شبكة ذي قار
عـاجـل










الامم والشعوب تبحث عن المنقذ عندما تتعرض الى النكبات التي تجعلها تنزوي أو تنكفأ مرحيا" لعدم قدرتها على مجارات الاحداث والظروف المحيطه بها ، وان البحث هنا لم يكن مقتصرا" على القائد المحنك المقتدر على تحمل الخطوب وعنده الهامش الاوسع في المناورة والقياده ، والفكر الذي يحمل في أدبياته وموروثه الحلول الناجعة والاجابه على كل التساؤلات لايمكن ان يحقق الهدف السامي مالم يكن هناك القائد المتحصن بحب الامة والشعب والذي يرى المستقبل والامل بالافق الاشمل والابعد ، بالاضافة الى القاعدة الواعية لدورها والمهيأة للقيام بدورها ، ومن هنا نرى أن الولادات الفكرية التي شهدها القرن التاسع عشر وظهورالقادة لم تكن بمجملها المستجيبه للافق الكوني لان الشعوب وان اختلفت بألوانها وألسنها وأفقها الفكري والتراثي الا انها تلتقي في أهم موضوع توحدة فيه الامال وهو البعد الانساني والرغبة بالحياة الحرة الكريمة والخلاص من العبودية والتحكم الاستبدادي ، فكان هناك ما يتوافق ومالايتوافق وخير دليل على ذلك الفكر الماركسي وما وسعه اللينيني فكانت ابعاده عند جمع ولا تتلائم عند الجمع الاخر ، بالرغم من انتقاله الى أكثر من ساحة كونه وليد الظرف الذي لم يكن مشهودا" في أسيا وأفريقيا وأمريكا اللاتينيه أي انه نتاج الثقافة والمعاناة الاوربية التي انتجتها الثورة الصناعية ، أما الامة العربية فكينونتها تختلف اختلافا" جذريا" لانها تمتلك الصيرورة المهيأة للابداع الوجداني التكويني ، لانها أمة الرسالات السماوية التي هي بذاتها رسائل التغيير والاصلاح المجتمعي ،

 

وامة الحضارة التي باشعاعها التنويري فتحت الابواب على مصراعيها للامم كانت تعيش حكم الطواغيت والتأليه والجبروتية ، ومن هنا فان الولادة التي تأتي من رحمها ستكون الولادة الواعدة المستلهمة لكل الامال والاماني والحاجات التي من خلالها تعطي الاجابه الشافية على كل التساؤلات والعلاج لكل العلل والامراض التي تم زرعها في المجتمع العربي لتكون قوة التأثير والمعرقله لاي حالة نهوض أو استنشاق لهواء الحرية والحياة الحرة الكريمه ، وبفعل الانكفاء والانزواء الذي مرت به الامه مابعد سقوط الدولة العربية الاسلامية عام 1258 م وما تبعه من افعال اريد منها تمزيق الامه العربية وجعلها كيانات متنافره بفعل حكامها وغاياتهم وشهواتهم ونزواتهم التي تصب كلها في خانة الحكم والكرسي الابدي لها ولعائلتها ، وللتنوير الحاصل عند نخبه من أبنائها الدارسين في البلدان الغربيه التي كانت تتزاحم فيها الافكار الاصلاحية كردة فعل على الحروب وخرابها ، كانت هناك المماحكة الواعية عند هؤلاء النخبة المؤمنة بالامة وقدرها المتحسسه بألامها وشغف العيش لشعبها والحرمان المتعمد فكانت الاستجابه انبعاثية لان الامه حية قائمه بذاتها وتمتلك كل مقومات بقائها الا انها تحتاج الى المحرك المستجيب لبواطن معاناتها الوافد من رحمها بشرعيته ومن هنا كانت الحاجه لوجود حزب قومي لتوفير حاجة ملحة وأساسية لمعالجة مشاكل الوطن العربي المتمثلة بالتجزأة والاستغلال واللامساواة ،

 

على أساس أن الوطن هو الوحدة وأن الشعب يشكل الأمة ، وأن بداية العلاج هو الأمة نفسها بانسانها الذي هو الغاية والوسيلة في ان واحد ، أي أنه من خلال الانسان العربي نصل الى ذاته لينقلب عليها متطلعا" الى الغد الافضل الذي تسوده العدالة الاجتماعية والمساواة في الحقوق والواجبات ووقف العلاج عن طريق فهم واضح وتصحيح مشاكل الأمة وإرادتها وليس من خلال ما يفرض من الخارج ، مما يشكل تكون حركة الأمة التي توجب أن تأتي أفكارها وخططها من الداخل ومستوحاة احتياجات الشعب العربي ، وقبل الاسهاب في العرض وبيان الافكار التي اراها وهي معروضه للتصويب والتنقيح والتطوير من قبل الاخوه القراء والمتبعين ، أقول أن هذه النخبة الواعية لحاجة الامة وجماهيرها تمكنت ان تضع الاصبع على الجرح الدامي وان تجد في الانبعاث هو الميدان الارحب لنجاة الامه وانقاذها وتمكينها من الانتقال الى موقع الهجوم بدلا" من الدفاع الذي يؤدي وبدون اي شك الى الخسارة تلو الخسارة ،

 

أي أن الحزب هو الإطار التنظيمي الذي يمكن أن ينظم الفعاليات الشعبية ويؤهل كوادر سياسية قادرة على قيادة المجتمع والدولة على أن لاتبتلع كوادره مؤسساتها بمنافعها وحلاوة مظهرها ، والتي يمكن حشد الطاقات وصقل المواهب والقدرات وتدريب مختلف القطاعات المجتمعية لأداء دورها في الصيغ التنظيمية ألنشطة وألمؤثرة من خلال مدرسة الحزب الثقافية والسياسية والثورية والتي من خلالها يمكن للعضو اقتطاف كل الإمكانيات و توظيفها في خدمة المجتمع الذي هو غايته الاساسيه ضمن المنظور التأريخي والحاجة الانسانية للفرد العربي ، وهو العام المدني إطار عمل لحماية المجتمع والدولة في الوطن لأنها محمية من القوات الأمنية والعسكرية الداخلية المحترفه والمهنية المبتعده عن النوازع السياسية ماعدى كونها القوة الوطنية التي تستخدم لحماية الأمن الخارجي من اي اختراق يراد منه اعاقة حالة النضج وتبلور الافكار والوسائل المعتمده في التغيير والاصلاح والبناء ، العين الساهرة والرقيب على الأداء الحكومي والإخراج لخدمة الدولة والأمة هي الحركة الوطنية والعمل الوطني على أساس الوعي الشعبي والتي يجب أن تقوم على اسس وقواعد الحركة القومية التقدمية ، مع الأخذ بعين الاعتبار أهمية الاعتراف من جميع الذين هم الأمة المعنية في التاريخ وكانوا يعيشون في جو من اللغة والثقافة والمصالح المشتركه والشعور المؤسس للتماثل فيما بين الفرد والامه التي تظهر من خلال الفهم القومي بانها حب قبل كل شيء


يتبع بالحلقة الثانية
 

 





الاثنين ٦ ذو القعــدة ١٤٣٥ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠١ / أيلول / ٢٠١٤ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب زامــل عــبــد نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة