ما الفرق بين من حاصر و يحاصر المقاومة الفلسطينية ، و نشط لعبة التباين حد القسمة والتقابل بين مكوناتها ، وسهل الأستفراد تارة بالضفة و أخري بغزة ؛ من يريد لها كمقاومة و كشعب فلسطيني أن تبقى في سجن كبير يحرسه جنود مدججون بكل ما تفننت وأبدعت فيه صناعة السلاح الأمريكية و الغربية عامة ؟ و من يحاصر المقاومة العراقية بكل فصائلها ان كان اعلاميا أو ماديا و جعل من العراق سجنا كبيرا لنسائه و أطفاله و كهوله و شيوخه حيث تترصدهم المفخخات والأحزمة الناسفة و كواتم الصوت برا و تمطرهم السماء جوا ببراميل الموت و الصواريخ الإيرانية و الأمريكية و الروسية و الصهيونية ؟
· صنعوا ــ إسرائيل ــ كعسكري ، و وضعوا علي خوذته القلنسوة اليهودية، وكتبوا لافتتهم المزيفة "فلسطين أرض الميعاد لشعب الله المختار" ؛ وعلى العــــالم الانصياع لذلك و دون اعتراض، و إلا نزل العقاب و أي عقاب بكل من يعترض أو حتي ينتقد أو يتظاهر رفضا .
· و عند البوابة الشرقية للوطن العربي نفخوا في رماد "هيكل زرادشت" ليخلقوا من مخلفاته صنما جديدا باسم " ولي الفقيه " الحالم بعودة عهد الإمبراطوريات وألبسوه عمامة السيد بديلا عن قلنسوة زرادشت ؛ فهو وكيل " الإمام المنتظر " في غيبته الدائمة ليصبح مزارا لا للسفهاء و البسطاء و السذج و إنما لممثلي المنتظم الأممي ، و مكنوه اعلاما و موارد من أن يعبث بالأرواح و الجغرافيا حسب ما تمليه تتطلعاته فهو "المعصــــــوم " و بمرتبة من صفته ــ ان قال للشئ كن فيكون ــ .
تاريخيا لم يسبق أن شهدت هذه المنطقة التي عرفت بأرض الأنبياء و مهبطالرسالات السماوية مثل هذا الكم من القتل والتدمير الهمجي والمتوحش، قتل من أجل هويةمصنعة و تدمير لكل ما هو ارث انساني ان كان حضاري أو مدني معاصر .
هل الصهاينة فقط وحدهم من يقتل لأجل الهوية حينما يقتلون الفلسطينيين بكل تلك القذارة والنذالة ، ألا يشترك الإيرانيون بقايا ــ فارس ــ في ذات الفعل إن كان في العراق أو في سوريا أو لبنان سواء بصيغة مباشرة عبر فيالق " قاسم سليماني " أو عبر من يتحكمون بها من ميليشيات متعددة الأسماء في سفك دماء الأبرياء تحت غطاء الهوية المذهبية والدينية ".؟
كم من روح بريئة أزهقها هؤلاء دون رحمة - حينما يقومون بتفجير أنفسهم في حشد من الناس ليس لهم صلة بما يجري من حولهم من صراع، فقط لأنهم لاينتمون إلى عقيدتهم و ليسوا على مِلتهم، تماماً و بذات الطريقة كما يفعل الطيارون الصهاينة و الطيارون الفرس حالياً في قصفهم للأبرياء من أطفال وكبار في السن، فقط لأنهم ليسوا من يهود إسرائيل في فلسطين ، و ليسوا من أتباع " الولي الفقيه" في العراق أو في سوريا ؟
وتبقي الأسئلة المركزية التالية دون اجابة :
هل كانت الرسائل السماوية أو الوضعية تدعو إلى جعل هـــذا المجال الجغرافي من الأرض مسرحاً للحرب والطغيان و مرتعا لفيالق الجريمة و شركات المرتزقة ؟
هل التمسك بما ورثته كل هذه المجاميع المصنعة و المنفلتة عن أنبيائها و رسلها هو سبب كل هذا الإستهتار بروح الإنسان ، الإنسان الذي عمر الأرض و صنع الحضارات و جعل البشرية علي طريق التطلع الدائم لما هو أفضل ان كان في جانبه المعنوي قيما أو في جانبه المادي سعادة و اكتفاءا ؟
هل هو تفسير خاطئ للموروث الديني؟ أم هي المصالح الموجودة و المخزنة طبيعيا تحت تراب هذا المجال الجغرافي والتي جعلت من الدين لافتة لاغير لكل منها كي تمنح للقتل والتدمير هوية وللنذالة جنسية ؟
d.smiri@hotmail.fr