شبكة ذي قار
عـاجـل










كنا نؤكد لبعض الأخوة لاسيما في الشهور الأخيرة بان احد أهم أسباب تأخر تحرير العراق هو السعي نحو إعادة تشكيل النظام العالمي انطلاقا من أرضنا العربية . حينها استغرب البعض هذا الأمر ورأوه محال أو شبه ذلك ، ونحن نتفهمهم بلا أدنى شك فتغير النظام العالمي أمر يفوق طاقات وإمكانيات دول كبرى بحالها.

 

ولكن ورغم ضالة الأيام وقصر المدة ، فها هي الأيام تبين ذلك ، فخلال اليومين الماضيين بات واضحا حجم التغير الكبير الذي تشهده مواقف العديد من دول المنطقة والعالم ووسائل الإعلام والتي بدأت مرغمة على الرضوخ والاعتراف بالثورة المباركة التي يخوضها أبطال المقاومة والجهاد في العراق بكافة فصائلهم الوطنية والقومية والإسلامية . وربما خير ما عبر عن هذه الحقيقة هو ما صرحت به صحيفة الاندبندنت البريطانية حيث قالت بان "الشرق الأوسط القديم قد مات بعد أحداث الموصل" .

 

ولأعجب في ذلك ، فالعراق قد شرف الله سبحانه وتعالى ونينوى تحديدا لأن تكون نقطة انطلاق البشرية الثانية بعد انتهاء طوفان نوح عليه السلام ، حيث قال تعالى ((وَقِيلَ يَا أَرْضُ ابْلَعِي مَاءَكِ وَيَا سَمَاءُ أَقْلِعِي وَغِيضَ الْمَاءُ وَقُضِيَ الْأَمْرُ وَاسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيِّ ۖ وَقِيلَ بُعْدًا لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ)) هود44 . ووصفها الله سبحانه بالقرية المؤمنة حيث قال سبحانه في كتابه الحكيم ((فَلَوْلَا كَانَتْ قَرْيَةٌ آمَنَتْ فَنَفَعَهَا إِيمَانُهَا إِلَّا قَوْمَ يُونُسَ لَمَّا آمَنُوا كَشَفْنَا عَنْهُمْ عَذَابَ الْخِزْيِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَى حِينٍ)) يونس  98 . كما وعد الله عزوجل أهل العراق أولي البأس الشديد بدخول المسجد الأقصى كما دخلوه أول مرة ، قال تعالى ((وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إسْرائِيلَ فِي الْكِتَــابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الْأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيرًا. فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولَاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُوا خِلَالَ الدِّيَارِ وَكَانَ وَعْدًا مَفْعُولًا . ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمْ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْنَاكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيرًا. إِنْ أَحْسَنتُمْ أَحْسَنتُمْ لِأَنفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا . عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يَرْحَمَكُمْ وَإِنْ عُدْتُمْ عُدْنَا وَجَعَلْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ حَصِيرًا)) الإسراء 4 – 8 .

 

فالعراق بلد الأنبياء والأولياء والصالحين وصحابة وال بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وقد استودع الله سبحانه وتعالى خزائن علمه في أهله الكرام . وقد أورد الخطيب البغدادي رحمه الله في كتابه تاريخ بغداد/الجزء الأول/صفحة 24-25 الحديث الأتي حينما كان النبي صلى الله عليه وسلم يطوف بالكعبة الشريفة (( قال النبي صلى الله عليه وسلم اللهم بارك لنا في صاعنا ومدنا وفي شامنا وفي يمننا وفي حجازنا ، فقام إليه رجل فقال يا رسول الله وفي عراقنا ..؟ فأمسك النبي صلى الله عليه و سلم ، فلما كان في اليوم الثاني قال مثل ذلك فقام إليه الرجل فقال يا رسول الله وفي عراقنا ..؟ فأمسك النبي صلى الله عليه و سلم ، فلما كان في اليوم الثالث قام إليه الرجل فقال يا رسول الله وفي عراقنا ..؟ فأمسك النبي صلى الله عليه و سلم ، فولى الرجل وهو يبكي ، فدعاه النبي صلى الله عليه و سلم فقال : أمن العراق أنت ؟ قال نعم ، قال أن أبي إبراهيم عليه السلام هَم أن يدعو عليهم فأوحى الله تعالى إليه لا تفعل فإني جعلت خزائن علمي فيهم وأسكنت الرحمة قلوبهم )).

 

فالعراق هو من وصفه سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه حينما قال عنه ((جمجمة العرب وكنز الرجال ومادة الأمصار ورمح الله في الأرض)) فلأعجب أن تنطلق ثورة التحرير من نينوى أم الرماح ، ولأعجب أن يكتسح طوفان العراق العالم مجددا.

 

الرفيق رأفت علي والمقاتل النســر

بغداد الجهاد

 ١٦ / حـزيران / ٢٠١٤  

 

 





الاثنين ١٨ شعبــان ١٤٣٥ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٦ / حـزيران / ٢٠١٤ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب الرفيق رأفت علي والمقاتل النســر نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة