شبكة ذي قار
عـاجـل










الأهمية السوقية لجرف الصخر :

جرف الصخر هو الاسم الرسمي لمديرية ناحية تابعة لقضاء المسيب تقع على بعد 60 كيلو متر تقريبا جنوب بغداد عنها. ترتبط جرف الصخر بجغرافية منبسطة مفتوحة مع مدينة الفلوجة في محافظة الأنبار ومع العديد من مناطق الأنبار وتشكل الجناح الغربي لشمال محافظة بابل وتتصل أيضا بمحافظة كربلاء التي لا تبعد عن مركزها سوى قرابة 20 كيلو متر فقط. من جرف الصخر إلى المسيب إلى الإسكندرية إلى اليوسفية ثم المحمودية حيث تطل بغداد على المنطقة من أكثر من اتجاه وصوب وقد تقترب المسافة أكثر من العاصمة في جيوب وأخاديد وألسن حيوية جدا. جرف الصخر وما يحيط بها يمتد عنها شمالا وجنوبا بساتين نخيل تظلل بساتين الحمضيات والرمان وعشرات الأنواع من الفواكه الأخرى وتغذي المنطقة انهار متفرعة عن الفرات الذي يقسّم مدينة المسيب ويتجه معانقا محافظات الفرات والجنوب يمدها بالحياة والجمال والعذوبة. يتضح من هذا التوصيف البسيط أن جرف الصخر منطقة إستراتيجية للسوق العسكري للثورة العراقية الباسلة. المنطقة كلها بساتين نخيل تظلل أشجار الفاكهة المختلفة وتشكل بمجملها حديقة واسعة تمتد لمئات الكيلومترات طولا وعرضا تحولت إلى مقبرة لمن قرر أن يعيش في السلطة على حساب دم العراقيين من الفرس ومَن والاهم

 

دلالات التسمية :

كان العراقيون يستخدمون تعبير قاطع عمليات في الإشارة إلى جغرافية معارك الدفاع عن العراق في القادسية الثانية قادسية صدام المجيدة وكانت كلها أسماء لمدن عراقية حدودية أو في العمق الإيراني وأيضا يستخدمونها في الدلالة على قواطع عمليات الفيالق والفرق والألوية العسكرية التي تقوم بمهام معارك الصد ومعارك الهجوم المقابل على القوات الإيرانية التي كانت تحاول احتلال العراق. أما قواطع حرب المالكي على شعبنا فبعض أسماءها :


قاطع عمليات جرف الصخر
قاطع عمليات الفلوجه
قاطع عمليات الكرمة
قاطع عمليات الملعب
قاطع عمليات الجزيرة

 

وبوسعكم أن تضعوا عشرات الأسماء لقواطع أخرى في بغداد وكركوك وديالى والموصل وصلاح الدين فضلا عن الأنبار وستكون هناك عشرات القواطع الأخرى في كل مدن وقرى وقصبات العراق حيث الثورة تتسع وتتجذر.إذن بوسعنا أن نعلن دون أي تردد إن قواطع عمليات الدفاع عن حدود العراق في القادسية الثانية قد انتقلت إلى الداخل العراقي بعد أحد عشر عام من غزو العراق واحتلاله من قبل أميركا ومَن تحالف معها وفي مقدمتهم إيران.

 

اللافت وممكن اعتباره سمة مميزة لقاطع عمليات جرف الصخر انه ابتلع بالموت رتبا عالية في جيش الدمج منها عمداء ركن وألوية وعقداء ومقدمين ورواد ومنهم قادة تشكيلات فرق أو ألوية أو أفواج وهذا يعني إن هذه التشكيلات قد أخرجت عمليا من المعركة. إن هلاك قطعات كاملة لجيش الدمج والمليشيات الفارسية يمكن أن يفهم من خلال :

 

أولا : استماتة المالكي و قادة جيش المالكي للقضاء على ثورة العشائر في هذه البقعة لأنها بقعة الاتصال الميداني التي تعبر عمليا عن انتقال الثورة إلى الفرات الأوسط والجنوب.

 

ثانيا : إن قوة الثورة في جرف الصخر وبسالتها تخترق الهدوء الشكلي والمفتعل لمحافظات الفرات والجنوب وتثبت للعراقيين في المحافظات المحاذية للجرف الباسل أن الحكومة تكذب وإعلامها يفتري في توصيف الثورة الشعبية التحررية الاستقلالية وربطها بالقاعدة أو داعش.

 

ثالثا : الخسائر المدمرة لجيش المالكي ناتجة عن الاستخدام الأمثل للثوار لطبيعة المنطقة التي وصفناها بغابات النخيل والأشجار المزروعة تحت ظلال النخيل يقابل ذلك غباء مطبق لضباط ركن جيش المالكي واغلبهم من العملاء الذين سقطوا في حرب القادسية المجيدة بين هارب ومطرود لسوء أخلاق أو لسوء تدبير مهني وغيرها.

 

نداء الثورة :

الذين يفقدون أبناءهم في قاطع عمليات جرف الصخر كما يسمونه يعرفون الآن إن الثورة قد وصلت إلى الفرات الأوسط طبقا للوصف الجغرافي الذي قدمناه هنا.. ويعرفون إن حكومة الاحتلال عاجزة عن مواجهتها وتحجيم فعلها حتى لو امتلكت ألف جيش غير هذا الذي أسسته أميركا وإيران لإدامة الاحتلال  ..


وأهل الفرات الأوسط والجنوب يدركون إن الارتزاق له وجهين.
إما أن يعتاش الذي دخل الجيش بانتسابه له في تعايش سلمي معه وحين تصل الأمور إلى درجة الحرب على الشعب في قواطع عمليات تشير إلى إجرام الحكومة وانغماسها بمشروع توطين الاحتلال الإيراني للعراق وهذا يمكن فهمه وتفسيره.على انه اضطرار من اجل العيش. بل واجب وحق وصحة قرار الانسحاب كائنة لمجرد أن تكون المواجهة في صراع يراد من وراءه تكريس سلطة حزب أو فئة حتى لو لم تكن مسيّرة خارجيا لأن الوطن فوق أي اعتبار.
أو
انه يدخل معارك ويقاتل وهذا يعني انه مرتزق حرب أو من ميليشيات تابعة لمنهج الاحتلال الإيراني وبرنامج توطينه الذي تقوده حكومة المالكي ومَن اصطف معها  وثمن الارتزاق مزدوج كما ونوعا وهنا يجب على عقلاء ووجهاء وشيوخ الفرات والجنوب التدخل فورا لإيجاد سبل نافذة لردع مَن يقاتل العراقيين في المدن الثائرة تحت ذرائع عقائدية أو ارتزاقية فكلاهما خطأ فادح بحق الوطن والشعب.  


نكرر الدعوة هنا لأهلنا في الفرات والجنوب.. إن قواطع العمليات التي يفقدون أولادهم فيها الآن هي قواطع عمليات في الداخل العراقي والمواجهة فيها خاسرة لأنها تقع بين مغرّر بهم أو مرتزقة وأعوان احتلال وبين شعب العراق ...


اللهم اشهد إننا قد جددنا التبليغ ...
وهم كلهم يدركون معنى كلامنا هذا فهم الادرى بأعداد ورتب الذين يموتون في جرف الصخر والانبار وحزام بغداد والقادم أدهى لأن حرب الشعب ضد سلطة الاحتلال لم تبدأ بعد في صيغتها الشاملة. وقد لاحظنا أعدادا كبيرة من صفحات الفيس بوك تعلوها شعارات الحداد وصور القتل ورتبهم ولسنا ننطلق في موضوعنا هذا من مجرد اجتهاد.


فليهرب من الموت والهلاك مَن يقدر ولا عيب ولا عار في هكذا هروب من قتال أخوة وأبناء قبيلة وبلد لكن العيب كل العيب أن يموت أحدكم في حرب ضد شعبه والعيب كل العيب أن يفتخر أحدكم بمعارك يخوضها ضد شعبه لصالح إيران وممثلي مشروعها الاحتلالي التي كان أبوه وأخوه يقاتل في قادسية صدام المجيدة لمنعه ودحره .






السبت ٢ شعبــان ١٤٣٥ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٣١ / أيــار / ٢٠١٤ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب الأستاذ الدكتور كاظم عبد الحسين عباس نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة