شبكة ذي قار
عـاجـل










إيران .. تستخدم الشيعة في الحرب على السنة وبالعكس .

إيران .. تجعل من الشيعة العرب رأس حربة لتدميرهم لأنهم عرب.

إيران .. تحارب القوميات كلها على أساس عنصري .

إيران .. تضع مصالحها كدولة قومية فوق أي إعتبار .!!

 

من يراقب السلوك السياسي للنظام الصفوي منذ أن حل "خميني" على رأس السلطة في إيران عام 1979، وتم تلميع هذا النظام وعرضه مسرحية احتجاز رهائن السفارة الأمريكية في ولآية الرئيس الأمريكي "جيمي كارتر" ، التي صيغت تحت قبتها تلك العلاقة العضوية المتينة بين أمريكا وإيران ما بعد الشاه .. يتذكر ويستنتج الملاحظات التي يمكن حصرها بالآتي :

 

1- لقد درست دوائر صنع القرار في طهران، وهي تضع لمساتها الأخيرة على استراتيجيتها المركبة، أن الشيعة العرب يمكن ان يكونوا الحاضنة للشيعة من اصول فارسية، الذين تقع على عاتقهم مهمة تحريك الاتجاه السياسي المغلف بـ ( الدين والمذهب ) في هذه الحاضنة مستغلين تعاطفهم الكبير مع المصاب الجلل الذي احاق بـ ( آل البيت ) العظام .. والحرص على توظيف هذا الاتجاه والظهور للعالم الاسلامي والامة العربية بان السلطة في طهران هي الراعية الاولى والحامية الاولى والمدافعة الاولى والوصية الاولى والاخيرة على هذا المذهب وعلى تابعيه ومريديه العرب ,, في الوقت الذي لا يتعارض وجود الشيعة العرب كفرقة اجتهاد ، شأنها في ذلك شأن بقية الفرق المذهبية التي اجمعت على ان ( 94% من اساسيات الدين الإسلامي الحنيف متفق عليها ، فيما 6% من ثانويات الدين الإسلامي مختلف عليها. ) ، وتلك مسألة مقطوعة تماماً .. وهذا يعني أولاً: أن لا اختلاف ديني في الأساسيات أما الثانويات فأن الإختلاف يدخل في باب الإجتهاد عند التطبيق ، أما النصوص فلا اجتهاد في النص، وهذه قاعدة فقهية لا احد يعترض عليها . وثانياً : أن ما يظهر هو صراع سياسي وليس ديني أو مذهبي أو طائفي بأي حال .. إنما أرادت إيران وتعمل على تغليف الصراع بغطاء مذهبي طائفي تعلن أنها تتزعمه لدوافع واهداف قومية فارسية .

 

2- النظام الصفوي .. استغل إيمان الشيعة العرب وحبهم لآل البيت الكرام أبشع استغلال سياسي لإغراض واهداف سياسية وبتقية تتناقض مع منطق العقل .. ومن اجل الهيمنة على الحاضنة العربية من الشيعة العرب عمل النظام الصفوي على إبقاء الوضع الاجتماعي والثقافي والفكري والمعيشي على حاله دون تطوير وخاصة إحْكامْ طوق الفقر عليهم وتهميشهم ومنع تطورهم وابقاء الجهل مخيم عليهم مع حشد هائل من الخرافات والاساطير التي تصب في خانة الجهل المطبق .. والهدف من ذلك هو أن يظل الشيعة العرب يؤمنون ( بتحريم الجمع بين الطماطة والخيار ) و ( السحلية التي تركض على سطح الماء وتصرخ، يا آل البيت ) و ( ان حمام شاه في اصفهان الذي يعود للعهد الصفوي فيه ماء حار طوال الليل والنهار .. اكتشف احد الآيات العظام ان هذه الحرارة مبعثها شمعة ازلية تشتعل على الذرة .. وقد جاء البريطانيون واطفؤا الشمعة .. ومنذ ذلك التاريخ اصبح الماء باردااااً .. الشيخ البرهاني هو اول من اكتشف الذرة ، إنه شيعي مظلوم .. !! ) .. والأمثلة لا تعد ولا تحصى في شكل خطب وسيديات منشورة لا يمكن ان يتصورها عاقل.!! .. أقول لماذا ؟

 

3- منهج النظام الصفوي الموجه حيال الشيعة العرب على وجه الخصوص، هو للتجهيل المطبق .. فيما يعمل النظام في ايران على تطوير قدراته المختلفة ومنها على وجه التحديد القدرات العسكرية، اعتقاداً منه بأنه سيصل إلى اهدافه الأممية ( السيطرة على العالم الإسلامي تدريجياً وعلى مراحل خمس وكل مرحلة تستغرق عقداً من السنين، عن طريق التشيع الفارسي ) ، هذا من جهة .. واعتقاداً منه بأنه سيصل إلى تحقيق اهدافه القومية بـ ( احياء امبراطوريته الفارسية البائدة، عن طريق المليشيات الطائفية المسلحة ) .. ومن هذا يتضح، أن النظام الصفوي في ايران يطمح في ان يؤسس كياناً امبريالياً على محيط يمتد من حافات الصين عبر افغانستان الى حافات الأطلسي، وكأن المنطقة تخلو من قوى تمنع وصول رغبات ايران غير المشروعة، حيث الخطوط الحمراء التي تقرع نواقيس الخطر على الدين الإسلامي والهوية القومية العربية والمصالح العربية العليا للأمة .. فضلاً عن مصالح مختلف دول الإقليمية والدولية في هذه المنطقة الحيوية والحساسة من العالم .

 

4- الشيعة العرب، يتخذ النظام الفارسي منهم ( حاضنة ) لشيعته الصفويين، وجسراً مهماً

للعبور إلى اهدافه المرسومة .. ويجعل منهم وقوداً لصراعاته الخارجية، فهو في هذه الحالة يمارس دور التوسع. وأن معظم الأدوات، التي يستخدمها النظام الصفوي في سياسته الخارجية هي أدوات غير إيرانية تحركها طهران طائفياً لأهداف المصلحة القومية الإيرانية العليا وليس لمصالح تلك القوى مثل ( حزب الله في الجنوب اللبناني، الذي يعمل ويدين بالولاء المطلق، ليس للدولة اللبنانية ولا لمصالح الشعب العربي في لبنان، إنما للمصلحة الإيرانية الخالصة ) و ( النظام الطائفي في دمشق الذي استفحلت طائفيته الدموية الإستخبارية منذ حكم الأب حتى حكم الأبن والتي زادت خياراتها الإستراتيجية انحرافاً صوب النظام الصفوي في طهران بعيداً عن واقع الأمة العربية ومخاضاتها ) و ( مجاميع الحوثيين في صعدة وجزر اليمن وقواعد إيران المؤجرة من أريتريا، وتسليحهم وتدريبهم وزجهم في قتال أهلنا في اليمن العربي، لمصلحة إيران، وليس لمصلحة الدولة اليمنية العليا ) و ( الأحزاب الحاكمة في بغداد التي تأسست معظم قياداتها في إيران، تحت اشراف المؤسسة الطائفية الفارسية في قم، وتحت انظار وتوجيهات الحوزات الأجنبية في النجف، وهي موزعة بين حوزة هندية وحوزة باكستانية وحوزة افغانية وحوزة إيرانية ، هذه الحوزات تحت اشراف إيران ألمباشر الذي يستحوذ على عقول الشيعة العرب ( الحاضنة ) لعناصر التشيع الفارسي، كما يستحوذ على أموال هؤلاء الناس الفقراء منهم والميسورين تحت باب ( الخمس ) ، الذي يذهب ثلاثة ارباعة إلى إيران والمتبقي يتم تقاسمه بين ( الساده ) ، بدلاً من أن تذهب ملايين الدولارات إلى بناء المدارس والمستوصفات والمستشفيات ومؤسسات خدمية يحتاجها الشعب .

 

5- تنشأ إيران مليشيات في بعض الأقطار العربية لتقوم في ما بعد بابتزاز هذة الدول .. بمعنى انها تخلق ورقة، ليست ضاغطة فحسب، إنما تكرس وجود عسكري على الارض يمكن المساومة عليه سياسياً إذا اقتضى الحال، شريطة أن لا يكون هذا الوجود هامشياً أو مؤقتاً, وهذا ما حصل في الجنوب اللبناني وفي اليمن على وجه الخصوص.

 

6- منهج النظام الصفوي حيال الشيعة العرب هو التجهيل المطبق كما اسلفنا .. فيما يعمل هذا النظام على تطوير قدراته المختلفة ومنها على وجه التحديد القدرات العسكرية، اعتقاداً منه بانه سيصل الى اهدافه الاممية ( السيطرة على العالم الإسلامي ) من جهة، والوصول إلى الأهداف القومية بـ ( إحياء الإمبراطورية الفارسية الصفوية البائدة ) .. ومن ذلك يتضح أإن النظام الصفوي يطمح في ان يؤسس كياناً إمبريالياً على محيط يمتد من حافات الصين عبر افغانستان إلى حافات الأطلسي، وكأن العالم يخلو من قوى اقليمية ودولية ترعى مصالحها .

 

7- والملاحظ في شأن الإقتراب الصيني والروسي من إيران سياسياً، ليس لدوافع اقتصادية ( نفط- غاز- خطوط نقل ) فحسب، إنما تفادياً لخروقات طائفية، لكون إيران قد باتت أداة تغيير في الإستراتيجية الأمريكية، التي بدأت في تطبيق أول خطوات هذه الإستراتيجية احتلال العراق على اساس التوافق الإستراتيجي الأمريكي الإيراني عام 2003 ، على طريق توسيع مشروع ما يسمى الشرق الأوسط الكبير .. إذ إن طبيعة النظم السياسية- الإجتماعية في كل من الصين وروسيا وإيران مختلفة لا ترقى إلى مستوى التحالف الإستراتيجي إلا إذا تعرضت بكين وموسكو إلى مخاطر جدية.

 

8- استخدمت إيران شعارات مخادعة منذ عام 1979 لغرض الدخول إلى المنطقة، منها ( تحرير القدس عبر بغداد ) ، ألمحت فيه إلى أنها مع تحرير فلسطين، فيما أفصحت عن عدائها للعراق .. هذه العدوانية قد كشفتها قيادة "خميني" منذ أول يوم لمجيئها إلى السلطة .. فكيف تحرر فلسطين بإسقاط نظام وطني قومي يدعم القضية الفلسطينية؟ .. إذ أن المؤشرات جميعها أكدت أن هذا النظام ما جاء إلا للعبث بأمن المنطقة، وما حصل ويحصل الآن يؤكد مخطط المشروع الصفوي الفارسي حيال الأقطار العربية القاضي بتفكيك النسيج الإجتماعي العربي، وتفكيك الدين الإسلامي الحنيف .

 

9- وعلى اساس هذا الإتجاه، عمدت طهران اسلوب الخرق المخطط له ، فتوغلت إلى المنظمات والمنتديات والمؤسسات الثقافية والبحثية والسياسية والفكرية والصحافية والدينية والسياحية الدينية .. وأنتج هذا الخرق حصول إيران على مواضع لإقدامها من خلال - التأثير أو شراء الذمم أو بدافع دغدغة الجوانب الطائفية المظلمة لدى البعض على حساب الإنتماء والهوية - وما نراه من مواقف عَبَرَ عنها المؤتمر القومي العربي من خلال بعض عناصره، خير دليل على ذلك الخرق . فيما باتت إيران تطرح وبإلحاح على مصر وعلى السودان موضوع رعايتها للأماكن المقدسة والأضرحة والمقابر والإشراف عليها ومن ثم الوصاية الفارسية لتحويلها مستقبلاً أداة سياسية أو مقراً للحشد الطائفي المسلح .. مقابل ملايين الدولارات التي عرضتها إيران على مصر والسودان .. كما حصل لمقام السيدة زينب في دمشق، حيث بعثت طهران مليشياتها الطائفية مدعية حماية هذا المقام .. وهو إدعاء لا يستقيم مع الحقائق التاريخية.

 

كيف تعمل الإستراتيجية الإيرانية على مستوى الحشد المسلح وعلى مستوى التفاوض :

 

أولاً- إيران حولت المقامات الدينية والأضرحة إلى مقرات طائفية سياسية مسلحة، لغرض فرض الأمر الواقع والإبتزاز السياسي، وبالتالي تحويل ذلك إلى ( ورقة ضغط ) .

 

إيران تخلق اوراق ضغطها في الخارج، وتدخل في صراعات بأدوات هي في معظمها ليست ادواتها .!!

 

ثانياً- إيران تستخدم الإستراتيجية الإسرائيلية التي تقوم على ( احتلال أراضي عربية .. والدخول في مفاوضات سلام .. وفرض شروط الأمر الواقع تحت شعار الأرض مقابل السلام ) .. والنتيجة لا ارض حصل عليها العرب من الإسرائيليين ولا سلم قد تحقق طيلة اكثر من ستين عاماً .!!

 

ثالثاً- إيران ، رغم تبنيها هذه الإستراتيجية في اطارها العام، إلا أن هنالك اختلافات جوهرية تؤكد أن الطابع الطائفي الفارسي الصفوي لا يسمح بأن يكون طابعاً تساومياً مؤقتاً، لأن احتلال الأرض العربية بجيش إسرائيلي يفرض شروطه السياسية وينسحب ويخلي الأرض إذا قبل الطرف الخاسر في الحرب هذه الشروط .. ولكن الاحتلال الفارسي الصفوي هو ليس فقط احتلال أرض انما احتلال ادمغة وتحويل اصحابها إلى أدوات طائفية تمسك بالأرض وما عليها .. ومن هنا فأن مسألة الإخلاء لا تأتي على اساس المساومة والتنازل، لأن مثل هذا الاحتلال الطائفي يعد اساسياً وثابتاً .!!

 

رابعاً- إيران ، قد وضعت سياسة إستراتيجية لمفاوضاتها الخارجية تتضمن ( اهداف رئيسية وأهداف ثانوية ) وكذلك ( وسائل رئيسية ثابتة ووسائل ثانوية مؤقتة ) .. قد تتنازل إيران عن الأهداف الثانوية للوصول إلى المنتصف عند الضرورة القصوى، فهي في هذا الحال لا تمس الأهداف الرئيسية .. أما الوسائل الرئيسية فهي الأخرى يتم رعايتها بالتنازل عن المسائل غير الثابتة أو المؤقتة ، فهي من هذا الباب لا تخسر أدوات تنفيذ سياستها الخارجية، وخاصة على مستوى فكر تصدير الثورة ، أما على مستوى الحشد المؤقت فقد يتم الحل على اساس التقليص أو الإخلاء إذا كان المقابل موازياً أو متساوياً.

 

خامساً- إيران، لا تسمح سياستها الإستراتيجية التفاوضية بـ ( خلط الملفات ) ، وخاصة الملف النووي الإيراني .. وعدم السماح نابع من هذه الإستراتيجية ، لماذا ؟ لأن الملف النووي الإيران تراه طهران ملفاً رئيسياً أساسياً غير خاضع للمساومة مع الملفات الأخرى .. فلهذا الملف خصوصيته في التسويف على قاعدة اكتساب الزمن، والتنازل بصيغة ايقاف الإجراءات مؤقتاً لنيل هدف قد يفيدها اقتصادياً أو يرفع عنها جزئياً الضغط السياسي أو يعكس أنها مرنة في تعاملاتها .. وكل ذلك يتم في اطار التسويف والمماطلة ولا أحد يجني شيئاً من إجراءات عملية على الأرض، وبالتالي فأن طهران تبيع الكلام والوعود وتجني الزمن والمردود الاقتصادي .. أما الملفات الثانوية أو المؤقتة، مثل الملف السوري، فهو يخضع لطبيعة الصراع وموازين القوى على الأرض من جهة ومدى تضرر المصلحة الإيرانية من استمرار الملف في الإشتعال والتدمير .. مثل هذا الملف يمكن الإستغناء عنه شريطة أن تحظى بنصيب من النفوذ في هذا البلد العربي، وخاصة إذا باتت معالجة هذا الملف صعبة وعسيرة ومكلفة ومرهقة لإقتصادها، فضلاً عن انعكاساتها على الأوضاع الإيرانية الداخلية، التي يعير النظام الصفوي اهمية قصوى بعد ان بدأ حراك الداخل الإيراني يرفض ولآية الفقيه ذات القرار المطلق الذي لا ينسجم مع المنطق الديمقراطي الذي تفوه به على مدى العقود الماضية، حيث كلفت الشعوب الإيرانية الكثير من الأضرار التي يمكن تجنبها بكبح جماح التدخل السياسي والعسكري في المحيط الخارجي.

 

سادساً- إيران تراوغ، أو أن الملف النووي يمنحها هامشاً للمراوغة والمساومة والتراجع في بعض خطوط الملف، مثل ( التخصيب وإيقاف التخصيب وتخفيظه وإيقاف العمل بمفاعل إيراك ) ، هذه من المسائل المؤقتة والمقدرة التي تستنفع بها طهران عند التفاوض .. ولكن هذه المسائل المؤقتة سرعان ما تعود اليها ، مثل ( أعداد أجهزة الطرد المركزي ) ، وهذا يعني أن إيران قد تضحي ببعض أوراق الضغط كلما واجهت مشكلات أو حوصرت في زاوية لا تراجع عنها .

 

هنالك مواقع مهمة لإيران ليست خاضعة للحوار لأنها أساسية .. وهذه المسائل خاضعة، هي الأخرى، لظروف الواقع وتحولاته على الأرض .. فهي مسائل متحركة وغير ثابتة .. فما تراه أساسي سرعان ما يطرح على طاولة حوار ويتم التفاوض بشأنه .. لماذا؟ ، لأن إيران قد تجد نفسها مرغمة على التنازل أو الرضوخ للأمر الواقع .. كما أرغمت على وقف عدوانها على العراق، بعد تعنتها على استمرار العدوان الذي دام ثمان سنوات.!!






الاربعاء ٦ شعبــان ١٤٣٥ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٤ / حـزيران / ٢٠١٤ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب د. أبا الحكم نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة