شبكة ذي قار
عـاجـل










أولاً- مجلس الأمن الدولي يدين مقتل عامل إغاثة بريطاني و"أوباما" يتعهد بمعاقبة القتله .. ويصمت مجلس الأمن حيال المجازر التي ترتكبها مليشيات الحكومة الطائقية في بغداد .!!

 

- مجلس الأمن يجتمع ويصدر بياناً يدين فيه قتل عامل الاغاثة البريطاني " الآن هينينغ " .. ويصمت بازدواجية معايير فاضحة لا تنحاز إلا لمصلحة أمريكا وحلفائها البريطانيين وهم أسياد الأمريكيين القدامى .. يسكت مجلس الأمن على قتل السجناء في السجون السرية والعلنية للسلطة والأحزاب الطائفية في العراق بأبشع اساليب التطهير الطائفي والعرقي .. ويصمت على انتهاكات حقوق الإنسان بقتل المواطنين واغتصاب النساء والتجاوز على حقوق الأطفال وتعريض أسرى الحرب والمعتقلين السياسيين والعسكريين إلى الإذلال والإهانة والقمع والتنصل عن تقديم ابسط متطلبات الإنسان المريض المعتقل في الحصول على الدواء والرعاية الصحية ، كما يحدث الآن في سجن الكاظمية قي بغداد.

 

قتل عامل الإغاثة البريطاني جريمة شنعاء يحاسب عليها القانون .. ولكن نرى كيف توظف أمريكا وبريطانيا هذا الحادث لأغراضها السياسية وبمعايير مزدوجة غاية بالتمييز والإنتقائية الفاضحة .

 

- كما صدر عن " أوباما " الرئيس الأمريكي بياناً تعهد فيه بمعاقبة القتلة .. فيما يقتل بطائراته الحربية المواطنين العراقيين والسوريين وهم في منازلهم بدعاوى ومزاعم محاربة الإرهاب وهو صنيعته .. بينما يقتل العراقيين بدم بارد يومياً على يد مليشيات حكومة الاحتلال الطائفية ولا يحرك "أوباما" ساكناً.!!

 

ثانياً- الطائرات الأمريكية وغيرها من سلاح الموت والتدمير تقصف آبار النفط ومصانع تكريره، وهي ممتلكات ومنشآت تعود للشعب العراقي :

 

هذا ما تفعله الطائرات الحربية الأمريكية وغيرها .. والهدف كما يقال .. حرمان المسلحين من بيع النفط العراقي لتمويل عملياتهم المسلحة . الم يكن ذلك تدبيراً محسوباً لتدمير ( الدولة ) العراقية، كما هو حال تدمير ( الدولة ) السورية والليبية واليمنية ..إلخ ؟!

 

ثالثاً- الأمريكيون يعلمون علم اليقين : لا توجد في كتب تاريخ ستراتيجيات الحروب أن نصراً تحقق باستخدام سلاح الجو الحربي فقط . لماذا ؟ لأن القوة الجوية الحربية هي في الأساس عمل تكتيكي ( يغلق طرق ويعطل إمدادات ) ولا يعول عليه في حسمية الحرب .. وقد يقنع طرف الحرب بضرورة التسليم بالأمر الواقع، وهذا جزء غير تقليدي لأهداف السياسة .

 

- الذي يحصل ان ما يسمى بالتحالف الغربي ( يستخدم سلاح الجو ويمتنع عن استخدام الجيش على الأرض ) .. فيما يسمح لمليشيات إيران وحرسها في الحرب في العراق .. ويقول : ان المعارك ستطول زمناً قد يستمر عقود من السنين.. والمقصود هو تمكين إيران من تكريس نفوذها في العراق حتى لو أدى إلى التدمير الشامل والكامل للدولة - وكما يحصل في سوريا - وما يتمخض عن هذا التدمير من تغيير ديمغرافي يمهد للتقسيم والتفتيت ومن ثم تغيير الجيو- سياسة الدول وإعادة تشكيلها على وفق مخطط مشروع الشرق الأوسط الجديد.!!

 

والملاحظ :

1- أن الحكومة الطائفية في بغداد باتت تغذي ( جيشها ) النظامي بعناصر الحشد الطائفي لكي يكون ( الجيش ) مليشياً خالصاً .. لماذا ؟ لأن الجيش النظامي لا يستطيع ان يجاري العقيدة القتالية للكفاح المسلح، لأنه لا يملك عقيدة قتالية نظامية إطلاقاً .. فما بالنا وان قوى الثورة تستخدم عقيدتين قتاليتين في آن واحد .. إحداهما عقيدة عسكرية نظامية والآخرى عقيدة قتالية للكفاح المسلح.

 

2- إن دمج ما يسمى بعناصر الحشد الطائفي في تشكيلات ( الجيش ) الذي انكسر وتفكك ولم تعد له أي قيمة سوقية، قد يدعو إلى التفكير بخلق عقيدة قتالية مليشية، كما استخدمها ( خميني ) بزج المئات من المدنيين والأطفال أمام القطعات العسكرية الإيراني في عدوانها على العراق كوقود حرب دون اكتراث لقوانين الحرب وللأعراف العسكرية وللقيم الإنسانية .. ولكن مثل هذا الاعتقاد الساذج، وامام حالة الاستنزاف التي تطال المقابل الطائفي لا احد يضمن نجاح الطابور الطائفي المتخلف سياسياً وعسكرياً من ان يحقق الأهداف السوقية للقيادة الطائفية ابداً .

 

3- يقول الخبراء العسكريون :

- إن صاروخ ( كروز ) واحد قيمته ( 1 ) مليون دولار .. وقنبلة ليزرية موجهة ( 500 ) رطل قيمتها ( 700 ) الف دولار .. والهدف المحدد بالمقابل قيمته ( 25 ) ألف دولار، وهو عبارة عن ( سيارة تويوتا أو بيك آب بمدفع 33ملم ) .. وان كلف القصف اليومي للطلعة واحدو ( 7.500 ) مليون دولار، وعلى مدى خمس سنوات .. تصوروا حجم كلف الحرب التي تتحملها خزينة العراق، باعتباره هو الذي طلب التدخل العسكري والحماية.!!

 

- وحسب المعلومات المعلنة أن ( 13 ) ألف جندي أمريكي سيصل إلى العراق للإستشارة والمشاركة في العدوان على الشعب العراقي خلال ثورته الوطنية.

 

إيران تضغط على بغداد لإتباع السياسة الآتية :

1- رفض أي مشاركة عربية في التحالف ضد ( الإرهاب ) على مستوى الطيران الحربي وعلى مستوى تشكيل الوحدات القتالية على الأرض .. والأسباب معروفة وهي ذات طابع عنصري والمتمثل بإبعاد أي جهة عربية وإقصائها تماماً عن أي جهد مشترك .!!

 

2- رفض مشاركة قوات اجنبية وعربية على الأرض في العراق ( فيما تتدفق عناصر المارينز والمستشارين الأمريكيين حسب ما تم اعلانه عراقياً ) ، على أساس الزعم بأن لدى العراق امكانات بشرية كبيرة قادرة على ( دحر ) الإرهاب ولا حاجة لقوات اجنبية .. في الوقت الذي كانت فيه الحكومة الصفوية في بغداد قد طالبت امريكا بالتدخل العسكري العلني والسافر، وناشدت حكومات العالم الغربي بالتدخل والدعم العسكري.

 

- القوات الأمريكية بدأت تدخل العراق صوب قاعدة ( سبايكر ) على اساس مستشارين ومعاونين ولكنهم سينتشرون سوقياً في مناطق معروفة ومحددة، ليس لحسم معارك إنما لجعل المعركة تطول وتطول، لأن الهدف هو التدمير الشامل والكامل للدولة لحسابات تصب في مصلحة إيران والكيان الصهيوني والمصالح الأمريكية.

 

رابعاً- إن التحالف الدولي .. وكما نراه مفتوحاً للإنضمام إليه :

- بمعنى .. أنه في حالة ( تحول قوى ) بانضمام دول إليه ، قد يفضي إلى تغيرات تطال تحالفات قوى وجماعات محلية ، مثل الأخوان المسلمين، ورهط التنظيمات الارهابية .. لماذا ؟ لأن التحالف الدولي هو تحالف قائم بين دول وليس تحالف بين جماعات.. وإن أي تغيير في تشكيل التحالف الدولي قد يفضي إلى متغيرات في تحالفات قوى محلية .. وإن انضمام تركيا بشروط معلنة كمثال، سيؤدي إلى هذه النتيجة التي تقوم على قاعدة ترتيب الأولويات العملية على الأرض في سوريا على وجه التحديد .. لماذا في سوريا ؟ لأن جيو- سياسة سوريا تختلف عن جيو - سياسة العراق بالنظر لمدخلات ومخرجات سياسية- ستراتيجية إقليمية.!!

 

- من الخطأ القاتل أن تبني الدولة سياستها الاستراتيجية في ضوء تحالفات مع جماعات، مهما تكن ايديولوجيتها .. لماذا ؟ لأنها ستصطدم هي ذاتها بمصالح دولتها العليا .. ولأن مصالح الدولة العليا هي اكبر واكثر قيمة من اهداف تحالفات جماعات، فأن حالة من حالات التناقض ستنشأ لتكرس شرخاً داخلياً يحرك قوى الصراع الداخلية باتجاه تصحيح المسار الخاطئ .

 

مثلاً.. أمريكا لها مصالحها الحيوية في العالم كدولة عظمى ارتبطت بتحالفات مع جماعات ( الأخوان المسلمين ) ، اعتقاداً منها بأن هذه الجماعات ستحقق لها مصالحها أو تجعل منها أمريكا حصان طروادة للتدخل والسيطرة ، ولكن اتضح أن هذا الحصان هو لا يسير إلا باتجاه واحد فهو اعور ومصاب بلوثة في مفاهيم العصر ويعيش بمفاهيم العصور السحيقة .. واول تجربة أمريكية لهذا الحصان انهار ونفق .. فتعاظمت نتائج هذا التحالف على المنطقة وعلى امريكا ذاتها .. وكما يحصل لأمريكا مع الأخوان المسلمين سيحصل لها مع المؤسسة المذهبية الطائفية الصفوية التي تحكم بمنطق العصور السحيقة وبمليشيات تعلن عنها بأنها جيوش الحشد الطائفي.!!






الخميس ١٥ ذو الحجــة ١٤٣٥ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٩ / تشرين الاول / ٢٠١٤ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب د. أبا الحكم نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة