شبكة ذي قار
عـاجـل










اتسمت الحركة الصهيونية منذ نشوئها في نهاية القرن التاسع عشر بالميول والجنوح العنصري والتلون الفاشي النازي,حيث أقدم على تأسيس تلك الحركة كبار رؤوس الأموال ومصاصي دماء البشرية من اليهود المنتشرين في أصقاع المعمورة,والذين تميزوا أيضا بالقدرة الفائقة على التلاعب في مفاعيل السياسة الدولية والمخابراتية,ونجحوا بإتقان في إيجاد الدور الفاعل لهم بخلق الأزمات والحروب والتلاعب بحنكة وخبث بمجريات تلك الحروب والصراعات ,وعقد الصفقات والمقايضات والتي حصلت بموجبها على وعد بلفور المشئوم الذي يفضي بالسماح بإقامة الوطن القومي لليهود في فلسطين,وكان ذلك من حصاد الحرب العالمية الأولى.


وعندما اشتعلت نيران الحرب العالمية الثانية التي كان للحركة الصهيونية دور كبير ومشاركة بكل تفاصيلها.حيث نجحت تلك الحركة بالحفاظ على علاقة وتنسيق سري مع طرفي الصراع دول المحور بزعامة الرايخ الألماني ودول الحلفاء بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية.وكان حلقة الوصل بين الحركة الصهيونية والنازية اللورد (بن صهيون هاجر) والذي نقل رسالة من مفكر الحركة الصهيونية (وايزمان) للرايخ الألماني تتعلق باليهود تحت السيطرة الألمانية مفادها (إن العجائز سوف يزولون عن الوجود..إنهم غبار...أنهم غبار اقتصادي ومعنوي للدنيا الكبيرة..ولا يبقى إلا الجيل الجديد).إن فحوى الرسالة واضح جدا وهي دعوة صريحة للرايخ الألماني بقتل وحرق العجائز والفقراء والمهمشين من اليهود والسماح بهجرة المختارين والنخبة من اليهود والشباب المتطوع في صفوف الحركة إلى فلسطين ,وتزويد الحركة بالسلاح والعتاد الألماني وكل ذلك مقابل تزويد الحركة الصهيونية للجانب الألماني بالمعلومات الاستخبارية عن دول الحلفاء. .تلك الصفقة التي كاد ينفضح أمرها وتفاصيلها قبالة شاطئ حيفا عندما لاحقت السفن البريطانية سفينة (ترانس اطلانتك) المحملة بالمهاجرين النخبة من ألمانيا إضافة للسلاح النازي المقدم للحركة الصهيونية ,وعندما لم تتمكن تلك السفينة من الإفلات من ملاحقة البوارج الحربية البريطانية أمر المسئولين على متنها بتفجير السفينة بما فيها خشية افتضاح أمر التعاون الصهيوني النازي حسب ما ورد في كتاب (أرض الميعاد)للكاتب( يوري كولسنيكوف) الذي اعتمد شهادات لبعض اليهود وأحد الناجين من ضحايا (اطلانتك)واسمه حاييم.


بعد كل ما تقدم يتضح جليا أن النازية قد تلقت علومها وفنونها في القتل والحرق من كبار وجهابذة الحركة الصهيونية.


وعندما وطأت أقدام الصهيونية العالمية الأراضي العربية الفلسطينية عكفت منذ اليوم الأول على ارتكاب أفظع الجرائم بحق العزل والأبرياء من أبناء الشعب العربي الفلسطيني ومارست بحقهم أكبر عملية تطهير عرقي عرفتها البشرية ...حيث القتلى بالمئات على جنبات الطرق من الأطفال والشيوخ والنساء ودفن الشباب وهم أحياء في مقابر جماعية اكتشف بعضها في مدينتي حيفا ويافا..وكذلك قيامها بأكبر عملية طرد وتهجير جماعي دفعت بنصف الشعب الفلسطيني خارج بلادهم وديارهم.


وبعد مرور الوقت وإحكام السيطرة الإسرائيلية على كامل الأراضي العربية الفلسطينية وبدعم كامل من القوى الامبريالية الكبرى ..ورغم جنوح القيادة الفلسطينية للسلام والتسوية وتوقيع الاتفاقات المذلة والهزيلة واصلت الحركة الصهيونية وذراعها إسرائيل عمليا ت القتل والاغتيال والتنكيل والبطش بحق أبناء شعبنا وتميزت جرائمهم الأخيرة باستهداف الطفولة البريئة والشيوخ العجز وكان اّخر ضحاياهم وليس أخيرا الطفل محمد أبو خضير الذي أحرقوه حيا وكان قبله الطفل حامد خطاطبة الذي عثر على جثته محروقة بالقرب من مستوطنة (الحمرا) في منطقة الأغوار ..وهنا أيضا لا ننسى جريمة قتل الشيخ الفوريكي المسن محمد زلموط(أبو عودة) الذي قطعت أطرافه بالمنشار وهو لا زال حيا ..وهناك الكثير الكثير من الجرائم البشعة والتي يندى لها جبين البشرية.


أمام هذه المعادلة وازاءمشاهد أطفالنا وهم يحرقون أحياء والبراميل والحمم البركانية المتفجرة التي تصب على أصغر بقعة في الأرض والأكثر ازدحاما بالسكان في المعمورة ..تلك النيران والحمم التي تلقى على الأطفال والشيوخ والنساء في غزة هاشم وسقوط المئات منهم شهداء وجرحى..كل ذلك يجري والعالم يقف متفرجا مما يدفع الكل الفلسطيني للوقوف صفا واحدا في مواجهة العدوان الصهيوني على أطفالنا وغزتنا وقدسنا ولا خيارات أمامنا سوى مواصلة الكفاح والمقاومة بمختلف أشكالها والصبر والثبات ورص الصفوف وتوحيد الكلمة والعمل بشكل جاد وحثيث على تحقيق الوحدة الوطنية بين كافة القوى والأحزاب الوطنية والقومية والإسلامية وتعزيز العلاقة النضالية مع تلك الأحزاب والقوى في عالمنا العربي العمق الاستراتيجي لقضيتنا العادلة وبهدف تسخير كافة الإمكانات العربية والإسلامية في سبيل تحرير فلسطين وتطهير كامل أراضيها من الوحوش الصهيونية الضالة.






الاربعاء ١١ رمضــان ١٤٣٥ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٩ / تمــوز / ٢٠١٤ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب ثائر حنني نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة