شبكة ذي قار
عـاجـل










ومن أجل أكتمال الرؤية للمشهد  لابد من الوقفه  التي تمكننا التعرف بالدقة والوضوح للواقع العربي عامه والعراقي خاصة ،  وخاصه الاجيال التي لم تعيش وقائعه ولكي لانبتعد أكثر لنتوقف عند روايه  تناقلتها بعض المذكرات  وما كتب عن حقبة الامبراطورية العثمانية  والتي اراها  مهمه كونها تبين  الصفاء في الذهن و الاتجاه المناقض له لادامة  التمزق او التناحر من اجل  البقاء وهي ((  وبعد الذي تقدم يتبين من هو الذي حافظ على هويته العربية ومن أنجر وراء الهويات والقوميات الأخرى ويتملق على حساب العروبة والإسلام .  وللأمانة الأدبية وذكر الحقائق وقبل الانتقال إلى موضوع أخر أود أن آبين موقف من مواقف أحد السلاطين العثمانيين التي اعتقد أنها جيدة وتختلف عما هو معهود من بقية السلاطين ( أي مقارنة بالآخرين ) وهو موقف السلطان سليمان ألقانوني حيث بعد احتلال بغداد عام 1534م توجه لزيارة العتبات المقدسة في الكاظمية وبعدها توجه إلى كربلاء المقدسة وأمر بإيصال ماء الفرات بانتظام إلى المدينة وبعدها توجه الى النجف الاشرف وهذا ما أريد توضيحه ، وعندما اصبح على بعد أربع فراسخ ورأى القبة المقدسة من بعد ترجل من فرسه واخذ يمشي على قدميه ، فسأله أحد وزرائه عن ذلك ، فقال ان أعضائي اهتزت لمرأى القبة المقدسة فقال الوزير مستهزأ ما هذا سيدي انت امير المؤمنين وهو أمير المؤمنين بل انت افضل لانك حي وهو ميت ، فقال بل استخير فاستخار بالقران وعندما فتح القران الكريم للاستخارة ظهرت له الآية (َ فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ إِنَّكَ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوىً) (طـه:12) فأبتهر وارتعدت فرائصه وقال لا يكفي أن امشي على قدماي بل امشي حافياً حتى اصل الضريح  )) اي ان هناك من كان يريد الاسائه تعمدا" الى شريحه معينه من المجتمع العراقي  كان هاجس الحاكم  العثماني استهوائهم والعمل على اندماجهم  في هيكلية الامبراطورية العثمانية والعمل على اسقاط كل الدعوات التي  ارادها الخصوم واعني الامبراطوريه الفارسية  من كونهم  حماة  انصار ومشايعي ال البيت  وملاذهم  وهذه بحد ذاتها وسيله كما قلنا  من وسائل الحرب  التي تعد امضى وافتك سلاح  ، سقطت الدولة العثمانية في الحرب العالمية الأولى على أيدي الحلفاء وتقاسمت الدول المنتصرة  بريطانيا وفرنسا و روسيا غنائم المعركة  وكان العراق وبعض الأقطار العربية والإسلامية من حصة بريطانيا ،

 

لتنعم بهذه التركة المهمة والمليئة بالخيرات المتنوعة التي تركتها الدولة العجوز وبقى العراق تحت السيطرة والاحتلال البريطاني سواء كان مباشر او غير مباشر من خلال ارتباط العراق ببريطانيا بمعاهدة الانتداب أو ارتباطه بوزارة الخارجية البريطانية الى قيام ثورة 14 تموز 1958م واسقاط الملكية وتأسيس النظام الجمهوري لحكم العراق ،  وكان من الطبيعي أن يقف المسلمون صف واحد امام المحتل الكافر باعتبار الدولة العثمانية دولة تتدين بالاسلام ، واصدر رئيس المشيخة في اسطانبول فتوى بالجهاد ، فما هو موقف علماء الاسلام من تلك الفتوى ؟  أما دور اغلب علماء الجمهور والذين كانت تدر عليهم الاموال من كل صوب وحدب من الاتراك قد تخلوا عن حلفائهم علاوة على ان البعض منهم تعاقد مع البريطانيين مسبقاً ، فقد عقد اجتماع لعلماء ووجهاء بغداد اواخر عام 1915م بدار عبد الرحمن النقيب الزعيم الروحي لابناء الجمهور وأتخذ الاجتماع قراراً مهماً وهو أرسال تأييد للانكليز وعرض المساعدة للقوات البريطانية الغازية ، في الوقت الذي فرضت فيه القوات الاسلامية حصاراً شديد على القوات البريطانية في مدينة الكوت  أما دور شيوخ العشائر والتي اعتمدها السلطان  والولاة الاتراك  في العراق والتي كانت تنحصر بدور ثلاث عشائر أو بالاحرى قبائل كبيرة كانت تحظى برعاية الباب العالي وتتمتع بامتيازات كبيرة جداً ولاسيما في الفترة الاخيرة من حكمهم ،  لم تتحرك هذه العشائر لنجدة حليفها المسلم والمنعم عليها بالجاه والثروة مع ما لها من نفوذ قوي وكبير في العراق والذي يمتد من الموصل حتى شمال النجف والتي ظهر بعد ذلك تعاونهم مع الانكليز مقابل امتيازات اكثر من حليفها السابق  اما متبعي  منهج ال البيت عليهم السلام  فكان موقفعم مفاجئاً بالمرة ،

 

فبعد كل تلك المعاناة والويلات والتمييز القومي والطائفي لهم من قبل العثمانيين فكان موقفهم غير متوقع من قبل الانكليز والاتراك على حد سواء فقد واجه الاحتلال البريطاني مقاومة عنيفة من قبل ميليشيات وطنية يقودها علماء المسلمون  ومراجع دين في ضواحي البصرة وهم الذين يعانون من اضطهاد تركي قومي وطائفي حتى اثناء المقاومة  ويمر الباحثون على تلك الأحداث مرور عابر وغير دقيق عند هذه النقطة بالذات وهي مقاومة الاحتلال في بداية دخوله إلى العراق من الجنوب ، وخاصة معارك الشعيبة والقرنة ومقدار عدد المجاهدين الذي وصل الى 18 آلف مجاهد يتقدمهم المراجع وعلماء النجف امثال  ((  شيخ الشريعة الأصفهاني ،  ومصطفى الكاشاني  ،  وعبد الرزاق الحلو  ،  ومحمد سعيد الحبوبي ،  والسيد باقر حيدر ،   والسيد محسن الحكيم  ،  والسيد المجاهد مهدي الحيدري  ،  والشيخ مهدي الخالصي وولده محمد وجعفر ،  والشيخ راضي ،  وعبد الكريم الجزائري ، وعيسى كمال الدين  ))  وغيرهم من المجاهدين  وقد أبلى المقاتلون  بلاء حســــن وضربوا أروع أنواع الصبر والتلاحم والشـــــــجاعة والإيثار حتى قال ( تونزند ) القائد العام لجيوش الاحتلال في الكوت (( لقد وجدت العرب أثناء الأعمال العسكرية في العراق جماعة لاتعرف الرحمة  ))  ،

 

السيد مهدي الحيدري او السيد محسن الحكيم او الشيخ الخالصي او عبد الرزاق الحلو  رحمهم الله  انهم مراجع ينتهجون منهج ال بيت النبوة  ورموزهم الذين وقفوا الواحد تلو الآخر لمواجهة التحديات التي لحقت بالوطن والشعب ولم تكن فيهم روح عصبية او طائفية وانما الهدف الدفاع عن العراق والإسلام والغريب في ذلك انه لم يتطرق أي باحث عربي أو عراقي الى ذكر تلك المواقف وهي ان المقاومة كانت  في الغالب من رجالات اتباع اهل البيت وعلمائهم  ،  وان من يتهربون من ذكر تلك الحقائق حتى لا يوصفوا بالطائفية ويتهرب منها غيرهم حتى لا يعطوا لهؤلاء ( المجاهدين وعلمائهم ) دوراً بارزاً وأساسيا في تاريخ العراق السياسي الحديث  وهذه الشواهد والوقائع  تؤكد بان العراقيين كانوا متوحدين لاتفرقهم  المسميات والاوصاف  لانهم عشقوا العراق  وأمنوا بالعقيدة الدينية  وهم مقتنعين ان الغازي  تحت عنوان محررين لافاتحين يستهدف وجودهم الوطني والديني  ومتطلع للاستحواذ  على ما اكتشف من خيرات  الارض العراقية والعربية  ، الملاحظ والمتتبع للأوضاع السياسية في العراق بعد الاحتلال البريطاني ولهذ الوقت يرى ان للمراجع الدور البارز في تحديد المصير والوقوف بوجه المخططات التي رسمها وما زال يرسمها اعداء العراق والإسلام  فبعد سقوط بغداد بيد الاحتلال البريطاني واستتاب الا مر للإنكليز بدأت السياسة البريطانية بترتيب الوضع الجديد في العراق وهي نفس السياسة المتبعة من قبل الأتراك من حيث القومية وتمذهب الدولة ولنفس الأسباب ولكن نشاط الإنكليز كان أوسع واكثر دهائاً فكان هناك نشاط ومحاولات بريطانية للحيلولة دون إقامة دولة عراقية عربية مستقلة فعملت على نشر استفتاء بنوعية الحكم ، فاصدر العلماء فتواهم بهذا الخصوص وحرموا انتخاب غير المسلم وقدمت مضابط في الألوية اعتماد حكومة إسلامية عربية ، فأهمل الإنكليز تلك المضابط مما آثار حفيظة العلماء والوطنيين ولهذا ولاسباب أخرى اندلعت الثورة العراقية الكبرى ( ثورة العشرين ) والتي على آثرها اعترفت بريطانيا بحكومة عربية برئاسة الملك فيصل الأول واختيار عبد الرحمن النقيب رئيس للوزراء ، وان كان ذلك الاستقلال جزئياً ولكن يكفي ان يكون العراق أول دولة عربية واسلامية تحصل على هذا الاستقلال وتكون عضو حالها حال الدول العظمى في عصبة الأمم ، وهناك الكثير من التحركات على المستوى المحلي والعربي والعالمي من قبل علماءنا الأعلام في ذلك الوقت من اجل إرغام الاحتلال على الاعتراف بالعراق كدولة مستقلة لها السيادة الكاملة

 

يتبع بالحلقة الثامنة 






السبت ١٧ ذو الحجــة ١٤٣٥ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١١ / تشرين الاول / ٢٠١٤ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب زامــل عــبــد نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة