شبكة ذي قار
عـاجـل










تأميم النفط العراقي عام 1972م لم ولن يكون حدثا عابرا في حياة العراق وأمة العرب بل هو ثورة استقلال اقتصادي وتحقيق لإرادة العرب وإعلان صريح عن التطابق التام بين الأهداف المعلنة لحزب البعث العربي الاشتراكي وبين التطبيق الفعلي لتلك الأهداف حين توافرت البيئة والظروف الثورية الملائمة. كانت ثورة البعث في العراق عام 1968 م هي الظرف الذي خلقه الحزب وجماهيره المناضلة وشعب العراق الحاضن للثورة هو البيئة المعطاء العظيمة الجاهزة لاستلام القرار التاريخي الثائر المتحدي الجريء الذي أوقف أنفاس العالم . التأميم كان من بين أعظم البراهين على تطابق النظرية والتطبيق كسمة أخلاقية عند حزب الأمة حزب البعث العربي الاشتراكي.


التأميم قرار شجاع أصدره حزب وقيادة شجاعة جريئة متوافقة أخلاقيا بين ما تحمله من عقيدة ومبادئ معلنة لحقوق العرب بثرواتهم وحقوق استثمارها لتحقيق صيرورتهم الجديدة المصحوبة بكسر حواجز الفقر والتخلف وردم الفجوة السحيقة بينهم وبين ما حققته الشعوب من تقدم تكنولوجي وعلمي وبين استثمارهم للفرصة التاريخية لثورة الحزب في العراق لتحويل النظرية إلى قرارات تطبق ومنهج يعانق الميدان وينتج كل ما بني عليه من آمال سياسية وتنموية .


التأميم أخرج العراقيين عن بكرة أبيهم من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب إلى شوارع وساحات العراق في تظاهرات تأييد لم يشهد لها البلد مثيلا إلا في واقعة واحدة هي انتصار العراق في الحرب التي فرضتها إيران واستمرت 8 سنوات و كانت إحدى أهدافها إلغاء قرار التأميم وسحب القوة التي منحها للأمة العربية عبر ما ترتب عليه من استخدام نظيف وشفاف ونزيه وشجاع مقدام على كل أصعدة التقدم والتطور والازدهار في قاعدة الأمة المحررة , العراق . نعم .. كان العدوان الإيراني الخميني الصفوي الطائفي في أحد أهدافه المستقرة في قعر الباطنية البغيضة لخميني ورهطه هو استجابة لاشتراطات الامبريالية المطرودة من ساحة نهب ثروات العراق مقابل تسليمه السلطة ليكون أداة تدمير للعراق والأمة بعد أن استهلكت كل أوراق الشرطي العتيق ألا وهو الشاه ونظامه.


في ذكرى التأميم الخالد وشعبنا يقاتل أعداء التأميم ومن غزو العراق ليستعيدوا أماكنهم في نهب ثرواتنا نرى إن على العراقيين جميعا أن يخرجوا ليساندوا التأميم الذي قوضته تحالفات الخونة والعملاء الذين باعوا العراق مقابل إعادة الكارتلات الاحتكارية التي طردها البعث وقيادته وشعب العراق عام 1972 . هو مقترح اعرف صعوبة أو استحالة تطبيقه لكنه يأتي من باب تذكير شعبنا بانجازات صفقوا لها حتى أدميت الأكف وساندوها وبذلوا من اجلها الدماء الطاهرة ومن باب الوفاء الذي يليق بالعراقيين.

 





الاحد ٣ شعبــان ١٤٣٥ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠١ / حـزيران / ٢٠١٤ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب الأستاذ الدكتور كاظم عبد الحسين عباس نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة