شبكة ذي قار
عـاجـل










كلما يشاهد ويسمع المرء تغطيات قنوات فضائيات مثل : العراقية وآفاق والفرات وبلادي والفيحاء ومراسلوا قناة الحرة ـ عراق الأمريكية واخواتهن الباقيات من مواقع إعلاميات الشحن الطائفي وأبواق أمراء الحرب الطائفية الجدد الا وأصاب المشاهد ذلك الدوار المقترن بالدهشة حول حقيقة تلك الانتصارات المحققة في أوهام أؤلئك المراسلين المفترض تواجدهم على الارض، ويفترض ان ينشر هؤلاء المراسلون الأحداث بحيادية، كما يفترض .


إن مرافقة أشباه الصحفيين والإعلاميين من أمثال هؤلاء للكامرات المؤجرة والمصوبة قصدا وعن تعمد نحو بعض الوجوه والشخصيات البائسة التي يجري التسويق لها طائفيا وإعلاميا وإظهارهم وكأنهم أبطال ومحاربين شجعان. لكن الخيبة سرعان ما تكشف إن هؤلاء الكومبارس السياسي والطائفي كانوا فعلاً "نمور من ورق" عندما ظهروا وهم مصحوبين بصراخاتهم وسط حالة من الذعر الواضح لرجالهم، غالبا ما يجري تغطية المشهد التلفزي لهم بصورة تمثيلية ساذجة وسمجة، غالبا ما تكون مصحوبة بإطلاق الرصاص بغزارة وفي كل إتجاه أمام الكامرات، والحالة غالبا ما تكون مفضوحة ومفتعلة، ومن دون قتال فعلي وسط هوسات ودبكات لأفراد " الحشد الشعبي" وهم يظهرون وسط المشاهد من دون خوذ قتالية أو حتى دروع واقية من الرصاص، في حين تتصاعد حماسة المراسل ومن حوله وكأنه ظنوا باتوا فعلا أبطال حرب وتحرير، وكأنهم ما بين ليلة وضحاها باتوا مراسلين حربيين فعلا، يغطون ساحات القتال مباشرة لقنواتهم التلفزية التي تدعي إنها ترافق تقدم قوات ذلك " الحشد الشعبي " وكأن الكامرات المؤجَرة تشارك الحدث العسكري في صنع تلك الانتصارات من خلال تغطية " بطولات " و"صولات " قوات " سوات " وتصوير قوات فيلق بدر وتمجيد وكالة داخلية عدنان الأسدي ، وتتابع هجومات مليشيات هادي العامري والخزاعي وحاكم الزاملي ومن لف لفهم من قادة تلك المليشيات الذين ينثرون التصريحات على كل صوب وجبهة عن انتصارات أتباعهم في قنواتهم ، حتى يكاد المرء أن يتخيل من خلال حزمة تلك الأكاذيب التي تبثها مثل تلك الفضائيات من أن قوات القاعد العام حيدر العبادي قد وصلت فعلاً إلى تخوم أواسط آسيا الصغرى، واجتازت بسرعة فائقة سلسلة جبال الأناضول، ووضعت راياتها فوق جبل أرارات، وذهبت لاسترجاع منابع دجلة والفرات، واسترجعت بقايا سفينة نوح، وقد احتلت جبل الجودي لترسي من هناك وتعود بالسفينة المفقودة إلى بحر النجف الجاف.


وها هي كامرات الإفك الطائفي وميكروفوناته تصور قوات حيدر العبادي وجنرالات الدمج من خلال تلك الأكاذيب وكأنها تدق فعلاً أبواب بيزنطة والقسطنطينية، وهي تواصل مطاردة فلول "الارهاب" في عرض المحيطات من المحيط الهادي شرقا إلى الأطلسي غربا.


وما بين تلك الصورة الإعلامية لمجمع الكذب الطائفي وبين ما ينشر من سطور وأخبار وتعليقات بما ينشره الكثير من العراقيين وغيرهم على صفحات التواصل الاجتماعي وعدد من المواقع، وهم فعلاً من المطلعين على أحوال أهلهم ومناطقهم في مدنهم من خلال شبكات التواصل اليومي ووسائل إتصالية عدة وتابع مواقع الأحداث نجد معطيات إعلامية أخرى غالبا ما تتسم بالواقعية والدقة والحذر من التهويل الكاذب وذكر الحقائق من دون مبالغات وتمجيد فارغ بالأصنام الطائفية.


الكل سمعوا ما زعمت به تلك الفضائيات المفبركة ورواياتها عن انتصارات الحشد الطائفي في مناطق جرف الصخر وتواصلت بثا فارغا تتحدث عن أيام تحرير بيجي والتقدم نحو تكريت وغيرها من الحكايات التي سمعناها من ميكروفونات هؤلاء المراسلين الكذبة. وعلى الجهة المقابلة هناك من الصفحات الموضوعية التي تتوخى الدقة بما تقدمه وتنقله من الأخبار لقرائها من معلومات أخرى تماماً، من مثل ما كتبه اليوم الأخ د. سالم الجميلي Salem Aljomaily في ردود له على صفحته فاضحاً حكايات تحرير بيجي التي تمت قبل أسبوع ، حسب تلك الأوساط الإعلامية :


كتب ما نصه : [ ... حرروا بيجي قبل اسبوع . للمعلومات فقط الطريق العام بيد الجيش، وأمس سيطرت الارهاب على نصف بيجي ... وتكريت والدور ما زالت تحت سيطرة ... ومحاولات شرسة من الارهاب للسيطرة على بلد ... عُزل الجيش والحشد الشعبي في شمال بغداد، وتم قطع خط الإمداد عنه. وإذا ما حصل هذا سينهار الجيش الموجود في سامراء و بيجي ] .


تلك صورة قلمية وخبرية ينقلها قلم موضوعي لرجل عراقي مطلع يعرف تماما، كما يعرف تفاصيل باطن كفه، تضاريس أرض العراق ومدنها ،وهي صورة هامة تقابل ترهات ما يطلقه الإعلام الطائفي المفبرك.


والحر تكفيه الإشارة.
وكما يقول المثل : ( الميه تكذب الغطاس )
وان غدا لناظره قريب






الثلاثاء ٣ صفر ١٤٣٦ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٥ / تشرين الثاني / ٢٠١٤ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب د. عبد الكاظم العبودي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة