شبكة ذي قار
عـاجـل










تتعرض الشعوب عبر الزمن الى كوارث طبيعية كزلازل أو فياضانات مدمرة أو منازعات تؤدي الى خسائر بشرية أو مادية كبرى أو تعرضها لأحتلال اجنبي وحروب عدوانية غير مشروعه فسرعان ما ينهض الشعب الحي للدفاع عن استقلاله و أمنه رافضاً لها اعتزازا بكرامته وحقه في الحياة , اما الشعوب التي لا تمتلك مثل هذه الصفه أو مقومات القوة الرادعه فأنها تهتز لأي حالة تتعرض لها ذات تدمير مادي او معنوي . ولما كان الاحتلال الامريكي للعراق عملاً مدمراً بكل المقايس والاحصائيات والنتائج الحسابيه فالشعب لم يستكين لهذه الحالة او يستسلم لها فالخيرين من ابناء الشعب العراقي الذين تتمثل فيهم روح المقاومه والصمود والنهوض بمهام وطنية تأريخية كبرى وبالذات ممن تتوسم فيهم المبادئه والتضحية رفض ومواجهة هذه الحاله بمشروع نهضوي يستنهض الهمم والاخلاق وعلى هذا الاساس قام الثوار لمقاومة الاحتلال وممن جاء بهم وما ارتكبوه بحق الشعب العراقي من مصارده للحقوق المدنية والسياسية وعمليات قتل وسجن وتشريد ومطاردة دون سند قانوني يؤشر ارتكابهم جريمة جنائية أو هجوم منظم وعشوائي من قبل السلطة التي جاء بها الاحتلال للإيذاء والانتقام , والموضوع يقودنا الى ممارسات السلطة الحاكمة وكأمر واقع تحتمة الضرورة النظر اليه بعين الجدية من منطلق الضمير والانسانية وفقا للمعايير القانونية , فما يحدث لأهالي محافظة الانبار في الفلوجه والكرمة والخالدية وابو غريب ومناطق اخرى في العراق الذين رفضوا الذل وثاروا ضد تعسف السلطة مع ما لحق بالسكان المدنين غير المشاركين في الاعمال الحربية والاعيان والمنشآت المدنية وقيام الجيش والمليشيات الطائفية محاصرة مناطقهم لمنع دخول المواد الغذائية اليها عمدا وتخطيطاً لغرض تجويعهم بقصد اهلاكهم كأسلوب من اساليب القتل العمد اضافة الى استخدام اسلحة محرمة دولياً كرمي براميل متفجرة على المدن والسكان الأمنين بواسطة طائرات النظام الحربية مما سبب تلوث البيئة واختناق الاطفال والشيوخ والمرضى وتعرضهم للوفاة كما ان استهداف البنى التحتية كقطع التيار الكهربائي ومنع وصول الوقود الى المنشآت الصناعية والخدمية للمواطنين كأسلوب لأيقاف مسيرة الحياة وقصف المدارس والمباني الثقافية ودور العبادة ودور المواطنين ادى الى استشهاد اكثر من (228) شخصا و (1402) جريح في الفلوجة خلال اربعة اشهر من القتال الدائر عليها , والى تهجير قسري ونزوح المواطنين من ابناء المحافظه الى محافضات ومناطق اخرى مجاوره بلغ مئات الالاف جراء القتال الذي فرضته السلطة ومليشياتها الطائفية ولم تكتفي من الاعمال العسكرية المعادية بل راحت بهدم السدود واغراق منطقة ابو غريب والمناطق المجاوره لها بالفيضانات نتج عنه امراض متعددة لتلوث البيئة وتدمير المزارع وهدم عدد من الدور .


وبالرغم من هذه الممارسات غير القانونية التي انتهكت حقوق الانسان والانسانية لم يثني ابناء الشعب العراقي الحر بكل مكوناته وممن دفعه الواجب الانساني والاخلاقي لمقاومة هذا التعسف والطغيان وما يعانية الشعب من مآسي والام لمجابهته بما يملكون من بندقية وقلم لوضع خارطة طريق لبلورة موقف يحفظ حياة الناس وأمنهم وحريتهم وكرامتهم ومقارعتهم للسلطة الغاشمة كواجب انساني وقانوني واخلاقي فكان الحدث السياسي التاريخي انبثاق المجلس السياسي العام لثوار العراق الذي اثبت وجودة الفاعل على الارض وما زال يقاتل طغيان وجبروت السلطة مع ما تمتلكة من معدات واسلحه وذخائر متنوعة ومتطوره الا ان ايمان الثوار في المناطق التي يجري فيها القتال هو اساس كل شيء في المعارك ولا غيره فهو من يحدد المنتصر ويحرز النصر وفي ضوء ذلك وكحقوق مشروعه ينبغي العمل لإسناد مقاومة شعبنا الثائر في المحافظات المنتفضه وهذا واجب يتحتم على الخيرين والوطنين الحقيقين فيه وكل حسب وضعه والدعوة مستمرة في كل الاتجاهات والنواحي . وهو امر مطالب فيه المنظمات الدولية والانسانية لإدانة وفضح الاعمال الوحشية التي تقوم بها القوات المسلحة للسلطة ومليشياتها الطائفية ضد ثوار ابناء العراق فخر الامة وعزها وكرامتها , واسناد المجلس السياسي العام لثوار العراق كونه عمل سياسي تاريخي .






الثلاثاء ٢٠ رجــب ١٤٣٥ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٠ / أيــار / ٢٠١٤ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب الدكتور عامر الدليمي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة