شبكة ذي قار
عـاجـل










حافات التقابل الحضاري مثلت تاريخيا مراكز الفعل التاريخي بصيغ الإنتقال الحضاري التطوري في كل ما يعنيه من ميادين ؛ لذلك نراها و طبقا لما ينقله التاريخ بصيغة وثائق نادرا ما سجلت مراحل استقرار و ان سجلتها فهي مرتبطة الي حد بعيد بما تمتلكه من قوة و ادارة مركزية مقابل حلول الإضطراب في ترابط مع الدخلاء عليها ان كانت قبائل بدائية باحثة عن السلب و النهب في التاريخ القديم أو مجاميع طامعة في السلطة و بذخ المدنية في العصر الوسيط أو في شكل دول ــ شركات متعددة الإختصاصات ــ في التاريخ الحديث و المعاصر ... شركات تروم صياغة العالم طبقا لما تتقصده من رؤية و مصلحة و لا تتردد في استخدام كل وسيلة ان كانت متطورة أو تقليدية في الوصول لهدفها طبقا لما تمتلكه من مؤسسات و مراكز دراسات و وسائل تبليغ و نشر و اعلام ؛ و العراق ان كان في تاريخه القديم أو الوسيط أو الحديث و المعاصر يمثل حافة التقابل الحضاري المركز في كل ما عرفته البشرية طيلة ما يصطلح علي تسميته بالتاريخ البشري ؛ و من يشكك في ذلك ما عليه الا العودة الي دراسة كتب التاريخ و نشأة الحضارات . هذا لا يعني أبدا التقليل من اهمية الحافات الأخري و لكن الكل يعرف من ان من يود التحكم في الفعل الحضاري و منذ القدم كان يضع بلاد الرافدين في مركز اهتماماته و يبقي الوصول اليها كبلاد ان كان بشكل مباشر أو غير مباشر هاجس دائم ينغص عليه الشعور بأنه من صناع الفعل الحضاري . حالة تاريخية صقلت الذات العراقية تكوينا ميزته الوضوح التام حد الحدية . حدية الفصل فيها بائن بين العراقي الأصيل و المتجذر في تاريخه و إنتمائه و بين الدخيل الغير متأصل .


العراقي الأصيل في تاريخه المعاصر و بعيدا عن كل الإنتماءات الدينية و المذهبية و الإثنية و منذ ثورة 14 تموز 1958 و ثورة 17 ــ 30 تموز1968 و طيلة تقدمها علي طريق بناء العراق ان كان اجتماعيا أو اقتصاديا أو علميا و الآن و خلال ثورة حزيران ـــ تموز القائمة اليوم كان و لا زال يري العراق في قمة هرم القيم المتراكمة من فعله كإنسان مستقل ، حر ، صادق مع نفسه و مع الآخر رؤيته لا تتوقف عند اشباع الحاجة بقدر ما تحكمها قيمة ما يتركه من فعل بصيغة الخلود ؛ لذلك عاش صراع ارادات بين ما يمثله كخير يتجاوز حدود العراق الجغرافية و بين من يستهدفه كشر يريد كبت هذه الذات المستقلة فيه أي كبت الإبداع و العطاء الإنساني الخير ؛ و لكونه بهذه المواصفات خلقوا العراقي الغير أصيل من بين الدخلاء ممن يهتز خصره للطميات المظلوميــــــــــة التي انكشف زيفها و استهلكت اعلاميا حد القرف ؛ فأنبرت مؤسسات البحث و مراكز دراسات صناعات الذكاء البشري لتسويق لطميات فكرية و اعلامية أكثر سخفا و سذاجة و جد فيها كل منبت و عميل ضالته للكتابة أو احتلال موقع في فضائية من الفضائيات ليتقئ ما يختزنه من سحت تناوله في مختبر من مختبرات هذه المراكز تحت لافتة حقوق الإنسان . سحت لم يتوقف عند هؤلاء و إنما تسرب ليصل الي مجلس الأمن و الأمين العام للمنظمة الدولية المسماة بالأمم المتحدة بما يجعلنا نضع التساؤلات التالية :


1 ــ هل عرف العراق أي شكل من أشكال التهجير أو القتل علي الهوية في تاريخه الحديث ؟


الجواب : نعم و فقط في ثلاث حالات :


الحالة الأولي و الثانية : عندما دخلت قوات اسماعيل الصفوي بغداد و من بعده قوات طهمسب الصفوي ... و بعد طرد كل منها و هزيمتها استعاد العراق توازنه الإجتماعي بصيغة اللحمة الإجتماعية .


الحالة الثالية : عندما دخلت القوات الأمريكية و من تحالف معها سنة 2003 و بخاصة ميليشيات التبعية الإيرانية ــ و هم الدخلاء ممن حصلوا علي الجنسية العراقية اما قبل الإحتلال و 2.8 مليون الذين مكنهم الجعفري حسب ما صرح به نفسه من الجنسية العراقية بعد الإحتلال ــ و لا زالت قائمة الي الآن و شملت عرب مسلمين و مسيحيين و فجرت فيها مساجد و كنائس و دور عبادة ، و تتغاضي عليها المنظمات الدولية و مراكز الدراسات و لم تشملها حتي ببيان نهي حتي لا نقول بيانات ادانة و شيطنة للقائمين بها.


2ــ لماذا كل هذا اللغط الإعلامي الآن حول مسألة بان بالكاشف أنها مفتعلة ؟ و من يمارس تفجير و تدمير الإرث الحضاري ؟


الجــــــــــواب : في جزئين


أولا : كل ما يلاحظ اليوم في ساحة العراق يعيد كل قارئ صادق إلي دراسة المسألة بالمقارنة بين ما كان سائدا و لفترات تاريخية تحتسب بمائات القرون و في ظل عهود متعددة لم يسجل فيها العراق ان كان اجتماعيا أو تحت طائلة رد الفعل السياسي حالات كهذه ان كانت بصيغة القتل علي الهوية أو التهجير أو تدمير الا في فترتي الحكم الصفوي في القرن السادس عشر و عند الإحتلال المزدوج الأمريكي الإيراني القائم حاليا مفتتحا بتفجير المرقدين في سامراء و قد حددت الجهة المسؤولة علي ذلك ... مما يجعل المرء لا يتردد في القول من أن من باشر الفعل القذر هذا هو من يمارسه الآن .


الثاني : يبقي مؤجلا و بيد ثورة العراق و سواعد و همة الثوار ساعة استعادة بغداد لإستقلالها و هي ليست بالبعيدة ؛ عندها سيرفع الغطاء عن كل بؤر النذالة ان كانت الدخيلة أو تلك الخارجية القذرة .
 

 





الجمعة ٢٧ رمضــان ١٤٣٥ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٥ / تمــوز / ٢٠١٤ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب يوغرطة السميري نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة