شبكة ذي قار
عـاجـل










صار لزاما الآن أن يتم تناول العدوان الأمريكي على العراق في أقلام فيلق الإعلام المقاوم على أساس مراحل زمنية تتضمن أهدافا مختلفة لكي تتم الإحاطة الدقيقة في كشف حقيقة هذه الأهداف، وفضحها من كل حيثياتها وبالذات من زاوية التغاير المرافق لتقادم الزمن والمصحوب بأمرين :


الأول فشل الأهداف المعلنة لمرحلة زمنية محددة أو تهتك ستر زيفها.
الثاني لا أخلاقية وضبابية الأهداف الموزعة على مراحل فرضها تتابع الفشل الذريع.


فمن حقبة ( إيران كونترا والدعم السري والعلني لعدوان نظام خميني على العراق ) إلى (مرحلة حجة تحرير الكويت) وصولا إلى الغزو والاحتلال (تحت كذبة تدمير أسلحة الدمار الشامل) التي سرعان ما سقطت و انفضحت فانتقلت الأهداف إلى ساحة أخرى عجيبة غريبة هي ( تحقيق الديمقراطية والقضاء على الدكتاتورية). وبعد مضي 12 عام على الحديث عن الديكتاتورية والديمقراطية حيث صارت هذه الأهداف مجرد طرفة ساذجة لا معنى لها وتفتقد إلى مقومات الكينونة من الطعم واللون ومساحة الحضور الفعلي على الأرض, اتجهت العدوانية الأمريكية إلى التعكز على ذريعة مواجهة الإرهاب في العراق.


إن تغيير الأهداف والانتقال العشوائي عبر مراحل زمنية إلى شعارات وقواعد إعلام وأدوات تنفيذ مختلفة يقدم برهانا علميا ومنطقيا ليس على فشل الأهداف المعلنة في كل مرحلة فقط، بل على عدم مشروعيتها وانفصالها التام عن أية مسوغات أخلاقية أو اجتماعية وسقوط مقوماتها العسكرية والسياسية والاقتصادية.


هذا يعني إن الاحتلال الأمريكي ومن كلفهم بإسناده بصيغة احتلال ثانوي وهم الفرس ونظامهم المجرم أو بصيغة إدارة واجهات الحكم الاحتلالي يعيشون في محنة حقيقية تؤشر ملامح هزيمة متحققة وفشل ذريع يوشك أن يعلن عن حاله بلا رتوش وبشكل تام.


الحشد الأمريكي الأخير لمقاتلة الإرهاب في العراق لا يشير فقط إلى تهافت وانحسار المنطق والعقل، بل يؤكد إن الدول التي انضمت إلى الحشد غائبة الوعي وواهنة القوة والإرادة. حشد من 60 دولة لمحاربة الإرهاب بواسطة الطائرات يعني:


أولا: إن أميركا تعرف يقينا انها لا تستطيع قيادة جيوش على الأرض لأنها ستواجه خسائر لا تقدر الإدارة الأمريكية على احتواءها.


ثانيا: إن أميركا وكل حشدها يدرك انه لن يقاتل على الأرض تنظيما إرهابيا كما يدّعون، بل هو شعب العراق الثائر حتى لو كان هناك جيب أو خرق له وصف خارج وصف الثورة لمجموعة في حشد العراق الثائر.


ثالثا: إن أميركا وحلفاءها يلعقون مرارة تفوق الثوار على الحرس والمليشيات التي شكلوها بعد الاحتلال وأهدروا عليها ثروات العراق وشعبه. وهم يعرفون جيدا إن الذي يمسك نصف جغرافية العراق الآن ويزحف نحو المتبقي هم ثوار العراق الذين أذاقوهم مر الهزائم في فعاليات وعمليات المقاومة البطلة.


رابعا: الأمريكان وحشودهم الخارجية والداخلية جربت خلال الأشهر الست المنصرمة انها لا تقدر على الوقوف بوجه الثوار لذلك هربت إلى الجو وتركت الهلاك يجرف أولاد الخائبات.


حشد العراق الثائر, جيوش وفصائل وعشائر, أحرار ووطنيون وقوميون وإسلاميون, ضباط القوات المسلحة الوطنية ومناضلي القوى الوطنية, شعب العراق الذي عانى من الموت والإرهاب والاعتقال والاغتصاب والتهجير والتنكيل وشظف العيش ورأى بأم عينه نظام الفساد والإفساد والطائفية والعرقية والتمزيق وشهد على النهب والسلب والاختطاف والجثث المجهولة الهوية وسلطة إيران وتغلغل الصهيونية, هو هذا حشد العراق الثائر الذي يقاتل أميركا وعبيدها ومواليها وأعوانها وحلفاءها.


إرادة شعب تقابل إرادة احتلال وعبودية. الإرادتين ما زالتا تتقابلان في كل الإرجاء وعبر كل الوسائل غير إننا نرى النصر منجز ومحسوم لأن أرادة الشعب من إرادة الله والله غالب.






الجمعة ١٣ صفر ١٤٣٦ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٥ / كانون الاول / ٢٠١٤ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب الأستاذ الدكتور كاظم عبد الحسين عباس نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة