شبكة ذي قار
عـاجـل










عبرت الأسطورة الإغريقية " ميدوزا و بيرسيوس " عن الصراع الأزلي بين الشر و الخير بصيغ التنبيه الأخلاقي للإنسان و تحفيزا له علي استحضار القيم الخيرة فيه ؛ غير أن المحافظين الجدد لم يستحظروا من التاريخ في ميراثه الهائل الا ما هو شرير و مقرف ، فكان أن أحيوا ** ميدوزا** أمريكيا بكل قذاراتها وسمومها و استسهلوا تخليق جورجيناتها " ولاية الفقيه في جانب و الإخوان المتأسلمون في جانبها الثاني " .


ميدوزا الأمريكية وهي تدخل العراق سنة2003 قيل و بصوت عالي يا عرب يا عرب يا عرب ... قاتلوها و احذروا "جورجيناتها" .غير أنه و في الوقت الذي كان فيه جلجامش العراقي لا "بيرسيوس الإغريقي " يقاتلها كانت الجورجينات تغوي بعض العرب من المحيط الي الخليج ، حتي أصبح المرء و حيث ذهب في هذا الوطن العربي إلا وأعترضته مجاميع تائهة في عشق جورجينات " ميدوزا " حد التضحية في سبيل هذا العشق ان كان للجورجينا الفارسية أو للجورجينا الإخوانية . هذا البعض لم يعد يتنشق و لا يتكلم الا من خلال ما يمليه عشقه لكل منها أو لكليهما معا ان كان فعلا أو إعلاما .


هروب ميدوزا الأمريكية و تحسبا لما بشره بها جلجامش تحذيرا من "أنها ستنتحر عند أسوار بغداد " ، جعل الجورجينات يحلون محلها تحقيقا لفعلها القذر بصيغة مشروع فتقدمت الجورجينات الإخوانية في كل الوطن العربي و عايشنا كيفية التقدم و حدود التراجع في ما سمي ربيع " ميدوزا الأمريكية " و تقدمت جورجينات ولاية الفقيه في العراق و سوريا و البحرين واليمن ، اضافة الي تقدمها السابق في لبنان.


إن اختلاف الرؤي بين الجورجينات الإخوانية بكل امتداداتها و الجورجينات الفارسية في الساحة السورية ... و لا إن خيرت فيه ميدوزا الإنحياز لجانب الجورجينات الفارسية ... معتقدة بأن مسألة الساحة العراقية مضمونة ان كانت هي أو جورجيناتها الفارسية و الإسلاموية و تناست من ان جلجامش ان كان في اصل خلقه قد أوجد من طين كما ترويها القصة فإن جلجامش العصر أصبح من صخور الكوارتز أي من طين آبائه و أخوته وأخواته صغارا كانوا أو شيوخا من اليتامي أو آرامل أو المشردين من آلام الأسري و المعتقلين من صرخات المغتصبات الذي صهره الإذلال للشعب لم يعرف طيلة تاريخه غير أنه غرة الكرامة و العزة .


جلجامش و علي أرض أحفاد جلجامش بدأ حركة قطع رأس جورجينات ولاية الفقيه وجورجينات المتأسلمون . كمنطلق للإسقاط النهائي ل"ميدوزا الأمريكية" و إنكفائها متجمدة خلف المحيط بصيغةالمرحلة ؛ جورجينات ولاية الفقيه برأسها القابع في قم بدأ فحيحها يعلو حد استصراخ ميدوزا لنجدتها و مغازلة الجورجينات الإسلاموية التي تشترك معها في ذات الحلم .


استصراخ و غزل متبادل بين أدوات قذرة في مشروع أكثر قذارة من حامليه ، لا و لن تتوفق أي من الجورجينات في تحقيق أي من غاياتها فلا فارس ستصبح من جديد امبراطورية و لا الإسلامويون سيؤسسون دولة الخلافة لكونهم لم يعو من أن النظرة المتدحرجة للوراء نظرة مخالفة لمنطق التاريخ و ضد حقيقة الأمة في علاقتها بقيمها التي ثبتتها الرسالة ، و ان حقق كل منهما تخريب بائن في جسد الأمة العربية أساسا و أمـــــة المسلمين عامة ، تخريب قطعا نجاح ثورة العراق و هو نجاح متأكد سيضع له حد و يحول هذا التخريب الي منطلق لبناء أكثر صمود و صلابة لنهوضالأمـــــــة و تحررها .


فمتي نري العرب يحيون ما هو خير في هــــذه الأمة و يقطعون مع عشق ما يحمل لهم بين أنيابه سموم نهاياتهم .

كل العزة و الإجلال لثورة العراق و هي ترسم الأمل و تعيد البسمة لإطفال الأمـــــة و شيبها و شبابها


d.smiri@hotmail.fr

 





الثلاثاء ١٩ شعبــان ١٤٣٥ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٧ / حـزيران / ٢٠١٤ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب يوغرطــة السميري نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة