شبكة ذي قار
عـاجـل










في مثل هذه الأيام وقبل ثمانية أعوام وفي اليوم الأول من عيد الأضحى المبارك ,أقدم الغزاة الأمريكيون وحلفائهم وعبيدهم من الأقزام وأشباه الرجال المحسوبين جزافاً على الأمة العربية على شنق وإعدام واغتيال رمز العروبة الشماء ,وحامي حمى الكرامة العربية ,وسيد الصمود والتحدي .. فارس الأمة وشهيدها صدام حسين المجيد ,الذي جسد وخلال عقود خلت من حكمه حالة التحدي العربي في سبيل النهوض والوحدة والتحرير,ومثل خلال تلك الحقبة انتصاراً حقيقيا لقوى المقاومة العربية في فلسطين ولبنان والأحواز وأرتيريا ,وأمدها بكل مقومات الصمود والكفاح,بل وأمطر ما يسمى إسرائيل بعشرات من الصواريخ البالستية البعيدة المدى,وظل أيضا وخلال حكمه ملتصقا بقضايا وهموم الجماهير العربية الكادحة وقضايا العدل والمساواة وتكافؤ الفرص وحقوق العمال والفلاحين وصغار الكسبة,أمضى سنين عمره معلقا روحه وفؤاده بالجرح العربي الدامي في فلسطين المحتلة قضيته وقضية العرب المركزية,وكذلك لم يألوا جهدا طيلة مسيرة حياته في سبيل البناء والتقدم والارتقاء بالحالة العربية من الدونية والذيلية إلى مربع الريادة والكبرياء والعلياء مكان الأمة الذي يليق بين الأمم, حتى جعل من العراق أنموذج أمة بكامل المواصفات,وقدم كل ما يستطيع في سبيل الحفاظ على شخصية الأمة الرائدة وصون كرامتها ووحدتها في وجه العاتيات وأطماع الأمم الاستعمارية.


ووقف شامخاً كالجبال الراسيات التي تحطمت على صخورها كل المؤامرات الامبريالية والصهيونية المحاكة ضد أمتنا العربية .. ووضع حداً لأطماع الفرس والترك والفرنجة والانجليز في بلاد العرب,التي أيقنت جميعاً أن في الربوع وفي العمق العربي أسداً رابضاً لا تثنيه كل النائبات عن الدفاع عن أرض وعرض وشرف أمته وشعبه.


في مثل هذا العيد من العام 2006 وفي الأضحى المبارك تداعت الأمم على قصعتها شرقها وغربها للنيل من رمز العرب ونجمهم الوهاج الساطع .. نهض كسرى وأفاق هولاكو من غفوته ليشهدا ويرقصا طربا على أفول نجم العرب الساطع.


نعم في مثل هذه الأيام من السنين الهجرية صعد فارس العرب منصة الإعدام وأعواد المشانق التي للأحرار سلم .. تمتم ببضع كلمات تفوح منها الرجولة .. نطق الشهادتين مبتسماً وهوضامناً جنة الخلد التي وعد الله عباده المخلصين المؤمنين .. وقبل أن يلفظ أنفاسه الأخيرة هتف للأمة والعراق معظماً .. واستدرك في الحال وقبل انتزاع روحه وصعودها إلى بارئها وصيته فلسطين التي وضعها أمانة في رقاب كل الشرفاء من أبناء عروبته هاتفاً بأعلى صوته عاشت فلسطين حرة عربية من النهر إلى البحر لتستقر كلماته تلك وصايا في الذاكرة الوطنية القومية العربية ,وفي ذاكرة الأبناء والأجيال القادمة .. لا تفريط بشبر من أرض فلسطين ولا بذرة من تراب وكرامة العرب.


رحل عنا جسداً وبقيت روحه تحلق فوق رؤوسنا وتسكن قلوبنا .. رحل هو وبقينا نحن تنهش حياضنا أطماع الفرس والروم والترك والفرنجة والانجليز والصهيونية .. وتغرس أنيابها في لحمنا وأجسادنا .. غادر المكان شهيداً إلى عليين وهرول الطامعون من كل حدب وصوب ينهلون ما طاب لهم من خيراتنا ومن لحمنا ودمائنا حتى بتنا كالكعكة تسيل اللعاب من حولها .. وحل الخراب في ربوعنا ,واستوطنت الفوضى مكاننا وزماننا .. وتربع الأقزام والأذيال صدارة المشهد في أوطاننا حتى أضحت الرويبضة سمة عصرنا.


ولكننا هنا لسنا من القانطين من رحمة الله ونصره وندرك تماماً أن هناك وفي نهاية النفق نور بزغ شعاعه في الأثناء على أرض غزة وفلسطين وفي الموصل والأنبار والعراق وفي الشام .


نعم تسيل هنا على أرض الرباط الدماء غزيرة وفي العراق بل وفي كل ناحية وزاوية من بلاد العرب .. ولكن لا بأس ففيه المخاض .. مخاض ولادة أمة العرب التي لا تموت.






الثلاثاء ٦ ذو الحجــة ١٤٣٥ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٣٠ / أيلول / ٢٠١٤ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب ثائر حنني نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة