شبكة ذي قار
عـاجـل










قانون الشعوب الحية في الحياة تنتفض وتثور وتقاوم سلطة جائرة ظالمة تصادر حريتها تمتهن كرامتها , هذه الشعوب لما تمتلكة من خصائص اجتماعية وثقافية وهوية واحساس وطني حقيقي تؤهلها للثورة ورفض الاستعباد والتهميش وتكون قادرة على تحقيق اهدافها في الحياة وأن تعرضت لحالات اضطهادية غير انسانية .


فالأنسان الحر اساس وجوده في الحياة تأكيد انسانيتة بالعمل الجهادي والكفاح ضد الظلم والاستصغار والدونية وهي اعلى مراحل الكرامة التي يتمتع بها الفرد كعنوان وغاية .


فلكل ثورة شعب راية وغاية كرمزاً عالياً يتولاها الثوار ويقاتلون لأجلها في الحاضر والمستقبل .


وكما كان للعرب قبل الاسلام رايات ترفع وقت الحرب لتنظيم القبائل كونها تعبيراً لهيبتها في القلوب واهوالاً في الصدور واعظم في العيون وسقوطها يثبط العزائم يزعزع النفوس يحبط المعنويات .


وفي الاسلام كانت الراية من مستلزمات الحرب فقد عقد النبي محمد صلى الله عليه وسلم اول راية لسيد الشهداء (الحمزة بن عبد المطلب ) في غزوة (ودان) و (لمصعب بن عمير) في معركة بدر الكبرى في شهر رمضان وللامام (علي بن ابي طالب ) لفتح حصن خيبر وبني قريضه , وحمل الراية ايضا (ابو بكر الصديق) في غزوة تبوك كما عقدت (للعباس )عم الرسول في يوم حُنين , و(للنعمان بن مقرن) بمعركة فتح نهاوند هذه الرايات كانت رمزاً لتوحيد الكلمة وجمع الشمل والهدف , رايات طرزت بشعار ( الله اكبر , نصرٌ من الله وفتح قريب) كان حاملوها المجاهدين يتاسبقون بشجاعة واقدام وتضحية لتحقيق فتح انساني عربي مسلم لخلاص البشرية من الظلمة للنور و العبودية للحرية رايات كلها صدق مع الله والنفس فكان التحرير والعدل والسلام , وهكذا حمل احفادهم العراقيين رايات الثورة والتحرير لخلاص الانسان العراقي والعراق من الظلم والاستعباد , فصائل مقاتله وثوار لايبغون غيرالحق واعادة العراق الى وضعه الطبيعي وخلاصة من مرتزقه تحكموا به وعاثوا فساداً وتخريباً بكل مفاصله في الحياة وأنهاء حكم الظلاميين واللصوص وعملية مخابراتية قذرة , ثوار حملوا راية العز والجهاد والايمان والتوحيد وطنيون قوميون مؤمنون كما وصفهم الشاعر صفي الدين الحلي :-


سلي الرماح العوالي عن معالينا .... واستشهدي البيض هل خاب الرجا فينا
لما سعينا فما رقت عزائمنا .... عما نروم ولا خابت مساعينا
إنا لقوم أبت اخلاقنا شرفنا .... أن نبتدي بالأذى من ليس يؤذينا
بيض صنائعنا سود وقائعنا .... خضر مرابعنا حمر مواضينا
لايظهر العجز منا دون نيل منى .... ولو رأينا المنايا في أمانينا.


هذه هي حقيقة اخلاق وفعل الثوار الحقيقين بكل فصائلهم وراياتهم ومسمياتهم , ولماذا لا وهم احفاد العرب المسلمين الذين حملوا الرسالة والراية وأدوا الامانة مجاهدين فضلهم الله على القاعدين درجة . هذه الانتصارات شكلت انعطافه تأريخية للزحف نحو تحرير بغداد قاب قوسين او ادنى , مما اغاظ العدو لهذا الاداء البطولي فلم تغمض له عين واهتزت فرائصه وخارت عزائمة لهذا الجمع الخير والانجاز العظيم فلم ينفك من التأمر والخديعه والدسائس لمحاولة خلط الاوراق والرايات لتشويهها فراح يرفع رايات مطرزه بخيوط الحقد والكراهية معمده بالسم الزعاف ورائحة نتنه وشعارات كاذبة بلون السنتهم للبس الحق بالباطل ممن غاص في العماله والخيانه متوهمين استطاعتهم اهتزاز رايات الحق والايمان وخلط الحقائق لأختلاق اختلاف واحتراب بين رايات الثوار .


فالمحتم الاخلاقي والوطني الانتباه لحقد الرايات المظلله وفرزها عن رايات الثوار الحقيقيين للتوضيح والافصاح لتجنب الضبابية والاختلاط في المواقع والاهداف وتوضيحها للشعب العراقي لأن مسمار الخطر ما يواجه الثورة والثوار اختلاط الاهداف والغايات لتجنيب انتكاس رايه وطنية وهذه مهمة من حمل الراية ومسؤليتها لان اهمال الاشارة اوعدم المساهمة في هذا الجهد ستكون الثورة في مهبط الخطر في الحاضر والمستقبل وهذا الجهد مسؤولية كل وطني يسعى لتحرير العراق والا ستهبط رايات وتثبط عزائم ويغوص الوطن في دهاليز اكثر عتمه وتهلكه حيث لا عزة ولا شرف الا بتحرير العراق .

 

 





الاربعاء ٢٥ رمضــان ١٤٣٥ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٣ / تمــوز / ٢٠١٤ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب الدكتور عامر الدليمي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة