شبكة ذي قار
عـاجـل










كتبت مرة لأحد وزرائنا الذين أفرجت عنهم المحكمة الجنائية بعد اعتقال دامت سنوات : سيادة الوزير إنّ شعوراً بالأمان طغى على قلبي حين سمعت نبأ الإفراج عنك .. زالت عني كل مخاوفي وشعرتُ أن استرددت نفسي ..


حتى وأن لم تكن في هرم السلطة .. مجرد وجودك يمنحني والآخرين أحساسا جميلاً بالأمان والسكينة ..
هذا الوزير من وزراء الرئيس صدام حسين ..


وسيادة الوزير لم الفظها منذ عام 2003 ؛ لأني لم أشعر بأنهم وزراء ومسؤولين في الدولة وعلينا أن احترمهم .. كانوا دائماً في نظري ونظر الآخرين من أبناء شعبنا ، ثلة من لصوص وعملاء استولوا على السلطة بقوات عسكرية أمريكية تحالفت معهم جيوش 28 دولة .


هو كان وزيراً في الدولة وأنا كنت مواطنة عادية من عامة الشعب .. والشعور الذي زرعه في نفسي وهو في السلطة ، زرعه وهو في خارج السلطة ..


هناك مسؤولاً في الدولة يمنحك أحساساً بالأمان ، يجعلك تنام وأنت مطمئن
على حياتك وبيتك وحياة من تحب .. هذا النوع من المسؤول أفتقده العراقيين منذ الغزو الأمريكي للعراق..
هذا النوع من المسؤول لن تجده الأ في نظام صدام حسين ..


صدام حسين كان بارعاً جداً وذكياً في اختيار وزرائه والعاملين معه بعناوين وظيفة مختلفة ..


جاءني هذا الخاطر وأنا أقرأ خبراً عن اعتقال قوة أمنية لثمانية أفراد من حماية محمد الربيعي عضو مجلس محافظة بغداد لمحاولتهم اختطاف أحد المواطنين في منطقة زيونة وسط بغداد .


وقبل أقل من سبعة أيام ، أعلنت بعض وسائل الإعلام عن اعتقال المقدم عمار علي صولاغ وهو ابن أخ وزير النقل باقر جبر صولاغ الزبيدي واحد أفراد حمايته، لتورطه بعمليات الخطف والابتزاز في منطقة الكاظمية ..


من أين تشعر بالأمان وأنت تقرأ يومياً عن جرائم خطف وسرقة وقتل أبطالها وزراء وحمايتهم ، ومسؤولين في الدولة ..؟
من أين تأتيك الشعور بالراحة وأنت تسمع عن مليشيات مدعومة من الدولة تقتل وتختطف وتسلب ..


أذا كان الوزير لا يستطيع أن يسيطر على أفراد حمايته ، وأفراد حماية عضو مجلس المحافظة عبارة عن حفنة لصوص وسراً وقتلة ، يلقى القبض عليهم وهم متلبسون بالجريمة .. أذن ماذا يفعل المجرم العادي البسيط ..


حاميها حراميها ..
منذ 2003 ونحن لا نقرأ الأ عن جرائم أبطالها مسؤولين في الدولة ..
مسلسل الجرائم في العراق مسلسل طويل لا يتوقف عند عضو مجلس محافظة ولا عند وزير ولا عند نائب رئيس الوزراء ..


كيف يمكن للمواطن أن يعيش بالراحة وهو يسمع ويقرأ ويرى أن الدولة كلها بيد وزراء أفراد حمايتهم يقتلون ويختطفون ويسلبون المواطن ؟


وكيف يمكن أن تشعر بالراحة بعد أن سمعت 50 ألف جندي فضائي كانوا يتقاضون رواتب من وزارة أمنية هي الدفاع .. إذا كانت وزارة الدفاع وهي المسؤولة عن حماية أمن الوطن والمواطن فيها 50 ألف جندي فضائي ، ترى ماذا سنسمع ونقرأ عن الوزارات الأخرى ..


هذه هي الحكومة التي تنصبها أمريكا للشعوب بحجة تطبيق الديمقراطية ..
السمجة خايسة من رأسها ..


أذا كان المالكي قد أرتكب كل هذه الجرائم وهو في أعلى هرم بالسلطة ، فلما نعتب على أفراد حماية عضو مجلس محافظة ..
وضع العراق لم يعد ضبابيا ولم تكن هكذا منذ 2003 لكن البعض أصر أن يبقى أعمى طوال 12 عاماً ، ولا ندري هل سيصر أن يبقى أعمى أم أن بصره وبصيرته قد افتتحت وصار يرى بشكل جيد ..


تحية إلى وزراء صدام حسين الذين تركوا في قلوبنا شعوراً بالارتياح والأمان ..






الجمعة ١٣ صفر ١٤٣٦ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٥ / كانون الاول / ٢٠١٤ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب كلشان البياتي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة