شبكة ذي قار
عـاجـل










تقف ( المصالح الأمريكية ) فوق كل الاعتبارات وأعلى من كل المقدسات وتتقدم على كل الارجحيات والأولويات. فمصالح أميركا تعلو على جماجم وأرواح البشرية عموما، وتلك المنتمية إلى العالم الثالث خصوصا. ومصالح أميركا لا تتعاط ولا تقر ولا تعترف بالسياسة إن اقتضى الحال، بل إن السياسة عندها هي القوة العسكرية واذرعها التي بوسعها أن توقع الدمار في أي مكان تشاء ويستدعي الأمر لحماية المصالح الأمريكية!! ولا تقيم وزنا لمصالح الدول الأخرى والشعوب الأخرى إلا بالقدر الذي ينمي ويغذي ويحقق ويضمن مصالح أميركا. مصالح أميركا تعبير عن الحق المطلق الذي منحته لنفسها في أن تفعل كل شئ وأي شئ وفي أية بقعة في العالم وتحت أية ذريعة كانت.

 

المصالح الأمريكية تعني بالمعنى الميداني قوة أميركا العسكرية وما يغذيها من إعلام واقتصاد وموارد طبيعية وبشرية تضع المنهج الامبريالي فوق الجميع وتفرض حمايته على الجميع وتطلق تسمية الإرهاب على كل مَن يقف بأية طريقة كانت موقفا يوحي أو يمكن أن يشكل عملا يحمل أية درجة من التهديد أو الخطورة للعقيدة الامبريالية. وأميركا في حقيقة الأمر لا تعترف بالمصالح المشتركة أو المتبادلة، بل إن عقيدتها الامبريالية المحروسة بالقوة العسكرية يمكن أن تتكرم أو تجود ببعض العطاء مقابل الاستحواذ على ما يزيد أضعافا مضاعفة عن الفتات الذي توافق عليه ضمن أطر ما يسمى بتبادل المصالح أو الشراكة.

  المصالح الأمريكية تعني أيضا أن بوسع أميركا أن تختار الذريعة التي تؤسسها وتطلقها وتضخمها مخابراتها واستخباراتها لتفرض على دول أخرى التحشيد معها للتواجد عسكريا واقتصاديا في أية بقعة من العالم ترى الإدارة والبحوث والعقلية السياسية الأمريكية ضرورة التواجد فيها لضمان نهب ثرواتها وقتل الإرادة الإنسانية عند أهلها وتحقيق امن الكيان الصهيوني كهدف ثابت من بين منظومة المصالح الأمريكية. وتأسيسا على ما سبق فان بوسعنا أن نفهم التحرك الأمريكي الأخير للعودة إلى العراق عسكريا لحماية مصالحها الجشعة ونهمها الإجرامي عبر حماية منتجها الاحتلال الذي هددته ثورة العراق تهديدا جدبا :

 

فأميركا وظّفت منتجات مخابراتية صرفة لتشكل غطاءا لعدوانها الجديد على العراق. واستخدمت المنتج المخابراتي وديمقراطيتها المزيفة لتبتز دول العالم المختلفة لتقوم بدفع فواتير عدوانها الجوي الجديد المعزز بمئات الاستشاريين على الأرض والذي قدّره وزير دفاعها بما يربو على 500 مليار دولار. وبهذا تتخلص أميركا من خسائر متوقعة بالأرواح لو رجعت بعساكرها وتتجنب حرج ومعضلات العودة بجيوش برية حيث المنتج المخابراتي وإيران وعملاء وزبائن العملية السياسية يؤدون الدور المطلوب على الأرض بصفة جيوش بديلة للأمريكان أو مقاتلين بالإنابة.

 

ماذا سيفعل أحرار الأمة العربية ثوار العراق البواسل:

سيجدون طريقهم لإلغاء تأثير القصف الجوي المجرم وسيظلون يحتفظون بالأرض ويمسكونها بإرادة أصحاب الأرض حتى يأذن الله بالنصر المؤزر. وسيجعلون مليارات أميركا وحلفاءها تذهب هدرا وتتآكل مع الزمن حيث لا تحقق أهدافها الإجرامية بعون من رب العزة وخطط أصحاب الأرض الشجعان في الاحتواء. سيثبتون قولا وفعلا أنهم طليعة امة محمد صلى الله عليه وسلم ومدخر الإيمان ومنبع الرسالات في الثبات والصمود واليقين بنصر الله المؤزر وأنهم يعتلون صهوات الأصالة والمجد والتطلع للحرية ورقي الحياة وسعادة الإنسان. ثوار العراق يتعاملون بصبر وحكمة مع اختلاط الألوان وتشابك المواقف وتعقيدات الصورة التي تتعمد أميركا إدامتها لأنها تظن بتحقق أهدافها بالفوضى والتعمية واختلاط الرؤى. لن ينجر الثوار إلى كسر فخار بعضهم البعض بإذن الله وسيجعلون الخطط الخبيثة لأمريكا وإيران ترتد إلى الصدور المجرمة التي أنتجتها والعقول النتنة التي صممتها. وستجد التشكيلات الأمريكية والمتأمركة نفسها تمزق إربا على أيدي الثوار وستجد وحدة قوى الثورة طريقها للتحقق الأعظم بوعي قيادات الثورة وحنكتها.

 

نحن روح الله ونبض رسالاته. نحن طلائع الإيمان والشجاعة والثبات. ونحن مَن سيهزم أميركا والإرهاب الذي جلبته لأرضنا وتخلقه مخابراتها ونحن من سيقطع رأس العدوانية الأمريكية.






الثلاثاء ٢٨ ذو القعــدة ١٤٣٥ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٣ / أيلول / ٢٠١٤ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب الأستاذ الدكتور كاظم عبد الحسين عباس نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة