شبكة ذي قار
عـاجـل










كل حليم يأخذ ألعبر وألآيات  من ألتأريخ ليكون في مأمن من  النتيجة التي توصله اليها أخطائه العفوية أو المتعمد بها  ان أراد النجاة  من حكم التأريخ والشعب  في أن واحد  ، ولكن الهالكي وحزبه العميل لايتوافقون مع  هذا المنطق  لانهم اتخذوا من العقد والحقد والكراهية  للعروبة  والمواطنة منهجا" لانهم بتفرسهم  انسلخوا من جلدهم وتنكروا للتراب الوطني  وما تنعموا به  قبل ان يرتموا في خندق الصفوية ان كانت بنظامها الشاهنشاهي او الملالي الذي  جاء نتيجة التوافقات  بالمصالح والمنافع  الغربية الصهيونية ، لمواجهة النضج القومي المتمثل بالفكر القومي الثوري الذي امتلك المشروع النهضوي الذي يمكن الامة العربية من امتلاك  القدرة  بمواردها المختلفه للتصدي  للهجمة التي تتعرض لها  ، وبرغم يقيننا بأن الدنيا الفانية كلها بكل ما فيها من متع وشهوات ونزواة  لا تبلغ أن تكون ثوابا للمحسن بل ستكون وبالا عليه ان لم يمارس دوره في التصدي للمنكر وفاعله  وكحد ادنى التأشير عليه واشهاره ,  

 

فما يناله في ألآخرة عندما يدخل الجنة من المؤمنين ما يعادل عشرة أمثال الدنيا بكل ما فيها لانه التزم بما أمر به الله جل علاه ورسوله الكريم محمد بن عبد ألله صلى الله عليه واله وسلم ، ولنتوقف أمام ألقول ألمأثور وماوثقته الكثير من الابحاث ( سوط أحد المؤمنين في الجنية خير من الدنيا وما فيها ) ، ورغم يقيننا أيضا أنها أي الحياة بكل ما فيها من بؤس وشــقاء وتعب لا تبلغ أن تكون عقوبة للمسيئ الظالم  فيوم القيامة وحده , يوم يقف الناس للحساب يساوي خمسين ألف سنة أي ما يعادل تقريبا ألف مرة من متوسط أعمار الظالمين  وساعتها يتمنى العصاة والمجرمون من هول هذا اليوم أن ينصرفوا منه ولو إلى النار , وهم لا يدرون ما في النار , فرغم يقيننا بهذا كله إلا أن الله سبحانه وتعالى يُري المؤمنين بعض الآيات تثبيتا"" لقلوبهم وتخفيفا عنهم لكي تكون إشارات تؤكد لهم بان الله عز وجل هو القوي المتين يعز من يشاء ويذل من يشاء وينزع الملك ممن يشاء  ، وانه لا يغلبه غالب وانه سبحانه لا يعجزه شيئ ولا راد لحكمه ولا معقب لأمره ولن يجري شيئ في ملكه إلا بإذنه  ، فيرينا الله سبحانه وتعالى بعضا من مصارع الظالمين أمثال فرعون ونمرود وقارون وقوم لوط لكي نعتبر ونعلم أنه سبحانه وحده هو الملك ولا ملك غيره وانه القادر فلا قادر سواه ،

 

فقص الله عز وجل علينا في القرآن الكريم بعضا من صور مصارع الظالمين المتكبرين لنؤمن علم اليقين بان الله إذا أراد شيئا فيقول له كن فيكون , فقص علينا نهاية من قال للناس * يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرِي* ومن تجرأ على قول  *  فَقَالَ أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَى * فأخذه الله سبحانه وتعالى وأهلكه وجنوده * فَأَخَذْنَاهُ وَجُنُودَهُ فَنَبَذْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الظَّالِمِينَ * ، وقص الله علينا عاقبة من تجبر على الناس بماله وظن أنه قادر بهذا المال على أن يصنع كل شيئ فأهلكه الله وخسف به الأرض  بعدما بلغ أوج انتفاخه وعظمته * فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ فِي زِينَتِهِ * فجاءه الأمر الإلهي الذي لا يرد * فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الْأَرْضَ فَمَا كَانَ لَهُ مِنْ فِئَةٍ يَنْصُرُونَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَمَا كَانَ مِنَ الْمُنْتَصِرِينَ* ، وكان مصرع فرعون هذه الأمة آية وعلامة على تنكيل الله بالعصاة المجرمين الظالمين ، ففي صحيح الإمام مسلم أنه في ليلة غزوة بدر يمر النبي الكريم محمد بن عبد ألله صلى الله عليه واله وسلم على أرض المعركة ويشير بإشارات على الأرض للصحابة رضوان الله عليهم  ويقول : هذا مصرع فلان , فيقول أنس :  ويضع يده على الأرض هاهنا هاهنا. فما ماطَ أحدهم عن موضع يد رسول الله صلى الله عليه وأله وسلم , فرأى المسلمون أكابر مجرمي مكة صرعى على الأرض ليحمدوا الله ويكبروه وليزدادوا إيمانا مع إيمانهم ، وهلاك الظالمين نعمة تستوجب الشكر لله سبحانه , إذ يخر المسلم ساجدا لله ذاكرا لأنعمه مستحضرا قوته وسطوته وجبروته مرددا سبحانك يا ربنا ما أعظمك ثم ليحمد ربه سبحانه عند سماع خبر نهاية الظالم , فكما قال الله عز وجل في كتابه توجيها للمؤمنين بالتوجه إليه بحمده عند سماع خبر هلاك أحد الظالمين * فَقُطِعَ دَابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * ، ورؤية مصارع الظالمين تزيد الإيمان لانتقالها من علم اليقين إلى عين اليقين , فعندما يرى المؤمن المفارقة العجيبة بين موقفين , موقف الظالم وهو في أوج قوته وسطوته واستعلائه وتكبره , يكاد يظن في نفسه أنه يقول للشئ كن فيكون , وبين موقف آخر يراه فيه ذليلا منكسرا – حيا أو ميتا – لا حيلة له ولا إرادة ولا سطوة , يراه مهزوما منكسرا ينتظر ما يفعل به أن كان حيا ويقلبه الناس ميتا على وجهه وظهره فلا يحرك ساكنا ولا يأمر ولا ينهي _ , ساعتها يخر المؤمن ساجدا لربه بعدما أراه مثل هذه الآية العظيمة  ، وحملت كتب السير بعضا من المواقف ذات التعبير الشديد للمفارقة بين الحالين , فبعد عهد تجبر فيه البرامكة حينما كانوا وزراء في عهد الرشيد ثم عزلوا وسجنوا وصفدوا وغلوا وقبعوا في السجون المظلمة التي طالما حبسوا فيها غيرهم , جمع موقف بين يحيي البرمكي وولده فسأله الابن ( يا أبتِ ، بعد العز ، أصبحنا في القيد والحبس ، بعد الأمر والنهي ،  صرنا إلى هذا الحال ؟ )  فقال يحيى يا بُنِي ، دعوة مظلوم ، سرت بليل ، ونحن عنها غافلون ، ولم يغفل الله عنها ، وهكذا تكون المفارقة أن يتبدل الحال سريعا جدا بين انتفاش وانتفاخ شديدين إلى ذل وهوان وصغار , وتكون المفارقة اشد إيلاما حينما يكون الانتقال في اللحظة التي ظنوا فيها أنهم ملكوا كل شئ وبيدهم القدرة على كل شئ  , فيأتيهم أمر الله بغتة  *  حَتَّى إِذَا أَخَذَتِ الْأَرْضُ زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَا أَتَاهَا أَمْرُنَا لَيْلاً أَوْ نَهَاراً "* ، ولذلك كان حال الأنبياء المرسلين وكذلك حال المؤمنين الصالحين حينما يرون إقبال الدنيا , إذ يكونون في أشد اللحظات خوفا وتواضعا واعترافا بفضل الله عليهم , فقد دخل النبي صلى الله عليه وأله وسلم مكة يوم الفتح ورأسه تكاد تمس ظهر راحلته تذللا لله سبحانه واعترافا بقيوميته على خلقه وبقدرته وبسطوته  ، 

 

وهو يقول سبحانك ربي سبحانك لك الحمد والشكر سبحانك ، أنت المعز  تعز من تشاء  وتذل من تشاء  سبحانك  ،  وابن عمه فتى الاسلام  أبا الحسنين  طلقها بالثلاث  قائلا" : اغربي عني والله طلقتكي بالثلاث لانكي دار فناء  وشقاء  ، دار النزوات والشهوات  ،  دار البغضاء  والتنافر  والحسد والريبه  ، من امتطاكي هلك  ، ومن  فتن بكي هلك  ، لايسعد بك من تلذذ بفتنتك  واتخذ منك ميدان  لاشباع رغباته 

 

يتبع بالحلقة الثانية






الثلاثاء ٢٦ شعبــان ١٤٣٥ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٤ / حـزيران / ٢٠١٤ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب زامــل عــبــد نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة