شبكة ذي قار
عـاجـل










تخسر نفسها وتظهر بموقف المتهالك .

تعزز نفسها .. من خلال الكتلة الواحدة .

إيران .. تريد أن تستفرد بدول الخليج الواحدة تلو الأخرى.

إيران .. ترغب في أن لا تتحدث إلى كتلة خليجية موحدة .

 

بعض دول الخليج العربي تبدو مأخوذة بالحالة، التي لم تألفها وربما لم تتوقعها، حين ارخت أمريكا قبضتها وابدت عدم اكتراثها لما يحصل لأصدقائها في الخليج العربي، لأنها تعمل على وفق مصالحها، التي طالما نبه الكثير من أن الإعتماد على قوة خارجية هو اجراء غير مضمون، فيما الإعتماد على الذات أولاً والشعب ثانياً والأمة رابعاً والأصدقاء خامساً بعد الإعتماد على الله الواحد الأحد .. وهذا ما قلناه مراراً وتكراراً منذ اكثر من عقدين من السنين العجاف لبعض شيوخ الكويت، وآخرون نبهو إلى ذلك أيضاً .

 

الأعذار أو بالأحرى التبريرات كانت تصدر من شيوخ الكويت وتجاره ، لا من الشعب العربي في ذلك القطر، ودولة عربية خليجية أخرى، وهي تفيد بأنها دولة صغيرة وعدد نفوسها صغير وقدراتها على الصمود لاشيء، في منطقة صراع قوى إقليمية كبرى، فهي والحالة هذه بحاجة إلى دعم واسناد من قوى دولية قادرة على حمايتها في صيغة تحالف أو اتفاق حماية قد يشكل رادعاً لأي دولة اقليمية تفكر يوماً ما باجتياحها، وكانت هذه الدولة الخليجية، التي اسمها الكويت وبفعل الإستعمار البريطاني الذي حَرَمَ أو أغلقَ على العراق اطلالته الطبيعية المشروعة على الخليج العربي، هو ذاته الذي وهبَ الأحواز العربية إلى إيران الشاه، بهدف حرمان المنطقة العربية من عمقها السوقي والإقتصادي، باعتبار أن الأحواز العربية هي سلة غذاء ومصدراً مهماً للمياه والثروة المعدنية .. هذا ما عمله الإستعمار البريطاني الذي تربطه بالدولة الخليجية التي اسمها (دولة) الكويت اتفاقية حماية، كما تربط هذا البلد العربي بأمريكا اتفاقات من نوع آخر .

 

وعلى اساس هذا المدخل، هنالك عدداً من الملاحظات والمؤشرات في طبيعة الحركة السياسية التي أقدمت عليها (دولة) الكويت في ظل الأجواء المتوترة التي تخيم على منطقة الخليج والمشرق العربي، والتي تنذر بمتغيرات طالما اصبحت طهران تعمل على المكشوف بعد أن كانت تغلف حركتها على اساس ما هو باطني ليس بالضرورة يأخذ شكل العلن، لأن مسار الصراع قد اتخذ منحى أخر يتوجب الإنتباه إليه :

 

1- يفترض بمجلس التعاون الخليجي أن يشكل كتلة سكانية وجغرافية وسياسية واقتصادية واحدة قائمة على مقومات معروفة للجميع .. ولكن يبدو أن لا سياسة موحدة تجمع الوحدات السياسية للمجلس ولا قاعدة اقتصادية ولا تنظيمات مهنية تتأسس عليها قاعدة العمل المشترك.

 

2- في الوقت الذي تعيشه الأمة وأقطار الخليج العربي محنة المخاطر الخارجية، وفي مقدمتها مخاطر النظام الصفوي، الذي يعلن اطماعه ولا يتردد في كبح أو تغليف تهديداته لإجتياح البحرين والكويت والإمارات، وثقله المسلح المتواصل في اليمن ونياته الوقحة في العبث بأمن المنطقة، بعد أن انتشرت مليشياته على الأراضي السورية، وتنمرت على اراضي لبنان واستشرت على الأراضي العراقية واقتحمت معاقل الجيش اليمني، وبدلاً من الإسراع بتأسيس قاعدة اقتصادية واحدة توحد فيها العملة الخليجية، وتأسس وحدة قوى الأمن الداخلي، وتبني قيادة عسكرية واحدة، وتوزع عناصر القوة الخليجية على مستوى متطلبات الواقع الجيو- بوليتيكي على امتداد جغرافية الجزيرة والخليج العربي على أساس العمق في الدفاع .. تتمسك بعض اقطار الخليج العربي بواقع التشرذم والهرولة باتجاهات مختلفة، إحداها نحو الشرق والأخرى صوب الغرب والثالثة تقوم بعمل الوسيط بين قاتلين، تعكس مدى الإضطراب في المواقف وعدم القدرة على تحديد الأولويات في السياسة وتغليب الأنانية في تصرف يُبَرَرْ بالعقلانية التي من شأنها ان تعكس حالة الخيبة وضعف القيادة في اتخاذ القرارات الوطنية والقومية الصائبة .

 

3- الكويت تهرول صوب طهران، وقائدها لا يعرف يمينه من يساره ، لتعقد صفقات تجاريةـ وكأن حل المعضلات العالقة في المنطقة يأتي بهذه الطريقة التي وضعت نفسها في خارج السياقات الرصينة والمتوازنة القادرة على الحفاظ على موقف ثابت يعبر عن موقف الكتلة الخليجية برمتها، الأمر الذي وضع الكويت في موقف المتهالك، فيما وضعت الكويت شقيقاتها الخليجيات في موضع المرتبك لكون (دولة) الكويت قد غردت خارج السرب الخليجي العربي.

 

4- وهنا اذكر شيخ (دولة) الكويت ما قاله " علي لآريجاني" ( أن الكويت عمق إيران الإستراتيجي، الذي لا يمكن التنازل عنه ) .. فيما أذكر مقولة اخرى ( على دول الخليج الفارسي ان لا تعرقل طموحاتنا الكبرى، وإلا فأن العرب سينحسرون إلى مكة كما كانوا قبل 1500 عام ) .. وشيخ الدولة يهرول نحو جزاره !!

 

5- في منطقة الخليج العربي ينبغي أن يكون هناك رأس واحد يصدر القرار بالتشاو، من خلال مجلس سياسي أعلى يتولى ضبط سياسة المجلس الواحدة، لا أن تكون سياسات بقدر وحداتها السياسية.. لأن هذا الواقع السياسي يريده النظام الصفوي المعادي.. ليس ذلك فحسب، إنما أوربا وغيرها من مصلحتها أن لا تتحدث مع كتلة خليجية لها سياستها الأمنية والعسكرية والاقتصادية الموحدة وقرارها السياسي والاقتصادي الموحد، إنما من مصلحتها الإستفراد بكل وحدة سياسية عربية لفرض شروطها التفاوضية وضغوطها وإملاءاتها ..إلخ .

 

6- وفي الوقت الذي تعمل في إيران على بسط نفوذها واتساعه، تهرول (دولة) الكويت بطريقة مرتبكة إلى العاصمة الصفوية، اعتقاداً منها بأن هذه الخطوة ستضعها في مأمن من الخلايا الإيرانية الطائفية النائمة، التي هي تحت إمرة السفارة والقنصلية الإيرانية في الكويت، فضلاً عن رجالات إيران في البرلمان وفي المؤسسات الحساسة .. وهذا الفعل يدعو إلى التساؤل .. لماذا انتمت الكويت وغيرها إلى مجلس التعاون الخليجي؟ وهل أن مثل هذا الإنتماء يقصد منه الظهور في شكل ديكور يخلو من مضامين عملية وجدية ملزمة؟! .. أنظروا إلى الإتحاد الأوربي، كيف بدأ وإلى أي حد وصلت إليه قاعدته السياسية والاقتصادية والعسكرية والأمنية والاجتماعية والاعلامية فضلاً عن طرائق الحشد؟!

 

7- أحدى أقطار الخليج العربي باتت وسيطاً بين قاتلين، وبين الناهبين، وبين الساعين إلى الهيمنة، في الوقت الذي يعاني فيه الشعب العربي في كل الساحات العربية معانات ثقيلة جراء الزحف الطائفي والقتل الطائفي والسيطرة الطائفية والتلويح بفرض شروط تفاوضية قبل الجلوس على طاولة التفاوض .. إذن ، ما هي معايير مجلس التعاون؟

 

8- وإحدى اقطار الخليج العربي قد سلكت مسلكاً ليس من الحكمة الإصرار على نهجه ما دام ضاراً بالمجموع، الذي يبحر على سفينة واحدة .. فما بالنا وأحدهم يعبث في قعر السفينة وهي تمخر عباب البحر المضطرب!!، فلماذا تعمل بعض اقطار الخليج العربي على اضعاف نفسها ومن معها وبالتالي اضعاف الأمة العربية التي تتعرض إلى هجمة دموية تستهدف وجودها وهويتها القومية العربية ودينها الإسلامي الحنيف ؟!






الجمعة ٨ شعبــان ١٤٣٥ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٦ / حـزيران / ٢٠١٤ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب د. أبا الحكم نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة