شبكة ذي قار
عـاجـل










دأبت الادارة الامريكية من خلال ستراتيجيتها الجديدة الخاصة بمحاربة ( الارهاب ) الدولي، وتشكيلها التحالف لهذا الهدف، على حصر الحرب المعلنة في اطار الضربات الجوية المسلحة لأماكن تجمع وتحركات عناصر ( الارهاب ) في سوريا والعراق على حد سواء، اعتقاداً منها بأن هذه الاستراتيجية المحدودة ستمنع ( الارهاب ) وتضعفه ثم تقضي عليه في غضون فترة لا يعرفها حتى الخبراء في البنتاغون والبيت الأبيض .!!

 

1- هذه الصفحة الخاصة بمحاربة ( الارهاب ) تجعل قوة النظام الطائفي الدموي في دمشق يتنمر على الشعب السوري ويزيد من قمعه له ويدمر الدولة ( مساكن ومنشاءأت ومصانع ومزارع ومراكز حضارية وعمرانية وثقافية قومية واسلامية ) .. وبالتالي يقود ذلك الى تقوية الذراع الإيرانية في دمشق، ويمكن إيران من أن تشدد قبضتها السياسية والعسكرية ولطائفية في سوريا.

 

2- كما ان هذه الصفحة في محاربة ( الارهاب ) تجعل قوة النظام في بغداد يتنمر اكثر على الشعب العراقي، ويزيد من طغيانه الطائفي وقمعه الدموي، فضلاً عن تدمير الدولة ( مساكن ومنشاءآت ومراكزوعمرانية وحضارية وثقافيةن تشدد من قبضتها الطائفية على العراق..وبالتالي يؤدي ذلك إلى تقوية النفوذ الايراني الطائفي في العراق.

 

3- إذن ... المحصلة التي تفرزها ستراتيجية " أوباما " لمحاربة ( الارهاب ) في العراق وسوريا، هي تقوية نظام طائفي دموي فاسد في دمشق .. وتقوية نظام طائفي دموي فاسد في بغداد .

 

4- ولما كان النظام الطائفي الفاسد في بغداد تابع لولي الفقيه في طهران .. ولما كان النظام الطائفي الفاسد في دمشق تابع هو الآخر لولي الفقيه في طهران .. فأن محصلة السياسة - الإستراتيجية الأمريكية الجديدة التي اعلنها " أوباما " .. هي تقوية إيران وتمكينها في أن تكون لآعباً رئيساً له نفوذه المدمر للواقع الاجتماعي العربي والاسلامي.

 

5- السياسة- الإستراتيجية الأمريكية الراهنة، التي ما يزال " أوباما " يراهن على إقترابه المذل من طهران سيغرق منطقة الشرق الأوسط بالكوارث .. لأن كل خطوة أمريكية نحو إيران تنتج خطوتين أو أكثر نحو ( الإرهاب ) .. بمعنى، أن أي خطوة امريكية نحو إيران التي تعادي العرب ستؤدي إلى ردود أفعال رسمية وشعبية وستضع المنطقة برمتها على حافة فوضى عارمة تهدد بحروب اقليمية لا احد يتكهن كيف ومتى تتوقف .. كما ان هذه السياسة ستعرض مصالح العالم وفي مقدمتها المصالح الغربية إلى الخطر، ولن يسلم الداخل الأمريكي منها ايضاً .. وإن ملامح ذلك تتضح في ردود فعل المجتمع الامريكي وعدم تقبل هذه السياسة التي عكستها الانتخابات الاخيرة للكونغرس الامريكي.

 

6- إن ارسال الادارة الامريكية المزيد من ( المارينز ) اضافة إلى و ( المستشارين ) العسكريين وبأعداد كبيرة بلغت اكثر من ( 3 ) ثلاثة الآف عسكري ، مع المزيد من المستشارين والمدربين البريطانيين والفرنسيين والكنديين والأستراليين والألمان وغيرهم .. يعني أن أمريكا بدأت تدخل المستنقع من جديد لتحارب الشعب العراقي إلى جانب مليشيات الحكومة الطائفية ولحساب طهران .. فبدلاً من نزع سلاح المليشيات وفرض سياسة جامعة شاملة تعتمد على منطق العدالة والحقوق، اخذت السياسة الأمريكية منحى التسويات القائمة على حسابات غير واقعية مبنية على ردود أفعال بعض العناصر العميلة من الذين تعاملت أمريكا معهم سابقاً، إعتقاداً منها بأن تجربة الماضي يمكن اعادة صياغتها من جديد لأنتاج واقع آخر .. ولكن مثل هذه الحسابات لا تستقيم مع حقائق الواقع الراهن ابداً .

 

7- ان هذا المستنقع دخلته مليشيات الحرس الإيراني بقيادة الجنرال قاسم سليماني وتدفق كبير لمختلف الأسلحة واستخدام القيادة الإيرانية طيرانها الحربي بقيادة طيارين إيرانيين فضلاً عن دروع ايرانية في المناطق المتاخمة لديالى، واسلحة إيرانية للأكراد وعمليات حربية مشتركة .. هذا التدخل العسكري الإيراني المكثف في عمليات القتل، هو في حقيقته دخول إيران في مستنقع مشترك قبل أن يصدر "أوباما" قراره البائس، الذي صاحبه إدعاء امريكي بعدم وجود تنسيق مع الإيرانيين، فيما تفصح اجتماعات ( مسقط ) عن اتصالات سرية اخذت تدريجياً تأخذ مسارها إلى العلن من خلال رسالة أوباما إلى الحاكم المطلق في إيران ( علي خامنئي ) .. فأي لعبة فاضحة تلعبها أمريكا في العراق وسوريا والمنطقة ؟

 

8- لم تحرك الحكومة الامريكية ساكناً حيال المجازر التي ترتكبها مليشيات الحكومة الدموية التي نصبتها هي في عام 2003 ، وكذا الحكومات الاوربية ومجلس الأمن الدولي ولا حتى الأمين العام للأمم المتحدة على تلك المذابح التي تجري بأوامر إيرانية ينفذها حاكم العراق قاسم سليماني، وتلك الخروقات والتجاوزات الإيرانية التي جعلت العراق محمية إيرانية .. وهذا الأمر يستوجب أن يكون لمجلس الأمن موقف يفرض اجراءاته حيال ما يحدث وفقاً للميثاق.

 

9- وفي الوقت الذي يقصف سلاح الجو الامريكي ( الأرهاب ) في مدينة عين العرب ( كوباني ) لم تكترث امريكا بنحو ( 456 ) قصف بالبراميل المتفجرة والصواريخ نفذها نظام دمشق ضد الشعب العربي السوري في ( أدلب ) وضواحي دمشق.!!

 

10- وفي الوقت الذي يقصف فيه سلاح الجو الامريكي ( الارهاب ) - وهم قوى الشعب العراقي المنتفضون بالضد من الاحتلال الامريكي والايراني وطغمة الحكم العميلة للأجنبي .. لم تلتفت الادارة الامريكية حيال المجازر التي ترتكبها مليشيات السلطة الطائفية في عدد من المدن العراقية، فضلاً عن القصف المستمر بالبراميل المتفجرة – هوالأسلوب نفسه لنظام دمشق ، الايراني الصنع والابتكار الذي يمارس ضد الشعب السوري - وراجمات الصواريخ والمدفعية الثقيلة .. كل ذلك يجري تحت اشراف "قاسم سليماني" باعتراف ايران والحكومة الدموية في بغداد .

 

11- الأمر الذي يعني .. أن أمريكا تحارب ( الارهاب ) وهو الشعب العراقي .. وتساند الحكم الطائفي الإيراني في بغداد وتدعمه بالسلاح والذخيرة والمستشارين وجنود المارينز .

 

وتفصح السياسة - الإستراتيجية الأمريكية هذه :

 

أولاً- ان الادارة الامريكية تدعم النظام السوري في دمشق بصيغة ابقائه يستقوي على الرغم من ارتكابه جرائم حرب .

 

ثانياً- ان الادارة الامريكية تدعم النظام العراقي في بغداد في صيغة مخادعة تحت غطاء التوازن، على الرغم من ارتكاب هذا النظام جرائم حرب .

 

ثالثاً- ان الادارة الامريكية تعمل سياسياً وستراتيجياً على إبقاء حالة القتل الطائفي والتدمير المتعمد في سوريا .. فهي تقصف وتقتل من جهة والنظام يقتل من جهة اخرى، دون أن يكون لهذا القتل أي أمل بوقف النزيف ووقف التدمير الشامل.

 

رابعاً- ان الادارة الامريكية تعمل سياسياً وستراتيجياً على إبقاء حالة القتل الطائفي والتطهير العرقي في العراق .. فهي تقصف وتقتل من جهة والنظام الطائفي الفاسد يقتل من جهة اخرى دون ان يكون لهذا القتل المبرمج أمل بوقف نزيف الاقتتال ووقف التدمير.

 

خامساً- الهدف من هذه السياسة - الأستراتيجية هو تمكين ايران من ان تكون ركيزة اساسية في نظام الأمن الأقليمي في المنطقة على حساب الأمن القومي العربي، وعلى حساب مصالح ومستقبل الشعب العربي، وكذلك دول المنطقة بما فيها تركيا.

 

سادساً- ففي الوقت الذي تعمل فيه مثلاً: هيئة العدالة والمحاسبة الدولية في جنيف على توثيق جرائم النظام السوري والنظام العراقي، أصدرت امريكا قراراً بوقف تمويل هذه الهيئة .. لماذا ؟ ألم يكن هذا التصرف يستهدف إبقاء نزيف القتل الطائفي والعرقي مستمراً في العراق وسوريا ؟!

 

سابعاً- وفي الوقت الذي يتوجب فيه كبح جماح المليشيات الطائفية المسلحة في العراق ( جيش الدمج الطائفي ) و ( مليشيات الحشد الطائفي ) التي اعلن عنها " علي السيستاني " والمنظمات الطائفية المسلحة التي تعبث بأمن البلاد والعباد في العراق منظمة ( بدر- والعصائب - وجيش المهدي- وغيرها الكثير من المليشيات المسلحة الممولة من ايران والحكومة الطائفية في بغداد من خلال وزارتي الدفاع والداخلية .. عمدت الادارة الامريكية على ادارة ظهرها عن قيادة هذه المجاميع الدموية من قبل الجنرال الإيراني "قاسم سليماني"، وهي ترتكب المجازر تلو المجازر في الحويجة وديالى وتلعفر وجرف الصخر تحت اشراف الحرس الايراني .. وهي مجازر ضد الانسانية .

 

فبدلاً من كل هذا عمدت امريكا ايضاً على ارسال المزيد من ( المستشارين- 1400 وقبلهم 600 مع 800 جندي مارينز لحماية السفارة الامريكية في المنطقة الخضراء- فيما ارسلت 1400 جندي مارينز سابقاً، وأخر دفعة 1500 جندي مارينز اعلن اوباما مؤخراً ارسالهم الى العراق ) ، لقتل شعبنا الذي يطالب بالحرية والعدالة والاستقلال الوطني .. الامر الذي يعني ان امريكا عازمة على استمرار المذابح في العراق تحت اغطية التوازن فيما تستفحل ايران في العراق وسوريا واليمن وغيرها من الاقطار العربية .

 

- لن يستقر الأمن في العراق ما لم تتأسس اجهزة مهنية عادلة وجيش مهني يتولى مهمته الأساسية حماية البلاد من أي مخاطر خارجية ..

 

- لن يستقر العراق والدستور يتأسس على الطائفية وليس على الوطنية ..

 

- لن يستقر العراق ما دام القضاء مسيساً من لدن السلطة التنفيذية ولا يقوم على اساس المواطنة الحقة ..

 

- لن يستقر العراق ونزعة تغييب هوية الشعب العراقي وانتمائه القومي العربي قائمة .

 

- لن يستقر العراق ما لم يكفل القانون حقوق كل فئاته وشرائحه وقومياته واديانه على قدم وساق دون تمييز في الدين والمذهب والقومية على اساس العدل والانصاف والانسانية .

 

اما سياسة محاربة ( الارهاب ) المخادعة المكشوفة، فأن اوراقها باتت متهرئة وعلى وشك السقوط وان الحقائق على الارض لم تعد خافية على احد .. فعلى امريكا ان تكف عن سفك الدماء بدعوى سياستها - الاستراتيجية البائسة التي خلفت الشقاء لملايين من البشر في عموم المنطقة العربية .. وعلى إيران هي الآخرى ان تكف عن قتل البشر بدوافع طائفية مقيتة لا يقبلها عقل نير.. فالطائفية والتطرف والعنف الناجم عن التمييز والقهر والإذلال يشتعل كالنار في الهشيم يعبر الحدود ولا احد يستطيع ايقافة أبداً .!!






الاحد ١٦ محرم ١٤٣٦ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٩ / تشرين الثاني / ٢٠١٤ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب د. أبا الحكم نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة