شبكة ذي قار
عـاجـل










أولاً- قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية " ماري هارف" :

- ( أمريكا لن تنسق أي عمل عسكري مع إيران، ولن تتقاسم معلومات معها، ولا توجد لديها أي خطط للقيام بذلك ) وأضافت ( إن أمريكا تبقى بالتأكيد منفتحة على أي التزام دبلوماسي مع طهران، كما فعلت أمريكا في السابق، خصوصاً حول أفغانستان عندما تعاونت طهران وواشنطن في نهاية عام 2001 لأقامة نظام الرئيس "حميد كرزاي" بعد سقوط طالبان ) .!!

 

- فيما أعلن رسمياً في إيران عن ( موافقة المرشد الأعلى الإيراني "علي خامنئي" على نعاون العسكريين الإيرانيين مع نظرائهم الأمريكيين ضد تنظيم ( الدولة الاسلامية ) في العراق .. وإن الحرس الثوري الإيراني الذي توجد عناصر له في العراق أعطِيَ الضوء الأخضر لإقامة إتصالات مع عسكريين أمريكيين ) .!!

 

ويتضح من ذلك ما يلي:

1- كذب الإدارة الأمريكية الفاضح في تمرير سياستها الخارجية .. وهو إسلوب بات مقرفاً ومقززاً لا ينطلي حتى على البسطاء من الناس.

 

2- تأكيد التنسيق بين عسكريين أمريكيين وعسكريين إيرانيين في ميادين القتل في العراق وخارجه .

 

3- أن أي تنسيق عسكري لا يتم بين طرفين إلا بقرار سياسي يصدر بينهما .. وتبعاً لهذا المنطق فأن توافقاً سياسياً تم بين الطرفين الأمريكي والإيراني ليصار إلى التنسيق العسكري في ميادين الحرب المعلنة ضد الشعب العراقي الذي يطمح إلى التحرر من قيود الاحتلال الأمريكي والإيراني على حدٍ سواء .

 

4- لم يعد هنالك من سرية أو ( تقيه ) تمارسها القيادة الصفوية بالتعاون والتنسيق مع قيادة الشيطان الأكبر التي تدعم وتساند الكيان الصهيوني.. فقد بات العمل على المكشوف بين الطرفين اللذين يحتلان العراق ويقمعان الشعب العراقي، الذي يرفض الطائفية ويطالب بحقوقه الوطنية في التحرر من الاحتلال .

 

- هل ترون الكذب الأمريكي حين يكون الإستغفال رائد السياسة الخارجية الأمريكية .. فيما تفضح، من جانب آخر سياسة "خامنئي" هذا الجانب المخادع في السياسة الأمريكية لتكرس ما تريده إيران على أرض الواقع من نفوذ .. أما أمريكا، فأن لعبتها باتت خائبة لأنها قائمة على حسابات هي في نهاية المطاف فاشلة كسابقاتها .

 

وقبل أن تتحدث " ماري هارف" بكذب الأدارة الأمريكية المقزز كان " قاسم سليماني" يرقص مع حرسه ومليشيات احزاب السلطة الطائفية على خلفية فك حصار قرية ( آمرلي ) وليس ( تحريرها ) .. فيما تعلن الأبواق المبحوحة ( تحرير ) المدينة الصغيرة وكأنها واشنطن ولندن .!!

 

- أمريكا لم تتصدى ( للأرهاب و الدولة الاسلامية ) طيلة الفترة، التي تحركت فيها ثورة الشعب العراقي ضد الحكم الطائفي في العراق .. إنما تحركت فقط حين تعرضت ( حدود ) منطقة الحكم الذاتي في شمال العراق إلى الخطر، حيث مصالح الشركات النفطية الأمريكية والمنشئأت والتمثيل القنصلي ولجان الأمن المركزية فيها . إذن .. هنالك خطوط حمر لإستخدام القوة الأمريكية لواقع الصراع في العراق، الذي لم يعد غامضاً، ما دامت الأقمار الأصطناعية الأمريكية والإسرائيلية جاهزة لمراقبة أي تحركات على الأرض كل سنة دقائق .!!

 

5- قال " مارتن ديمبسي " رئيس الأركان الأمريكي ( إن مواجهة الدولة الاسلامية تبدأ بتفهم ومعالجة الأضطهاد الذي يشعر به ( 20 ) مليون مواطن بين بغداد ودمشق ) ... فيما قال " أوباما " الرئيس الأمريكي ( أن سياسات حكومتي بغداد ودمشق المعادية لمكون معين تجعل ( 20 ) مليون مواطن عراقي وسوري يتماهون مع خطاب الدولة الاسلامية ) .!!

 

إذن ... ينطوي هذان التصريحان على اعتراف واضح بأن سبب التطرف والعنف وما وصلت إليه الأمور من تصعيد القتل والتهجير القسري والتدمير .. يكمن في سياسات الحكومتين الطائفيتين والعنصريتين في كلٍ من بغداد ودمشق، وهو اعتراف صريح لا لبس فيه .. وهتان السياستان ورائهما، كما هو واضح، حكومة طهران الصفوية، التي تمارس أبشع اشكال التطهير الطائفي والعرقي على شعوبها والشعب العراقي والسوري .. حيث تمارس الطغمة الفارسية حرب إبادة جماعية في العراق وسوريا .. ولكن وعلى ما يبدو أن هذان التصريحان سرعان ما ( لحستهما ) إدارة أوباما لأغراض تصريف سياساتها العفنة .

 

ثانياً- أمريكا بدأت تلعب لعبة الكيميائي الثانية مع ( الدولة الاسلامية ) بعد لعبتها الأولى مع دمشق :

 

- أعربت السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة "سامنتا باور" يوم 5 / 9 / 2014 عن ( قلق واشنطن ازاء ما أسمته بامكانية أن يكون النظام السوري أغفل الاعلان عن أسلحة كيميائية قد تقع بين أيدي متطرفين مثل الدولة الاسلامية ) وأضافت ( أن بعثة مراقبة نزع السلاح الكيميائي في سوريا ستكمل عملها رغم أنه يفترض أن تنتهي في نهاية الشهر الحالي ) .!!

 

- وكانت أمريكا قد أعلنت قبل نحو أسبوعين ( أن كل الأسلحة الكيميائية السورية دُمِرَتْ على متن سفينة أمريكية في البحر المتوسط تنفيذاً لقرار أصدره مجلس الأمن الدولي في 27 سبتمبر- أيلول 2013 ) .!!

 

وفي ضوء ما تقدم، ماذا نستنتج من هذا التصريح ؟ إنه ببساطة تهيئة أحوال مستقبلية لتجريم أي تشكيل مناهض أو فصيل مسلح أو أي تنظيم يطالب بحقوق وطنية .. وذلك بترتيب عمل قذر يتم من خلاله استخدام السلاح الكيميائي، كما أستخدم هذا السلاح من قبل نظام دمشق والذي راح ضحيته ( 1400 ) ألف وأربعمائة طفل وأمرأة ورجل في سوريا .. ومثل هذه الجريمة يمكن ( تلبيسها ) لقوى أو لأحد قوى الثورة في العراق.!!

 

ألم يكن هذا التخطيط هو في طبيعته من إنتاج المخابرات الأمريكية والإسرائيلية والإيرانية على حدٍ سواء ؟!

 

ثالثاً- الحوثيون في اليمن يتصرفون .. ولا من ردود فعل أمريكية أو أممية ؟

- يحاصرون صنعاء العاصمة .. ويشلون حركتها وحركة الحياة منها وإليها .. ويقطعون طريق المطار.

 

- أستولوا على مخزون السلاح الحكومي للجيش اليمني – سلاح اللواء المدرع ( 310 ) .

 

- يتلقون الدعم العسكري واللوجستي من إيران .

- يفرضون قوانينهم الخاصة على الشعب اليمني .. ومنها قوانين جباية تلزم أفراد الجماعة بدفع (( الخُمُسْ )) من أموالهم لتنفيذ اهدافهم .

 

- ويمارسون الإبتزاز السياسي وانتهاكات من شأنها وضع البلاد والسلم الإجتماعي اليمني في دائرة مخاطر العنف الطائفي.

 

 ( الحوثيون تنظيم متطرف تابع سياسياً وعسكرياً لتوجهات طهران ، ويعتبر أداة من أدواتها .. ويهدد وجودها السعودية وعموم دول الخليج العربي .. والملاحظ : أن أمريكا والغرب ساكت على ما يحدث في اليمن .!!

 

ثالثاً- " جون كيري " وزير الخارجية الأمريكي في بغداد يتبنى مطلب تأسيس ( حرس وطني ) في المحافظات الثائرة ..

 

والمعنى في هذا النوع من المطالب، الذي جرى التنسيق المسبق بين مُقَدِم الطلب والطرف الأمريكي، هو تأسيس وحدات مسلحة على غرار الصحوات من أبناء هذه المناطق على طريق التقسيم، الذي يروج له حالياً .. وخاصة على مسار استمرار القصف والتهجير والإيغال في تكريس الكراهية الناجمة عن القتل الطائفي .. بمعنى، الدفع إلى حالة التيئيس من أجل القبول بالأمر الواقع .. وهذا لن يقبله الشعب العراقي جملة وتفصيلاً .. لا أمريكا ولا عملاؤها قادرون على فرض مثل هذه السياسة التدميرية الخبيثة، التي تنتج في كل الأحوال والظروف الصراعات والدماء وضياع الأوطان .!!

 





الجمعة ١٧ ذو القعــدة ١٤٣٥ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٢ / أيلول / ٢٠١٤ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب د. أبا الحكم نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة