شبكة ذي قار
عـاجـل










رغم أن قيمنا و تقاليدنا ان كانت منها الوضعية أو السماوية تجل العمل و ترفعه وضعيا الي مرتبة الشرف فلدينا في الجناح الغربي للوطن العربي قولا مأثور في صيغته الوضعية تشريفا للعمل يقول " إخدم بقفصي و حاسب البطال أي العاطل عن العمل " ـ و القفصي أصغر الوحدات النقدية التي ظهرت في العهد الحفصي الذي انتهي بالإحتلال العثماني سنة 1574 ... و هو من الأقوال المأثورة و المستخدمة حتي الآن من قبل الأباء لحث أبنائهم علي العمل .و في الموروث العقائدي قيما العمل مرفوع الي درجة موازية للعبادة حيث يتكرر التنبيه اليه بصيغة الحث يوميا في مواعيد الصلاوات الخمس و يكرره المؤذن بالتوازي و الصلاة " حي علي الفلاح حي علي الفلاح " ... لذلك لا نتردد في تحية من يجتهد في كسب رزقه من عرق جبينه و بجهده الخاص .


فهل بائع السبح و خليفته بائع الكبة مارسا عملهما بصيغة الإجتهاد في كسب الرزق أم الإجتهاد في التغطية علي العمالة المتأصلة لدي كل منهما ؟


قراءة سريعة للسيرة الذاتية لكل منهما و المنشورة عبر صفحات الكترونية تابعة لكل منهما أو لكليهما معا تؤكد من أن ما نسب لهما من تخصص في العمل لا يعدو أن يكون أكثر من صيغة من صيغ تبييض أموال الإرتزاق للعميل و خائن ذاته الإنسانية قبل أن يكون خائن وطن ... فالكل يعرف من أن الخائن تاجر خسيس ؛ و لم يبتعد كل منهما علي ممارسة التجارة في ظاهرها بتقمص كل منهما اختصاص يتناسب و مواصفاته و نوعية التربية العائلية التي تلقاها ، و الوسط الذي أمر بمتابعته و التعاطي معه من مراكز التوجيه التي يرتبط بها كل منهما .


صحيح كلا الشخصيتين ينتميان الي ذات التوجه في العام ؛ الا أننا لا يجب في قراءة كل منهما أن نحكم الإنتماء العام فقط ، بل من المؤكد و الضروري عدم اسقاط اختصاص التغطية لكل منهما رغم عرضيته في الظاهر ، و لا الوسط الذي مارس فيه كل منهما هذا النشاط المعلن . فأبو السبح بما تعنيه البسطية و نوعية الزبائن و خطابهم و درجة ثقافتهم و ما يتداول من اعلام مقترن بها قطعا تطبع ممارسها بسلوكيات و قدرات تفكير و استحضار لفعل ان كان بصيغة مستقبلية أو بصيغة الرد الاني غير تلك التي عند من مارس ادراة مطعم ان كان طبخا أو تسييرا و في وسط غير مغاير تماما لسابقه ان كان في نوعية الحرفاء أو درجة ثقافتهم و نوعية الإعلام الذي يتلقونه .


من هنا و أن يعرف الكل الآن طبيعة " أبو السبح " بما نضح عنها من سلوكيات و قدرات تفكير و أفعال خلال ثمان سنوات ؛ فهذا الكل مطالب باستحضار طبيعة" أبو الكبه" من خلال استخدام المقارنة و استخلاص الرؤية الصائبة استقراءا لما يمكن أن يمارس بصيغة أفعال أو سلوكيات بما يجعل من صيغ الإعتراض أكثر فاعلية و بأقل التكاليف ان كان بشريا أو ماديا .


لذلك كله أري أن يوجه اهتمام بعضنا الي قراءة ذلك خاصة ممن لهم معارف ذات علاقة بعلم الإجتماع و علم النفس ... خاصة و أن حالات العملاء لا تدرس في صيغها العامة فقط و أنما الدراسة الخاصة بالعميل تشكل ثلثي فهم طريقة اتخاذه القرار و تقرب قارئه الي حد كبير من اكتشاف ما يمكن أن يتخذه من فعل .


d.smiri@hotmail.fr
 

 





الاربعاء ١٧ شــوال ١٤٣٥ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٣ / أب / ٢٠١٤ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب يوغرطة السميري نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة