شبكة ذي قار
عـاجـل










لم يطلق في حياته رصاصة واحدة ، بل لم يرى شكل المسدس ولا يستطيع أن يميز بين ( الكلاشنكوف ) وبندقية الصيد ..
لعبة الحظ ، ولأن في العراق الجديد ، الصدفة تلعب دورها ، فقد لعب معه الحظ وتمكن أن يحوز على وظيفة في الحكومة وهي وظيفة أمنية في أحدى المؤسسات الخدمية المهمة ، ولأنه ( لوكي ) وبياع كلام ، فقد صعد صعوداً رهيباً وأصبح ( مديراً أو مسؤولاً عن حماية تلك المؤسسة ) ..


تلك المؤسسة التي يتردد اليها العشرات من المواطنيين الأبرياء يومياً ، أصبح هو المسؤول عن حياتهم ..


العشرات بل المئات مثل هذا ، أستلموا مناصب أمنية ، والمئات مثلهم صاروا جنوداً في فرق والوية عسكرية ، صرف عليهم مئات المليارات من الدولارات ، صرفت كدورات تدريبية ورواتب وذاخر وأسلحة وسلف وأمتيازات ( وبعضها نزلت في جيوب المسؤولين ) ..


ووصل راتب الجندي في العراق ( وهو لا يقرأ ولا يكتب ولا يميز بين الكلاشنكوف والبرنو الى أكثر من مليون ونصف دينار عراقي ، أكثر بكثير من راتب موظف حاصل على بكالوريوس وعنده اكثر من عشرين سنة في مؤسسات الدولة العراقية وراتبه لم يتجاوز ( 600 ) الف دينار عراقي ..


وقد يسألني أحدهم ، كيف تعلمين أن الجندي العراقي لايجيد القراءة والكتابة ، أجيب ، كنا نمر ونجدهم واقفين في نقاط التفتيش ، ويطلبون مستمسكات من الراكب ، وعندما يستلمه ، يسأل الراكب ( ما أسمك ) ، يتطلع في الهوية ساعات ليتمكن من قرأءة أسم شخص ..


ليس مهماً أن يجيد الجندي القراءة ، المهم أن يتمكن من أستخدام السلاح ، وليس مهماً أن يتمكن من حمايتنا نحن الشعب ، لكن المهم أن يتمكن من حماية نفسه ، يدافع عن نفسه ، يصون شرفه لا شرفنا ..


ويا للكارثة ..
أبو خليل طلع ( فاشوشي ) .. لايستطيع أن يحمي نفسه أيضاً ، يستنجد بالأهالي العزلّ ليختبئ عندهم ، يطلب دشداشة ، وحتى لو خرقة نسائية ، عباءة وخمار وبرقع ليختبئ من مسلح ..


ونسمع الأعاجيب عن هذا الجندي العراقي وعن الجيش العراقي الذي أسسه بريمر الحاكم المدني في العراق بعد الغأء مؤسسة عراقية رسمية تأسست منذ 1921 وكان من اكبر الجيوش العربية وأقواها ..


يلغى جيش عقائدي ليشكل مكانه جيش بلا عقيدة ، بلا مبادئ ولا قيم ولا وطنية ولا حتى ثقافة وفهم ووعي أمني ..


( 400 ) جندي عراقي يحاصرهم مسلحون داخل معسكرهم في الصقلاوية ولأيام ، ودون أن يتمكنوا من فك الحصار عن أنفسهم أو الدفاع عن أنفسهم ..


ياترى كم كان عدد المسلحين الذين هاجموا هذا المعسكر ؟ لما لا يسأل أحد عن عددهم .. اليس من حق الشعب أن يعرف كم مسلح تمكن من حصار 400 جندي داخل معسكرهم وهم مجهزون بالأسلحة والعتاد المستورد وبالمليارات من الدولارات قطعت من أرزاق الشعب وقوته ..


قبلها لم نعرف كم كان عدد المسلحين الذين هاجموا قاعدة السبايكر في تكريت وأسروا أكثر من 1500 جندي وهي قاعدة محصنة ..


بعد 11 سنة من الأحتلال ، وقيادة البلد من قبل عصابات حزب الدعوة وأحزاب أيران ..
وبعد صرف مليارات الدولارات ..
طلع الجندي العراقي لايستطتيع أن يحمي نفسه فكيف كان سيحمي الشعب ..


بعد كل هذه المليارات والتي كانت كافية لتأسيس عشرات الجيوش وليس جيشاً واحداً .. العراق يستعين بجنود أيرانيين ، يستعين بجنود من امريكا وفرنسا وأيطاليا وأستراليا..


الذين يتباكون على مصير أولادهم في قاعدة سبايكر أو معسكر الصقلاوية أو معسكرات أخرى حصرت أو ستحاصر لاحقاً ، أليس من واجبهم أن يسألوا الحكومة كيف أرسلتم أبنائنا للقتال وهم لم يتلقوا أي تدريب وأن تلقوا تدريبات فهي لم تكن كافية ليواجهوا رجالاً قضوا جلّ حياتهم في معارك وتدربوا ,اكتسبوا كل الخبرات القتالية ..


اليوم ..
هل يجرؤا أحد أن يعبر عن أعجابه بالجندي العراقي الذي أسسه بريمر .. هل يستطيع أن يدافع عنه ، أن يبرر له ..؟
جندي لم يستطع حماية نفسه ..


أليس من حقنا أن نفتخر ونتباهى ببطولات هؤلاء المسلحين الذين تمكنوا من محاصرة معسكر بكامله أو الذين يسحقون رؤوس العشرات من المليشيات الأيرانية التي تباد قبل أن تصل تكريت أو أطرافها وهي مجهزة بأسلحة حديثة ، متنوعة ..


نعم من حقنا أن نفتخر ونتباهى .. لقد أنتفض فرسان الحق ليقتصوا من مليشيات الباطل التي قتلت أبنائنا حتى في المساجد والمدارس واحرقت بيوت العبادة وهدمت بيوت ناس آمنيين عزل بالبراميل المتفجرة والصواريخ التي تنهال على رؤوسهم وهم نيامّ..


لقد أنتفض الحق ليهزم الباطل والباطل قد تمادئ كثيراً ..
ملاحظة جديرة بالقراءة ..
( لو ملازم لو مالازم ) ..


هذا شعارنا نحن ماجدات العراقي ، كان الملازم في جيش صدام حسين ( يشك الكاع شك ) لبطولاته ورجولته أما الجندي العراقي الذي كان لايملك ثمن التنقل لوحداته ، كان مثار دهشة .. لقد كانت العسكرية آنذاك شرف ورجولة ..لهذا حلّ بريمر لأنهم يريدون جيشاً ينذل لا جيشاً يرفع الرأس ..


ويبقى العراق يستنجد بامريكا وبفرنسا في كل صغيرة وكبيرة .مثلما يحدث اليوم ..
 






الثلاثاء ٢٨ ذو القعــدة ١٤٣٥ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٣ / أيلول / ٢٠١٤ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب كلشان البياتي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة