شبكة ذي قار
عـاجـل










أثار الموضوع الذي كتبته بعنوان ( العبادي يسعى إلى التفاوض مع فصائل ثائرة ) ردود أفعال متضاربة، وهذا متوقع، ما دام لكل رأيه، لكن المرفوض في الأمر هو أن يسيء إنسان أدبه وهو يتوهم أنه يناقش ويحاور، مع أن تعليقه على الموضوع يفضح عدم فهمه للموضوع الذي جاء ليدلي دلوه فيه أصلاً.


إني مازلت عند رأيي أن التفاوض على حقوق الشعب مع حكومة نصبها الاحتلال، يعني أن هذه الحكومة مصرة على عدم الاعتراف بحقوق الشعب، وأنها تناور لكسب الوقت وإنقاذ ما يمكن إنقاذه من العملية السياسية التي فرضها المحتل، ومن الحماقة إخضاع حقوق الشعب إلى المساومات، فهذه الحقوق ليست ملكاً للذين سيفاوضون، وإنما هي حقوق شهداء قضوا ظلماً وعدواناً أو خلال مجابهتهم لعدوان الحكومة، وهي حقوق نساء ترملن وأطفال يتموا، ولكن إذا كان لابد من التفاوض فلتتفق على هذا التفاوض جميع فصائل الثورة التي هي ولية دم الشهداء والمطالبة بحقوق الأرامل والأيتام وجميع أبناء الشعب من الجنوب إلى الشمال بصفتها الممثل الشرعي والوحيد للعراقيين، وأن يتم التركيز على تأكيد حقوق العراق والتمسك بها، كون المفاوضات الفردية لا تجدي نفعاً ولن توصل إلى نتيجة، وأنه ينبغي الدعوة إلى مؤتمر شامل بضمانات عربية ودولية لا يستثني احداً تنبثق عنه حكومة انتقالية مستقلة لمدة سنة تهيء لانتخابات نزيهة وتؤسس لعملية سياسية عراقية وتكتب دستوراً يتوافق عليه جميع العراقيين.


أما الذهاب إلى مثل هذه المفاوضات فرادى لا جماعات فيعني أن للذاهب إليها أهداف هي خارج توافق الثوار، مما سيثير حوله شكوك لا نتمناها لأي فصيل من فصائل الثورة.


ثم، بالله عليكم، كيف تتم مفاوضات في ظل قصف يومي مدمر وبراميل متفجرة قاتلة واغتيالات لم تتوقف للعراقيين منذ شاهدوا الوجوه الشوهاء التي فرضها المحتل، وكيف يرضى مفاوض أن يجلس مع قاتل شعبه، في الوقت الذي لم يكف هذا القاتل عن الفتك بالشعب حتى في لحطات التفاوض، والذين يتذرعون بأن الرئيس الراحل صدام حسين وافق على التفاوض مع أمريكا في العام 1991 فيما سمي بمفاوضات الخيمة، فأقول له أن هذه المفاوضات جرت في ظل وقف تام لإطلاق النار، والذين يقولون إن النبي محمد عليه أفضل الصلاة والسلام وافق على التفاوض مع المشركين، فأقول له إنه (ص) لم يذهب إلى صلح الحديبية مدججا بالسلاح ولا المشركين قاتلوه عندما جرى الصلح.


إن ذهاب جزء دون الكل يخالف البديهية التي تقول : ( إذا لم نكن واحداً سيأكلوننا واحداً واحداً )، مع إيماننا بأن الثورة قوية بالتفاف شعبها حولها، ولا يمكن أن ينهيها تصرف فردي يتخذه من يسيل لعابه للمكاسب العاجلة، وإن شاء الله لا يوجد بين صفوف الثوار من هو بهذه الصفة.


إني أحذر من ذهاب أحد إلى المفاوضات من دون التوافق التام بين الثوار تحت خيمة الثورة لأن من سيذهب لوحده سينظر إليه الشعب نظرته إلى من يستقتل لإنقاذ العملية السياسية من مأزقها القاتل وانهيارها المدوي، بمعنى أنه سينتقل من خندق الثورة إلى خندق أعدائها، أما الثورة فهي تزداد قوة يوماً بعد يوم وتفرض إرادتها في التحرير، وهي إرادة صلبة لا رادّ لها.


اللهم إني بلغت .. اللهم فاشهد.






الاربعاء ١ ذو القعــدة ١٤٣٥ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٧ / أب / ٢٠١٤ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب سلام الشماع نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة