شبكة ذي قار
عـاجـل










ولايصح لهم وعد اذا ضربوا     لايستقيم لهم وعد اذا عقدوا


أغلب الباحثين يعتبرون الهوية الإسلامية هي الأكثر شيوعاً في الوطن العربي ويقول الباحث Quintan W iktorowiez (( إن الحراك الإسلامي جذوره عميقة في الإيحاءات ، واللغة ، والتاريخ الثقافي للمجتمع الإسلامي وبالنتيجة تجاوبت معه الجماهير التي فقدت ثقتها بالأمر الواقع وتقاسي من الإقصاء السياسي ، والحرمان الاقتصادي والشعور باللاحول واللا قوة من قبل قوى خارجية وقوى العولمة الخفية وهكذا استسلمت هذه الجماهير إلى أن الإسلام هو الحل لمشاكلها الاجتماعية والاقتصادية الناتجة عن الحداثة وثقافة الاستهلاك الغربية ، وهكذا عمل الإسلاميون المعتدلون منهم والمتشددون على بناء مؤسساتهم الخاصة في مجتمعاتهم ابتداء من التنظيمات السياسية إلى العيادات الطبية والمدارس وخلال تفرعاتهم وخدماتهم الاجتماعية استطاع الإسلاميون إيجاد { دولة بديلة داخل دولة } لها جذورها مع الجماهير ، خصوصاً في الطبقات الدنيا والمتوسطة ، وهناك أمثلة عديدة حيث سمحت بعض الأنظمة بالنشاط لأحزاب إسلامية بطريقة قانونية أو شبه قانونية ما دامت تلك الأنظمة تعتقدأن هذه الأحزاب تساعدها في التنفيس عن الضغط السياسي للجماهير من قبل تلك الأنظمة الاستبدادية ، ولذلك فتجد علاقة تلك الأنظمة والأحزاب الإسلامية بين مدّ وجزر )) ،

 

ومن الامور الملفته للانتباه تخوف ألادارات الامريكيه المتعاقبه من الجماعات الإسلامية قبل سنة 1979 ووقوع المتغير المعد مسبقا" في إيران كانت الإدارات الأمريكية تنظر إلى المشكلة الإسلامية نظرة أكاديمية وليس كاحدى النقاط المؤثرة على الأمن القومي الأمريكي ، إلا أن نظرة حكومة الولايات المتحدة للحركات الإسلامية بدأت تتغير بعد التغيير الايراني تلك نحو الاعتقاد بأن وصول الإسلاميين إلى السلطة سيجعلهم يتصادمون مع متطلبات السياسة الأمريكية ، ومنها الوصول إلى الإمدادات والمصادر النفطية ، وكذلك التعاون العسكري مع بعض دول المنطقة ، وأمن { إسرائيل } بالإضافة إلى مصالح اخرى ، كانت ضغوط الولايات المتحدة في تلك الأثناء على الأنظمة حينئذ هي تحديث اقتصاد دول المنطقة وبرامج التجارة الحرّة ، وأما الاهتمام بحقوق الإنسان والديمقراطية فكانت أمراً ثانوياً ، ولقد حرصت الأنظمة العربية على القيام باعمال تجميلية لاحقيقية بالنسبة للديمقراطية بهدف درء الانتقادات الدولية لا أكثر ، ولقد قامت الكثير من تلك الأنظمة بالتلاعب بالانتخابات والإبقاء على نظام برلماني ضعيف ، والسماح بقدر يسير من المعارضة العلنية للانظمة ، وان خيارات الولايات المتحدة نحو الحركات الإسلامية رفضت إدارة الرئيس الأمريكي جورج دبليو بوش مقولة الأنظمة الشمولية العربية بأنها هي السد المنيع ضد التيار الإسلامي ، بل وربما بأنه اعتقد أن هذه الحركات هي نتاج مظالم تلك الأنظمة ، قال بوش ستون سنة من قبول الولايات المتحدة بغياب الحرية في الشرق الأوسط لم ينتج عنه ضمان أمننا وسلامتنا ،

 

وهكذا التزمت الولايات المتحدة ، ولو إنشائياً ، بتغيير الأمر الواقع للأنظمة الشمولية ، وبدأت دراسات داخل مؤسسة السياسات الخارجية للولايات المتحدة لبحث أفضل الخيارات للتعاطي مع الحركات الإسلامية ، خصوصاً تلك التي نبذت العنف وشاركت في المسارات السياسية في بلدانها كان هناك ثلاثة خيارات محّصتها الدراسات تلك أولهما محاربة الإسلاميين وتحفيز الليبراليين حيث يعتقد بعض الباحثين الامريكان والاوربيين أن جميع الإسلاميين بلا استثناء سيلجأون إلى الوسائل السلمية والعنيفة للوصول إلى السلطة ويترأس هذا التفكير { معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى } المعروف بصهيونيته ويدّعي هذا الفريق أن جميع الإسلاميين هم راديكاليون متطرفون بطبيعتهم اللاديمقراطية والمعادية للغرب كما يعتقد آخرون أن الإسلاميين سيرجعون بالديمقراطية إلى الوراء بتقييدهم لحريات الأقليات والمرأة ، وأنهم سيمثلون خطراً على مصالح الولايات المتحدة بالمنطقة ، وإذا كانت الحكومة الأمريكية راغبة في ترسيخ الديمقراطية في المنطقة فعليها تقوية حكم القانون ، وفصل السلطات والمجتمع المدني ودعم الحركات العلمانية ،

 

أما الخيار الثاني فان التعاطي مع الحركات الإسلامية الوسطية النابذة للعنف يرى بعض الباحثين ضرورة أن تخفض أمريكا من مخاوفها من الحركات الإسلامية النابذة للعنف وعدم ممانعة مشاركتهم أو دمجهم في الحياة السياسية فالعديد من خبراء الشرق الأوسط يرون أنّ اندماج هذه الحركات الإسلامية ستجبرهم الواقعية السياسية على اعتدال مواقفهم السياسية وبالتالي تحسين علاقاتهم بالحكومات الغربية ويشير البعض إلى العلاقات الحسنة بين أمريكا وأوربا وحكومة تركيا المحكومة من قبل حزب إسلامي محافظ ، كما يعتقد بعض خبراء مكافحة الإرهاب منذ وقت طويل أن اندماج الحركات الإسلامية النابذة للعنف في الحياة السياسية سوف يعطيهم منطلقاً إيجابياَ سينتج عنه عدم الجاذبية للحركات الإسلامية المتطرفة ، والواقعية تصبح هي الخيار الثالث حيث إن موقف امريكا الحالي به شيء من الضبابية ولربما عن قصد ، فيرى كثير من العاملين في وزارة الخارجية الأمريكية أن موقف الولايات المتحدة الحالي نحو الديمقراطية هو موقف عملي ويشير هؤلاء إلى أن الموقف الأمريكي حيال بلدٍ ما من حيث موقفه من الديمقراطية قد يختلف عنه لبلدٍ آخر نظراً لظروف كل بلد على حدة وكذلك موقع الإسلاميين في تلك البلدان كما يرى بعض الخبراء بالإسلام السياسي أن هناك خطأً دارجاً هو اعتبار الحركات الإسلامية كافة ذات نسيج واحد في حين أنها تختلف الواحدة عن الأخرى حتى بمقدار ما يتم تطبيقه من الشريعة الإسلامية كما يرى بعض الخبراء أن ارتباط الولايات المتحدة العضوي مع بعض الأنظمة الشمولية يحتم عليها الانتقائية في معاملتها للجماعات الإسلامية ، وأن هذه الانتقائية مفيدة لسياسات الولايات المتحدة ، حيث تستطيع أن تنادي بالإصلاح في دولة ما دونما خدش علاقاتها الحساسة والمهمة مع بعض شركائها من ذوي الأنظمة الشمولية حيث ترتبط الولايات المتحدة مع مصر بعلاقة استراتيجية لتأمين مصالح أمنها القومي وســياســـتها في منطقة الشــرق الأوســــط بأكمله وترتبط مصر بمعاهدة ســـــــلام مع { إسرائيل } وتتلقى أكبر المساعدات الأمريكية الخارجية بعد الكيان الصهيوني وتربط الولايات المتحدة ومصر علاقات وثيقة وتعاون كبير في العلاقات ذات الصلة بالجيش وأمور الاستخبارات ،

 

كما تم تنصيب دائرة المخابرات المصرية كوسيط يُعتمد عليه في العلاقات الفلسطينية { الإسرائيلية } ويعتقد الخبراء أن دور مصر الفلسطيني هذا زاد أهمية منذ أن وصلت حماس إلى السلطة بعد انتخابات سنة 2006 حيث إن كلاً من الولايات المتحدة و { إسرائيل } ومصر شاركت في عدائها لحماس لكبح جماحها ، كانت دعوة الولايات المتحدة للإصلاح السياسي تلقى امتعاضاً من مصر مبارك ، ذلك لأن ذلك سينتج عنه تقوية جماعة الإخوان المسلمين التي هي الأكبر تنظيماً وأشد معارضة من أي فصيل سياسي آخر وبكثير وبالرغم من اعتماد الجماعة نبذ العنف كسياسة ثابتة منذ عقود ، إلا أن خطابها - ولو الظاهر منه معادٍ لسياسة الولايات المتحدة وعلاقة مصر مبارك معها كما أن العديد من الخبراء غير متأكدين من قيام الإخوان المسلمين بتغيير سياسات مبارك الوثيقة مع الولايات المتحدة حين وصولهم للسلطة كما ان لمصر تاريخ حافل بالصدام مع الإسلاميين المتطرّفين ، ما جعل الحكومة تأخذ موقفاً معادياً للإسلاميين بكل اتجاهاتهم كذلك فإن في مصر جالية كبيرة من الأقباط الذين لهم نفوذ خصوصاً في القطاع الخاص وهؤلاء يخشَون أي إسلام سياسي خوفاً من اشتعال الفتنة الطائفية التي تستعر بين الحين والآخر


يتبع بالحلقة الخامسة
 






الخميس ٢٠ محرم ١٤٣٦ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٣ / تشرين الثاني / ٢٠١٤ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب زامــل عــبــد نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة