّاهرة الدِّينية الإسلاميَّة ، إذ لا بُدَّ أن يتعلق التَّجديد بأخصِّ أوصاف الإنسان ، ألا وهي

 

((  المسألة الأخلاقيّة ولا يمكن الخروج من آفات التَّضييق والتَّشنيع التي تعاني منه حركات الإسلام السِّياسيّ إلا بالتَّرفع عن المستوى المنفعي الدُّنيوي والتَّغلب السِّياسيّ ، وذلك من خلال الاشتغال بما هو أرفع وأشرف  طلبًا للتَّجديد  وإحياءً للإنتاجيَّة بالانتقال من المستوى الدُّنيويِّ الأدنى إلى المستوى الرَّبانِّي الأشرف  ، ومن المستوى السِّياسيّ الأضيق إلى المستوى الإنسانيِّ الأوسع  فمن المعلوم أن الاشتغال بالتَّدين السِّياسيّ القائم على التَّغلب والمغالبة  ، جلب استبددًا طاغيًا  وتضييقًا منظَّمًا ، وتشنيعًا مكثَّفًا داخليًّا وخارجيًّا  ، وذلك أن القلوب مجبولةٌ على حبِّ الرِّئاسة  ومهيأة للتَّنازع على السُّلطة بكلِّ الوسائل التي تحقِّق التَّغلب والتَّحكم ))  ،  اذن ماهية  الاسلام السياسي  (( يشير مفهوم الإسلام السِّياسيّ إلى فهمٍ مخصوص للإسلام وقراءة موجَّهةٍ لنصوص الكتاب والسُّنة والممارسة التَّاريخيَّة الإسلاميّة ، عملت على بناءِ خطابٍ أيديولوجيٍّ تعبويٍّ ، غايتُهُ الفرز والاستقطاب ، يطمح إلى قلب أنظمة الحكم باعتبارها جاهليَّةً أو كافرةً ، بهدف إقامةِ دولةٍ تتمثَّل التَّجربة الإسلاميّة الأولى التي أقامها النَّبيُّ محمد صلى الله عليه وأله  وسلم  والخلفاء الرَّاشدين من بعده ،

 

فـالإسلام السِّياسيّ  هو ذلك التَّوجه من لدن فعاليات وحركات وجماعات تعطي الأولويَّةَ في الإسلام لمفهوم التَّسْيِيس ، والذي يتوافر على اعتقادٍ راسخٍ بقدرة الجانب السِّياسيّ منفردًا على القيام بعمليات الإصلاح والتَّغْيير، على اعتبار أن قيمة الفرد تنحصر في الفوائد والآثار السِّياسيّة التي يتركها أو يتلقاها في نطاق اجتماعيٍّ تتشابك فيه الاختيارات المذهبية ، والمصالح السُّلطويَّة، والتَّنازعات على مراكز القُوَّة  وبهذا  فإن التَّسْيِيس يختلف عن الوعي السِّياسيّ الذي يعمل على تبصير الإنسان بطرائق مستوفية لمقتضيات المنهج العلميّ بالأسباب والكيفيَّات التي يتحدَّد بها وضعه ضمنَ بُنْيةٍ نظاميَّة معنيَّة، وتنبيهه إلى الوُجُوه والآثار السُّلطويَّة لكلِّ تصرُّفٍ يأتي به في اتجاه موافقٍ أو مخالفٍ لمقومات البنية النظامية التي ينتمي إليها.فالتَّسْيِيس يمنعُ من دخول أيِّ عاملٍ غير العامل السِّياسيِّ في تحديد الفرد ، وفي تحقيق ما يلزم المجتمع من الإصلاح أو التَّغْيير ، بينما الشَّرعيَّة السِّياسيّة لا تمنع من دخولِ عوامل غير سياسيَّةٍ تساهم مع العامل السِّياسيّ في تعيين وضعيَّة الفرد ، وإحداث التَّحولات اللَّازمة في المجتمع وهذا ما يجعل من التَّسْيِيس آفةً تضرُّ بالحركة، إصلاحيَّة كانت أم ثوريَّة ، وذلك أنَّه يَجُرُّها من حيث لا تشعر إلى ألوانٍ من التَّصارع والتَّغالب والتَّحاقد والتَّكايد ، الأمر الذي ينحرف بها عن المجرى الإنسانيّ الذي ربما كانت تخطِّط في البداية للسَّير فيه لقد عرفت حركات  الإسلام السِّياسيّ التي تتخذ من الإسلام مرجعًا ومنطلقًا فكريًّا وإيديولوجيًّا للعمل السِّياسيّ في العالمين العربي والإسلاميّ تسميات عدَّة من لدن الباحثين والمفكِّرين ، فقد أُطْلق على هذا التَّياراسم الأصوليَّة حينًا، والإسْلامويَّة حينًا آخر،

 

وهو عند البعض يندرج تحت راية الإسلام السِّياسيّ ، أوالإسلام الحركي   ويذهب آخرون إلى نعته بأنه حركةٌ تماميَّة  ، وإن كانت هذه التَّسميات تتقارب فيما بينها مع فوارق دقيقةٍ في الدَّلالة، فإنَّها تشير إلى ظاهرةٍ واحدةٍ عمومًا  ، وهي التَّنظيمات الدينيَّة السِّياسيّة التي تقوم على الإسلام فكرًا وأيديولوجيةً ، وتسعى إلى تغيير الواقع وخاصَّة إلى قلب أنظمة الحُكْم في المنطقة العربيَّة والإسلاميَّة لقد آثرنا استخدام مصطلح  الإسلام السِّياسيّ  ، على المصطلحات الأخرى  ، نظرًا للإشكالات الواردة على كلٍّ منها  بأن تلك الحركات والفعاليات التي تعطي الأولويَّة للمسألة السِّياسيّة على المسائل الأخرى ، وترى أنَّها أحد أهمِّ مكونات الظَّاهرة الدينيَّة الإسلاميَّة  ، وفق قراءةٍ تأويليَّةٍ للدِّين الإسلاميّ  ، ترى في قدرة الجانب السِّياسيّ وحده على إحداث الإصلاح والتَّغْيير والنَّهضة والتَّقدم  ، وعودة الإسلام إلى الحياة

 

يتبع بالحلقة السابعة






الاربعاء ١٨ صفر ١٤٣٦ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٠ / كانون الاول / ٢٠١٤ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب زامــل عــبــد نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة