شبكة ذي قار
عـاجـل










كم هو حكيم وسديد المثل العراقي ( تموت الدجاجة وعينها على المزبلة ) .. إن حال الدجاجة هذه ينطبق كلياً على مجموع العملاء الذي وردوا مع الاحتلال إلى العراق وصاروا وكلاء له، ومنهم العميل مشعان الجبوري الذي دخلت إلى صفحته وقرأت تغريداته المضحكة التي يحاول أن يظهر نفسه من خلالها بأنه معتدل حريص على العراق محب له، متناسياً أنه من الذين امتطاهم الاحتلال لتدمير وطننا وتمزيق شعبنا، وظاناً أن الناس تنسى عمالته وسرقاته من نفط العراق وتقلبه ذات اليمين وذات الشمال من أجل الحصول على السحت الحرام.


يقول في إحدى تغريداته: ( أمر معيب التزام نواب صلاح الدين ونينوى الصمت إزاء جرائم داعش ( يعني الثوار ) بأهلهم ومدنهم خوفاَ "من" أن تقوم بتفجير بيوتهم ) .


إنه مثل النعامة يخفي رأسه في الرمل ويسمى الثوار داعشاً ويستنجد بنواب صلاح الدين متناسياً أن جيش المالكي بعدده وعدته أصبح لا حول له ولا قوة وصار خارج التغطية أمام ثلة مؤمنة من هؤلاء الثوار.


ويحاول الضحك على العقول عندما يقول في تغريدة أخرى ( مهما كان السعر غالياً ومغرياً، فان من يبيعون أوطانهم خاسرون وسيندمون.. فكل شيء يمكن ان تشتري عنه بديلاَ، الا الوطن ) .


فتأمل من يتحدث عن الوطن وبلغة الأسعار والتجارة التي لا يجيد سواها ؟.. بائع الوطن والضمير يعير باعة الوطن وينصح بأن المرء يستطيع أن يشتري عن كل شيء بديلاً إلا الوطن .. أين كان هذا الكلام عندما بعت العراق أنت ولقطاء العملية السياسية أشقاؤك العراق للمحتل؟


ثم دقق قليلاً في تغريدته هذه : ( لا تلوموا البعض حين لا يعني "الوطن" لهم شيء "الصحيح شيئاً"، فالذين ينتمون لثقافة الترحال ينعدم عندهم الشعور بالانتماء "للمكان".. الوطن ) .


وقد صدق في هذه لأنه يصف فيها نفسه وأمثاله من يوم خان النظام الوطني الذي كان قائماً قبل الاحتلال وهو دائم الترحال بحيث باع الوطن بثمن بخس ..


وأنظر إلى حبه للسحت الحرام كيف يظهر في فلتات لسانه من خلال هذه التغريدة: ( بغض النظر عمن يتحمل مسؤولية سيطرة داعش "يعني الثوار" على مدننا، على عاتقنا تقع مسؤولية تحريرها وواجب الدولة مساندتنا ) .


إنه يريد المساندة من الحكومة بالمال ليبتلعه مع ما ابتلع، وإلا من يمسكه من يده ويمنعه من مقاتلة الثوار؟ إذهب إن استطعت وقف أمام سيلهم العرم.. ولكن نذكرك أن المواجهة لن تكون باللسان كما اعتدت، وإنما بالسلاح الحقيقي ..


ورحم الله أبا الطيب المتنبي الذي يقول:
وإذا ما خلا الجبان بأرض
طلب الطعن وحده والنزالا


ومشعان الجبوري الذي دوخنا بمهاجمة إيران يوم كانت جهات تدفع له، انقلب على عقبيه، الآن، وأخذ يدافع عن إيران ويبرؤها من جرائمها بحق شعبنا، وصارت إيران في نظره عدوة إسرائيل وتدكها بالصواريخ، تزلفاً لمن يحكم في المنطقة الخضراء من وكلاء إيران، فهو يقول: ( إيران مكنت المقاومة الفلسطينية من تكنلوجيا صناعة الصواريخ التي دكت تل ابيب، فيما العرب يحاصرونها ويتآمرون عليها ويصفون ايران بـ"المجوس".. عيب ) .


أمر مضحك حقاً، فهذا الذي كان يهاجم إيران ويصر على وصف جزء كبير من شعبنا بأنه صفوي من خلال فضائيته ( الزوراء ) يلوم العرب لأنهم يحاصرون إيران ويتآمرون عليها ويعيب عليهم وصفهم إياها بالمجوسية، وقد عاتبته في دمشق، مرة، على استعمال مفردات طائفية من قبيل الصفوية، فقال لي إنه يقصد إيران والإيرانيين..


واضحك عليه، أيضاً، وهو يقول: ( إذا لم نتصدَّ لداعش ونحرر مدننا منها فان وضعنا سيكون كارثياً ومشابهاَ لما يجري في ليبيا التي تحولت لدولة فاشلة رغم كل امكانياتها النفطية علماَ ان الكثير من الدواعش شاركوا في حرب "تخريب" ليبيا ) .


ومرة أخرى لا أدري من يمنعه من التصدي للثوار إذا كان يستطيع، ولكنه يبحث عن الدعم الحكومي ليملأ بالسحت الحرام بطنه وجيوبه، وإلا فإن الثوار بانتظاره وانتظار أمثاله، فلماذا لا يذهب إليهم؟


ولا أدري هل هذا الجبوري نائم أو أنه يتعاطى مما تهربه إيران إلى العراق شيئاً عندما يقول: ( لن تضللهم خطابات الطائفيين ولا هتافات "ثوار الفنادق" ولن ترهبهم تهديدات الدواعش، سيخوض أهلنا معركة تحرير مدنهم المغتصبة واعادتها لحضن الوطن ) .


من هم أهلك يا مشعان الذين سيخوضون المعركة ضد الثوار؟


ولا يحدد مشعان البلد الذي يرد منه الغلو الطائفي خوفاً من مس إيران التي انقلبت إلى حبيبة لقلبه عندما يقول: ( أردت القول ان ابناء سوراقيا أي العراق وسوريا الكبرى لا يعرفون الغلو الطائفي والديني وان هذا الفكر التكفيري المتشدد وارد الينا من بلدان أخرى ) .


من غير إيران تروج للطائفية وتمزق بها المجتمعات؟ أعطوني دولة غيرها تعتاش على التأجيج الطائفي.


ويعود مشعان لائماً المالكي على أنه لا يقدم دعماً له لكي يحارب الثوار، فهو يقول: ( لو كان رئيس الوزراء يثق بالاخرين ولا يعتبر الحرب طائفية، بل بين الظلاميين وكل القوى الوطنية لكنت والالاف بالصفوف الامامية لمقاتلة داعش ودحرها ) .


لا يظنن أحد منكم أني ألوم مشعان الجبوري على ما قاله، فهذا هو مبلغ جهده في دعم العملية السياسية ومحاولة منعها من الانهيار، فهي الدكان التي يحصل منه على السحت الحرام والتي قبل الأيدي للعودة إلى عصمتها، ولكن عرضت هذا لأريكم الأساليب المضحكة والتافهة التي يعمد إليها هؤلاء لرفع معنويات المخدوعين بهم لمواجهة الثوار الذين يبسطون سيطرتهم على المناطق التي كان أمثال مشعان الجبوري يسرق النفط منها ويتحكم بمصفاها الكبير، وحال الثوار وحاله يشبه وصف الشاعر الكبير محمد مهدي الجواهري الذي يقول:
يا شاتميّ وفي كفي غلاصمهم
كموسع الليث شتماً وهو يُزدرد
 





السبت ٦ شــوال ١٤٣٥ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٢ / أب / ٢٠١٤ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب سلام الشماع نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة