شبكة ذي قار
عـاجـل










جاءت أحداث غزة هاشم الأخيرة في رمضان 2014 وعديد انجازات المقاومة هناك لتضع حدا نهائيا لأكذوبة السلام المزعومة والتوجه السلمي لدى العدو الصهيونازي ومن يقف خلفه وخصوصا الولايات المتحدة الراعي المنحاز للاحتلال والبلطجة والاستعمار والعدوان والاستيطان والتهويد.


لقد بات جليا لكل ذي عقل استثمار ( إسرائيل ) بشكل فاضح لما يسمى إطلاق مفاوضات السلام التي انطلقت منذ مايزيد على العشرون عاما لحساب تصفية القضبة الفلسطينية بالمجمل ووأد المقاومة والثورة الفلسطينية,حيث استغلت الحركة الصهيونازية تلك المفاوضات أبشع استغلال وضاعفت مستوطنيها في الأراضي المحتلة أربعة أضعاف ما كانوا عليه قي الأراضي المحتلة قبل أوسلو,وبلغ التهويد في القدس المحتلة والخليل وبيت لحم حدا لا يطاق,حيث انقلبت ديمغرافيا السكان في القدس المحتلة بشكل جنوني ,ففي الوقت الذي كانت فيه نسبة السكان في القدس قبل أوسلو ( 1993 ) تصل إلى 70% لصالح العرب ,انقلبت تلك النسبة اليوم لصالح اليهود لتبلغ 70% يهود و30% عرب مما يشي بطبيعة الثقافة الجهنمية لدى العقلية الصهيونازية المنفلتة والمتوحشة, والتي لا تفهم لغة السلام وإنما لغة القوة والمقاومة الباسلة التي تعتمد نهج الكفاح المسلح المنضبط والمحكوم بالقواعد الأخلاقية والقانونية لإيقاع أكبر الخسائر في صفوف جنود الاحتلال وعتاة مستوطنيه الجبناء والذين لا يحتملون الموت ومواجهة المخاطر بسبب تمسكهم بالجشع الرأسمالي الامبريالي الدنيوي ,حيث وعندما يشعرون بأن الاحتلال والاستيطان يكلفهم ثمنا في الأرواح تجدهم ينكفئون ويتراجعون.


إن صمود غزة وأهلينا وملحمة المقاومة هناك والتي سجلت أروع الملاحم البطولية في سفر النضال الفلسطيني والعربي المتواصل منذ ست وستون عاما في مواجهة العدو الصهيونازي جاءت لتؤكد على استنهاض الحالة العربية الثورية وكبح جماح المتوسلين والمتسولين على أعتاب واشنطن والدول الغربية, والذين تسببوا لاحقا بالهزيمة النفسية والمعنوية للحالة العربية برمتها وخصوصا بعد غزو العراق الشقيق وانكفاء قوته وقدراته المخزون الاستراتيجي للأمن القومي العربي,وسيادة العهر العربي بقيادة من يوصفون بالمعتدلين أصحاب النفوس المريضة والضعيفة.


اليوم تعيد انتصارات غزة الرائعة للمقاومة الفلسطينية العزة والكرامة وليس للفلسطينيين فحسب وإنما للأمتين العربية والإسلامية,وتنفث فيها مجددا رياح القوة والاقتدار,وكذلك تدب الحياة في جسد القوى الوطنية والقومية والإسلامية المنهارة بفعل الهزائم المتتالية,وتعيد تصويب الأمور لصالح قوى الثورة العربية وخصوصا بعد مشاهد الهروب الجماعي لجيش الاحتلال أمام ضربات المقاومة الماحقة والمزلزلة ولجوء قواته المنهارة لارتكاب جرائم حرب ضد المدنيين وجرائم إبادة جماعية بحق الأطفال والنساء والشيوخ من خلال صب أكثر من عشرة اّلاف طن من المتفجرات فوق رؤوس المدنيين الآمنين عوضا عن منازلة الثوار والمقاومين وجها لوجه.


ليس هذا فحسب فبعد أن فرقتنا أكذوبة التسوية السلمية تعود المقاومة الباسلة وتجمعنا في خندق واحد وصفا واحدا في مواجهة اّلة الموت الصهيونازية , وأعادت كل القوى الفلسطينية الحية اصطفافها خلف المقاومة وخلف مطالب شعبنا العادلة في الحرية والاستقلال وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف,وكذلك وحدت مشاعر كل العرب والمسلمين حول عدالة القضية الفلسطينية ,وأسقطت بما لا يدع مجالا للشك فوبيا الاعتدال والمعتدلين والضعفاء والمستسلمين والمتخاذلين والمتآمرين , وأعادت تصنيف الجيش الذي لا يقهر عالميا من المرتبة السادسة من حيث القوة إلى المرتبة الرابعة والعشرين بفضل هزيمتهم أمام ثوار فلسطين وأبطال المقاومة الباسلة في غزة الصمود والانتصار.


وأخيرا وعلى وقع تلك الانتصارات في غزة الأسطورة ستشهد أرضنا العربية المزيد من المآثر البطولية على طريق تحرير فلسطين كل فلسطين والعراق والاحواز والاسكندرون وسبتا ومليلا والطنب الكبرى والصغرى وإقليم اوغادين الصومالي ووصولا نحو أهداف امتنا العربية في النهوض والوحدة والتحرير..ووأد التخلف والفتن ما ظهر منها وما بطن.

 





الخميس ١١ شــوال ١٤٣٥ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٧ / أب / ٢٠١٤ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب ثائر حنني نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة