شبكة ذي قار
عـاجـل










الأحزاب والحركات والتيارات الاسلامية وبمختلف ألونها الطائفية والثوب الذي ترتديه لم تنته أيام النظام الوطني القومي في العراق برغم عزلتها وللأسباب التالية :


* أن حزب البعث العربي الاشتراكي حزب مؤمن أصلا ، يحترم الدين والذين يمارسون الطقوس الدينية ويدعم رجال الدين والمؤسسات الدينية ، الأمر الذي جعل عملية التميز المبكر بين من يمارس الطقوس الدينية انطلاقا من الإيمان الصادق الواعي المؤمن بالدين كقوة روحية يراد منها تطهير الذات من الخطأ والشطط والمعاصي لله الواحد الاحد ، وبين الذي يتستر بهذه الطقوس لأغراض سياسية صعب على أجهزة الدولة ، فالحركات الاسلامية الطائفية استخدمت الأماكن الدينية كمراكز للنشاط واستطاعت أن تغلف نشاطاتها السياسية التخريبية المعادية للعراق ووحدته وتنفيذ أهداف وأغراض القوى الأجنبية المرتبطة بها تحت ستار ممارسة الطقوس الدينية ومن خلال هذه تمكن النظام الايراني القديم الجديد أي الشاهنشاهي الملالي من استثمار ذلك وخاصة من خلال الطلبه الدارسين في المرجعية الدينية في النجف الاشرف والذين كانت مهمتهم الاساسية سياسية لادينية امثال مهدي اصفي وكاظم الحائري ومرتضى العسكري وغيرهم


* بحكم العلاقات الطبيعية القائمة بين العالم الإسلامي فأن الاتصالات بين رجال الدين المسلمين في مختلف البلدان الإسلامية ومن مختلف المذاهب ظاهرة طبيعية ومن الصعب التمييز بين العلاقات الطبيعية والشريفة وبين العلاقات التي تضم تحت غطائها التخريب الطائفي ، فالمرجعية الدينية في النجف الأشرف مثلا كانت تفتح أبوابها لاستقبال الضيوف من كل القوميات والأجناس دون تدخل من جانب الحكومة العراقية ولأنها كانت تتعامل باحترام مع رجال الدين ، وتفترض حسن النية والصدق والشجاعة في رجال الدين ، فمن يصدر فتوى قبل الاحتلال ويغيرها بعده ومن يرفع شعار الجهاد قبل الاحتلال وينظم لعمليته السياسية فيما بعد هم بعيدين كل البعد عن التصور المبدئي الذي افترضته قيادة البعث في العراق فيهم ، فالصدق بالتعامل هو من أهم الشروط التي تتوفر بالمتدين وهذا ما لم نجده في أعضاء الإسلام السياسي فالسياسة حولت رجل الدين إلى شيطان الدنيا الفانية التي طلقها امير المؤمنين علي بن ابي طالب عليه السلام كونها دار فناء وبلاء ، انتهازي دنيوي الهوى متطلع للمال السحت الحرام والجاه الذي يعطية الكافر الذي اوجب الله عدم تولية ومن ولاهم أصبح منهم أي انه خرج عن ملة الاسلام والمسلمين ، منافق أفاق ، قاتل يتلذذ بدماء المسلمين ، فأقول الحكومة العراقية أيام الحكم الوطني في العراق كانت قادرة على قتل الخميني دون اعطائه الحق باختيار البلد الذي يراه له مناسبا" فكانت وجهته فرنسا كي ترعاه وتهيؤه لمرحلة التأديب التي قررها الغرب وامريكا بحق الشاه الذي خرج عن طوعهم وتصرف كأنه القوة المتمكنه من خلال اتفاقية الجزائر عام 1975 ، أو العمائم السوداء والبضاء ومحسن عبد الحميد وعدنان الدليمي وطارق الهاشمي والمشهداني وأياد السامرائي وغيرهم كانوا جميعا" تحت يدها ، وهنالك الكثير من الآراء التي تقول اليوم لماذا لم يكن هناك القرار الواجب بحق هؤلاء قبل أن تصل الأمور إلى ما وصلت إليه والجواب هو أن البعث كان يتعامل مع رجال الدين والمتدينين باحترام كامل وكان يحترم دور العبادة ولم تكن دولة البعث ئؤمن بالقتل والاغتيالات كما يريد البعض من الخونة تصويرها بما هو يراه ظلما" وعدوانا" على الحقيقه الناصعة ، وان عملية اجتياح العراق واغتيال قياداته تمت على يد قوة أجنبية غاشمة بتطبيل وتهليل جرذان الإسلام السياسي ، الذين توفر لهم المناخ المناسب الذي يتوفر للجرذان لبث حقدهم الطائفي الشعوبي لتمزيق العراق والأمة العربية والإسلامية وها نحن اليوم نرى بأم أعيننا ما يحصل في العراق وسوريا واليمن وليبيا ومصر وكيف تهيأ الامر لبني صهيون ليذبحوا غزه بأهلها ولم يكن هناك صوت من العرب والمسلمين شاجبا" كحد أدنى وليس تجيشا" للجيوش تهديدا" ووعيدا" بل ما زال بني صهيون يتحركون كيفما يشاؤن واينما يريدون الذهاب اليه والاستحمام في بلاجات العريش والبحر الميت وشواطىء المغرب


* هناك سؤال يتردد بين الاوساط الرافضه لمثل هذه الاحزاب والتيارات والحركات المدعية اسلاميتها ماهي الأسباب التي جعلت ظاهرة الإسلام السياسي الطائفي تنتشر بين أوساط البعض من الشباب ؟ بالرغم من الوضوح الذي كان ظاهرا" في الشارع العربي ، وبايجاز نقول كان بسبب هو الاتي :


- النكسات التي تعرضت لها حركة القومية العربية و الثورة العربية وعجز هذه الحركة عن مواجهة التحديات الكبيرة المطروحة بالعصر الحديث وبخاصة تحرير فلسطين التي هي القضية المركزية عربيا" ، بفعل حجم الهجمة الشرسه التي يقوم بها كل اعداء الامه وخنوع النظام العربي لارادة القوى الاجنبية والاستسلام لارادته جعل البعض البحث عن المنقذ والعوده الى المخلص وهنا استثمر هذا الاتجاه من قبل دعاة الدين والتدين وما هم يخفون من نوايا واتجاه


- أن ظاهرة التدين عند الشباب وغيرهم من المراتب الاجتماعية تبقى بنسبة معينة ظاهرة طبيعية وتتصل بمسألة الإيمان والعلاقة بين الإنسان وخالقه والدين السوي المعبر عن ارادة الله واحكامه ، والانسان وحاجته إليه مع الخصوصيات الخاصة التي ينفرد بها أغلبية الشباب في مرحلة المراهقة بوجه خاص ، إلا أن نمو هذه الظاهرة يكون دائما ذا مغزى اجتماعي وسياسي


- إن حالة الانتقال الحاسمة من عصر إلى عصر آخر ومن مرحلة إلى مرحلة أخرى تحدث حالة من الخلل والقلق ، وعدم التوازن لدى أوساط معينة من المجتمع ، وفي مثل هذه الظروف تبرز ظواهر عديدة كرد فعل على مرحلة الانتقال منها ظاهرة التدين ، يشكل الدين والتدين وعاء او مناخا ملائما تماما لاستقطاب الحالات السلبية ان توفر الدعاة الذين لاينتمون الى الجوهر الديني الصادق بل غلبت عليهم شهواتهم ، فالفرد المعقد لما ألم به من مناخات سلبيه دعته يفقد الامل والرجاء يجد في الدين والظواهر الدينية راحة نفسية من التحولات الاجتماعية والسياسية ، وخلاصا من حالة القلق والتوتر التي يعانيها ، وفي هذه الظروف بالذات يمكن للإسلام السياسي ان يستثمر ذلك لصالحه وذلك في استقطاب الشباب ودفعهم لتحقيق الأغراض التي يريد تحقيقها وهذا ما يحدث اليوم في العراق ، فما نراه اليوم في ظل الاحتلاليين خير دليل على ما نقول ونتصور ، ما معنى الزحف على البطون باتجاه المراقد المقدسة في العراق وجلد الصدور والظهور والبكاء الهستيري الخ وان كان القائم بذلك ليس من الايمان بمكان سوى محاولة التعبير عن ما يجوش بداخله توسلا" للخلاص والخروج من النفق المظلم الذي الم بالحياة اليومية للعراقيين وهنا نرى بالوضوح التام كيف تزاحم رواد الاسلام السياسي بعمائمهم ولحاهم وخواتمهم لاحتواء هؤلاء الجمع الذي تتغلب عليه العواطف بلاشعور من المواطنه والوطنية فكانت الهيأة بمسمياتها والاموال التي تغدق وان كانت اموالا" منهوبه مسلوزبه من المال العام وحكمها مال سحت حرام


- ركزت الأحزاب والحركات الاسلاموية الطائفية على اصطياد المواطنين الذين لم يتأثروا بمسيرة الحزب والثورة في العراق ولم تتوفر لهم الحصانة ليقفوا بوجه الأفكار الطائفية الهدامة ليبثوا سمومهم فيهم ومن خلال وعد هؤلاء المواطنين والشباب منهم بأنهم سيخوضون معارك ساخنة وتحديات ملحمية انتصارا" للمقدسات وحماية المراقد الدينية والدفاع عن حرمتها وعدم اعطاء الفرصة لمن يريد الشر بها ومن هنا كانت الفتوى التي اصدرها المرجع السيد علي السيستاني واستثمرها الهالكي ومليشياته خير استخدام لانها جاءت بالوقت المناسب لهم وهم يؤججون الهوس الطائفي وصولا" الى الحرب الاهليه الشامله معاذ الله ، بعد ان يغيبون عن معرفة ان الطموحات والآمال التي تقدمها الحركات والأحزاب الاسلاموية ما هي إلا طموحات وآمال غير مشروعة


يتبع بالحلقة الاخيرة
 

 





الاحد ٧ شــوال ١٤٣٥ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٣ / أب / ٢٠١٤ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب زامــل عــبــد نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة