شبكة ذي قار
عـاجـل










وقد انتقلت المخططات الأمريكية من الورق إلى الأرض وتحركت العلامات والإشارات على الخريطة النفطية العالمية لترى يد أمريكا تعمل هناك أما في المواجهة وبشكل علني لحماية هذا الكنز أو من خلف ألستار حيث تفوح رائحتها  ، الهجمة على الذهب الأسود الأفريقي  كان في صدارة الإستراتجية الجديدة في تعامل واشنطن مع القارة السمراء وخاصة الدول النفطية في الصحراء الجنوبية الأفريقية وقد قال والتر كانشتاينر ، مساعد وزير الخارجية الأمريكي للشؤون الأفريقية (( إن نفط القارة السوداء بات يشـــــكل مصلحة قومية استراتيجية بالنســبة الى الولايات المتحدة  ))  ،

 

ووصلت قاطرة المخططات إلى نيجيريا المنتج الأول للنفط في أفريقيا و التي تحتل المركز الخامس في قائمة الدول المصدرة للنفط لأمريكا   ولتستحوذ الشركات الأمريكية على أكثر من 7.4 مليار دولار من الاستثمارات في القطاع النفطي النيجيري ، التي تنتج نحو 2 مليون برميل يوميا ، يتوجه نصفها إلى الولايات المتحدة  وبعد نيجيريا وصلت قاطرة المخططات الأمريكية برؤيتها الجديدة إلى أنغولا  بعد 25 عاماَ من دعم الولايات المتحدة للحروب الأهلية التي مزقت تلك الدولة الفقيرة والتجاهل حتى عن إثارتها على المستوى الدولي حيث سال لعاب الكلب الأمريكي بعد أن تضاعف إنتاج انغولا من النفط ليصل إلى 750 ألف برميل في اليوم ، مما جعل اللوبي النفطي الامريكي  النافذ في البيت الأبيض يضغط لإنهاء التمرد التي تدعمه وتقدم له السلاح وأجبرت المتمردين للجلوس على مائدة التفاوض  وتوقفت المخططات اللوبي النفطي في غينيا  التي يعتبرها  بعض السياسيين  والمحللين الغربيين  والامريكيين  (( الكويت الأفريقية ))  بعد أن زاد إنتاجها من النفط الخام بنسبة 70 % في العام 2001 وإعلان أمتلاكها احتياطي يقدر بـ بملياري برميل أسرعت الولايات المتحدة لإعادة فتح سفارتها في غينيا الاستوائية  وقد دخلت السودان بقوة في قاطرة المخططات الأمريكية خاصة خلال في العامين الماضيين لسوق النفط الأفريقي ،  بطاقة إنتاجية قفزت من 160 ألف برميل عام 2000 إلى 250 ألف برميل يوميا في العام 2007 ، مما جعله يحتل المرتبة الرابعة أفريقيا وهذا كان كافيا لتغيير الموقف الأمريكي تجاه الخرطوم بشكل شبه كامل  ،  

 

بل أن واشنطن تجاهلت ضغوط الجماعات المسيحية اليمينية المطالبة بموقف متشدد تجاه الحكومة السودانية  لصالح جماعات الضغط النفطية  ، ثم هبط الطراد الأمريكي بمخططاته فوق بحر النفط في قزوين ولكن هذه المخططات لم تدخل المطبخ ، إلا أن عملية تمهيد الساحة هي التي تجري حالياً  وفي أمريكا اللاتينية حيث يمسك أذرع الإخطبوط الأمريكي بتلابيب الضعفاء من جيرانها وفي فنزويلا بالتحديد حيث تدعم الولايات المتحدة التمرد في فنزويلا وعملت على اسقاط رئيسها  الراحل  شافيز لما تحتله فنزويلا من منزلة متميزة داخل منظمة أوبك  ، وتمتلك من احتياطيات الزيت المؤكدة في نهاية 2001 نحو 78 مليار برميل ، أو ما يعادل 7.4% من الاحتياطيات العالمية  ،  وبعد أن أعلنت شركة  أكوبترول الوطنية الكولومبية مؤخراً عن اكتشاف حقلا  نفطيا كبيرا قد يكون الأكبر في تاريخ كولومبيا في الآونة الأخيرة ويحتوي هذا الحقل على 200 مليون برميل  تحاول اذرع الإخطبوط الأمريكي السيطرة على الوضع المتقلب فيها بسبب سيطرة المعارضة اليسارية المسلحة ، وعصابات المافيا على مناطق استراتيجية ونفطية هامة وغير ذلك الكثير في جعبة  الكابوي الأمريكي  الذي تجده خلف كل بقعة تحتوي على قطرات الذهب الأسود في العالم  ويكشف هذا الملف بعض من المخططات الأمريكية للسيطرة على منابع النفط في العالم وفق المحاور التالية  :   


*  المحور الأول البترول من الناحية التاريخية والاقتصادية  :  تؤكد المراجع أن أصل النفط يرجع إلى نحو 300 مليون سنة من كائنات عضوية طمرت تحت سطح الأرض وتحت قيعان البحار تعرضت لضغوط عالية ودرجات حرارة مرتفعة أدت إلى تحولها إلى سائل غليظ هو النفط ، وقد عرفت الحضارات القديمة النفط من خلال ما طفا منه على سطح الأرض ،  وظل استعمال النفط على الاستعمالات البدائية الى أن تم التوصل الى طرق استخراجه  من باطن الأرض على الشكل الذي يستخرج به في منتصف القرن التاسع عشر في الولايات المتحدة الأمريكية وقد أدى استخراج النفط  واستعماله لتغيير موازين القوة في العالم اكتشاف أول بئر النفط 
تم حفر أول بئر نفط في أراضى الولايات المتحدة في عام 1859 وكانت بئر  جون درايك الأمريكي أول بئر بترولية في العالم  وكان إنتاج البترول ينحصر في بعض الولايات الأمريكية 1862 وقد ساعدت الأنظمة الأمريكية على زيادة الإنتاج  من حوالي ثلاثة ملايين برميل 1862 إلى أربعين مليون برميل عام 1882 وكانت المنتجات الأمريكية البترولية أول صادرات أمريكا الصناعية وفي عام 1870 شكل جون روكفلر شركته المعروفة باسم ستاندر أويل أوهايو التي لعبت دوراً رئيسياً في صناعة البترول بعد أن تحول اسمها إلى ستاندر أويل نيوجرسي ثم أنشئت شركات ستاندر في ولايات أخرى وبذلك الاكتشاف تقدمت أمريكا على الإمبراطورية البريطانية والهولندية اللتان كانتا أول من بدأ بالتنقيب لاستخراج النفط من مستعمراتهما في شرق آسيا  وفي اندونيسيا وبورما من أجل ذلك أسست بريطانيا شركة النفط البورمية  إلا أن الإنتاج لم يبدأ إلا في القرن التالي

 

*  المحور الثاني :  ظلت بريطانيا تعتمد في توليد الطاقة على الفحم الحجري  وعلى ما تستورده من نفط من الولايات المتحدة   ،  وكان اكتشاف النفط أحدث ثورة في مجال الطاقة  وهو احد الأسباب الأساسية في تصارع القوى الأوروبية على السيطرة على منطقة العالم  والاسلامى التي تضم الأراضي العربية  والأراضي الإيرانية وغيرها  والتي تأكد وجود مخزون هائل من النفط فيها ، وحصلت ألمانيا في عام 1903 على امتياز من الخلافة العثمانية عن حق التنقيب واستثمار الثروات الطبيعية في الأراضي المحيطة لخط برلين - بغداد إلا أن بريطانيا ما لبثت في عام 1911 أن سلخت الكويت عن الخلافة الإسلامية  بعد أن وقعت على حق التنقيب عن النفط في أراضيها  وبعد أن تدفقت شلالات النفط في المنطقة العربية بدأت الشركات الاستعمارية الغربية مدعومة من بلادها في الهجمة على ثروات هذه الشعوب من الذهب الأسود في عام 1901 تغلب الإنتاج الروسي على الإنتاج الأمريكي حيث بلغ الإنتاج 12 مليون طن والواقع أنه منذ عام 1884 تمكنت صناعة البترول الروسية من سد الاحتياجات المحلية وأخذت تغزو أسواق غرب أوروبا بتصدير فائض الكيروسين وزيوت التشحيم إليها وبعد أن ألغت الحكومة الروسية عام 1877 رسوم الإنتاج على البترول الخام أصبح باستطاعة الكيروسين الروسي منافسة الكيروسين الأمريكي في الأسواق الخارجية.‏ ففي عام 1897 تأسست في لندن شركة بتمويل من مؤسسة روتشيلد باربز وكانت شركة صمويل البريطانية نواة هذه الشركة التي سميت شركة شل للتجارة والنقل ، وقد حصلت هذه الشركة على امتيازات للتنقيب عن خامات البترول في جزر الهند الشرقية التي كانت تخضع للسيطرة الهولندية وفي عام 1910 تكونت شركة أخرى باسم الشركة الهولندية الملكية وتقوم هي الأخرى بإنتاج البترول الخام من جزر الهند الشرقية -  إندونيسيا حالياً  -  ولمواجهة منافسة شركة ستاندرد في أسواق الشرق اتفقت الشركتان شركة شل والهولندية الملكية على الاندماج جزئياً في عام 1903 ثم انتهى الأمر باندماج الشركتين اندماجاً كلياً عام 1907 حيث تأسست الشركة الملكية الهولندية -  شل  -  التي أصبحت فيما بعد أكبر منافس لمجموعة ستاندرد

 

يتبع بالحلقة الثالثة






الجمعة ٦ صفر ١٤٣٦ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٨ / تشرين الثاني / ٢٠١٤ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب زامــل عــبــد نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة