وأعيد الذاكره للهالكي الى كيف تعامل قسما" من العراقييون مع من رهن العراق بالمعاهدات والتحالفات المذلة والتي سلبت الاستقلال والسياده وأعني هنا المرحوم نوري السعيد الذي لاتخلوا حياته السياسية بالرغم من المواقف المرفوضه هناك المواقف الايجابيه التي لايمكن نكرانها ومن ابرزها وكما تناقلته الوثائق بانه كان يستأنس بما يطلق عليه من نعوت ومسميات ومن ابرزها هتاف الشعب ( نوري سعيد القندره وصالح جبر قيطانه ) وعدم اتخاذ الاجراءات القمعية في كثير من المواقف بالرغم من تأثيرها على الامن والاستقرار الداخلي وهناك روايه ان احد الشيوخ المتملقين ( لوكي ) قال الى المرحوم نوري سعيد باشا هاي المواكب صارت سياسيه مو حسينيه وانت ساكت عليهم ،

فرد عليه (( مو انت عارفه هذوله يريدون يصيرون براسي سياسيين خليهم يهوسون من يتعبون يروحون )) وبالرغم من الرؤية للقول الا انه اراد ان يعطي للشيخ اللوكي اشاره ان الشعب من حقه ان يقول شيء ولكن لايكون الحاكم بمكان من التصدي فيتحول المحتج الى سياسي ، وهذه الملاحظه لم يدركها الهالكي وزبانيته ومنهم كمال الساعدي عندما خرج شباب وشياب ونساء وفتياة العراق الى ساحة التحرير في بغداد وهم يطالبون بحقوقهم ومحاسبة الفاسدين والمفسدين والسراق الا ان الهالكي استخدم الحديد والنار لقمعهم ومنعهم من الحق الذي أكدته كل الشرائع السماوية والوضعيه فقتل في يومها 17 مواطن بريء لاهم له سوى المطالبه بالخدمات التي حرم منها ، وكلنا يتذكر المشهد المخزي لكمال الساعدي أحد أقطاب حزب الدعوه العميل وهو واقف في احد طوابق المطعم التركي المطل على جسر الجمهوريه ببغداد وهو يعطي الاوامر والتعليما لقمع المتظاهرين فأقول للهالكي وكل اللوكية والمتخاذلين والمنضوين تحت العبائة الفارسية الصفوية الجديده ان الاهم والمهم في نظر الشعب السياده فكان مصير نوري السعيد ارتداء العبائه النسائية ويسحل وان كان هذا التصرف مدان ومرفوض لانه غريب وغير معهود عند العراقيين ، وأنت ياهالكي قد تجاوزت المرحوم نوري السعيد بما تسببت للعراقيين ارضا" وشعبا" وما ارتكبت من جرائم سالت الدماء فيها انهار وهدمت مدن وليس بيوت ببراميلك المتفجره وصواريخك ومدفعيتك الثقيله لالذنب سوى انها مدن وبيوت عراقييون قالوا لا للغزو والاحتلال والظلم والظالمين ،

وها انت بفشلك وغبائك ودنو قيم الرجوله والاخلاق عند الا انت حبيس رأي ومشورة مستشارين جهله منبوذين جمعتهم دالة النقص في سلوكهم واخلاقهم وهاهي مستشارتك السياسية مريم الري وحرم السلطان حنونه الفتلاويه ومقربتك عاليه نصيف ومثلهن الكثير فيكفيك عار ان تتخذ من افكارهن ومشورتهن ما يجعلك من الخاسرين الخاسئين لانهن لايمتلكن المحافظه على توازنهن ولا اقول اكثر من ذلك فكيف يكونون امناء على الوطن والمواطن ليقدموا النصائح والمشوره ، وفي الآونة الاخيره والتي اتفق اعلاميا" على تسميتها بالربيع العربي أرانا الله جل علاه بعض الآيات في هلاك الظالمين , وتتنوع النهايات ولكنها كلــــها عبر , وتنوع الآيات غير جديد فقد قاله الله في كتابه العزيز * فَكُلّاً أَخَذْنَا بِذَنْبِهِ فَمِنْهُمْ مَنْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاصِباً وَمِنْهُمْ مَنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ وَمِنْهُمْ مَنْ خَسَفْنَا بِهِ الْأَرْضَ وَمِنْهُمْ مَنْ أَغْرَقْنَا وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ * , فاختلاف النهايات هو مجرد أوجه لقدرته الله سبحانه وتعالى بحسب حكمة يعلمها ويعطيها برهان للعباد على قدرته واقتداره لانه الرحمن الرحيم الذي يمهل ولايهمل وليكن الرئيس التونس زين العابدين ابن علي المتعمد بالتعارض مع الحكم الشرعي الوارد في القرأن والسنه فيصد القرارات بتجريم وحبس المتزوج بزوجة ثانية , ويجرم لبس الحجاب الشرعي على نساء تونس المسلمات , ويحارب كل فضيلة ويفرح بانتشار كل رذيلة ,

ييسر افتتاح بيوت البغاء ويحاول منع دخول الناس للمساجد , ويضطر التونسيين للبحث عن وسيلة للهجرة والهروب من بلدهم , يرينا الله فيه آية بأن يذوق من جنس ما عمل , بأن يكون الهروب هو أقصى أمله أيضا .. ولا يجد ملجأ يأويه إلا الاحتماء في ظل نص من نصوص الشريعة , وهو طلب الأمان واللجوء , ليحتمي بالشريعة التي كان يكرهها ويعمل دوما على إقصائها , وليصم أذنيه كل صباح ومساء صوت الأذان ليدوي في أذنيه كالرصاص منطلقا من كافة الأرجاء التي تحيطه ليعذب بانتصار الشريعة عليه كل يوم خمس مرات حتى يلقى ربه فيحاسبه على عمله , ويعذب أيضا بأن نفس الشريعة التي حاربها هي الآن صمام أمنه وحمايته ، وأتوقف مره اخرى عند حسني مبارك والسجن ، فاقول لمن لا يعرف , فان سجون مصر تختلف عن كل سجون , فالسجون في مصر تخصص قديم ومهنة مبتكرة , تمتهن فيه كرامة كل داخليها , يخرج الإنسان منها – إن خرج- ذليلا مهانا بسبب ما يرتكب فيها معه , وسجون مبارك كانت أقسى وأشد , وكان التعذيب يجري فيها بالوكالة والنيابة , فمن يريدون تعذيبه من كل الجنسيات ليقر بما لم يفعل كانوا يرسلونه للسجون المصرية فيقر بكل شئ فلا توجد عقوبة أشد من الاستمرار في السجون المصرية , ويكفي أن لفظ السجن لم يرد في القرآن الكريم إلا في مصر فقط وفي موضعيين في القرآن ومع نبيين كريمين من أنبياء الله , فقال الله عز وجل عن يوسف عليه السلام * وَدَخَلَ مَعَهُ السِّجْنَ فَتَيَانِ * , وهدد فرعون به موسى عليه السلام إن اتخذ الله إلها له * قَالَ لَئِنِ اتَّخَذْتَ إِلَهاً غَيْرِي لَأَجْعَلَنَّكَ مِنَ الْمَسْجُونِينَ * فأراد الله عز وجل أن يتذوق مبارك مرارة السجن بعد ما كان فيه من العز والملك , وأن يحكم عليه وعلى وزير داخليته بالسجن جزاء بما فعلا من سجن للمواطنين المطالبين بحقهم ونكالا بهم , والله يحكم ولا معقب لحكمه ويشاء الله سبحانه ألا يقبضه حتى يرى بنفسه أن واحدا ممن سجنهم مرارا في سجونه يخرج منها ليعتلى كرسي رئاسة مصر بعد ان هاج الشعب وميدان التحرير اصبح الصوت الهادر , وليقبع هو وأبناؤه وأركان حكمه في نفس الوقت في ذات السجن – ولو أنهم لا يزالون يعاملون معاملة تختلف عن معاملة المساجين إلا أن السجن في كل الأحوال مصيبة - بعد أن كان رئيسا ملكا حاكما بأمره وسبحان مغير الأحوال , فلا راد لأمره ولا معقب لحكمه ، وتعود دورة الحاكم والمحكوم فيرى مبارك بام عينه كيف امر الله وقضائه من هرب من السجن ليصبح رئيسا" تحول الى حاكما" فاشلا" سبب القتل وسمح لسفك الدماء ولاحرمة للمال العام فكان الامر والقضاء فيدخل الزنزانه ليتبادل النظرات مع سجانه وهما في قبضة العدالة وحكم الله اولا" ، أقول يا هالكي العراقيين الصابرين المحتسبين لله العلي الاعلى ينتظرون البشرى التي بان نورها وضيائها اليوم الذي تقر فيه أعين المؤمنين , لنخر سجدا لرب العالمين بنهاية ظالم آخر مستبد وهو من تعامل مع الشعب لسنين باسم ليس اسمه لانه لايثق بالشعب ولا يريد الانتماء اليه جواد المالكي الذي عاث في الأرض فسادا وإفسادا , وأنا لنراه قريبا بإذن الله , ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله وبإهلاك ذلك المجرم المستبد , وما ذلك على الله بعزيز

ألله أكبر   ألله أكبر   ألله أكبر
الحمد لله على حكمه وقضائه   والنصر من عنده  وليخسـأ الخاسئون