شبكة ذي قار
عـاجـل










تعليقاً على العدوان الصهيوني على غزة والضفة الغربية أصدرت القيادة القطرية لحزب طليعة لبنان العربي الاشتراكي البيان التالي :


إن العدوان الصهيوني الذي يشنه العدو ضد غزة والضفة الغربية، والذي اتخذ طابع التدمير الشامل لكل المرافق الحيوية والحياتية، ولم يوفر البشر والحجر والشجر، إنما هو استحضار متجدد لنوازع العدوان الذي انطوت عليه طبيعة هذا العدو العنصرية.


وإذا كان العدو قد وضع عدوانه الأخير في سياق الرد على ما اعتبره خطف ثلاثة مستوطنين صهاينة، فهذا ليس إلا ذراً للرماد في العيون، لأن قرار العدوان ضد جماهير فلسطين هو قرار دائم ومستمر ولا يرتبط بحدث من هنا، وحدث من هناك. وإذا كان هذا العدوان قد اتخذ هذا البعد الشمولي، فلأن التحضير له، إنما بدأ يوم اتجهت الأوضاع السياسية الفلسطينية نحو التوحد في إطار حكومة وحدة وطنية معتبراً تلك الخطوة السياسية إعلان حرب عليه لأنه لا يريد رؤية حالة سياسية فلسطينية موحدة متجسدة في إدارة سياسية واحدة. وهو المستفيد دائماً من انقسام الواقع السياسي على ساحة الفعل الوطني الفلسطيني وبدرجة أكثر من التشتت العربي، وانشغال الأقطار العربية في أزمات داخلية ترتقي إلى حد الأزمات البنيوية.


إن القيادة القطرية لحزب طليعة لبنان العربي الاشتراكي، وهي تضع هذا العدوان الصهيوني على غزة والضفة الغربية في سياق إنفاذ واحدة من حلقات المشروع الصهيوني الهادف إلى قضم الأرض العربية في فلسطين من نهرها إلى بحرها، وتعريض جماهير فلسطين إلى عملية تهجير جماعي ترانسفير، واعتماد نظام "الابارتهايد" مع الجماهير الصامدة في الداخل الفلسطيني المحتل، ترى أن الرد على هذا العدوان، يكون بتطوير وسائط المواجهة العسكرية والشعبية والتي يجب أن تأخذ بعداً شاملاً متخطياً كل أراضي فلسطين وجماهيرها، وعلى أرضية موقف فلسطيني موحد، يعيد الاعتبار للكفاح الشعبي بكل أشكاله ضد العدو العنصري الغاصب، والخروج من دوامة المفاوضات العقيمة التي يسعى العدو من خلالها إلى انتزاع اعتراف بشرعية اغتصابه من أصحاب الحق التاريخي وتكريس يهودية الدولة كدولة انتماء قومي لكل يهود العالم.


إن اتخاذ موقف سياسي حازم بتطوير المواجهة مع العدو ووضع العمق الفلسطيني المحتل تحت مرمى نيران المقاومة البطلة، إنما يشكل الرد الطبيعي على صلف العدو وعدوانيته، ويفتح كوة واسعة في جدار ما يعتبره بيئة آمنة له.


إن القيادة القطرية لحزب طليعة لبنان العربي الاشتراكي إذ تحيي صمود المقاومة وردها البطولي على هذا العدوان، تدعو جماهير الأمة العربية للانتصار لثورة فلسطين في تصديها لهذا العدوان وما يجسده هذا التصدي من إشارة عملية لإطلاق فعاليات انتفاضة ثالثة، تعيد الوهج النضالي لهذه القضية، وتلاقي بنتائجها النضالية النتائج التي أسفرت عنها ثورة العراق المنطلقة تحت عنوان إكمال مسيرة تحريره وإعادة توحيده وحتى يعود ليشكل حضناً دافئاً للقضية الفلسطينية وكل قضايا النضال العربي.


وفي السياق نفسه فإن على الحراك الشعبي العربي المشدود إلى أهدافه الوطنية الذي انطلق تحت عنوان مواجهة أنظمة التسلط والاستبداد والارتهان والتبعية، ان يدرج احتضان ثورة فلسطين ضمن أولويات مشروعه السياسي للتغيير الوطني الديموقراطي.


وإذا كانت خطورة الذي تتعرض له جماهير فلسطين في الأراضي المحتلة، تفرض مساءلة النظام الرسمي العربي عن تقصيره الذي يرتقي إلى حد التواطؤ فإن المجتمع الدولي غير معفي أيضاً من تحمل مسؤولياته تجاه حرب الإبادة الشاملة التي تُشَن ضد شعب يكافح لأجل تحرير أرضه وانتزاع حقه في تقرير المصير وبما يوجب مساءلة سياسية ومقاضاة قانونية للعدو أمام المحاكم الجنائية الدولية لانتهاكاته حقوق الإنسان وارتكابه جرائم حرب ضد الإنسانية.


تحية للمقاومة الفلسطينية بكل قواها وفصائلها.
وتحية لجماهير فلسطين الصامدة الصابرة التي تواجه آلة الحرب الصهيونية باللحم الحي
تحية للشهداء الذين سقطوا وهم يواجهون العدوان بالسلاح والموقف وتضميد الجراح وتعزيز مقومات الصمود.
وليكن شعار التصدي للعدوان الصهيوني الجديد، مزيداً من الصمود، وإصراراً على تجذير الوحدة الوطنية، والرد على النار بالنار.


القيادة القطرية لحزب طليعة لبنان العربي الاشتراكي
بيروت في  ١٠ / تمــوز / ٢٠١٤







الخميس ١٢ رمضــان ١٤٣٥ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٠ / تمــوز / ٢٠١٤ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة