شبكة ذي قار
عـاجـل










الثورة تغير كامل بأدوات شعبية تحقق طموحات ومنجزات الجماهير المظلومة , وهي انتفاضة عارمة ضد حكم ظالم برؤيا جديده نحو مستقبل افضل تعطي الامل لحياة كريمة .


فالثورة ولدت في العراق من رحم ارضة ومخاضه بأرادة وطنية خالصه , ولدت ناضجه وتخطت مراحل مهمه لتحقيق اهداف انسانية ولم تكن غاية لأثارة مشاعر وعواطف دينية مذهبية او تحقيق اهداف مناطقية فئوية تمثل توجهات قطاع واحد من ابناء الشعب العراقي , كما انها ليست ثورة وافد من الخارج ذات سمة طائفية متخندقه محفوفه بمخاطر الابتعاد عن الاسلام ومضامينه العقائدية في العدل والاحسان والتسامح الديني ورفض الكراهية والبغضاء .


فالثورة شرف لمن يحمل مبادئها وكلاً حسب مقدرته ومجال عمله وانجازه لأنها ثورة قيم ومباديء تتمثل فيها اسمى قيم الرجوله والفروسيه والاخلاق ودرساً ونهجاً للحاضر والمستقبل بأنصع صورة وانبل غاية , فهي موقف شرعي طبيعي وطريق وحيد تمتلك الأحقيه في تقرير ما هو في صالح وما هو في غير مصالح الشعب تلك المصالح التي يدافع عنها الثوار وبأغلى ما يقدمه الانسان في حياته من تضحيات .


فالثائر العراقي المقاوم لم تكن ثورته ردة فعل آنية دون هدف وغايه بل ردة فعل طبيعية ذات توجه وطني معبر عن قوة الرغبة في الردع والدفاع عن مصلحة الوطن واستعداده للتضحية دون شائبه فيها , لأنه محكوم بطهر المباديء اخلاقياً و وطنياً و إنسانياً ومحكوم بالدفاع عن حياة وحرية الشعب واحراز النصر المطلوب المعبر عن رفض الاضطهاد والظلم الذي تمارسة السلطة حاليا ونظام فاسد طائفي مستبد .


فالثوار فهموا العمل الثوري اقدام ملهم متمنطق بالعداله التامه والحق في انجازه لا يقبلون المساومة والتسويف وانصاف الحلول لأنها مضيعه للحق والمصلحه الوطنية , ويرسمون بدمائهم تاريخ الانسانية وقيمها بنكران ذات كما يمسك الرسام فرشاة .


والان الثوار على مشارف بغداد مصممين على تحريرها كما فتح اجدادهم العرب المهاجرين والانصار (مكه) بقيادة رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم وخلاص الانسان من عبودية الأنسان والحجر والشجر مهللين مكبرين براية ( الله اكبر ) ترفل بالعز والحق ضد الظلم والاضطهاد وكما سيفعله الثوار قريبا بأذن الله في تحرير بغداد من اسرها .


هذه الحاله استنفرت الأنتهازيين والوصوليين ومن المستغرب ظهور البعض من على شاشات الفضائيات يتحدثون بأسم الثوار وكأنهم من يمثل الثوره ولم يتذكروا أو قد تناسوا مشاركتهم في العملية السياسية من وقت قريب جدا داعين لها مشاركين فيها بنشاط وجديه وفق اجندات اقرب ما تكون الى حالة الشبهه وممن كان يكيل المدح ويسوق لها وللنظام الطائفي , والان تأهبوا لأرتداء ثوباً اخر ولوناً اخر فتبدلت السنتهم وجلودهم كما تبدل الحرباء جلدها مع تبدل فصول السنه .


نعم هذا لا يمنع وألف اهلاً وسهلاً للذين جاءوا والتحقوا بصفوف الثوار ممن لم يتلوثوا بالعملية السياسية المشبوهه او يشاركوا فيها أو يدعو لها و صفاء ذاته كصفاء ماء الينابيع والشلالات وطرة الفجر و موقفه سليم من الذين صبروا على ظلم السلطة اعتقلوا وشردوا وجاهدوا ضدها ولم يستظلوا بظلها , وليس الذين خانوا العهد والمواثيق وكان مع الحكم الوطني قبل الاحتلال واترف على حسابه وتكون شخصيته في ظله وتربع على مواقع لم يستحقها أو يحلم بها وانقلب عليه عند الاحتلال الامريكي وراح يداهن ويعلن عن رضاه لحكومة الاحتلال ويسوق ويسوغ لها بإنتهازية فاضحه وتلون بشع لا تستقيم والانسان السوي الذي يحترم نفسه , فالأنتهازية سلوك اساسه اهتزاز في قيم التربية العائلية للفرد نشأ عليها تجعله لايستطيع الوقوف على رأي أو موقف واحد في الامور الحياتية المهمة مسببه ضعفاً في الشخصية واندفاع اناني مصلحي بعيداً عن الخلق الحميد لتحقيق مصلحه على حساب الذات متجاوزا لخطوط احترامها .


فالثوار هم وحدهم من يمتلك حق تقرير الوطني النموذج من غيره وفقا لمواقفه الوطنية فهي معيار للوطنية الحقيقيه دون اخفاء او مساومة تمثيلاً وألتزاماً و ممن تؤهلهم هذه السمات الارتقاء لمستوى العمل الوطني وتجردة عن الذات كحاله يومية وعلى مدار الساعه والايام اذ جبلوا عليها ولاء للوطن متمثل فيهم التضحية والعطاء والايمان المطلق بأنجاز الثورة والخلاص من بقايا الاحتلال واعوانه في السلطة الحالية ومجلسها اللاوطني .


ان وضوح اهداف الثورة لم يترك عذراً أو تبريراً لأي فرد او مجموعه سياسية عراقية تدعي الوطنية البقاء على الحياد والوقوف بعيدا عن تدعيم الثورة او متفرجه فالواجب الوطني والمحتم عليها الالتحاق بالثورة والثوار دون ابطاء و حجج او تبرير يبعدها عن مسيرة الثوار التاريخية واهدافهم النبيلة


فالثورة لا تقف وسط الالوان والمسافات وعليه ضرورة الحذر من الانتهازيين والوصوليين والنفعيين لانهم القادرين على تغير الوانهم والسنتهم حسب المراحل السياسية دون مبدئية و صدق او خجل وهم اكثر ضرراً على الثورة ومسيرتها .







الاحد ٨ رمضــان ١٤٣٥ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٦ / تمــوز / ٢٠١٤ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب الدكتور عامر الدليمي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة