شبكة ذي قار
عـاجـل










ولما فتحت قبرص بكى أبو الدرداء رضي الله عنه , فسئل ما يبكيك في يوم أعز الله فيه الإسلام وأهله ؟ , فقال ( ما أهون الخلق على الله إذا تركوا أمره ، بينما هي أمة ظاهرة قاهرة للناس لهم الملك ، إذا تركوا أمر الله فصاروا إلى ما ترى ) مشيرا" بسيفه الى ارض قبرص وبنائها وحال اهلها والحاكم ورعيته وما كان يمتلك ويقوى عليه ، ويشاء الله سبحانه أن يري الأمة الإسلامية كل فترة نماذج من هلاك الظالمين لتكون لابنائها ألعبرة وألاية , فكما أرانا تجبرهم وظلمهم للرعية ولايخشون الله فيهم بل تمادوا ليجعلونهم تابعين خانعين اذلاء أمام شرورهم وطغيانهم وشهواتهم وما هم له راغبون وتسلطهم يرينا مصرعهم وذلهم حتى نوقن أن الله وحده يؤتي الملك من يشاء وينزع الملك ممن يشاء ويعز من يشاء ويذل من يشاء لندرك أن الله وحده بيده الخير وبيده الأمر وله الحكم وليس لأحد سلطان غيره ، وحكمة الله العلي الاعلى جعل من القبر مثلا" يتساوى فيه العبيد والملوك ،

 

الاغنياء والفقراء ، البيض والسود ، لايسعدهم ويجعلهم من الفائزين العمل الذي يخلدهم بايجابياته واستجابته لله وقبوله ورضائه ولانبتعد أكثر لنقف أمام المشاهد للانبياء والائمة والصالحين الذين أصبحوا قبلة الحائرين بدنياهم الطالبين من الرب الرحمن الرحيم ان يمن باجرهم على عباده وهنا السؤال لربمى يطرح ماهو أجر الميت الذي غادر الدنيا بلا ماله وجاهه وسلطانه وعلمه سوى عمله ، فتكون الاجابه سريعه من المؤمن الصابر المحتسب لله الاجر الذي نطلبه من الله عند الوقوف امام مشاهد الانبياء والائمة والصالحين هو قولهم لله يوم الوقفة التي فيها تشسخص الابصار نحو السماء ولايرى العبد شيء فقط يسمع توسل العباد طالبين الغوث والرحمه فتكون هنا الاجابة بالاجر (( ربي عبدك الواقف بين يديك عندما زار المقبرة استذكر اليوم الذي يجزى به وكان من المترحمين علينا والقارئين لسورة الفاتحه والقائل أمين )) نعم هذه هي سنة الحياة ونتيجتها فهل اتعض من غرته الدنيا وخاصة الذين يتخذون من الدين وسيله للوصول الى رغباتهم وشهواتهم ويكثرون القول بالايمان وهم من اول الجاحدين لظلمهم الرعية وتماديهم على حقوقهم والطامعين بالدنيا وملذاتها والساكتين على كل ما ارتكب ويرتكب من معيته كي يضمن منهم الدعم والاسناد والتطبيل والتهليل للباطل الذي ارتكبه وللسيئة التي امتطاها بعد ان اغواه الشيطان الرجيم وتمكن منه ليكون من جنده الشياطين ، هذه الامور التي تناولتها في الحلقة الاولى وهذه أردت أن اجعلها استشعارا" للهالكي وبطانيته وخاصة الذين يتوافقون معه في الفكر والسلوك ولم يكترثوا بأوامر الله ونواهيه ، والسنة النبوية الشريفة وما تحدث به ال بيت النبوة كونهم المؤتمنين على القرأن فهما" وتطبيقا" وتشريعا" وسنة هي بذاتها تفسيرا" لمحكماته لان قائلها لاينطق عن الهوى بل انه وحي يوحى ، كم انتم ظلمتم وتجاوزتم للحرمات ومارستم التضليل لاستغفال المساكين وجعلهم للمعصية يرتكبون ، وكم من طفل يتم وام اثكلت وامرأة رملت ، وكم انسان لاحول له ولاقوة الا الله غيبتموه عن عائلته مغدورا" لالذنب ارتكبه سوى انه عراقي لم يمد يده ليصافح المسيئين المسببين لكل ألم ووجع أصاب عراقي ، كم من البغضاء عمقتم ، والحقد زرعتم ، والفتنة اوقدتم ليبها لتحرق العراق وتمزقه وتنهي وحدته وتجعله اسما" مفقود وحلم ضائع ، بهذه العبارات التحدث اليكم يامن رغبتم الدنيا ومن انتم لاسم وكنيت من طلقها تدعون الولاء والحب له ،

 

ألم تدركوا قول ابا الاحرار الامام الحسين عليه السلام عندما طلب منه عدم الذهاب الى العراق من أخيه محمد بن الحنفية وعبد الله ابن عمر و الشاعر الفرزدق حيث قال (( والله انا ليس براغب للدنيا وشهواتها وفتنتها وجاهها اني عزمت الخروج لاصلاح امر امة جدي رسول الله ولم يكن خروجي بطرا" او أشرا" ، اريد اصلاح امر المسلمين لان الحاكم فتنهم وعن الدين ابعدهم وللشهوات اتخذوها مغانم ومعالم )) ، أتدركون هذه العبارات وماتحمل من دروس ومنهج ايماني وابتعاد عن الجاه والحكم ومفاسده ، وماهو عازم عليه وانه يقينا" يعرف انه المقتول بارض كربلاء والذبيح من القفى والسبي برأس مرفوع بالقنا وعياله تطاف بها البلدان لالذنب ارتكبوه الا لكونهم من صفوة الخلق النجباء ولايداهنون الظالمين وللحق هم راغبون فاعلون وهنا ان عدنا القراءة لما ورد بكلمات الامام علي بن الحسين زين العابدين وعمته الحوراء عقيلة الهاشمين عليهما السلام في الكوفة او الشام لتبين البعد الوجداني المتسامي على مغريات الدنيا العاشق لرضاه الله وقبوله .

 


يتبع بالحلقة الثالثة







الاربعاء ٢٧ شعبــان ١٤٣٥ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٥ / حـزيران / ٢٠١٤ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب زامــل عــبــد نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة