شبكة ذي قار
عـاجـل










·  مشروع التقسيم .. يشمل العراق وسوريا والدول العربية وتركيا وإيران.

·  مشروع التقسيم .. يخلق دويلات مدن متصارعة على الأرض والموارد.

·  مشروع التقسيم .. لا يخدم الدول العربية ولا شعبها ولا دول الجوار وشعوبها.

·  مشروع التقسيم .. يخدم ( إسرائيل ) وأمريكا .. ويخدم إيران على الأمد القريب.

 

 لا ينفصل مشروع تقسيم العراق عن المشروع العام المعد للشرق الأوسط الكبير .. فهو جزء من هذا المشروع واسع النطاق .. الذي اعده الصهيوني ( برنارد لويس ) واعلنه عام 1948 ، وكانت رؤية هذا الصهيوني منصبة على تهيئة مسرح الصراع لتدمير العرب والمسلمين .. تفادياً ، كما يزعم ، لاحتمال ان يشن العرب والمسلمون الحرب على المسيحيين .. وقد وضع " برنارد لويس " امريكا والغرب أمام خيارين، إما ضرب العرب والمسلمين وتقسيم دولهم، أو الإنتظار حتى تدمير الحضارة الغربية .. وكان "لويس" يشدد على استثمار التناقضات المذهبية والطائفية والعرقية والعصبية القبلية في تهيئة مناخات الصراع، الذي سيقسم ( 56 ) دولة عربية واسلامية إلى ( 88 ) دولة تشعلها حروب الطوائف .. وكان نصيب العراق، حسب تفكيره الخبيث، دويلات ثلاث ( شيعية وسنية وكردية ) :

 

1- كتب الصهيوني ( Lazily Glib ) مقالاً في النيويورك تايمز بتاريخ 25/11/2003 ، يدعو الى تقسيم العراق الى ثلاث دويلات .. ودعوته هذه تزامنت مع الاحتلال الامريكي للعراق .

 

 2- استجاب للطرح الصهيوني هذا عضو مجلس الشيوخ الامريكي الصهيوني ( جوزيف بايدن ) ، الذي صاغ أفكار ( برنارد لويس ) الصهيوني، مشروعاً سرعان ما نال تأييد كل من الحزبين الديمقراطي والجمهوري، واصبح ملفاً جاهزاً للتطبيق، خاصة بعد ان استكمل هذا الملف بملاحظات كرست ما يسمى خطة ( بيكر- هاملتون ) علم 2006، حين وضعت بنوداً واضحة وصريحة لتقسيم العراق على اساس طائفي وعرقي.

 

3- استمرت الادارة الامريكية في محاولاتها للحصول على موافقات الاطراف المختلفة التي تشكل مكونات مختلفة عام 2007 .. وكانت نتيجة هذه المحاولات الامريكية الخبيثة، رفض مشروع تقسيم العراق .

 

4- لم ييئس " جوزيف بايدن " إذ تقدم بمشروعه الخاص بتقسيم العراق الى الكونغرس في آذار عام 2008، فاتخذ الأخير ( قراراً غير ملزم بتقسيم العراق ) .. وعلى الرغم من كون القرار غير ملزم إلا ان الادارة الامريكية ما تزال تضعه بين طيات ملفاتها الخاصة بتفتيت دول المنطقة وتغيير خرائطها الجيو- سياسية واعادة تشكيلها على وفق مشروعها الخاص بالشرق الاوسط الكبير.!!

 

5- وكان " برنارد لويس" الصهيوني، قد صرح علناً وبكل وضوح مأكداً أن تقسيم وتفتيت العرب والمسلمين هو الضمانة الحقيقية لأمن ( إسرائيل ) .!!

 

6- إن تقسيم العراق ، وهو لصالح ( إسرائيل ) وحلفاؤها، له تداعيات خطرة على الواقع الجيو- سياسي للعراق، حيث يؤدي الى تفكيك عناصر قوة العراق في وحدته واضعافها .. وهو هدف إيراني إسرائيلي استراتيجي معروف .. بمعنى ان ايران تريد العراق ضعيفاً ، كما أن الكيان الصهيوني يريد العراق ضعيفاً ايضا .. وتلك من الاهداف الاستراتيجية المشتركة لهما .. فايران تعمل على ابتلاع جنوب العراق ووسطه بدعوى المذهب وحماية المراقد المقدسة، وهي نفسها التي ابتلعت من قبل الجزر العربية الثلاث في الخليج العربي، كما ابتلعت من قبل منطقة الاحواز العربية برمتها .. فيما تعمل ( اسرائيل ) على تنفيذ مشروعها المعروف بشرذمة القضية الفلسطينية بمساعدة إيرانية واضحة وعلنية وملموسة على الأرض .. الامر الذي يضع العراق والمنطقة العربية بين فكي كماشة إيران و ( اسرائيل ) .!!

 

7- فتقسيم العراق يخلق صراعات مختلفة وخطرة نظراً لتداخلات الواقع الديمغرافي المذهبي والديني والعرقي والمناطقي .. هذا التداخل يتجاوز حدود العراق والدول العربية ودول الجوار.

 

8- إن مشروع التقسيم ، الذي يرفضه شعب العراق وشعبنا العربي جملة وتفصيلاً، لم يكن محصوراً برقعة العراق الجغرافية، إنما يشمل المنطقة برمتها، حيث خَلقَ هذا المشروع، على وفق مخططات بعيدة المدى، بيئة استطاعت من خلالها استنزاف قدرات وموارد دول المنطقة، مشحونة بأزمات متتابعة تسيرها استراتيجية صهيونية- أمريكية ، أدت الى تداعيات خطرة على اوضاع الاقطار العربية، انتهت بتصدعات التماسك الجيوبوليتيكي وانهيار منظومة الأمن القومي العربي .. ولعل ابرز التداعيات الخطرة التي برزت على الساحة العراقية هي التمهيد الحكومي العراقي- الايراني- الامريكي لتطبيق نسخة ( Span Center ) ، مركز سابان ، معهد ( بروكينغز ) للدراسات السياسية والإستراتيجية في واشنطن لعام 2008، التي عالجت ما يسمى بالمدخلات الصعبة في مشروع " جوزيف بايدن " سيئ الذكر والصيت لتقسيم العراق شعباً وأرضاً .. حيث جاءت النسخة المعدلة هذه تحت عنوان ( ..  .. .حالة التقسيم السهل للعراق- الخطة ب .. ) ( The Case Of Soft Plan – B – Partition In Iraq ) ، لغرض تطبيق مشروع "بايدن" الصهيوني.

 

 وسنتناول ملخص لهذه النسخة القذرة للمشروع :

 

9- ركزت النسخة القذرة الخاصة بتعديل خطة "بايدن" الصهيوني لتقسيم العراق على تكريس ( فيدراليات طائفية عرقية ) تأخذ مساراتها على أرض الواقع وعلى النحو الآتي:

 

أولاً- كانت هنالك تحفظات على تقسيم العراق حيث :

- رفضت فكرة تقسيم العراق في حينه من قبل الادارة الامريكية وعلى لسان المتحدث الرسمي "توني سنو" الذي قال ( لا نريد بلقاناً جديداً ) .

 

- رفضت مجموعة دراسة العراق برئاسة "جيمس بيكر" وزير الخارجية الامريكي الاسبق، على اساس ( ان تقسيم العراق خط احمر لا يمكن تجاوزه .. لأنه يؤدي إلى خلق فوضى اقليمية تعطي ايران فرصة ذهبية للسيطرة على الاقليم الشيعي الجديد ) كما ( ستثير حفيظة تركيا التي تخشى من قيام دولة كردية جنوبها ) .

 

- فيما لقى مشروع التقسيم في الوقت ذاته ترحيباً من عدد اعضاء الكونغرس الأمريكي، ومن بعض الاحزاب الطائفية الحاكمة التابعة لايران .. كما لاقى هذا المشروع الصهيوني رفضاً قاطعاً من لدن الشعب العراقي الذي رفع شعار ( التقسيم لن يمر أبداً ) ، كما رفضه الشعب العربي والشعب الكردي ايضا .

 

ثانياً- ركزت النسخة القذرة الخاصة بتعديل خطة "جوزيف بايدن" لتقسيم العراق على تكريس ما يسمى بـ ( الفيدراليات الطائفية والعرقية ) في ضوء تصوراتها للتقسيم ومن اجل تحوير وتعضيد مشروع "بايدن" وتوفير الامكانات والسبل المناسبة لتطبيقه بشكل عملي على الأرض، وذلك باستخدام عدد من الوسائل :

 

- اتباع ما يسمى باسلوب ( التقطيع الناعم ) ، الذي كرسته امريكا في العراق مباشرة من قبل اجهزتها الإستخبارية وتشكيلات فرق الموت التي كان يقودها "نيكربونتي" ، وعبر الاحزاب الطائفية والعرقية السياسية لتذليل العقبات التي اشار اليها " جيمس بيكر" وزير الخارجية الامريكي الاسبق و " لي هاملتون" ، ويقع في مقدمتها العامل الديموغرافي .. حيث ارتفاع نسب الزواج المختلط بين الطوائف العراقية المختلفة، الأمر الذي يجعل من هذه الظاهرة عقبة كبرى مستحيل تذليلها على طريق التقسيم الجغرافي .. الأمر الذي دفع بامريكا والاحزاب الطائفية الحاكمة الى اتباع سلسلة من الأفعال والإجراءات الوحشية والقسرية واللآاخلاقية ، لتذليل ما يسمى عقبة العامل الديموغرافي :

 

- استخدمت سلطة الاحتلال الطائفية اسلوب الاحتراب الطائفي ( Demographic War ) فضلاً عن حرب العقائد والافكار ( Beliefs War ) ، وهي الحرب التي استخدمت على نطاق واسع تطبيقاً لأسلوب ما يسمى بـ ( التقطيع الناعم ) وتمزيق نسيج المجتمع العراقي وحشده على اساس هويات متحاربة وطوائف ومذاهب واعراق ومحميات وعشائريات وشخصيات وواجهيات .. إلخ

 

- تصعيد العنف الطائفي ( اختطاف ثم قتل على الهوية، ومداهمات وتهديدات ، وتهجيرات طائفية وعرقية قسرية ) ، الذي يؤدي إلى نزوح جماعي من المناطق .. ينتهي بالتالي الى تقطيع السكان حسب مواقع النزوح الديموغرافي ليتم بالتالي صناعة التقسيم الجغرافي في ضوء السياسة الطائفية وتحويلها الى امر واقع .. حيث بدأت سياسة التقطيع باسلوب : وضع الحواجز الكونكريتية بين الشوارع وبين الاحياء السكنية وبين الازقة والحارات المأهولة بالسكان، ومحاصرتها باجهزة السلطة الطائفية وتهديدها بالترحيل أو التهجير أو الموت .. هذا الاسلوب هو في حقيقته اسلوب اتبعته العصابات الصهيونية في فلسطين المحتلة ضد الشعب الفلسطيني منذ عام 1948 حتى الوقت الحاضر .. استهدفت بهذا الاسلوب الوحشي تفتيت البنى التحتية الاجتماعية للشعب العراقي .. إذ يمثل منهج هذا الاسلوب تطهيراً طائفياً وعرقياً ، عن طريق القتل المليشي والتهجير القسري والاحتطاف واشاعة القتل خارج القوانين وتكرار العنف من اجل التغيير الديموغرافي لأهداف سياسية تصب في مصلحة امريكا وايران والكيان الصهيوني.

 

- تهجير العراقيين بالملايين الى خارج العراق وداخله جراء ممارسات فرق الموت التابعه للاستخبارات الامريكية والمليشيات الطائفية التي تدعمها امريكا وايران، فضلاً عن فعاليات اجرامية تتبعها وحدات حكومية في عمليات التطهير الطائفي والعرقي والتهجير المبرمج .. والهدف من كل هذا هو تهيئة الارضية المناسبة للتقسيم بمعنى ترتيب وضع الديموغرافيا لكي يتم تقسيم الارض وبالتالي فرض سياسة الأمر الواقع .

 

إن مشروع التقسيم قد اخذ مساره على مراحل وفي ضوء واقع الصراع :

 

1- اخضع العراق لسياسات عدوانية منذ عام 1990 عبر قرارات الامم المتحدة الجائرة التي اتخذت شكل الحصار الاقتصادي الشامل.

 

2- اخضع العراق لما يسمى بفرض خطوط الحضر الجوي وتقسيمه واقعياً لثلاث مناطق في الشمال والوسط والجنوب .. وهو قرار امريكي صهيوني بامتياز.

 

3- اخضع العراق لفرق التفتيش الاستخبارية ، الأمر الذي أدى إلى نزع سلاحه الدفاعي وتجريده من عناصر قوته بإضعافه تمهيداً لأجتياحه.

 

4- تم اجتياح العراق وغزوه عام 2003، وتم حل جيشه الوطني ومؤسساته السيادية وتدمير مرتكزات امنه الوطني .

 

5- فرضت على العراق هياكل طائفية وعرقية عند تأسيس حكومة الاحتلال مثل مجلس الحكم .. ثم كرس دستوراً يحمل الغاماً طائفة وعرقية يخلو من القوانين الوطنية التي تحافظ على وحدة العراق وشعبه .. وهو الدستور الذي يقر الفيدراليات والأقاليم، وهي صيغ على طريق التقسيم .

 

6- نشرت حكومة الاحتلال العميلة خلايا العنف وعملت على تدمير البنى التحتية الديموغرافية وتهجيرها على وفق رؤية طائفية مبرمجة .

 

كل ذلك يجري تحت انظار الامم المتحدة ومجلس امنها والحكومات الاجنبية والعربية ومراكز الاعلام والأبحاث والمنظمات الإنسانية وحقوق الإنسان .. فهل تنجح خطط التقسيم الصهيونية .. خاصة إذا علمنا بأن صاحب مشروع التقسيم "برنارد لويس" هو صهيوني .. و " جوزيف بايدن " هو صهيوني .. و " ليزلي غليب" هو صهيوني .. ومعظم الباحثين في معهد ( بروكينغز ) هم من الصهاينة .. فأن أي مؤيد لتقسيم العراق يعتبر محسوباً على رهط الصهاينة في مشروعهم التقسيمي العالمي، الذي لا تستثني احداً وفي مقدمة هؤلاء إيران.

 

- إن الأدوات المستخدمة على الأرض من قتل وتهجير لا تلغي إرادة الناس ورؤيتهم لواقع العراق الموحد شعباً وارضاً .. لأن تاريخ العراق وحضاراته الإنسانية لم تولد في عام 2003، إنما ولدت قبل أن تولد حضارة أمريكا الإمبريالية .

 

- وإن إرادة الشعب العراقي وثقافته وموروثه الحضاري وعاداته وتقاليدة لا تسمح بالتقسيم، على الرغم من أن هذا المشروع موجود منذ عام 1948، ولم يكن العراق في ذلك الوقت قوياً، وإن اهداف التقسيم جاءت في ضوء مطامح الأمن الإسرائيلي ومشروعه الصهيوني .. ومطامع الطائفية الصفوية في الهيمنة على العراق تحت ذريعة المذهب، التي لا أحد عاقل في هذا العالم يؤيد مسوغاتها غير المنطقية .

 

- إن مشكلات العراق ليست لدى امريكا ومراكز ابحاثها الصهيونية .. وليست في عقول قيادات طهران وقم الطائفية .. ولا في منهجية الكيان الصهيوني العنصرية .. وإنما حلول مشاكل العراق في أيدي العراقيين كل العراقيين الوطنيين .. من شيعة وسنة وكرد وتركمان وغيرهم .. لبناء دولتهم ولسعادة شعبهم .

 

- إن امريكا و ( اسرائيل ) وايران ليسوا أوصياء على الشعب العراقي في رسم منهج حياتهم ومستقبلهم، لأن في العراق عقول قادرة على البناء والعطاء .. وإن ما نراه من انسياح الجهالة والعقم والجذام الطائفي لا يستقيم مع أصالة العراقيين أبداً .

 

- إن التقسيم هو كارثة الكوارث .. فمن يتحمل مسؤوليته التاريخية ؟ فهو مرفوض رفضاً قاطعاً من لدن الشعب العراقي والعربي والكردي .. وان أي سياسة تعتمد على ما يسمى بالأمر الواقع مرفوضة .. وان الوجدان العراقي والعربي يعتبر التقسيم من المحرمات التي لا يجوز الإقتراب منها .

 

إن سياسة التقسيم، هي سياسة أمريكية قديمة .. فقد قسمت أمريكا كوريا إلى شمالية وجنوبية، كما قسمت فيتنام ، وقسمت البلقان والسودان وستقسم افغانستان .. لأن امريكا ومن ورائها الصهيونية تؤمن بأن انجح وسيلة للقضاء على المشكلات هي تجميدها واللعب عليها كأوراق ضغط ، أو تقسيمها على اسس دينية ومذهبية وعرقية وتحويلها إلى دويلات مدن متقاتلة على الأرض والمياه والثروات إلى يوم الدين.!!

 

هذه السياسة .. ستصل إلى ايران قريباً وقريباً جداً .. فالشعوب الإيرانية المقهورة تحمل من التناقضات الدينية والمذهبية والعرقية ما يفجر البلاد كلها .. ففيها ( العرب والبلوش والأذريون والكلدانيون واللور والتركمان والأكراد والجيلاك والآشوريون والأرمن والسنة والبهائيون والمسيحيون والزرادشتيون .. ) .. هذا الواقع الإيراني الهش لن يبقى على حاله أمام ذل الهيمنة الصفوية الطائفية والعرقية المتسلطة عليها .. والمستقبل القريب سيفصح زواج المتعه بين واشنطن وطهران على تقسيم إيران .. حتى حلم قم وطهران بامبراطورية كما قيل ( أقدامها في سوريا ولبنان والعراق ورأسها في الكهوف القديمة التي يأكلها العفن ) .!!

 

لا احد بستطيع أن يوقف ثورة الشعب العراقي وهي في طريقها ماضية إلى الإتساع .. لأن مخططات واشنطن وتل ابيب وطهران لا تركع لها إرادة شعب العراق .. إنها صراع إرادات الحق مع الباطل .!!

 

تـمــــــــت ..

 

 

 





الجمعة ٢٩ شعبــان ١٤٣٥ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٧ / حـزيران / ٢٠١٤ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب د. أبا الحكم نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة