شبكة ذي قار
عـاجـل










أولاً- " أوباما " الذي يقود أمريكا، يدعوا إلى حشد عالمي يصطف خلفه لمحاربة ( فصيل مسلح تعداده – حسب المصادر الأمريكية – لا يتعدى الأربعة ألآف مسلح في العراق وسوريا ) .. ويعلن هذا الذي يكذب على المجتمع والكونغرس الأمريكي، عن مساعيه الحثيثة لإنجاز إستراتيجية ذات طابع كوني لمحاربة هذا الفصيل وقوى الارهاب .. فهل هناك في هذا العالم من هو أكثر سخرية من "أوباما" ودولته المارقة بالكذب والجريمة ضد الإنسانية..!!

 

ثانياً- " أوباما " يعلن أن الفعاليات الحربية للطيران الأمريكي - الخاضع للارضاع الجوي في كل طلعة قتالية - قد وجهت صواريخها صوب ( دبابة ) و ( ناقلة مدرعة ) تعود للمسلحين بالقرب من سد الموصل وعلى حزام قرية ( امرلي ) ، وعادت إلى قواعدها سالمة .. بعد أن حققت اهدافها .. وهي تحصي كلف فعاليات طيرانها الحربي لليوم الواحد ( 7.500 ) سبعة ملايين ونصف المليون دولار، ومنذ منتصف حزيران الماضي .. والحبل على الجرار.!!

 

- تصوروا أن الإستنزاف سيطول، ويزداد معدل الكلف .

 

- تصوروا أن مسألة الحسم لا وجود له في قاموس الصراع .. لأن الصواريخ لا تحسم معركة أبداً .. و ( الهايس ) ، غراب أمريكي يجب أن لا يظل ينعق .!!

 

- تصوروا الكذب الأمريكي الفاضح على المجتمع الأمريكي وعلى الكونغرس خاصة في مسألة الإستراتيجية التي يريد "أوباما" إعمامها ليس على العراق فحسب، إنما على سوريا والمنطقة والعالم حيثما توجد الإضطرابات التي تشعلها المخابرات المركزية الأمريكية .. لأن هذا الفاشل الذي دفعت به الـ ( إيباك ) الصهيونية إلى مكتب البيت الأبيض، قد وضع المجتمع الأمريكي في خانة فقدان الثقة بالحكومة الأمريكية، ليس في قدرات الدولة وإمكاناتها إنما في طريقة تفكيرها الإستراتيجي الفاشل.. والدليل على ذلك :

 

 إن الحروب التي شنتها على أفغانستان والعراق وليبيا، وما فعلته في الساحات العربية على أساس ( الربيع العربي ) .. هي التي خلقت التطرف وخلقت العنف وأيقظت السلفيات والأصوليات وما يسمى بالإسلام السياسي .. ألم تتعاون أمريكا مع المؤسسة الدينية الطائفية الإيرانية المتطرفة في شراكة استراتيجية منذ عام 1979 ، وهو عام مجيئ ( خميني ) ، ونزعته التوسعية التي تعلن تصدير ( الثورة ) .. بمعنى تصدير فوضى التطرف والعنف والتشيع الفارسي الطائفي على حساب مسلمات شعوب المنطقة وأمنها وإستقرارها ؟!

 

على أمريكا أن تدرك أن هنالك دائماً رد فعل لكل فعل تقوم به .. والتطرف والعنف هو احد افعال امريكا وحروبها وتدخلها الخارجي، فضلاً عن حروب الكيان الصهيوني الذي تدافع أمريكا بشراسة عن انتهاكاته وجرائمه ضد الإنسانية .

 

- " أوباما " وإدارته والتي سبقتها تتحملان مسؤولية قانونية واخلاقية وتاريخية عن كل الأحداث التي حلت بالعراق وليبيا وسوريا ودول المنطقة العربية كلها .. فمن السخرية أن تحارب أمريكا ما تسميه بالإرهاب، وهي التي خلقته بإستراتيجيتها وسلوكها السياسي الخارجي، الذي يهدف إلى الهيمنة الإستعمارية على ثروات الشعوب ومقدراتها ومستقبلها .. فأذا كانت تريد أن تعالج الإرهاب وتجابهه بشكل صحيح، عليها أن تعالج أسبابه الحقيقية، وتدين بشجاعة أفعالها وسلوكها طيلة العقود المنصرمة في مؤتمر دولي تعترف فيه بأنها وراء هذا العنف، لتصحيح المعادلة التي تدفع العالم إلى الهاوية يوماً بعد يوم، .. وإلا فأن استمرارها على محاربة ( الإرهاب ) سيزيد ويفاقم من ( تفريخ ) العنف والتطرف والمقاومة في كل أنحاء العالم بما فيها أمريكا ذاتها .!!

 

ثالثاً- " أوباما " ، وهو يدعوا إلى حشد عالمي لمحاربة ( الإرهاب وداعش ) ، ويؤسس لإستراتيجية كونية فاضحة لهذا الهدف .. يرفض التنسيق مع نظام دمشق .. ولكنه يمرر صور وخرائط مواقع ( داعش ) عبر حكومة ( المالكي ) إلى نظام دمشق لإجراء اللآزم.!!

 

رابعاً- الحكام الطائفيون الإرهابيون في ( إيران وسوريا والعراق ) يعلنون إستعداداتهم لمساعدة الغرب بتقديم عروضهم السخية للأدارة الأمريكية للمشاركة العسكرية في حملة محاربة ( الارهاب- وداعش ) .. والمضحك، أن إيران عرضت إرسال وحدات عسكرية ومليشيات من ( حزب الله ) في الجنوب اللبناني لمساعدة الكرد في العراق لقتال الإرهابيين .. فيما تثبت الحقائق الدامغة وجود عمليات قتالية إيرانية بالضد من حركات القوى الكردية- الإيرانية المتداخلة على الحدود في شمال العراق، وكذلك في بعض مناطق ديالى وسامراء بمشاركة الحرس الإيراني بصورة رسمية مع مليشيات احزاب العملية السياسية المتهتكة .. فيما تعيش أمريكا هاجس القلق والخوف من ضياع مكاسبها الإستعمارية ، الأمر الذي جعلها تستقتل من أجل الهيمنة على نفط العراق، تحت أغطية سخيفة هي ( حماية القنصلية والمنشئآت الأمريكية في شمال العراق، وحماية المدنيين ) .!!

 

خامساً- ترى أمريكا أن ضرب ( التنظيمات الإسلامية المتطرفة- داعش ) في سوريا، يقوي نظام دمشق .. وإن ترك هذه التنظيمات يضع أمريكا في مأزق .. والمأزق هذا جر إلى واقع آخر وحالة أخرى استعاد فيها نظام دمشق انفاسه وهو المدان بجرائم الكيمياوي .. والمضحك هنا أن " أوباما " قد ابتكر استراتيجية جديدة بائسة وفاشلة لهذه الحالة أسماها ( لا منتصر ولا مهزوم ) .. بمعنى إبقاء حالة الإستنزاف تأكل الجانبين، فيما تبقى أمريكا تعيش مأزق بقاء التوتر وعدم الإستقرار الذي من شأنه أن يولد ردود أفعال قوية وينشأ مقاومات عسكرية اخرى وتنظيمات لا تخطر على بال أمريكا .. بمعنى آخر، أن سياسة أمريكا الإستراتيجية التي تقضي بـ ( لا منتصر ولا مهزوم ) سياسة من شأنها أن تخلق إرهاباً جديداً وتنظيمات إرهابية متطرفة وتشجع دول تمارس إرهاب الدولة مثل ( إيران وسوريا والعراق ) على المزيد من التطرف والإرهاب.!!

 

سادساً- من السخرية أن يكون الإرهابي (  ( هادي العامري )  ) المعروف بأعمال الإرهاب الموثقة المكفولة بأوامر إيرانية من " علي خامنئي " وزيراً للدفاع في حكومة " حيدر العبادي " ؟ .. فكيف يستقيم الأمر .. والعامري يقود مليشيات القتل الطائفية في العراق وزيراً للدفاع ؟ .. يدافع عن ماذا يا ترى ؟ فهل هناك سخرية أكثر من هذه السخرية التي تعرضها أمريكا وإيران على العراقيين قبل غيرهم ؟!

 

سابعاً- ومن السخرية أيضاً أن تكون المليشيات المسلحة بديلاً عن الجيش النظامي المهني ، وبعض مفاصله قائدة له .. وما دامت هذه المليشيات هي التي تتزعم ( مهمات الأمن الداخلي والخارجي ) ، فأن ذلك يعني لا جيش مهني مثل جيوش العالم يتكفل شرف الدفاع عن الوطن .. كما يعني أن مسلسل الدم يبقى على حاله تحت أغطية محاربة ( الإرهاب ) دون نتيجة.!!

 

ثامناً- ومن السخرية أن يبقى العراق تابعاً لإيران .. لأن التبعية لا تبني السيادة ولا تعزز الإستقلال ولا تثمن الشرف الوطني .. وإن الصداقة لها حدود واضحة تحكمها مبادئ حسن الجوار لا يجب تجاوزها بأي حال من الأحوال ، وتحت أي من التبريرات والمسميات المذهبية- الطائفية .. وأي حديث عن الحقوق ( حقوق الحدود وحقوق الثروات وحقوق الأراضي وحقوق المياه وحقوق حدود المصالح .. إلخ ) ، هو حديث يستوجب الإعتماد على معايير القانون الدولي ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة والأعراف الدولية .. والشعب العراقي يراقب عن كثب كيف تبتلع إيران أراضي العراق وثرواته النفطية وتستحوذ على مياهه الإقليمية وتتحكم بقراره السياسي .

 

تاسعاً- ومن السخرية القول أن دولة المليشيات الإرهابية في العراق، تدعوا إلى محاربة ( الإرهاب ) ، فيما تصطف معها أمريكا حيال هذا الهدف .. أمريكا تحارب بطيرانها الحربي ، وإيران تحارب بالحرس الثوري على أرض العراق .. الأمر الذي يجعل أمريكا تصطف رسمياً وبصورة عملية مع الإرهاب الطائفي الإيراني .. ومبررات هذا الإصطفاف معروفة للجميع ولا حاجة لذكر تفاصيلها .!!

 

عاشراً- ( الصحوات ) وقادتهم .. ألم تجمعهم أمريكا والمالكي بالمال لهدف معين .. وبعد الإنتهاء من الهدف .. تقوم بإحتقارهم واهمالهم بل ومطاردتهم وقتلهم أفراداً وجماعات ؟ .. ومن المخجل والمعيب أن يعاود البعض من قادة الصحوة العملاء بإغواء البسطاء والسذج بالمال والمناصب من أجل الإستجابة لنداء أمريكا والمالكي المجرم لتشكيل جيش للصحوة ( جديد ) ولمهمات محددة بالضد من ثورة الشعب تحت أغطية مقاتلة القاعدة والإرهابيين جنباً إلى جنب مع الحرس الإيراني الصفوي .. فهل يلدغ أبناء شعبنا من جحر الأفاعي الأمريكان والإيرانيين الصفويين مرتين ؟!






الجمعة ١٠ ذو القعــدة ١٤٣٥ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٥ / أيلول / ٢٠١٤ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب د. أبا الحكم نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة