شبكة ذي قار
عـاجـل










أما في الماضي فكان العمل يأخذ اتجاهات اخرى لارغام الشعوب المستضعفه  والمغلوبه على امرها كفرض اللغه  مثلاً كما فعل الأتراك ببلاد الشام وفرنسا بالمغرب العربي أو من خلال فرض المذهب الاقتصادي والثقافي واجبار البقية على أتباعه كما فعل الشيوعيون في روسيا بالجمهوريات المجاورة وتشكيل الاتحاد السوفيتي أو ما تفعله الولايات المتحدة الأمريكية حالياً من محاولة إدخال العولمة ألي البلدان الإسلامية فضلاً عن تبعية البلدان الأوربية  وقد عانى المسلمون في جميع العالم ولا سيما في قارة آسيا من جراء هذه السياسة حيث تم تحويل الشعب المسلم إلى شعوب بجعل حواجز وهمية بين البلدان المسلمة الغرض منها واضح هو تفريق الشعب المسلم وجعله شعوب متناحرة كلُ له طائفته وقوميته وأطلاق مسميات على كل إقليم لترسيخ هذا التقسيم منها الهلال الخصيب ، الشرق الأوسط ، جنوب شرق أسيا والقارة الهندية ، القرن الأفريقي وغيرها وهي جميعاً تؤدي إلى التمييز العنصري لينظر آهل العراق مثلاً إلى الأفارقة بنظرة الجنس الاسود مثلا" والى أبناء الهند وإيران بنظرة قومية   في عالم اليوم لا يمكن للانسان ان يعيش فيه الا اذا كانت له هوية مميزة تقررها لغته بصفها المظهر الاول الذي يتعامل معه الانسان   فانت حينما ترى انسانا لا تعرفه تبدا بالتعرف اليه من خلال لغته ثم تتعرف على ثقافته وتقاليده وسايكولوجيته وهذه الحقيقة الواقعية تثبت ان الانسان منقسم سواء اردنا ذلك ام رفضناه الى امم وثقافات مختلفة  ،

 

الرابط الاساس بينها هو انها جميعا تنتمي الى المخلوق الانساني وان الاختلافات في اللون او الثقافة لاتعبر عن تباين في قيمة الانسان المطلق لان اصله واحد وقدراته الكامنة واحدة من حيث الجوهر ، ومن ثم فان كل انسان مساو للانسان الاخر من حيث القيمة والاحترام والذكاء  ، وما يظهر من اختلافات في الذكاء مثلا ليس نتيجة للاصول العرقية بل للوضع الاقتصادي والاجتماعي والفرص التي تتاح للانسان كي يفجر طاقاته الابداعية  لهذا فان البعث تعامل مع القومية على اساس انها الحلقة الاساسية في عالم توجد فيه امم وقوميات مختلفة ، نشب بينها صراع او قامت بينها صداقة ، لكنها كلها تنتمي لجنس واحد هو الجنس البشري ، وهذا الانتماء يفرض على الانسان ان يقيم علاقات اممية مستندة على فكرة المساواة والتعاون الجاد من اجل الانسان كل انسان وحريته واحترام ادميته اذن (( القومية بالنسبة للبعث تتشكل من عدة عناصر ، العنصر الاول انها هوية وجودية تميز قوما ما عن غيرهم ثقافيا وليس عرقيا  ، والعنصر الثاني هو ان الجماعة ذات الهوية الواحدة من حقها ان تتوحد اذا كانت مجزءة  ، لان العالم يمر بمرحلة من ألتطور البشري تتميز ببروز وحشي للانانية والاعتداء نتيجة نظم الانتاج الاستغلالية كالنظام الراسمالي  والعنصر الثالث هو ان القومية العربية ليست مفهوما عرقيا بل تاريخيا وثقافيا  ، ولذلك تجد بين العرب من هو اسمر ومن هو ابيض ومن هو اسود ، والعنصر الرابع هو ان القومية العربية ليست استثناء في عالمنا من حيث الحق في التوحد القومي  ، لان اغلب الامم توحدت وبقي العرب وحدهم من بين الامم الكبيرة مجزءين مع ان العالم الحالي هو عالم الكتل الكبيرة ، كما وصفه التقرير العقائدي ( او المنطلقات النظرية ) الذي صدر عن المؤتمر القومي السادس للحزب عام 1963 وفي عالم الكتل الكبيرة تاكل الحيتان الكبيرة الاسماك الصغيرة لذلك لابد من الوحدة العربية لمواجهة محاولات الافتراس التي تتعرض لها الامة العربية من قبل اطراف عديدة اقليمية ودولية ومااغتصاب فلسطين ، من قبل الصهيوينة ، والاحواز (  تضم ثمانية ملايين عربي ومنطقة النفط والمياه  ) من قبل ايرانوالاسكندرون  من قبل تركيا  ، الا امثلة واضحة لاضرار التجزئة في الوطن العربي  ، فلو كان العرب امة موحدة تتالف من اكثر من مائة مليون عربي  ، عند اغتصاب فلسطين والاحواز والاسكندرون  ، لما استطاع الاستعمار والصهيوينة وايران وتركيا اغتصابها  ، ولولا تناثر العرب لما نجحت امريكا وايران في احتلال العراق وتدميره مع انهم الان اكثر من 300 مليون انسان ، الوحدة العربية بهذا المعنى ليست مفهوما عرقيا ولا هي حركة عدوانية وتوسعية بل هي حركة دفاعية في عالم تسوده القوة ومنطقها الظالم، لذلك فان اول واهم ميكانيزم دفاعي قومي عربي هو اقامة الوحدة العربية. كما ان عالم اليوم هو عالم التكامل بين اجزاءه المكونة فاذا كانت الامم الكبيرة الموحدة تبحث عن الاندماج مع غيرها، كالامم الاوربية التي اتحدت رغم انها تتشكل من قوميات مختلفة وليس من قومية واحدة كالعرب، فهل يجوز ان لا يعمل العرب على تحقيق وحدتهم من اجل تامين متطلبات التنمية والسوق القومي الواسع والاستثمار الامثل للموارد العربية المتنوعة والمتكاملة  مع انهم شعب واحد وينتمون لقومية واحدة   )) أما شعبنا المظلوم في العراق مر بظروف لم يمر بها أي بلد عربي أو إسلامي سوى فلسطين ، حيث اُستخدمت ضده أبشع أنواع التمييز العنصري والطائفي منذ سقوط بغداد 1258  ولحد ألان ويرجع ذلك إلي عدة أسباب : 


* احتواء الأغلبية من الشعب العراقي المتخذين من فكر ومنهج ال البيت
عليهم السلام اسلوبا" للممارسات العبادية والمعاملات الحياتيه وهم سكان العراق الاصليون الذين ينتشرون في الوسط والجنوب والفرات الأوسط  ومحافظات اخرى  من خلال المؤسسة المرجعية التي تكوينها غير عربي بالاغلب وان كان هناك عربيا" بينهم فلم يكن له الدور وكل هذا يصب  في المنهاج الايراني الصفوي الجديد الهادف الى الانبعاث الامبراطوري الفارسي  


*  اعتمد خميني  وخلفه  خامنئي ان يكون العراق الجسر الموصل الى بلدان  التي يتواجد فيها  من يتخذ من منهج ال البيت اسلوبا" ووسيله  في العبادات والمعاملات كدول الخليج العربي والحجاز وسوريا والجزء الجنوبي من تركيا 

 

*  وجود المراقد المقدسة للائمة المعصومين وأبنائهم عليه السلام  وخاصة مرقد أمير المؤمنين علي بن ابي طالب  عليه السلام  في النجف الاشرف التي تحتويه من حوزات ومعاهد دينية تعتبر الأولى في العالم الإسلامي ومنها يتخرج الآلاف من طلبة العلوم الدينية من كافة الدول الإسلامية مثل باكستان وأفغانستان والهند وإيران واندنوسيا وأذربيجان ...الخ  اعطى الفسحه للفرسمن العمل بما يمكنهم من الاستمرار  بقيادة تلك الحوزات  ومن هنا كانت  القيادة الوطنية العراقيه  وما بعد ثورة 17 – 30 تموز 1968 تعمل من اجل تعريق وتعريب المرجعية  

 

*  التعددية في المجتمع العراقي وكثرة طوائفه وقومياته و موقع العراق الجغرافي وثرواته الطائلة كانت من مسببات فتح الشهية للقوى الطامعة به والعامله من حرمانه من القيادة الوطنية القومية التي ترى ان العراق ماهو الا همزة الوصل فيما بين الامه  والتقدم والتطور وامتلاك كل مقومات القدره على التصدي واسترجاع الحقوق


أن ما يهمنا هنا ما يتعلق بمحور وصلب هذا الموضوع والذي اشرت اليه في المسبب الاول اعلاه  وجود الأغلبية من اتباع ال بيت النبوه في العراق وهم من العرب ومن أصول عربية نزحت من الجزيرة أو اليمن ومن بطون عربية معروفة ومشهورة لحد الان أصلها من قبائل مضر وربيعه  نزحت من تلك المناطق وتمركزت في الكوفة والبصرة وغيرها من مدن العراق  وكان أخر نزوح لها عندما نقلت عاصمة ألخلافه العربية الاسلامية من المدينة المنورة الى الكوفة في عهد امير المؤمنين علي بن ابي طالب عليه السلام  ، ومن هنا كان  فعل الموالات وقد تعمق فيما بعد وخاصه بعد استشهاد امير المؤمنين علي بن ابي طالب عليه السلام  الخليفة الراشدي الرابع بفعل جريمة  عبد الرحمن ابن ملجم المرادي الفارسي  ومن أجل الامعان بالتعسف  بحق الموالين لمنهج وقيادة الامام علي  عليه السلام  تم نعتهم بنعت الفارسيه  بالاضافة  الى تهجيرهم من الكوفة إلى بقية الأمصار مثل الأحواز والبحرين واليمن من قبل الحكومات الأموية والعباسية  ،

 

وكانت  اجراءات التهجير ضد الأئمة  عليهم السلام وأتباعهم إلى أي مكان بعيد عن السلطة ، وأطلقت في هذين العهدين الكثير من الأحاديث الموضوعة حول الأئمة واتباعهم أو مناصريهم  لتشويه صورتهم أمام الرأي العام ، وكان هذا المعنى أدق وأوضح وأفتضح في نفس الوقت في زمن  المرتد يزيد حيث أطلق على الامام الحسين وأل بيته  وأصحابه  بالخوارج وأنهم من الموالي وليس من العرب وخاصة في بلاد الشام التي عمل معاوية ومن تبعه على تسيسها على الخط المعادي لآهل البيت ، أما تعدد القوميات والطوائف للشعب العراقي ، فقد حاولت السلطات من جعل الفوارق واضحة بين قومية ومذهب الحكام  والقوميات  والطوائف ألاخرى وذلك في عملية مقصودة من الاستعمار وعملاءهم مما أدى الى ردة فعل قوية جداً من قبل تلك القوميات والطوائف نتيجة تلك التصرفات والسياسات العمياء وخير دليل الظلم  والتهميش والاجتثاث الذي تعرض له حيز مهم من الشعب العراقي بفعل حكومات الاحتلال التي تسلطت على  العراقيين  ما بعد الغزو والاحتلال  وتحديدا" منذ استلام ابراهيم الجعفري وللوقت الحاضر

 


يتبع بالحلقة السادسة     






الخميس ١٥ ذو الحجــة ١٤٣٥ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٩ / تشرين الاول / ٢٠١٤ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب زامــل عــبــد نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة